الخميس، 16 أغسطس 2012

أشهدوا الله على تخاذلهم أمام بيته العتيق



في اجتماعهم قبل يومين في مكة المكرمة، مهبط الوحي والرسالة ومبعث النبوّة،
شهد حكام العرب والمسلمين على أنفسهم بالتخاذل عن نصرة المسلمين وعن
حفظ دمائهم وأعراضهم!!
اجتمع القاتل المباشرُ مع المعين على القتل مع الشياطين الخرس الذين شهدوا
المجازر في الشام وصمتوا صمت أهل القبور!!
حاكم ايران، حامل لواء الحفاظ على المجرم بشار ونظامه، والذي صرّح متحدث
عنه قبيل القمة بأنهم لن يقبلوا تعليق عضوية سوريا، ممثل نظام ايران هذا الذي كان
ولا يزال يزوّد نظام بشار في الشام بكل احتياجاته العسكرية واللوجستية  التقى مع
 ملك "السعودية" في مكة بعناق حارّ لفت انتباه المراقبين، فقد كان الطرفان الى
 وقت قريب يقذفون بعضهم بعضاً بتصريحات تنمّ عن الكره والعداء، لدرجة
 أن الملك وصف ايران برأس الأفعى الذي يجب قطعه!! فما بالهم اليوم يلتقون
 بالعناق والقبلات؟



ولم يقتصر هذا العناق وتلك القبلات على لقاء الملك مع نجاد، بل أن للرئيس
 المصري الجديد حظّ وافر منها، فقد التقيا وتعانقا بذات درجة حرارة لقاء نجاد
 مع الملك، كيف لا والنظام المصري قريب عهد بعلاقة وثيقة حيوية مع ايران
 بفتحها لقناة السويس أمام شحنات الأسلحة الإيرانية – كما الروسية والصينية –
مروراً ووصولاً الى ميناء طرطوس السوري حيث يتم تفريغ شحنات الدمار تلك
 ليستخدمها بشار في قتل أهل الشام!!

هذا المجرم الايراني الذي احتضنه الملك واحتضنه مرسي كما غيرهم هو مجرم بامتياز!!
ملطّخة يداه ولا تزالان تقطران بدم أهل الشام الطاهر، جنوده في الشام وسلاحه في
الشام وخبراؤه في الشام يقاتلون جنباً الى جنب من مجرمي بشار!!
فبأيّ وجه تقابلون الناس يا من ترحّبون بالقتلة والدم لا يزام يُراق؟!
تبتسمون وتضحكون في وجه من تسقط نيران أسلحته حمماً حارقةً مدمّرةً  البشر
والحجر والشجر!!

وعن جرائم هذا الرئيس الايراني ونظامه المستمرة اسمعوا ماذا يقول  موسى الموسوي
في شهادته التي نقلها عن المرجع الشيعي السيد رضا الزنجاني: 
(إن حراس الإمام الخوميني المشهور بالحرس الثوري قد ارتكب من المجازر والمذابح
بحق المخالفين للخوميني [يعنى أهل السنة ومجاهدي خلق] ما تقشعر له الأبدان,
وقد نشروا الرعب في أرجاء إيران.
وقال: لقد بلغ التوحش وتدمير الأخلاق أوجه في الجمهورية الإسلامية التي أسسها
الخوميني ما لم يحدث حتى في العصور المظلمة والقرون الوسطى، فهذه الزمرة
المتوحشة تغتصب فتيات أهل السنة ومجاهدي خلق قبل إعدامهن, حتى أن ابنة
أحد الأطباء المعروفين قد عثرت أمها بين مخلفاتها التي حملت إليها بعد إعدامها هذه
العبارة التي كتبتها على قميصها بالمداد [يا أبتاه, إن حرس الثورة تجاوزوا على
شرفي سبع مرات, وها أنا أساق إلى الموت بلا ذنب أو جرم) !!

الرؤساء والزعماء والملوك التقوا، تعانقوا متحابين أو متباغضين،
 فأمثال هؤلاء لا يستقر لهم حال في الحب أو البغض، ذلك أن سياسة حبّهم
وبغضهم تابعة لمدى الرضى الحاصل عند سادة كلّ منهم عن الآخر،
واجتماعهم هذا الذي أشهدوا عليه الناس وربّ الناس بجانب خير بقعة على أرض
 الله ليس أكثر من مسرحية هزلية خائبة لا يرجى منها شيء ولا ينتج عنها خير،
 وهذه الحركة السياسية تأتي في وقتٍ عنوانه: الفراغ السياسي الدوليّ المتعلق
 بالشأن السوريّ!!
فكان اجتماعهم مجرد ديكور يخفي وراءه عجز دول العالم، التي يتبع لها هؤلاء
 الحكام، عن احتواء الثورة السورية أو على الأقل وضعها على بداية طريق
 يرسمونه لها، عجزوا عن استثمار كلّ المهل والبعثات التسويفية الخالية من
 أي مضمون، حتى أعلن مبعوث العرب والعجم عن استقالته لانغلاق آفاق
الحل السياسي أمامه!!

في قناعتي أن مثل هذه القمم ما كانت لتكون برأي الحكام وإرادتهم، إذ أنّ
اجتماعهم  لا يعوّل عليه الناس شيئاً، فقد أصبحت هكذا قمم ولقاءات محلّ سخرية
 وتندّر عند الناس لعلمهم أن هؤلاء عاجزون عن اتخاذ قرار أو إمضاء أمر من
 الأمور الحيوية المصيرية دون إذن السيّد في البيت الأبيض وأوروبا!!
يعلمون وهم يستقبلون الكعبة أن الناس أصيبت بالاشمئزاز منهم ومن سياساتهم
 التخاذلية.
ففي الوقت الذي تنظر فيه عيونهم للكعبة المشرفة الشاهدة على نذالتهم، يصرخ
 خلفهم ملايين المسلمين الذين يعانون من القتل والدمار والانتهاك بكل ألوانه
 وصنوفه!!
تصرخ ميانمار كما تصرخ الشام وباقي بلاد المسلمين، تستصرخ ولا مجيب،
 تستنجد فلا تجد إلا التخاذل منهم ومن جيوشهم الرابضين كما النعاج في ثكناتهم
وهم يرون الدماء ويشمّون روائح جلود المسلمين تحرقها النيران!!

يقول نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه:
لا يقفن أحدكم موقفًا يضرب فيه رجل ظلمًا؛ فإن اللعنة تنزل على من حضره
 حين لم يدفعوا عنه"
(رواه الطبراني).
فما بالكم بحجم اللعنات على الظالمين المجتمعين في أكناف بيت الله؟!
 ويقول صلوات الله عليه:
(ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه
 من حرمته، إلا خذله الله - تعالى -في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد
 ينصر مسلما في موطن ينتقص  فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته،
 إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته))
رواه أحمد

ولما ضرب ابن ملجم لعنه الله عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - دخل بيته
 فدعا الحسن والحسين - رضي الله عنهما - فكان من وصيته لهما:
 وكونا للظالم خَصْمًا، وللمظلوم عَوْنًا.


يقول المولى سبحانه:
{وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ
 الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ
 وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً}
 [النساء: 75].

قال القرطبي رحمه الله تعالى:
 (فإذا كان ذلك - غلبة العدو على قطر من الأقطار المسلمة وعجزوا عن دفعها –
وجب على جميع أهل تلك الدار أن ينفروا ويخرجوا إليه خفافا وثقالا كل على قدر
 طاقته، من كان له أب بغير إذنه، ومن لا أب له، ولا يتخلف أحد يقدر على الخروج
 من مقاتل أو مكثر، فإن عجز أهل تلك البلدة عن القيام بعدوهم كان على من قاربهم وجاورهم أن
يخرجوا على حسب ما لزم أهل تلك البلدة حتى يعلموا أن فيهم طاقة على 
القيام بهم ومدافعتهم، وكذلك كل من علم بضعفهم عن عدوهم وعلم أنه يدركهم ويمكنه
غياثهم لزمه أيضا الخروج إليهم)



وهذه لمرسي لعله يستشعر شيئاً من أيام العزّة في أرض الكنانة:
 دخل أبو بكر الطَّرطوشي - رحمه الله - على الأفضل بن أمير الجيوش وهو
 أمير على مصر فوعظه ونصحه ومن ذلك أنه قال له: فافتح الباب، وسهِّل الحجاب،
 وانصر المظلوم، وأغث اللهوف أعانك الله على نصر المظلوم، وجعلك كهفًا للملهوف،
 وأمانًا للخائف.


هؤلاء الذين اجتمعوا في رحاب بيت الله في خير أيام الله لم يتركوا بقعة في بلاد
 المسلمين الا وشهدت عليهم وعلى تخاذلهم ونذالتهم وتفريطهم بالأرض والعرض
 والدم، كما لم يتركوا زماناً الا وشهد عليهم كما يشهد المكان!! 

نوقن أنّ الله تعالى ناصرٌ عباده وحازمٌ أعداءه
كما نوقن أن المستقبل لدين الله وعباد الله
وأن الزمان الذي يسود فيه شرع الله تعالى سيخلوا من أمثال هؤلاء ومن نذالة هؤلاء
ومن صنوف العمالة والتبعية التي أوصلتهم الى مداركٍ هي مادون العبيد.

ودولة شعارها: لا إلى إلا الله محمد رسول الله
عنوانها: دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوّة
كفيلة بأن يكون عندها العلاج الكافي والشافي لأمثالكم.



الأربعاء، 15 أغسطس 2012

سقفُ النظام لا يتخطّاهُ مَن رضي به



جماعات " الإسلام المعتدل" التي تحكم أو تشارك في الحكم في بلاد المسلمين مهما
 حاولت أن تضلّل الناس وتوهمهم بقدرتها على فعل ما لم يستطع غيرها من قبلها فعله
أو تحقيق إنجازات للناس وللبلد وللدين لم ينجزها أحد قبلها ...فلن تفلح!!
 ذلك أن من رضي أن يكون سقف عمله السياسي ما دون سقف النظام الطاغوتي
 الذي شاركوا من خلاله لا يمكن أن يكون قادراً على الخروج من قيد قوانينه
وأنظمته إلا إن أرادوا الحق فنقضوا النظام من جذوره ووضعوا بدلا منه نظاماً
 يقوم على دين الله وشرعه كما أوهموا الناس من قبل.
 أما دون ذلك فهم والنظام الوضعي ومن حكم به من قبلهم سواء بسواء ولم تتغيّر
 إلا "ديكورات" زائفة، إن لم يدرك الناس زيفها اليوم فسيدركونه في قادم الأيام،
 إذ أن الأحداث كفيلة بتعريتها مهما حاولت أن تُظهر للناس عكس ما تخفيه.
لذلك...
مهما اشرأبّت أعناق دعاة الترقيع الذين يقبلون أن ينضووا تحت أحكام دستورٍ
وقوانين وضعيةٍ فلن يستطيعوا يوماً أن يفلتوا من القيد الذي وضعوه بأنفسهم
في معصمهم، وما الوعود الزائفة الموهومة التي يطلقونها قبل الإنتخابات
وبلا حياء يستمرون بإطلاقها بعد الفوز ما هي إلا جعجعات فارغة
 ورجعُ صدى لزيف دعواتهم الباطلة وأسسهم المتهالكة!!
فسقف هؤلاء - لو يعلمون- لم يرتفع عن مستوى الأقدام والنعال!!
فقيادة الناس ورعاية شأنهم هم أبعد ما يكونوا عنها وعن كمال وتمام معانيها
ذلك أنّ الساسة الحقّة لا يتولى شأنها إلا مَن عرف ربّه والتزم شرعه وعلم
أن حياته ليست أغلى من دين الله، فهو إما عزّ وإما ذلّ، إما تطبيق لدين
الله بالتمام والكمال أو تفريط وتضييع وخيانة!!