الثلاثاء، 24 مايو 2011

الأنظمة الحاكمة جبانة..., وأنتم قادرون على تغييبهم وتغييرهم

Jan 22 2011, 07:08 AM
في مشهد ما كان المواطن في الأردن أو غيره من بلاد المسلمين يتخيله أو حتى يلامس أحلامه، قامت
قوات "الأمن" بتوزيع المياه والعصائر على المشاركين في مسيرة وسط العاصمة عمّان!

لو أن هذا الخبر نّشر أو حصلت حيثياته قبل شهر من الآن، لتبادر إلى الأذهان فوراً أن تلك المسيرات
كانت لتأييد الملك في سياساته، أو لتأييد الحكومة في قوانينها، فلو كان الأمر كذلك لما "حملق " أحدنا عيونه وهو يتأمل الخبر، ذلك أن هذا النوع من المسيرات الموجّهة – من قبل – كانت أمراً معهودا القيام به وتنظيمه من قبل أعوان النظام لامتصاص غضب الناس أو لتأييد الملك أو حكوماته المتعاقبة التي تتغير فيها الوجوه ولا تتغير السياسة!!

غير أن الاستغراب هنا سببه أن تلك المسيرات كانت لسبب: المطالبة برحيل الحكومة الأردنية.

نقلت "دنيا الوطن" وغيرها من المواقع، الخبر بالشكل التالي:
" شهدت عدد من المدن الأردنية بعد صلاة الجمعة، مسيرات احتجاجية واسعة شارك فيها الآلاف من المواطنين تزعمتها أحزاب المعارضة الأردنية والنقابات المهنية وذلك للمطالبة برحيل الحكومة وإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية، ووزعت الشرطة على المشاركين علب العصير والمياه المعدنية فيما ابتعدت قوات "مكافحة الشغب" عن التظاهرة."
http://www.alwatanvoice.com/arabic/old/new.../22/166633.html

ووصفت موقف رجال الأمن قائلة:
" واتسم موقف رجال الشرطة الأردنية بالحرص على تسهيل المسيرات، حيث أغلقوا حركة السير باتجاهها، كما وزعوا المياه والعصائر على المتظاهرين بعمان، في مشهد دفع المتظاهرين إلى الهتاف بالقول: "إحنا والشرطة والجيش تجمعنا لقمة العيش".

السؤال الكبير الآن: ما الذي تغير بين ليلة وضحايا فجعل رجال القمع والتنكيل من شرطة ومكافحة شغب ومخابرات يتحولون إلى ما يشبه الحمل الوديع في معاملتهم مع أفراد الشعب؟!

كيف تحولت العصي والهراوات وقنابل الغز المسيل للدموع إلى عبوات مياه وعصير؟!
قد يقول قائل: إن ضربناهم وفرقنا شملهم وشتتنا جمعهم لا يعجبكم، وإن أسقيناهم الماء والعصير لنحميهم من أشعة الشمس أثناء تظاهراتهم أيضاً لا يعجبكم!!

ما لا يختلف عليه اثنان سلمت عقولهما وصحّت عقيدتهما هو أن الحالة الأولى في التعاطي مع الناس واحتجاجاتهم هي جريمة منكرة لا يقبلها شرع ولا ترضاها كرامة.
والحالة الثانية في التعامل مع الناس أمر غير معهود من قبل رجال القمع، وليس هو الأصل عندهم في التعامل مع الناس، وليس هذا نهجاً نابعا من الحرص على الشعب ولا من باب الرعاية الصحيحة له...

بل إن هذا الواقع له ما قبله، حتّم على الحكومة، بل أجبرها أن يكون التعامل والتعاطي مع الناس بهذا الشكل الذي في ظاهره الاحترام، وفي باطنه الرعب من االشعب الذي علمت حكومة الأردن وملكها بعد أحداث تونس الأبية أنه قادر على قلب المعادلات السياسية، وقادر على تغييب حكومات وأنظمة، وقادر على المطالبة بكرامته بشكل يُجبر فيه الأنظمة على الانصياع له انصياع الصغار والذلة، في تبدل واضح للأدوار وتغيير جلي لمراكز القوى!
فالناس في الأصل هم القوة التي يجب على أي نظام أن يحسب لها كلّ حساب، غير أن تلك الأنظمة ما استأسدت على البشر وقمعتهم وأذلتهم إلا بالحديد والنار التي جعلتهم يرضون بالرضوخ والسكوت بل بالذلة والهوان لعقود وعقود.
فما حصل في الأردن، بهذا التوصيف وربطاً بمعطيات حركة الناس وثورتهم، هو انقلاب جلي واضح في عقلية نظام الحكم سببه كرامة المسلمين التي عادت للسطح بعد طول دفن لها.

والأردن ليس بدعاً من الدول ولا الأنظمة، فقد استنفرت أنظمة القمع في كل بلاد المسلمين كلّ طاقاتها وإمكانياتها، وجهّزت غرف عمليات لمتابعة الناس وتحركاتهم لمحاولة استباق ثوراتهم إن بدأ نجمها يلوح بالأفق، وقد لاح، فكما الأردن هناك مصر وسوريا والكويت وكثير من الإقطاعيات الأخرى التي رزح فيها المسلمون تحت نير ظلمهم وقمعهم وامتهانهم.
لذلك وجب أن يعرف المسلمون جميعاً: أن الأنظمة الوضعية هذه التي في بلادهم ما هي إلا فئران مرتعبة خائفة يتملكها الرعب من أدنى حركة كرامة تصدر عن مسلم في بلادها، ومجرد التململ عندهم يرعبهم ويجعلهم يحشدون كلّ أجهزة القمع باختلاف ألوانها وأشكالها ومسمياتها.
فما تنتظرون أيها المسلمون؟ ما الذي يعيقكم عن تحقيق عزتكم وكرامتكم؟ لم تبطؤون عن دين الله وتحكيمه بينكم؟ لماذا لا تنطلقون-كما تونس وأهلها الكرام الشجعان- لما يحييكم ويحيي شريعة ربكم بينكم؟
ما هي إلا سويعات ويكون مصير كلّ حكام الضرار كما مصير ابن علي في بلاد عقبة بن نافع
فاقتعدوا لأنفسكم مقاعد العزّ والكرامة وتخلصوا من أعوان الشيطان الذين يحكموننا بالطاغوت وما يجرّه علينا هذا الحكم من تضييع للدين وكلّ معاني العزّة، ولا يجلب علينا إلا غضب الله وكلّ معاني الذلّة
فأنتم أهل لهذا العمل العظيم، لأنكم عظام بدينكم وعقيدتكم وتأييد ربّكم إن أنتم اخترتم الله ودين الله على كلّ الطواغيت وشرائعهم.
وما ذلك على الله بعزيز.




ليست هناك تعليقات: