الثلاثاء، 24 مايو 2011

أمة الخير...هبّت رياح التغيير فاغتنميها., محاضرة في مدينة خليل الرحمن



Apr 24 2011, 04:59 PM

أعوذ بالله من شرور حكامنا وسيئات أعمالهم،

بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واهتدى بهديه إلى يوم الدين،
أخرج الإمام أحمد في المسند، من حديث أنس من قوله صلى الله عليه وسلم:
{أمتي كالمطر ، لا يدرى ، الخير في أوله أم في آخره }

يقول المولى سبحانه وتعالى:
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } آل عمران26
كلمات نقرأها في كتاب المولى سبحانه وتعالى، ولكن: من يتعظ؟ من يتدبّر؟ من يتيقن بأن الملك كلًُهُ لله؟ وبأن الأمر كلُهُ لله؟ يعطيه من يشاء وينزعه ممن يشاء...يرفعُ ويُعزُ من يشاء، ويخفض إلى أسفل سافلين من يشاء
يمكّنُ من يشاء وينزع القوة والمنعة بين ليلة وضحاها ممن يشاء..من يتدبر ومن يتعظ ؟

أيها الكرام: لما طفح الكيل، وبلغ السيل الزبى ، وهبت رياح التغيير، وخرج المظلومون إلى الشوارع يجأرون، وبإسقاط النظام يهتفون، ورحيل الحكام يطالبون، وصاروا على استعداد لتقديم التضحيات في سبيل تحقيق مطالبهم، أسقط الحكامُ أقنعة الوقار والهيبة، وأظهروا تمسكهم بكرسي الحكم وكأنه حق مكتسب لهم ورثوه عن الأكابر من أجدادهم والأصاغر، ولم يدخروا وسعا للدفاع عنه، ولو أدى إلى قتل الناس جميعا وإفنائهم في حروب طاحنة. فكل كلمة تغيير نطق بها الناس قابلتها رصاصة قناص، أو قذيفة مدفع، أو صاروخ
ومن قبلُ كانوا يُضربون من أعدائهم، فيضبطون أنفسهم، ويحتفظون بحق الرد في الوقت المناسب! ومع كل موجة من المتظاهرين تقابلها زخات الرصاص، وهجمات البلاطجة من أزلام النظام، وتلاحقها الاتهامات بالخيانة والعمالة والتآمر والتخابر مع الخارج وزعزعة استقرار الوطن وأمنه، وغير ذلك من أساليب الفراعنة الملتوية في مواجهة المحتجين من أصحاب المطالب العادلة. فسقط الأبطال على الأرض أمواتا نازفين، ولكنهم ارتقوا إلى السماء أحياء فرحين، ورفع الناس رؤوسهم بهؤلاء الشباب الشجعان، وأيدوا مطالبهم وأمدوهم بالعون وفق ما يستطيعون، ولا عجب، فهم رأس حربتهم، ومقدمة مشروع التغيير فيهم. ولكن هؤلاء الشباب قد خُذلوا مرتين، من الجيوش تارة، ومن السياسيين الذين تولوا أمرهم بعد الإطاحة برأس النظام تارة أخرى. فكل الذي جرى في تونس ومصر جراحات تجميلية لبعض النظم والقوانين، دون تغيير في الجوهر. فبقيت المادة الدستورية التي تنص على أن دين الدولة هو الإسلام، وأن الشريعة الإسلامية مصدر رئيس من مصادر التشريع، بقيت هي هي كما كانت قبل الثورة والتغيير، وهو ما يعني فصل الدين عن الدولة! وبقي الحظر على إنشاء الأحزاب الإسلامية قائما، ولم يتغير شيء يذكر في الإعلام أو السياسة الخارجية، ولم تتزحزح سفارة عدو من مكانها، ولم يعدل بند في بنود معاهدة من المعاهدات المحرمة، ولم يتبدل شيء من الإجراءات على نقاط الحدود وقطع الطريق بين الدول! بل إن الطين زاد بلة لما فتح الباب على مصراعيه لدخول طائرات الكفار وصواريخهم وبوارج حربهم البحرية إلى أرضنا وسمائنا ومياهنا، وبقي القرار السيادي خارج نطاق شبابنا وجيوشنا وحكامنا الجدد! فلا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل

إخواني الكرام:
لسنا اليوم هنا لنمتدح الثورات، ولا لأن نحتفي بها وبما حققته في بعض بلاد المسلمين من انتصار جزئي، ونقول
" جزئي" لأنها حققت انتصاراً على درجة عالية من الأهمية ولكنه ليس كاملاً، هذا الانتصار هو: أن الشعوب في تلك الثورات قد انتصرت على خوفها، انتصرت على يأسها، انتصرت على خنوعها وسكوتها، وهذا انتصار عظيم يُحسبُ لها، وهذا فيه خير عظيم لمن كان له بصر وبصيرة على حركة وسير الأمم والشعوب،،
لكن: هل حققت تلك الثورات أهدافها؟ أو حددت لنفسها الهدف الذي يجب أن يكون؟ هذا الذي سنأتي على ذكره إن شاء الله:
الثورات في عالمنا الإسلامي انطلقت، فهاهي في تونس ومصر لم تضع أوزارها بعد، وليبيا واليمن وسوريا لا زالت في أوج انطلاقتها، وهاهي تتهيأ في السودان وبلاد الخليج وغيرها...
والعامل المشترك بين أهل هذه البلاد كلها دون استثناء: أن ألناس فيها يقمعون ويسجنون ويهانون وتُنتهك كرامتهم، وظلموا بكل ألوان الظلم مسلمين وغير مسلمين من قبل حكامهم،
فنسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يقرؤون ويفهمون ويتعظون ويعملون من بعد أن يتفكروا ويتدبروا..
إخواني الكرام:
إن الله تعالى قد أعطاني في كتابه العزيز قاعدة عظيمة حيث قال: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
فالله سبحانه وتعالى قد أعطى لهذه الأمة الكريمة في هذه الأيام القليلة شيئاً من التغيير لما جعلوا في أنفسهم شيئاً من التغيير، غيّروا قليلاً فغيّر الله لهم، تحركت في نفوسهم نزعة الكرامة والتخلص من الذّل فأعانهم الله على قدر تحركهم بعد أن كان يُقال: أن هذه الأمة ميتة..
وكلما قلنا للناس أن الأمة فيها خير وإن لم تكن بخير، وأن الخلافة قادمة لا محالة قالوا: ذاك حلم بعيد !! فيقدرونها بمائة سنة أو خمسين ناسين أو متناسين أن الله إذا أراد شيئاً أن يقول له كن..فيكون.
أيها الكرام:
إن ما يريده أغلب الناس اليوم أن يُرفع عنهم الظلم والكبت وأن يعيشوا عيشة هنية دون ظلم أو قمع أو إهانة..
هذا حال جلّ الناس، وهذا كان شيئاً من الدافع للتغير والثورة التي حصلت في بلاد المسلمين، تحركوا وانتفضوا وثاروا بعد أن طفح بهم الكيل، ووصل السيل الزبى، وضاقت عليهم الأحوال بتضييق الحكام لها،،
كيف لا؟ وقد استأثر حكام الذلّ والهوان بكل خيرات البلاد وثرواتها وكانوا إن قدموا للناس شيئاً فهو الفتات ولا يزيد.

شاهدت الأمة بأم أعينها كيف أن الحكام لا يقيمون وزناً لأحد منها، كيف جعلوا الناس يذوقون الذلّ والمهانة في سبيل لقمة العيش وهم وأبناؤهم ينفقون المال على لذاتهم وفجورهم!!
كنا ومن عقود نقول أن هؤلاء الحكام إنما هم أدوات للكافر في بلادنا، وحراس للخيرات فيها لصالح أعدائنا، يمكنون أعداءنا منا ومن خيراتنا، كشفنا مؤامراتهم وعمالاتهم، وكيف أنهم ليسوا منا ولسنا منهم،
وكانوا هم من جانبهم يقمعون ويقتلون ويسجنون ويعذبون عذاباً مفضياً للموت كلّ صوت يصرخ في وجههم مظهرأ حقيقتهم ووجههم الأسود القبيح أمام الناس
وكانوا يستخدمون جماعات وأفراداً لتحسين قبحهم وتلميع صورتهم، يعينونهم في التصدي لأهل الحق، بالتضليل والتزييف.
وهؤلاء الذين استخدمهم الحكام لهذا الغرض القبيح، الذين ينبحون بدل الحاكم في وجه المخلصين، استمروا في استخدامهم حين ثارت الشعوب وانتفضت في وجه الطغاة، فحاولوا أن يثبّتوا عروش الحكام – وأنى لهم بعد أن ثار الناس – وأن يثبّطوا من عزيمة الناس، وأوغلوا في التضليل حين وصفوا الحكام وهم على وشك السقوط بأنهم ولاة أمور تجب طاعتهم، وبأن هذه الثورات الطيبة إنما هي فتنة ودعاتها يوقظون الفتن، متناسين أن الفتنة إنما تكون بتضييع شرع الله، وعدم تحكيمه، والصد عن سبيل الله..لأنهم آثروا دنيا حكامهم على الآخرة، وآثروا التبعية للحكام على التبعية لله العظيم، . صحيح أن الإعداد قبل المعركة واجبٌ على جند الحق ودولة الحق..ولكن إذا فرضت معركة على المسلمين ورجحت كفة أعداء الله..فانه لمن النفاق وقلة الحياء بل وقلة الأدب أن تنق ضفادع الخذلان يقولون: ( فلماذا جازف مجاهدو ليبيا وهم يعرفون حجمهم) هذه تخرصات المرجفين..وقد توعد الله من وقع في هذا الإثم حيث قال: (..الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا..قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين) ..والذي أراه وأرجوه من ربي أن ينصر أولئك الأبطال بلا عون من أحد بل بتأييده ومدد من عنده..وحتى يهلك أهلُ الغيظ بغيظهم.

أيها الإخوة الكرام:
لو أردنا تلخيص أسباب الثورات في عنوان واضح جامع لقلنا أن سببها هو: تطبيق النظام الرأسمالي على المسلمين، وحكمهم بدين غير دين ربهم، وتطبيق أحكام عليهم لا علاقة لها بعقيدتهم.
فجميع الأنظمة في بلاد المسلمين اعتنقت عقيدة تناقض دين الله جملة وتفصيلاً، ونحن نعلم علم اليقين أن المسلمين لا يصلح حالهم ولا يستقيم أمرهم، ولا تُحلّ مشاكلُهُم إلا بما ارتضاه لهم ربهم سبحانه وتعالى
هذه قاعدة لا يزيغ عنها إلا جاهل، ولا ينكرها إلا من ارتضى لنفسه ذلّ التبعية للبشر من دون الله،
دين الله تعالى صلح عليه حال المسلمين أكثر من ألف وأربعمائة عام، سادوا فيه الدنيا. عزّ فيها المسلمون وغيرُ المسلمين، استقام حال كلّ أهل التابعية لتلك الدولة من مسلمين ونصارى وحتى اليهود الذين عاشوا في ظلها.
وقد رعى الحكام فيها النصارى وحفظوا لهم ذمتهم وأمانهم، ومن ذلك ما رواه الطّبراني والحاكم من قول الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه: (( إِذَا فُتِحَتْ مِصْرُ فَاسْتَوْصُوا بِالقِبْطِ خَيْراً، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِماً )) وهكذا كان، ولو تمعنا فيما قاله كثير من النصارى وصفاً لحالهم في ظل دولة الإسلام لوجدنا أنهم كانوا في رغد من العيش وسعة وأمن وأمان.

فكانت هذه الثوراتُ على الظلم والطغيان وامتهان الكرامة والأعراض، غير أن المراقب بعين بصيرة يجد أنها خلت من أمر على درجة عالية من الأهمية:
وهو أن من أرادوا التغيير لم يميزوا بين تغيير سطحي يمس القشور فقط، وبين التغيير الجذري الصحيح
فتغيير وجه بوجه، وطاغية بمستبد، ونظام علماني بديمقراطي كلها تغييرات لا تمس جوهر مصيبة الأمة لا من قريب ولا من بعيد، فالنظام الدكتاتوري أخو العلماني أخو الديمقراطي وكلهم يخرجون من رحم واحدة
إن الوعي السياسي أيها الكرام هو مفتاح النجاح في العمل السياسي، وتغيير الأنظمة والتخلص من فسادها وعوارها هو أسّ العمل السياسي اللازم للأمة اليوم
وهكذا عمل يلزمه وعي...وعي للواقع ووعي ووضوح للأهداف، ومعرفة لمكان القوّة وأهميتها
العمل السياسي الناجح يجب أن يرتكز على تلك النقاط ارتكازاً حتمياً،
كلنا شاهد وتيقن من أهمية الجيوش ودورها، وأن باستطاعتها أن تغيّر إن أرادت، وأن تمنع التغيير أيضاً إن أرادت
وفي ذات الوقت نعلم ارتباط هذه الجيوش بالأنظمة، فكان لزاماً على من أراد التغيير أن لا يسير بحسن النية ولا بالمشاعر، وأن يعلم أن الارتكاز على القوة – وبعض منها هو الجيش- أمر حيوي لأي تغيير
وإلا فإن سرقة هذه الثورات البطولية أمر لا يمكن أن ننفيه أو نغض الطرف عنه،

إن أخطر مرحلة في حركات التغيير هو ليس المطالبة بالتغيير، ولاالعمل للتغيير، بل الأهم من ذلك هو تحديد الأهداف من هذا التغيير، وإلى ماذا سيؤول إليه التغيير، وما هو البديل المرجو من التغيير، وهذا للأسف ما لم يكن عند الناس عندما طالبوا بتغيير أنظمتهم. حيث أنهم لم يفرّقوا بين الأفراد والنظام، فظنوا أن مشاكلهم هي بوجود فلان في الحكم وبعضُ الرموز، بينما أن الحقيقة هي في نظام الحكم وليس في أفراد السلطة. وبقناعة أقول أنه لا يمكن التعويل على أية حركة للتغيير ما لم يكن عند الأمة رأي عام على واقعها وعلى غاياتها، ويكون هذا الرأيُ منبثقا عن وعي سياسي على الأحداث ومتغيراتها وإلى أين وصلت. أي أنه يجب تبني الإسلام كنظام للحياة في الدولة وفي المجتمع بشكل واضح وبشكل علني. أما تحت الشعار الوطني المطروح فإن كل من هبَّ ودبَّ سيدخلُ تحت هذا الشعار وسيعمل كلُ طرف على أن يمسك بزمام الأمور ويقود الناس إلى كل جهة، ماعدا جهة تحقيق الحكم الصحيح وفق شرع الله العادل الذي يتفيأ الجميع ظلاله في أمن وأمان! وهذا ما حصل: حيث تغيرت الوجوه في تونس ومصر ولم يتغير النظام فيهما.
وهذا أمر تعلمه أنظمة الغرب تمام العلم، فعملت بعد أيام من بدء الثورة في تونس وكذلك في مصر على حشد عملائهم، وزجّت بهم بين الناس، وأخذوا يطالبون بما تطالب به الناس، ووجهوا حركة كثير منهم حتى استقام لهم الأمر وأبقوا على الأنظمة مع تغيير الوجوه وتغييب الحكام الذين ثار الناس في وجوههم،وبهذا تقزّمت مطالبهم.
إخوتي الكرام: إن من لا يتخذ الإسلام العظيم وأحكامه الربانية قاعدة لكل أعماله فان بوصلة أهدافه ستتقاذفها المصالح، إن عزّة المسلمين لا تكون إلا بدينهم وشرع ربهم، يقول عمر الفاروق رضوان الله عليه: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فان ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله
الغربُ كلّه اليوم يحبس أنفاسه خوفاً من أن يصل إلى الحكم دعاة تطبيق شرع الله تعالى، فهاهم في كيان بني يهود يصلّون كي يبقى بشار الأسد في حكمه، وأجهزتهم قلقة مما يجري في بلادنا، ومسئول غربي يقول أنه لن تقوم خلافة في ليبيا!!
إن الحكام وكلّ أنظمتهم هي الحائل بيننا وبين تطبيق شرع الله، والجيوش باستمرار ولائها للحكام هي أيضاً حائل بيننا وبين الهدف، والثورات حين تصبح تطالب بتطبيق شرع الله فإن الموازين ستنقلب وسيعلم العالم كلّه حينها أن المسلمين أبصروا الطريق وعرفوا الهدف.


أيها الكرام: إن في الأمة الإسلامية اليوم رجالا خير من حكامها، ويستحقون أن ينصبوا لها قادة وحكاما، يحكمونها بالكتاب والسنة وما أرشدا إليه، يخافون ربهم من فوقهم، وبالغنيمة لا يستأثرون، ولديهم القدرة على جمع الأمة الإسلامية على كلمة التوحيد وتطبيق أحكام الشريعة الغراء، وإنهم واعون لمخططات الكفار ضد أمتهم، وقادرون على إعادة أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس، فهم والله أحق بالقيادة وأجدر بالريادة.
وحتى لا يتكرر الأمر ذاته، فإن الواجب ترشيد الانتفاضات على هؤلاء الحكام بالإسلام، ويجب على المنتفضين أن يواصلوا انتفاضتهم حتى يكون التغيير إسلاميا شاملا، لا وطنياً ولا قومياً ولا نفعياً مصلحياً،ولا دولاً مدنيةً.. فلا يُتركُ من مثالب الأنظمة البائدة مثلبا إلا وخلعه، ولا من بنود الدساتير بندا إلا وأزاله، ولا من نفوذ الغرب في بلاد المسلمين شيئا إلا وقلعه. ولا يتأتى ذلك إلا بالعمل مع العاملين لإقامة الخلافة على أنقاض الأنظمة القائمة، فهي التي بها سيتحقق التغيير الحقيقي والجذري القائم على أساس دين الله وحده.
والخلاصة أيها الكرام: أن التغيير الجذري لا الترقيعي السطحي هو المطلوب، والحكم بالإسلام لا بالعلمانية ولا الديمقراطية هو الذي يجب أن يكون لأنه وحده الذي يرضي الله تعالى، والوعي السياسي عامل أساس لكل من أراد العمل للتغيير الصحيح، حتى لا يقع الناس فريسة للأنظمة وللمضلّين الذين يزيفون وعي الأمة ليسلبوها إرادتها.
أختم اخوتي الكرام بخير الكلام:
( عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ أَوْ قَالَ إِنَّ رَبِّي زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا)
ويقول الحق تبارك وتعالى: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) صدق الله العظيم.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمد لله ربّ العالمين

راغب أبو شامة


http://www.pal-tahrir.info/hizb-events/301...6-13-10-49.html

ليست هناك تعليقات: