الجمعة، 16 يوليو 2010

حزب التحرير محظور, ومحظورة نشاطاته

بمناسبة مؤتمر حزب التحرير/غزة 13/7/2010

قد يتبادر إلى الأذهان أول ما يتبادر حين قراءة العنوان أن أمريكا حظرت حزب التحرير وألقت شباك التعتيم والمنع على نشاطاته

أو أن حزب التحرير يلاحق أفراده ويُطاردون في الدنمارك واستراليا وبريطانيا وبنغلاديش وتركيا والأردن وغيرها من بلاد المسلمين وبلاد العجم.

لكن، هل يخطر على بال مسلم موحّد يرنو إلى العزة والمجد والسؤدد والكرامة بعد الهوان والذل أن يكون التنكيل وحظر النشاطات التي يقوم بها

حزب التحرير تحصل في غزّة هاشم؟!

هل يرد في خاطر أحد أن تقوم الأجهزة " الأمنية " لحكومة حماس في غزة بضرب واعتقال وملاحقة شباب حزب التحرير لأنهم كانوا يحضّرون لمؤتمر يحيون فيها ذكرة هدم دولة الإسلام؟!

في ذلك المؤتمر الذي كان مزمعاً عقده أراد حزب التحرير - كما هو الحال دائماً- أن يذكر المسلمين بمجدهم، وعزتهم وكرامتهم، يذكرهم بحالهم المجيد يوم كان لهم دولة وعليهم إمام يحكمهم بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلوات ربي وسلامه عليه

أراد أن يشحذ همم المسلمين، ويعيد إليهم في أنفسهم ثقتهم بدين ربهم وعقيدتهم، التي هي سرّ فلاحهم ونجاهم إن هم حملوها حق الحمل

وسرّ بلائهم وشقائهم إن هم ضيّعوها وتخاذلوا عن حملها وتطبيق نظامها

حزب التحرير في مؤتمراته ومحاضراته وندواته يرفع راية العقاب، راية نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم

التي تعطي وصفا لمن يستظلون بظلها:

أنهم عباد لله من دون الناس

وأنهم لا يرتضون أن يُحكموا بغير شريعة نبي الله الذي كانت تلك رايته

وأنهم ينبذون الطواغيت وأحكامهم وشرائعم

وأنهم يريدون جمع المسلمين، كلّ المسلمين تحت هذه الراية التي فرضها الله تعالى حين فرضها نبيه صلوات الله عليه بأمر ربّه، فهو لا ينطق عن الهوى

وأن يبتعد المسلمون عن التفيّؤ بظلال رايات عـمـيّة، رايات التفرقة، رايات العجم الذين فرضوها يوم غابت شمس خلافة المسلمين عن أرض الله

مؤتمرات حزب التحرير تلك غايتها: تطبيق حكم الله وشريعته

وتعبيد الناس لربّ الناس من دون الناس

ومؤتمر حزب التحرير في غزة هاشم كانت تلك بعض أهدافه وغاياته

فمن يحارب تلك الأهداف؟

ومن يقف في وجه تلك الغايات؟

ومن يعتقل ويضرب ويطلق النار على من يسعى إلى تلك الأهداف والغايات إلا إن كان لا يؤمن بها ولا يقبلها ولا يدعوا إليها ويحاربها ويحارب دعاتها!!

فحظرُ حزب التحرير وحظر نشاطاته هو حظر لأهدافه وغاياته.

ومحاربته محاربة لما يعمل ويدعو له.

فإن حظرت ومنعت ولاحقت وطاردت شبابه أنظمةُ ُ فإنه في هذه الحالة يوجد متغير وثابت

المتغير هو البلدان التي يُحظر فيها والزمان الذي تحصل فيه الأحداث

والثابت هو: أن كل من حاربوه واجتمعوا على حظره وملاحقة شبابه جمعهم عداؤهم لدين الله وتطبيق شريعته على الأرض

كائنا من كانوا

وبغضّ النظر عن التبريرات الواهية المقيته التي ساقوها ويسوقونها وسيسوقوها.

وأولئك الذي يحكمون في غزة هاشم ويظنون أنهم حكومة ذات سيادة وولاية حالهم كحال سلطة دايتون في الضفة الغربية في فلسطين المحتلة من بني يهود

كلهم خاضعون لإملاءات وشروط أسياد لهم، ليوجهوا عصيهم وبنادقهم إلى صدور المسلمين، وليعتقلوهم ويضربوهم ويُنزلوا بهم أشنع الإعتداءات.


عدنان الضميري المتحدث باسم الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله يقول أن حزب التحرير محظور حتى في إمارة حماس في غزة

سبحان ربي لا اله إلا هو!!

ما اتفقوا على شيء، ولا توصلوا بعدُ إلى هدنة فيما بينهم

غير أنهم اتفقوا على أن يكونوا جنوداُ لدايتون وأمريكا وباقي العجم يحاربون المسلمين، ويعتدون على دعاة تطبيق شرع الله وإقامة خلافة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه!!

ثم بعد ذلك يدّعون أنهم يريدون إماماً ودولة تحكم بكتاب الله وسنة نبيه؟!

أيستغبون الناس ويحتقرون عقولهم لهذه الدرجة المخزية المزرية؟؟

من يريد شرع الله فإن طريق شرع الله معروف معلوم

وهو بكل بساطة: دولة كدولة النبي صلى الله عليه وسلم

تجمع المسلمين كلهم

تطبق عليهم شرع الله

دون زيادة ولا نقصان

توالي من والى الله ورسوله

وتعادي من عادى الله ورسوله

يتخذون المؤمنين أولياء من دون الكافرين، ليكونوا جميعا على قلب رجل واحد، إمام يحكمهم بكتاب الله وسنة نبيه

سلمهم واحدة، وحربهم واحدة

فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون

فإن دين الله ليس شعارات مشاعرية لا واقع لها

ولا تلاعب بالعبارات والألفاظ ليرضى عنا أعداء الله

ولا احتكام الى الطاغوت والشرعة الدولية التي ما كانت وما وُجدت إلا للحفاظ على كينونة الكفر بمجموعه في وجه سلطان المسلمين

من أن يقوم ويرجع كما كان، يهدد أمنهم، ووجودهم، ويقضي على كياناتهم إلا إن نزلوا تحت حكم الله.

الأجهزة القمعية في غزة هاشم أضحت كما باقي الأنظمة في بلاد المسلمين: تريد حجب نور الله، ومنع العاملين للخلافة من الوصول إلى غايتهم

لكن: هيهات ثمّ هيهات لهم أن يكونوا على قدر المساواة في القوة والكيد مع من أمر بالعمل لإعادة الخلافة وقضاها حتما مقضيا

سبحانه وتعالى أن يكون الأقزام أينما كانوا ومهما كانت عدتهم وعتادهم قادرين على أن يحجبوا نور الله عن أرض الله، وأن يمنعوا خلافة راشدة ثانية من أن تقوم، فإن ربنا وربهم، خالقنا وخالقهم، مالك أمرنا وأمرهم حكم من فوق سبع سماوات فقال:


وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

ونبيه الكريم صلوات ربي وسلامه عليه يقول:

( تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ الله ُأَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيّاً ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ،

ثُمَّ سَكَتَ ).


وأنتم أيها الأشاوس، شباب حزب التحرير

أيها الغرباء في زمن غُيّبت فيه أحكام الله وشريعته

لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم

لا يضركم من حاربكم وآذاكم، فإنهم لن يضروكم إلا أذى

وأنتم ترجون من الله ما لا يرجون.

بشراكم وقد تكالبت عليكم الأمم، كما تتكالب الأكلة إلى قصعتها

التميز والتمييز، والمفاصلة من سنن الله في كونه

فكيف سيميز الله الخبيث من الطيب إن لم نُبتلى

ولا تمكين إلا من بعد ابتلاء

رحمكم الله، وثبّت على الحق أقدامكم، وسدد رميكم.