من أهمّ أسس التمسّك بالعروة الوثقى
التعرض للإيمان بالله
والكفر بالطاغوت
التعرض للإيمان بالله
والكفر بالطاغوت
وقفة تأمّـــــل...
إن المسلم مخاطب، من جهة الإيمان والكفر، من الله تبارك وتعالى.
فكما أن الحق تبارك في علاه بيّن معاني الإيمان، كيف يكون، ما ينقضه ويبطله وما يقوّيه في
قلب المؤمن ويزيده، كذلك فقد بيّن الكفر وكيف يكون، وبماذا يحصل.وبمن وبماذا يُكفر.
الله سبحانه وتعالى أخذ على البشر عهداً بأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وأشهدهم على أنفسهم
فقال:
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا
أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ
وبهذا يكون الحق قد أخذ من الناس شهادة على أنفسهم أنه خالقهم وربهم، وحتى لا يكون لهم حجة
حين يلقونه سبحانه فقد أرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين، مبينين درب الحق داعين إليه،
ودروب الشياطين محذرين منها
" وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً"
ومن الجهة المقابلة طلب من الناس، ليستقيم إيمانهم ولكي يكونوا ممن ينطبق عليهم أنهم من أهل
العروة الوثقى، أن يكفروا بالطاغوت
فقال:
( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ
بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )
فجعل الكفر بالطاغوت يسبق الإيمان بالله
وكما قال بعض السلف: أنه لا إيمان إلا من بعد كفر
فلا يكفي ممن يقول أنه آمن بالله تعالى أن يكون قد عرف الله، فآمن بألوهيته وربوبيته، بل وجب
عليه أن يكفر بالطاغوت
وحتى يكفر الإنسان بالطاغوت وجبت عليه معرفته، وإلا فكيف يكفر أحدنا بما لا يعلم وبمن لا يعلم؟؟
لأن معرفة الله والإيمان به تتعلق فيها مسألة الولاء
ومعرفة الطاغوت والكفر به تتعلق به مسألة البراء
فلا يقولنّ مسلم أنه من أهل العروة الوثقى تمسكاً والتزاماً إلا إن كان قد كفر بالطاغوت وآمن
بالله تعالى.
فالقبول بأنظمة وضعية ليست من عند الله تعالى قبول بالطاغوت
لأنه، وكما قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: ما كان من عند الله فهو شرع
وما كان من عند غيره فهو طاغوت
فالقبول بشرائع وضعية، والقبول طوعا السير تحتها وتطبيقها والرضى بها تحطيم لتلك العروة الوثقى
ومظاهرة أعداء الله على عباد الله هو فكّ لتلك العروة الوثقى وانفكاك لها ومنها
ومن معاني الكفر بالطاغوت نبذه ورفضه ومحاربته وعدم الرضا به ظاهراً وباطناً
فمن كان يدّعي الإيمان بالله تعالى وهذه الثوابت غير متحصلة عنده – عالماً غير جاهل - فقد ضرب
ركناً من أركان التمسك بالله وحبل الله تعالى، ولن يكون ذلك إلا على حساب العقيدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق