بســم الله الـرحمــن الرحيــم
يقول الحق تعالى:
( وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتا فَكَرِهْتُمُوهُ )
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ذِكرُك أخاك بما يكره ، قيل : أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه .
روى أبو داود من حديث أنس -رضي الله عنه- أنه -عليه الصلاة والسلام- مر ليلة أسري به بأقوام يخمشون وجوههم بأظفار من نحاس فسأل عن ذلك، فقال له جبريل: هؤلاء الذين يغتابون المؤمنين ويقعون في أعراضهم
حديث عائشة -رضي الله عنها- الذي رواه أحمد والترمذي وهو حديث صحيح برواية أبي حذيفة الأرحبي عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: حسبك من صفية، قال: تعني قصيرة، ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام؟ قال: " لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته "
وعند أبي عن سعيد بن زيد -رضي الله عنه- وإسناده جيد، وهو أيضا من الأحاديث التي فيها الترهيب من الغيبة: إن أربى الربى أو أربى الربا الاستطالة في عِرْض المسلم بغير حق
قال العلماء الغيبة تكون باللسان، وتكون بالإشارة، وتكون بالقول. فلو أن إنسانا ذُكر عنده رجل فأدلع لسانه، هذه غيبة، كذلك تقليده في مشيه، غيبة، وفي حديث عائشة أيضا الصحيح الذي سبق حكيت له إنسانا ومايز قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: وما يسرني أني حكيت إنسانا وأن لي كذا وكذا ما يسرني أني حكيت إنسانا وأن لي كذا وكذا، يعني ما يحكيه بفعله، ما يجوز الحكي والمحاكاة، معناه أنه تقليد، تقليد مشيته، تقليده بشيء من الأمور التي هو يكرهها، فهذه كلها من الغيبة المحرمة
يقول الحسن البصري: والله للغيبة أسرع في دين المسلم من الأكلة في جسد ابن آدم
يقول سفيان بن عيينة : الغيبة أشد من الدّين ، الدّين يقضى ، والغيبة لا تقضى
يقول سفيان الثوري : إياك والغيبة ، إياك والوقوع في الناس فيهلك دينك
نُقل عن علي بن الحسين حين سمع رجلاً يغتاب أنه قال: إياك والغيبة فإنها إدام كلاب الناس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق