الأربعاء، 3 مارس 2010

دماء المسلمين، بين حاكم سفيه وفقيه آثر السلامة وموالاة للعجم وركون إلى جحر الضّب


 ينهى شرعنا الحنيف عن أن نستضيء بنار المشركين ، والاستضاءة هنا تعني أن نشاور المشركين أو أن نأخذ برأيهم ،

وذهب أهل العلم إلى أن الأمر متعلق بحرمة أن يكون للكافرين على المؤمنين سبيلا لقوله تبارك وتعالى:
( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)
 لا أن يكونوا حاكمين لنا عن طريق أذناب هم لهم مطيعين، أتاحوا للكفر وأهله كلّ السبل علينا ، بحيث أصبح المسلمون يحكمون بقوانين الكفر والشرعة الدولية ، ومجلس الأمن ، لا يخالفوها ولا يجرؤا على مخالفتها بعد أن ركنوا إلى الذين كفروا ، ووضعوا كلّ مقدّرات الأمة تحت أقدام أذلّ خلق الله من أمريكان ويهود فبات المسلمون يقتلون ويذبحون ، وهؤلاء الأنذال يشجبون وينددون ، ثمّ آل بهم الحال إلى الامتناع حتى عن شجب أو تنديد، حرصا على عدم إغضاب أسيادهم وأوليائهم ،فلولا أولياء الكفار وأولياء اليهود هؤلاء الذين يحكموننا ما وصل حال المسلمين إلى هذا الذل والاحتقار والمهانة،،

فلو كان بين هؤلاء الحكام رجلا واحدا ذو دين ومروءة يعلنها حربا على الكفر وأهله لما تجرأ أحفاد القردة والخنازير أن يكون هذا حالهم ، ولما تجرأت أمريكا رأس الكفر أن تظل في طغيانها وعنجهيتها ، لو وجدوا من يقول

يا خيل الله اركبي لما جعلوا دماء المسلمين مسفوحة وأعراضهم منتهكه ودماءهم مستباحه،

كل هذا ما كان ليحصل لولا هؤلاء الحكام الذين يخونون الله ورسوله في كل ساعة وكل يوم، فهم ربائب أمريكا وزبانيتها وأعوانها وأولياؤها، وكلّ أحوالهم وأفعالهم تدل على خيانتهم لله ولرسوله وللمؤمنين، ولا يقبل بهم إلا من كان على شاكلتهم ، وكان وكان منغمسا في الجرم الذي هم به

أما من آثر من العلماء أن يسكت في زمن الفتن والمحن ، ورغب عن قول كلمة الحق في وقت نحن في اشد الحاجة لها ، فنقول لهم:

يا من كان الأصل فيكم أنكم للأنبياء ورثة ، وللعلم حاملون عاملون مخلصون إن كنتم رضيتم بالخنوع والسكوت إرضاء لأهوائكم أو خوفا وطمعا في حكامكم فان مهانة السكوت وعدم قول كلمة الحق تكفيكم، وحسابكم على الله،،

فان استمر هذا حالكم فأزيلوا عنكم رداء الوقار الذي لا يليق إلا بمن كان حاملا لأمانة التبليغ حق الحمل ، لا يخاف في الله لومة لائم، فما تطلبه الأمة منكم أن يخرج من بينكم ابن عبد السلام ، والحسن البصري ، وأبو حنيفة وغيرهم ، أولئك الغيورين على دين الله غير الطامعين في متاع الدنيا ،الزائل الذين التزموا أمر ربهم ورسوله ، فذكرهم الذاكرون بخير ، وعند الله نحسبهم ، ولا نزكي على الله أحدا.

فإن لم تريدوا وان جبنتم أن تكون هذه مكانتكم ، فقارعة الطريق هي منزل المرجفين الخائفين المثبّطين لعزائم المسلمون،

تنحوا ، فإنّ لهذا الدين رجال يصدقون بإذن الله ما عاهدوا الله عليه ، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، رجال قادرون بإذنه تعالى أن يعيدوا للامة مجدا تليدا ، ويرفعوا عنها مهانة وذلا، قادرون على أن يقولوا بملء أفواههم لا يخافون إلا الله : ألا يا خيل الله اركبي ، ألا يا خيل الله اركبي

إن الساكت عن الحق في زمن يطلب فيه الحق لا يمكن إلا أن يكون بشكل أو بآخر محقق لإرادة أمريكا وكفار الأرض بأن لا يقف في وجهها ولا يعارضها قي غيّها وطغيانها ، وإلاّ فما حجته عند الله؟

إن التبريرات التي يبررون للمسلمين بها فعل أمريكا ودول الكفر من محاربة للإرهاب ، وعدم جواز قتل الأبرياء، وأن الكفار منهم المؤمنون ومنهم المعتدون ، وأن إيماننا بالله يجمعنا وإياهم ،،، كل هذا مردود على قائله الذي لا يخدم فيما يقول مسلما ، ولا يرفع به ضيما ، ولا يعيد به عزة ولا كرامة ، بل هو زيادة في امتهان نفسه وامتهان واحتقار المسلمين ، وإمعان في التعدي على أوامر الله تبارك وتعالى ، الذي أعطى لمن كان غير مسلما وصفا واحدا لا ثاني له: أنّه

كافر ، فلماذا لا يقبل أؤلئك الحكام الأنذال أن يصفوا الكفار بوصفهم الذي وصفهم الله به؟؟ ولماذا يفعل ذلك أيضا بعض علماء السوء؟

هل يستحون من وصف الله تبارك وتعالى ؟؟ أم يرونه لا ينطبق على أوليائهم أولياء الشيطان؟؟؟

حاشا لله أن يصف مسلم صحّت عقيدته وسلم عقله الكفار إلا بوصفهم كفارا، هكذا بيّن الله ورسوله وهنا حد المسلم الذي يقف عنده في هذا الأمر ، ومن يتعدى ذلك فان الله عز وجل ملاقيهم حيثما شاء وكيفما شاء ولا يظلم عند الله

يقول الحق تبارك وتعالى:

(لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَـافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَىْء إِلا أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـاةً وَيُحَذّرْكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ)

وما نراه اليوم هو خلاف ذلك تماما ، حيث نرى المتخاذلين الجبناء الذي يحكمون المسلمين أولياؤهم الطاغوت رأس الكفر أمريكا ، ولا

يهمنا أكان ولاؤهم خوفا أو طمعا ، بل التحريم هو للولاء ابتداء فلا يحتاج إلى معاذير منهم ، فمجرد ولائهم لهم دخلوا في حلف الشيطان ضد المسلمين فوجبت البراءة منهم ومما يصنعون، كي لا يلحق من يسكت عن كفرهم وظلمهم ما يلحقهم من لعنة وغضب الله عليهم،

فهذا أمر الله تعالى لمن آمن به واضح لكي لا يكون لأحد منا حجة يوم نلقاه ، يقول تعالى:

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَاءكُمْ مّنَ الْحَقّ)

ويبين العاقبة لمن يفعل ذلك فيقول:

وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ

إنّ أمريكا ومن شايعها ومن قبل بها هم أعداؤكم وأعداء الله تعالى، ولا يجوز أن تكون معهم علاقة إلا هذه العلاقة فقط، علاقة العداء والمحاربة لكونهم أعداء ومحاربون لدين الله ولمن آمن بالله تعالى، فلا مودّة ولا صداقة ولا محبة لأمريكا ولا لحكام المسلمين الذين باتوا عبيدا تحت أقدامها ،،، فمن أطاعهم وسمع لهم فقط أطاع ولبى نداء دعاة على أبواب جهنم فدخل فيها معهم.

طال زمن سكوت المسلمين دون أن يحددوا علاقتهم مع الكفر وأهله،

فعلى كل من آمن بالله ربا وبمحمد (ص) نبيا أن :

يغيّر منكر هؤلاء الحكام

وأن لا يطيعهم ، ولا يحتكم إلى شرائعهم شرائع الكفر

وأن ينبذهم هم وأعوانهم ومن يعينهم على باطلهم

وأن يعمل على إزالة منكرهم بإزالتهم

وأن يعمل من دعاة الحق المخلصين لإقامة شرع الله في الأرض،وينصّب على المسلمين حاكما واحدا يحكمهم بكتاب الله وسنة نبيه،،،، هذا لمن آثر النجاة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.

اللهم إنا قد بلّغنا ، اللهم فاشهد ، اللهم فاشهد، اللهم فاشهد

"يا أيّها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم"

وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.