Feb 27 2011, 03:16 PM
بسم الله معزّ المؤمنين العاملين الصابرين المحتسبين، ومذل الخائبين القانطين المثبطين
والحمد لله رافع أهل العلم والعمل إلى المعالي ومكارم المنازل، خافض المرجفين القاعدين الذين لا يتجاوز علمهم حلاقيمهم إلى أرذل الأرذلين
والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى، القدوة حقاً، والمثال حقاً، والمقتدى به حقاً، صاحب الرسالة الغراء، والعقيدة التي لا يأتيها الباطل من خلفها ولا من أمامها ولا من بين يديها، صلوات ربي وسلامه عليه حتى يرضى، ويرضى معه ربنا تبارك في علاه
اللهم إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي، ولك العتبى حتى ترضى يا أرحم الراحمين...
ادلهمّت الخطوب أيها المسلمون، وطبقات الظلم والظلمات صار بعضُها فوق بعض، وفشت بين الناس الرذائل والرزايا والبلايا، واحتار في هذه الدنيا الحليم لولا التعلق بالله وبحبله المتين
نطق فينا الرويبضات دون حياء من الله ولا من الناس، وتصدروا المجالس وقالوا على الله وأحكام الله ما لم تقل به الأولون، ولم يجرؤ عليه المشركون، من تضييع وتغيير وتبديل. فترى آحادهم وزرافاتهم قد شحذوا أسنة رماحهم، ونصل سيوفهم، متمثلة بألسنة غلاظ ترمي المؤمنين بشتى ما يُرمى به أهل الضلال، من شرك وتسفيه وتحقير !!
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
"إنها ستكون سنون خداعات.. يخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن ويكذب فيها الصادق . ويصدق فيها الكاذب . وينطق فيها الرويبضة . قالوا وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة "
فأصبح زمانا هذا بحق زمن العجائب والغرائب، ولم تعد الغربة فيه غربة الأوطان والأجساد، بل زيد فوقها غربة الدين والعقيدة.
هذه رسالة إلى جمع من الناس، أبدأ بفئة:
الحكام في بلاد المسلمين:
وقد أوشك زمان أفولكم وزوال ملككم وتسلطكم على عباد الله:
ما بكم وقد رهنتم أنفسكم دون قيد ولا شرط لأعداء الله؟!
ما بكم وقد ملك أعداؤنا قلوبكم بعد أن ملكوا عروشكم؟
ما بكم وقد ذهب منكم الحياء إلى غير رجعة وبتّم لا تستحون من الله ولا من عباد الله؟
ما بكم وقد " تزينت " عروشُكم بخضاب دماء المسلمين؟
رهنت العباد والبلاد لخدمة أسيادكم الذين أذلوكم وأهانوكم وامتطوكم!!
هل تفعل الدنيا وزينها كلّ هذا بكم فتجعلكم تحبونها مع خياناتكم وعمالاتكم ولا ترجون لأحوالكم هذا تبديلاً ولا تغييراُ ؟
ألم تسمعوا قول الله خالقكم وخالق أسيادكم:
(إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
(إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(المائدة:34،33)
وقول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90).
ألم يصل إلى مسامعكم قول الحبيب المصطفى:
عن أبي يعلى معقلِ بن يسارٍ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: (( ما من عبدٍ يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة)) متفق عليه
وفي رواية لمسلم: (( ما من أمير يلي أمور المسلمين، ثم لا يجهد لهم، وينصح لهم، إلا لم يدخل معهم الجنة)).
أما آن لهذه القلوب الغلف العاصية أن تخشع لقول الله فتنبذ الكفر وأهله والشرك ورهطه وتثوب إلى رشدها وإلى ما أنزل الله؟؟
ألم تتعلموا في أبجديات الحكم أن السياسة هي الرعاية؟؟
فما بالها أضحت عندكم هي التضييع والإذلال والامتهان والتبعية وبيع الأوطان والأعراض؟؟
أخرج البخاري في صحيحة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم، جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال. وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه قال: أين السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله، قال: “فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة"، قال: كيف إضاعتها؟ قال: “إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة”. قال ابن حجر في فتح الباري: “إذا وسد الأمر أي أسند وجعل في غير أهله، والأمر هو الشأن خاصاً كان أم عاماً، وولي الأمر هو الحاكم”.
لقد تقلّبت الأيام على أمة محمد صلوات ربي وسلامه عليه، حتى أصبح حكامُها من أمثالكم، بعد أن كانوا من جنسها، يرعونها ويحرصون عليها ويذودون عنها
أصبح حكامها اليوم من أمثالكم، ومثلكم كمثل العلقمي وشاور وغيرهما، ممن باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم، وباعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل زائل..
تريدوننا أيها " الحكام " أن نعتنق دين الديمقراطية وعقيدة الطاغوت، بعد أن ملككم الطاغوت فأصبحتم أدوات قيادته الفكرية في بلادنا، فاعلموا أن دين الله لا يمحوه أقزام أمثالكم، ولا طواغيت كأسيادكم، فهو دين الله الذي له الأمر من قبل ومن بعد، فماذا تصنعً إرادة العباد مع إرادة ربّ العباد؟!
وكما أن حال الأمة تغير من عزّ كانوا فيه سادة الدنيا وروّاد صدارتها وحضارتها، إلى حال ذلّ وامتهان على أيديكم وأيدي أسيادكم، فإنها لوعد الله وبشارة حبيبه المصطفى عائدة إلى أصل مكانتها، وإلى عظيم شانها، بكم أو بدونكم، وحينها فلتعلموا أن الأمة لا تنسى من خذلها وأسلمها لعدوها، ومكنه منها ومن دمائها وأعراضها، لا تنسى أبداً ما عانت ولا زالت تعاني، فهذا يومكم، الذي سيليه يومنا... واللقاء بإذن الله قريب، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقبلون، في الدنيا وفي الآخرة يوم تقوموا فرادى لربّ الأرباب وقد تقطّعت بكم السبل والأسباب ولم يبق أمامكم إلا الله الحي القيوم المنتقم الجبار، فإن عاش أحدكم ليواجه الأمة حين انبعاثها وإلا فإنه سيواجه الله الذي لا يضيع عنده شيء، وخصمكم يومها أمة لا تعد ولا تحصى، فهل أنتم قادرون؟ وهل أنتم منتهون؟
والغلبة لأمة محمد طال الزمن أو قصر، ولا تبديل لأمر الله.
أما الفئة الثانية فهي:
العلماء
تلك الفئة التي كان الأصل فيها أن تكون هي من تخاطبُ المسلمين ليلتزموا شرع الله ويعملوا به، لا أن تخاطبهم الأمة بهذا، فورثة الأنبياء حقاً هم من لا تلين لهم قناة في وجه التغيير والتبديل والتحريف لآيات الله وأحكامه
وهم من كان ولا يزال وسيبقى أصل عملهم حماية الدين وتبليغه والحرص على أن لا تشوبه شائبة
ذاك كان عمل من سبقونا من علماء الأمة الذين سُطّرت أسماؤهم بحروف من ذهب في قلوبنا قبل كتبنا، فبهم علا شان الدين وارتفعت رايته، واستقام نهج الحكام فلم يغيروا ولم يبدّلوا إلا بعد أن ضعف العلماء واتخذوا مكاناً قصياً.
من العلماء اليوم من هم على شاكلة السابقين السابقين، لا يخافون في الله لومة لائم، يعملون بما يعلمون، رغم الظلم والقمع والجبروت المسلّط فوق رقابهم، فمنهم من قضى نحبه دون أن يقدّم الدنية في دينه، ومنهم من ضمتهم سجون الظالمين إلى جنباتها وظلماتها، ومنهم من لا يزال واقفاً كالطود العظيم يصدح بالحق.
فيا " ورثة الأنبياء " يا من تعلمون أن وراثة الأنبياء إنما تكون بحفظ شريعة ربهم وعقيدته، ما بالكم
تسكتون – إلا من رحم ربي منكم – على ظلم الظالمين؟
وعلى تبديل وتحريف المحرفين؟
وعلى تقتيل وتشريد عباد الله المؤمنين؟
عندكم من العلم ما عندكم، غير أن أعمالكم تخالف علمكم وتخاصمه أيّما خصام
ألم يكن من بينكم من وقف في وجه حكام لمجرد التغيير والتبديل في شيء من السنن فأرجعه إلى صوابه؟
فما بالكم وقد ضرب حكامكم بأحكام الله كلها عرض الحائط؟
أيها العلماء: حكامكم كشفوا ستر الحرائر من المسلمات، وأباحوا الزنا والخمر وقننوا كلّ ما يخالف الشرع تقنين رعاية واحتضان لا منع وتجريم، فأين أنتم يا رعاكم الله؟؟
غابت شمس الخلافة عن ديار المسلمين ورضيتم بكنتونات ممزقة مزقاً مزقاً لتكون دولاً للمسلمين، وكل مزقة منها عليها خائن عميل، فأين أنتم من مساءلة الله لكم يوم لا ينفع مال ولا بنون؟؟؟
عودوا إلى أصل عملكم، احفظوا لله دينه وشريعته، أقيموا دولة القرآن مجدداً، احموا أعراض ودماء المسلمين الذين يُقتلون جهاراُ نهاراً في شتى أصقاع الأرض، ولا تقولوا بالعجز، ولا بالتقية، ولا بعدم القدرة، فتلك أعذار لا يقبلها عقل ولا شرع، فضلا عن أن يقبلها ممن تعذر منكم من يعلمُ السرّ وأخفى.
عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، وعن ابن عمر أيضاً قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يحمل من هذا العلم من كل خلف عُدُولُه ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين» حديث حسن لغيره.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه: "تعلموا العلم فإن تعلّمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام، والأنيس في الوحشة، والصاحب في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والدين عند الأخلاق، والقرب عند الغرباء، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخلق قادة يقتدى بهم، وأئمة في الخلق يقتفي آثارهم، و ينتهى إلى رأيهم، وترغب الملائكة في حبّهم بأجنحتها تمسحهم، حتى كل رطب ويابس لهم مستغفِر، حتى الحيتان في البحر وهوام وسباع البر وأنعامه، والسماء ونجومها.
عن أبي أمامة رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « فضل العالم علي العابد كفضلي أنا على أدناكم»
ذاك متعلق بالعالم النقي التقي الذي يخشى الله ولا يبالي بمن سواه، لا يداهن ولا يجانب الحق إرضاء لغير خالقه جلّ في علاه.
وقال أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه:
"لكل شيء عماد، وعماد هذا الدين الفقه، وما عُبِدَ الله بشيء أفضل من فقه في الدين، ولفقيه واحد أشدُّ على الشيطان من ألف عابد". وقال علي بن أبي طالب:"العلم يُكسِب العالم طاعة في حياته، وجميل الثناء بعد وفاته، وهل بعد هذا من خَلَف!!".
قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى يقول:" قالت لي والدتي: يا بني، لا تتعلم العلم إلا إذا نويت العمل به، وإلا فهو وبال عليك يوم القيامة".
وكان الحسن البصري رحمه الله تعالى كثيراً ما يعاتب نفسه ويوبخها بقوله:" تتكلمين بكلام الصالحين القانتين العابدين، وتفعلين فعل الفاسقين المنافقين المرائين! والله ما هذه صفات المخلصين".
وقال أبوعبد الله الأنطاكي رحمه الله تعالى: " إذا كان يوم القيامة، قال الله للمرائي: خذ ثواب عملك ممن كنت ترائيه"
فعلمكم أيها العلماء إن لم يكن لله خالصاً فبئس العلم هو، وربّ جاهل لم يؤته الله علماً أكرم عند الله من عالم لم يتجاوز علمه لسانه..
فاتقوا الله وكونوا مع الصادقين، كونوا ممن يحمل أمانة العلم حقّ الحمل ويضعها في مكانها، ومكانها هو الحفاظ على شريعة الله من التحريف والتبديل، وإعزاز الدين، والحكم بكتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه
فما كان العلم إلا لنعلم الخالق ونتبع أمره كما يحب ويرضى، فان كان غير ذلك فلا خير فيه ولا فيمن حمله.
أما الفئة الثالثة فهي:
أمّةُ الخير:
التي يقول فيها الحق سبحانه:
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ
وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ
وخيريتنا لا تكون إلا بالتزامنا شروطها
وشروطها كما بيّن الله تعالى:
الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر
والإيمان بالله حقّ الإيمان
فيا امة تخاطفتها أيادي أعدائها
وحلّ الظلم والجور في كلّ فضائها
وتخضّبت بالدماء الطاهرة أراضيها
أما آن الوقتُ أن تعودي كما كنت خير أمة ؟؟
طالك الأعداء ورموك هم وزبانيتهم من الحكام الأنذال في بلادك عن قوس واحدة
واستنسر البغاث في أرضك
أضحت دماؤك لا قيمة لها بين الخلائق، ويكأنّها ماءُ ُ ودماء أعدائك دمُ!!
وأرضك سلباً منهوباً
وأبناؤك خدماً وعبيداً
وحكّامك تبعاً وأذناباً
فماذا بقي من كرامة وعزة يا أمة الخير؟
أين عنك إمامُك الجُنّة الذي تقاتلين من ورائه وتتّقين به؟
أين عنك شرع الله تستظلين بوارف ظلاله؟
هل هذا ما عهده إليك سيد الخلق محمد وصحابته البررة الكرام حين قدموا دماءهم رخيصة ليكون لك بين الخلق وجود ومكانة وهيبة؟؟
يا أمة محمد صلوات ربي وسلامه عليه:
انهضي من سباتك
وانفضي عنك غبار المهانة والذلة
وارفعي عنك ظلم الظالمين من الحكام وأسيادهم
فوالله الذي لا اله إلا هو لن تعودي أمة حية إلا إن أصبح شرع الله، وفقط شرع الله، هو الحكمُ والمرجع
وأن تستظلي تحت راية دولة وطاعة إمام يحكمك بشرع ربّك كما كان عهدُ الأوائل
ألم نسمع ونقرأ قوله تعالى:
فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
ولم نسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم:
عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم" رواه الترمذي وقال حديث حسن
أم أننا نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض؟؟
أيتها الأمة الكريمة،
إنّ وعد الله متحقق لا محالة
وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
وقال:
إنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ * وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ * هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ * إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
ولا يغرنّك كثرة المتهالكين على الدنيا المغرورين بزينتها، ولا كثرة عدد أعدائك ولا فتك عدّتهم
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام قد لاقوا ما لاقوا من تجبّر وضنك وفتك ما زادهم ذلك إلا إيماناً وتسليماً
فهذا ربنا جلّ في علاه يقول لنا:
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
وهذا نبينا الكريم الذي لا ينطق عن الهوى يبشرنا:
عن ثوبان رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى زوى لي الأرض -أي: صغرها وقربها- فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها.
وعن تميم الداري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر
اللهم انصر دينك وأمة نبيك
وأعزّنا بدولة القرآن
وهيّء لنا إماما راشداً يحكمنا بكتابك وسنة نبيك
والعامل لدولة الإسلام، دولة العز والكرامة ليس كمن يصفق لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق