الخميس، 29 ديسمبر 2011

ما الذى يجمع بين الغنوشى وغليون وإيباك؟ ...بقلم د . رفعت سيد أحمد





ترى ما الذى يجمع بين الزعيم التونسى الإسلامى (راشد الغنوشى) ، ورئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالى السورى : برهان غليون ، وبين منظمة إيباك الصهيونية ؟
   
هل هو كراهية الاستبداد العربى والثورة عليه ، أم هى المصلحة والمحبة والعلاقات الدافئة مع أعداء الأمة من الصهاينة والأمريكان ؟

 مناسبة هذا السؤال هو ما تداولته الأنباء خلال الأيام الماضية عن قيام راشد الغنوشى بتلبية دعوة معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الذى أسسته وترعاه منظمة إيباك الصهيونية بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية ، وإلقاءه محاضرة فى المعهد يعلن فيه – قولاً وسلوكاً – التطبيع مع العدو الصهيونى ؛ أما برهان غليون والذى يرأس المجلس الانتقالى السورى الذى كونته جماعة الإخوان المسلمين بدعم علنى من المخابرات التركية والفرنسية ، فلقد قال فى حوار غاية فى الأهمية مع صحيفة (وول ستريت جورنال) بأن مجلسه إذا جاء لحكم سوريا سوف يقطع علاقاتها بالمقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية ، وسوف يقطع العلاقات مع إيران (لأنها علاقات غير طبيعية) وفقاً لكلامه ، و(أنه سيقود أوسع عملية لإعادة توجيه السياسة السورية تجاه تحالف مع الدول الخليجية الموالية لواشنطن) وأنه سيسعى إلى استرداد الجولان بالحوار والتفاوض ليوقع اتفاقية تماماً مثل اتفاقية (كامب ديفيد) ، والسؤال الآن .. ما الذى يجمع هؤلاء الثلاثة (الغنوشى – برهان – إيباك) فيما قالوه أو فعلوه خلال الأيام الماضية ؟ الإجابة سنسجلها فى النقاط الموجزة التالية

 أولاً : كنا ممن أحسنوا الظن بالدكتور راشد الغنوشى ، خاصة أن من عرفنا عليه وعلى فكره المستنير فى أوائل التسعينات من القرن الماضى ، هو الصديق والمعلم الشهيد د. فتحى الشقاقى (مؤسس وأمين عام حركة الجهاد الإسلامى فى فلسطين) ، وظللنا متعاطفين مع الرجل ومحنته فى الغربة (20 عاماً) ، إلا أن ما ارتكبه من جرم وطنى قومى وإسلامى ، خلال الأيام الماضية ، متمثلاً فى قبوله لدعوة مؤسسة (إيباك) الصهيونية ، ومعهد دراسات الشرق الأدنى لزيارة واشنطن والجلوس إلى عتاة المحافظين الجدد فيها ، وإعلانه من هناك أنه لا عداءاً مطلقاً مع إسرائيل ، وأن تونس الجديدة لن يتضمن دستورها أية إشارات بالعداء للكيان الصهيونى وأنه لم يعد يتفق مع مقولة إيران بأن أمريكا هى الشيطان الأكبر ؛ هذا الانهيار الأخلاقى والسياسى لدى الرجل الذى كنا نحسبه إسلامى مستنير ، وثورى ، وكنا نظنه – وهو أول من يعلم حجم الجرائم الأمريكية والإسرائيلية ضد الفلسطينيين والعرب طيلة الـ 65 عاماً الماضية – سيكون أكثر تعاطفاً مع الحقوق الفلسطينية التى يأتى على رأسها حتمية العداء للمشروع الأمريكى الصهيونى ، وحتمية أن تقوم الثورات الجديدة بمساندة المقاومات العربية وفى طليقتها المقاومة الفلسطينية بأضعف الإيمان وهو مخاصمة المشروع الأمريكى – الصهيونى ، إلا أن السيد راشد الغنوشى وعند أول إشارة من اللوبى الصهيونى فى واشنطن – الذى يبدو وكأنه الراعى الرسمى لبعض ثورات الربيع العربى – ذهب إلى هناك مهرولاً ، ومرحباً بالعدو الصهيونى ، ولاعناً المقاومة التى طالما تغزل فيها هو وشيخه (القرضاوى)صاحب اشهر الفتاوى لاباحة التدخل الاجنبى واكسابه شرعية اسلامية يرفضها اصر طفل يغهم فى الاسلام ؛ فإذا بالمقاومة اليوم عبء عليه وعلى ثوراتهم الأمريكية الملوثة




 ثانياً: أما تصريحات (برهان غليون) ، فهى بصراحة الأكثر صدقاً فى كل ما قاله (غليون) منذ وضعه الإخوان المسلمين على رأس المجلس الانتقالى هذا ؛ فالرجل عبر بصدق عن المخطط الذى طالما بح صوتنا وأصوات الشرفاء العرب والمسلمين من التحذير منه ، وبأن ما جرى فى سوريا ليس ثورة بل محاولة لتفكيك الدولة وضرب علاقاتها بقوى المقاومة العربية ؛ كان البعض يكذب ما نقول ، ويدعى أن (ثوار سوريا) سوف يكونون فى الطليعة المقاومة للمشروع الصهيونى ، فإذا بالسيد غليون يفضحهم ، ويعلن المسكوت عنه ؛ ولعل فى لقاء ممثلى المعارضة السورية فى الخارج –فى جنيف-بالسيدة هيلارى كلينتون يوم (6/12/2011) حيث أجلستهم أمامها مثل التلاميذ الصغار ، فى قاعة صغيرة مغلقة لتلقى الأوامر للمرحلة المقبلة ، وتأكيدها على ما قاله (غليون) بأن الأمر فى سوريا لا ينبغى أن يتوقف عند مجرد الإطاحة بالأسد ، بل تغيير كامل لدفة السياسة السورية لنصبح مجرد ذيل صغير للدولة العبرية ولواشنطن ، لعل فى هذا ما يؤكد على فقدان هؤلاء (الثوار) قيمة الشرف والكرامة التى يتصف بها أصغر طفل فى سوريا ؛ وفى عالمنا العربى ، حين نربط دائماً ” الشرف الوطنى ” بالموقف من العدو الصهيونى – الأمريكى ؛ ويؤكد أيضاً على حقيقة وأبعاد المؤامرة الدولية على سوريا ؛ وأن الأمر هناك هو (صراع على الدولة) ودورها العربى المقاوم (وليس صراع داخل الدولة) عن حقوق الإنسان والحريات وغيرها مما صدعتنا به فضائية الجزيرة وأخواتها من قنوات التضليل الإعلامى المعروفة

 إذن نخلص إلى القول أن ما يجمع بين (الغنوشى فى طبعته الأمريكية الجديدة) وبرهان غليون فى صدق تعبيره عن عمالته المبكرة للغرب وعدائه للمقاومة ، وبين إيباك الصهيونية ، هو وحدة الموقف ، والمصلحة ، والشرف المفقود ؛ والأهم من كل هذا ، أن ما يجمعهم ، وما قد يجمع معهم من (إسلاميى مصر من الوهابيين الجدد بعد الانتخابات) هو بناء الشرق الأوسط الجديد ، ذو اللب الأمريكى والقشرة الإسلامية .. و(ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا) صدق الله العظيم(البديع)



https://syrianow.sy/index.php?p=2&id=42405

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

فشل العمليات " التجميلية "





في عالم الطب المعاصر كثرت عمليات التجميل وتعددت أشكالها، لكنها اشتركت في أنّ الهدف منها إما أن يكون إخفاء تشوّه جسدي خَلقي أو طارئ، أو لرغبة من الشخص في إحداث شيء من التغيير في الشكل لعضو من أعضاء جسده...
من هذه العمليات ما ينجح ومنها ما يفشل ومنها ما يؤدي إلى مضاعفات غير محمودة تزيد التعقيد والتشويه وإن كانت نسبتها ضئيلة إحصائياً.

وفي زماننا الغريب العجيب هذا الذي أصبح فيه الحليم حيراناً تمّ جلب هذا المصطلح ليصبح مناطُهُ هو الواقع السياسي والأنظمة السياسية التي ثارت الشعوب لإسقاطها ما أدّى إلى تداعي خبراء الجراحات التجميلية وحشد طاقاتهم وخبراتهم في التعامل مع مسائل التضليل السياسي والإعلامي في محاولات مستميتة للحفاظ على ما عملوا على بنائه واستقراره عقوداً طويلة...
كما استدعوا " أوراق الاحتياط " التي يحتفظون بها لمناسبات كهذه من سياسيين وأحزاب ليبرالية وإسلامية من تلك التي رعاها الغرب وتشرّبت أفكاره ورتعت في مراعيه، فكل نوع منها – بلا ريب – له استخدام زماناً ومكاناً يسدّون به ثغرات ويمتصون عن طريقه نقمات.

وكما حاولت بريطانيا وفرنسا إجراء جراحة تجميلية لنظام ابن علي في تونس، فأتت برجال النظام ذاته وأسندت إليه مهمة تضليل الناس وإيهامهم أن النظام سقط برحيل ابن علي، فكانت أدوات الجراحة التجميلية تلك رموز من النظام ذاته إضافة إلى الأحزاب العلمانية ومدّعي المشروع الإسلامي، كحزب النهضة، الذي لا أظنه ق أفلح ي إخفاء وجهه على حقيقته حين طالب بنظام مدني ديمقراطي وبعلمانية جزئية، حينها فهم جلّ الناس أنّ النظام بقي على حاله ولم تتغيّر إلا " بعض " الوجوه
وهنا أستطيع القول بفشل هذه العملية الجراحية التجميلية وإن أصرّ بعض المفتونين والمأفونين بنجاحها أو حتى عدم حصولها ابتداءً لأن منهم من لا يرى "اللعبة" التي يراد لعبها على الساحة التونسية من قبل رعاة النظام السابق – المستمر وجوداً إلى الآن – من دول غربية تحرص كلّ الحرص على استمرار نفوذها...
وقد تتأخر نتائج العملية تلك ظهوراً للناس – عامة الناس – وما ذلك إلا لأن بعض العمليات والإجراءات المتعلقة بها قد يطول زمن ظهور نتائجها وعوارضها بعض الشيء.

وكذا حصل في مصر وغيرها من البلاد التي ثار أهلها ثورة المظلوم على ظالمه والمغلوب على من قهره واستباح حرماته طوال عقود طويلة!!

ففي مصر أيضاً أعتبر أن تلك الجراحة التي قامت بها أمريكا بمعاونة من سخّروا أنفسهم لخدمتها وتحت أقدامها قد فشلت أيضاً، وما أدلّ على ذلك من الثورة الثانية التي دعا إليها المصريون " للحفاظ على الثورة ومكتسباتها " ممن يعملون على سرقتها، ويقصدون المجلس العسكري الذي هو ركن ركين من أركان نظام مبارك، وكذا رجالات السياسة الذين استخدمهم المجلس العسكري كوزراء ورؤساء وزارة!!
والمتتبع لأحداث مصر يجد أن الغضب لا يزال عارماً، والرفض للمجلس العسكري وسياساته قائماً، كما لا يزال الناس في ريب من أمرهم فيما يتعلق بالأحزاب  - بغالبيتها – وارتباطاتهم إما بالمجلس العسكري والنظام السابق مباشرة أو بتبنيها لأفكار ومنهجيات لا تتمايز عن ما عهده الناس أيام مبارك ولا تختلف عنها، ولم يجدوا في كثير من طروحات الأحزاب ( الإسلامية ) ما يشفي غليلهم ويطفيء نار ثورتهم لناحية أنها طروحات ليبرالية وعلمانية ولا تمسّ حياة الناس بشكل سليم صحيح صحّي، ولا تلبي معاني نمط العيش الملتزم بدين الله الذي تطالب به نسبة لا بأس بها في المجتمع المصري، فضلاً عن أنّ حقيقة الأمر لتلك الطروحات والمنهجيات منافية ومخالفة لدين الله حين تقوم على أساس أن التشريع والأمر كلّه للبشر من دون ربّ البشر وتلك هي الديمقراطية والدولة العلمانية التي يطلقون عليها – تضليلا – الدولة المدنية التي تتسابق الأحزاب على تبنّيها أساساً للنظام والمجتمع.
والمتتبع كذلك للشأن المصري يجد أن الدماء لم تتوقف عن السيلان في شوارع مصر، والانتهاكات قائمة، والسجن والتعذيب لم يتوقف، وبلطجية النظام – بشتى المسميات التي يحاولون التلطّف بها – على حالهم غير أنهم اليوم بلبوس عسكري نظامي.
وبالأمس شاهد الملايين شدّة بأس المجلس العسكري – ولمّا يرفعوا عن وجهه ضمادات العملية التجميلية بعد – حين قامت قوّاته بقتل المتظاهرين و " سحل " الناس في الشوارع ومنهم فتاة انتهكوا عرضها وفضحوا سترها بعد ضربها!!


أما في سوريا - عقر دار الخلافة بإذن الله تعالى - فلا أظن أن طاغيتها بعدما فعل الأفاعيل بأهلها أهلاً لجراحة تجميلية، فقد تخلى عنه أسياده كلّهم - أو كادوا - ولا يصلح معه ولا مع حزبه ولا كلّ نظامه شيء من الترقيع أو التجميل، والسبب عظمة الشعب ودرجة تحمّلهم الهائلة التي يكاد العقلُ أن لا يصدّقها، ولأن نظام بشار لم يترك شاردة ولا واردة تمسّ حقوق الناس وحرماتهم إلا اقترفها بشكل بشع يعجز اللسان عن وصفه، فهو في طريقه الى الاندثار، ولن يبقى في سوريا إلا أحرارها الذين سطّروا ملاحم من البطولات سيذكرها التاريخ وسيروونها ونرويها معهم لأحفادنا كدليل على أن الظلم مهما طال أمده لا بدّ أن يكون مآله الزوال والهلكة.

فمن يريد أن يعبّد الناس لحزب أو لبشر من أراذل الخلق فلا بدّ أن تكون نهايته شنيعة تذكرها الأجيال وتلعن أصحاب تلك النهاية.

فكلّ ذلك – وغيره – مؤشر على فشل تلك العمليات التي حاول الغرب ورجاله وأحزابه في بلادنا إجراءها للأنظمة القمعية التي ثار عليها الثائرون، والفشل – مع وجود حيثيات تفصيلية كثيرة له – غير أن له سبب واحد هو العنوان الأعرض في المسألة:
وهو أن الغرب يعمل عن طريق أعوانه الإبقاء على أنظمة حملت في جعبتها حلولاً لمشاكل وقضايا لا وجود لها في بلاد المسلمين، بل هي مشاكل مستوردة من الغرب – العلمانية والديمقراطية بما فيها من معالجات لعلاقات الإنسان وفق ضوابطها الغربية – ويريدون من المسلمين أن يعتبروها قضيتهم ويعملوا على التعاطي معها،
ناسين أو متناسين – هم والأحزاب التي تسير على خطاهم شبراً بشبر في بلاد المسلمين – أن هذه الشعوب لا يصلح لها إلا ما اختاره ربهم لهم وفرضه عليهم: دينه وأحكامه ونظام الحكم الذي لا يخرج إلا من رحم هذا الدّين العظيم...خلافة راشدة على منهاج النبوّة.
وهذا أمر " استراتيجي " في حياة، ولحياة، المسلمين الذين لا يرضون عن دين الله بديلاً لا يحتمل التلاعب ولا التضليل ولا التبديل ولا الإستهتار.

الاثنين، 12 ديسمبر 2011

كاتب أمريكي يحذر من مؤامرة مشتركة بين المجلس العسكري و أمريكا




  
 طالب إريك مارجوليس، الصحفي والكاتب الأمريكي المخضرم، الغرب باغتنام الفرصة التاريخية والعمل مع جماعة الإخوان المسلمين، والاعتذار إلى المصريين عن دعمهم الطويل لديكتاتورية نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك ووحشيته.
 
 وقال إريك في مقال نشرته صحيفة (خليج تايمز) الإماراتية الناطقة بالإنجليزية: إن الإخوان جماعة محافظة ومعتدلة، تركِّز على القضايا الاجتماعية والوضع السياسي الداخلي في مصر، مضيفًا أن المصريين يريدون وظائف وسكنًا وطعامًا وتعليمًا وإنقاذ الاقتصاد المنهار وليس الجهاد العالمي.
 
 وكشف عن مؤامرة يقوم بها داعمو المجلس العسكري كأمريكا والكيان الصهيوني وبعض وسائل الإعلام الغربية التي وصفها بالمضللة؛ هدفها تشويه صورة الإخوان المسلمين، والتحذير من أنهم يسعون إلى تحويل مصر إلى إيران أخرى.
 
 وقال إنه في الوقت الذي يريد فيه الشعب المصري الديمقراطية يريد المجلس العسكري أن يكون له زعامات سياسية، ويتدخل في السياسات لحماية مصالحه؛ بحجة الأمن القومي، وهي نفس المطالب التي استخدمها الجيش التركي منذ عقود لمنع الديمقراطية، وأضاف أن المجلس العسكري يرفض التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، وأمريكا منشغلة بالسعي للحفاظ على التحالف بين مصر والكيان الصهيوني الذي يرفضه المصريون.
 
 وأشار إلى أنه في الوقت الذي تتحدث فيه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن دعم الديمقراطية في مصر، تتدفق شحنات مكافحة الشغب المصنوعة في أمريكا جوًّا إلى مصر، والتي تشمل الغاز والرصاص المطاطي والهراوات.
 
 وأضاف أن وزارة الخارجية الأمريكية تدعم على استحياء الثورة المصرية لكن القوة الحقيقية في السياسة الخارجية الأمريكية هي البنتاجون "وزارة الدفاع" التي تقف وراء المجلس العسكري.
 
 وقال إنه في الوقت الذي يريد فيه الشعب المصري الديمقراطية الحقيقية والحكومة المنبثقة عن برلمان منتخب يقاتل المجلس العسكري ومن ورائه حلفاؤه الغربيون لإبطاء التحول الديمقراطي الحقيقي، والحفاظ على امتيازاتهم وسلطاتهم.
 
 وكشف عن تلقي المؤسسة العسكرية المصرية سنويًّا من أمريكا 3 مليارات دولار في شكل أموال وأسلحة؛ بالإضافة إلى ملايين غير معلنة تصل عبر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" والبنتاجون، فضلاً عن ملايين الدولارات كمساعدات اقتصادية.
 
 وأشار إلى أن أمريكا تحتفظ بتزويد الجيش المصري بالأسلحة الرئيسية وقطع الغيار، كما أن أهم وكالات الاستخبارات والأمن الأمريكية لديها مراكز كبيرة في القاهرة لحماية النظام، ونصف واردات مصر من الغذاء تمولها أمريكا.
 
 وأكد أن العديد من جنرالات الجيش المصري التحقوا بالكليات العسكرية الأمريكية، وحصلوا على دورات هناك؛ حيث تمَّ فحصهم هناك بعناية من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، والتحقوا بالمؤسسة العسكرية الأمريكية وصناعة السلاح، مثلهم مثل جنرالات الجيش التركي على الأقل منذ 9 سنوات، في مقابل أن تصبح مصر حليفًا للكيان.
 
 وأضاف أنه من اللافت للنظر حجم النفاق الأمريكي والبريطاني والفرنسي والكندي الذي يمارس اليوم، والذي يزعمون فيه أنهم يدعمون الديمقراطية؛ على الرغم من أنهم ظلوا لأكثر من 30 عامًا يدعمون الأساليب الإرهابية التي استخدمها نظام مبارك ضد شعبه تحت الوصاية والحماية الأمريكيتين





الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

مجلة بريطانية : 20 مليار دولار خرجت من سوريا و نظام الاسد يترنح و التهديد المباشر يأتي من الاقتصاد


تحت عنوان " الضغط على الاسد " كتبت مجلة " الايكونوميست" البريطانية ان نظام بشار الأسد يترنح لافتة الى ان التهديد المباشر يأتي من الاقتصاد حيث انخفض النشاط التجاري بنحو النصف وفقا لرجال الأعمال والمحللين. وقال احد مالكي شركة مبيعات زيوت للسيارات انخفضت بنسبة 80 ٪. واضاف "ان هذا المنتج ليس بمادة فاخرة" .
 كما عمدت معظم الشركات الى اقالة الموظفين أو تخفيض الأجور أو كليهما. وفقا لتقديرات تقريبية ، تضاعف معدل البطالة هذا العام من حوالي 10 ٪.
 المسئولون يشعرون بالقلق من ان امدادات الحبوب منخفضة ونقص الغذاء يمكن أن يأتي في وقت قريب. معدلات التجارة انخفضت ما بين 30 ٪ و 70 ٪ ، اعتمادا على نوعها ، وكان ذلك قبل الشروع في جولة جديدة من العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي ، الشريك التجاري الأكبر لسورية.
 جفت الاستثمارات الأجنبية ، التي تم بناء النمو السوري عليها في السنوات الأخيرة ، بزيادة.كما ان الرئيس السوري بشار الاسد تحدث في خطابه الأخير عن خطر "الانهيار الاقتصادي".

 و رغم ان المالية العامة في ورطة عميقة فإن الرئيس السوري رفع رواتب موظفي الحكومة وقدم إعانات مختلفة لإرضاء الجماهير. الاسد لا يستطيع القيام بذلك و ربما الحكومة ستطبع المال لتلبية وعودها والتضخم الجامح سيؤدي الى تأجيج مزيد من الغضب الشعبي والودائع النقدية ستصبح عديمة القيمة.

 المجلة تابعت تقول :"ان هروب رؤوس الأموال متفشي حيث يتحدث السائقون اللذين يعملون على خط دمشق - بيروت عن انتقال زبائن المصرف في دمشق مباشرة الى مصارف بيروت و هم يحملون حقائب كبيرة. ووفقا لأحدى التقديرات ، فقد غادر 20 مليار دولار من سوريا منذ اذار مارس مما سبب ضغوطا على الليرة السورية. وقد رفعت الحكومة أسعار الفائدة لإبطاء هروب رؤوس الأموال كما حدا بأحدى شركات الهاتف الخلوي التي تسيطر عليها عائلة الأسد الى بث رسائل لحث الناس على وضع الأموال في حساباتهم مرة أخرى.

 و مع عدم استبعاد دور المصارف فقد قدمت على مدى السنوات القليلة الماضية ، حوالي 60 ٪ من القروض في سورية الى الناس لشراء سيارات خاصة بهم و لكن العديد من الناس الان لم يعد بإمكانهم مواكبة دفع المستحقات.

 مجلة "الايكونوميست" نقلت عن احد التمولين الذي قال : "إذا حصل تخلف عن الدفع في احد البنوك الصغيرة ، فأننا كلنا سنسقط." و قد لجأت بعض الفروع الى عرض ملايين من الدولارات في حزم مكدسة لطمأنة المستهلكين القلقين. فيما عمد البعض الاخر الى إبقاء ما يكفي من النقود في خزائنهم لتسديد ما يقرب من نصف المودعين على الفور.

 "نحن نتجه الى جدار من الطوب" ، كما يقول الرجل المسؤول عن عدة نقاط مئوية من الناتج المحلي الإجمالي. مع افلاس النظام ، يرجح ان تسعى النخبة الى انقاذه. هذا ما قاله رامي مخلوف ، أغنى رجل في سوريا وابن عم الرئيس ، خلال مؤتمر صحفي في الآونة الأخيرة. بعد أن تعهد بالتخلي عن جزء من ثروته ، وأضاف : "أدعو قادة الأعمال في سورية لمتابعة هذا المثال لأن أمتنا في حاجة للدعم. لقد حان الوقت للعطاء بدلا من الاخذ ".

 لكن قادة الصناعة في سورية فمنهم من يتساءل "هل يجب الخروج من السفينة" ، كما يقول أحدهم. و منهم من يعمد الى اخذ اولادهم من المدارس الخاصة في دمشق لإرسالهم إلى الخارج وقد أعطى أحد رجال الأعمال البارزين الذين يتباهي بقربه لفترة طويلة من الرئيس الاسد الى سفير غربي قائمة لما يمكن افتراضه خلافات مع النظام "فقط من أجل ملفي الخاص" ، كما يقول.
 رجل اعمال اخر تبرع بالدم آخر لدعم المتظاهرين كما في حمص ، المدينة الثالثة في سوريا ، حيث بدأت الشركات تدفع نفقات المحتجين.

 المجلة تابعت "مركزية النظام الأسد تنهار و عائلة الرئيس هي من طائفة أقلية هي العلويين، و تمثل حوالي 10 ٪ من السكان. الاسد الاب استولى على السلطة عام 1970 و توصل الى صفقة مع التجار الاغنياء، الذين هم في الغالب من الاغلبية السنية ، الذين يشكلون 75 ٪. في مقابل الدعم السياسي وتعهد النظام لحماية ثرواتهم.
 تحول التجار الى أغنياء ولكن القليل من ال الاسد او محاسيبهم العلويين دفع بهم الجشع الى التصرف مثل المافيا، مطالبين بحصة من كل شيء" .

 الآن هناك عدد متزايد من التجار يعتقد أن النظام أصبح سيئا لرجال الأعمال. انهم يعتقدون انه بدلا من ضمان الاستقرار ، فأنه سبب رئيسي لعدم الاستقرار ، و يتعمد الى اذكاء التوترات الطائفية لتخويف الناس من الشارع.

حافظ الأسد باع الجولان لإسرائيل مقابل 100 مليون دولار



 فجر الدكتور محمود جامع مفاجأة من العيار الثقيل في حوار مع "إيلاف" أن الرئيس السادات خصه بسر أثناء زيارتهما لسوريا في عام 1969 وأثناء وقوفهما فوق هضبة الجولان حيث قال له السادات: "إن هذه الهضبة دفعت فيها إسرائيل 100مليون دولار تقريبا بشيك تسلمه – آنذاك- رفعت الأسد وحافظ الأسد وأودع الشيك في أحد بنوك سويسرا وأن رقم هذا الشيك موجود عند عبد الناصر.

زيارة مع السادات لسوريا

ويقول د.محمود جامع: في عام 1969توجهت إلى سوريا بصفتي عضو باللجنة المركزية للإتحاد الاشتراكي ضمن وفد رسمي للحكومة المصرية برئاسة السيد أنور السادات نائب رئيس الجمهورية –آنذاك- وعضوية د.حسن صبري الخولي الممثل الشخصي للرئيس جمال عبد الناصر، والسيد ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لحركة فتح، وذلك لإجراء مباحثات مع الحكومة السورية، وكان رئيس الجمهورية العربية السورية السيد نور الدين الأتاسي، وكان حافظ الأسد يشغل منصب وزير الدفاع حينئذ، ووصلنا إلى سورية وكانت غرفتي بجوار غرفة السادات، وذلك في قصر الضيافة الكائن بميدان المهاجرين بدمشق، وفي صباح أحد الأيام اصطحبني السادات معه على إنفراد ودون حراسة حيث كانت مخصصة لنا سيارة وتوجهنا إلى هضبة الجولان بناء على رغبة السادات، وأقسم بالله العظيم أنه وضع يده على كتفي ونحن واقفين على هضبة الجولان، وقال لي بالحرف: إنظر يامحمود هذه هي الجولان، وهل يمكن لأي قوة أن تستولي عليها بهذه السهولة حتى لو كانت إسرائيل؟

سر خطير

وتابع جامع: "وقلت للسادات: هذا مستحيل فقال لي سأخصك بسر خطير، وهو أن هذه الهضبة دفعت فيها إسرائيل مبلغ 100مليون دولار تقريبًا –آنذاك- بشيك تسلمه كلا من حافظ ورفعت الأسد وأودع في حساباتهما في أحد بنوك سويسرا، وأن رقم هذا الشيك موجود لدى عبدالناصر في خزانته الذي توصل إليه.

أوامر بالإنسحاب من الجولان في عام 1967

الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد

وقال: وكان الثمن والمقابل هو أن وزير الدفاع السوري –آنذاك- حافظ الأسد أصدر أوامره إلى القوات السورية بالانسحاب فورا من هضبة الجولان في حرب يونيو عام1967 دون إطلاق طلقة واحدة وسلمت إلى إسرائيل، وهذه هي القصة وشهادتي على هذا الحدث، وقد تكتمت هذا السر لسنوات طويلة حتى عام 1999، حيث ألفت كتاب "عرفت السادات "ألمحت فقط إلى هذه الواقعة دون الكشف عن التفاصيل الكاملة، ثم استضافني عام 2006 المذيع معتز الدمرداش في برنامجه بقناة المحور، وتطرق إلى هذا الموضوع على الهواء مباشرة وقلت التفاصيل كاملة بكل صراحة، حتى لدرجة أن معتز ذهل، وقال لي أنت مش خائف فقلت له: لست خائفا وأن هذا الكلام موجود في سجلات الأمن القومي والحكومة المصرية، وليس لي مصلحة في ذلك، وبعد ذلك وفي اليوم التالي استضافت قناة المحور السيد أمين الجميل رئيس لبنان الأسبق بطريقة غير مباشرة، وتناولوا معه هذا الموضوع وقد أيد كلامي وبعد ذلك حاولت قناة المستقبل في بيروت دعوتي إلى بيروت للتحدث في هذا الموضوع ولكننني اعتذرت، وهذا هو الموضوع.




وتعليقا على هذه الشهادة، نفى الخبير الإستراتيجي، لواء د.نبيل فؤاد، مدير مركز البحوث والدراسات السياسية والإستراتجية بوزارة الدفاع سابقا، إمكانية حدوث ذلك وقال: "إن هذا الكلام غير صحيح تماماً، وذلك لأن حافظ الأسد كان بالسلطة عندما اندلعت حرب 1973، ورئيسا لسوريا، وقد أصدر أحد المعارضين السوريين كتاب بعنوان "سقوط الجولان "، كما إنني سبق أن التقيت بقادة عسكريين سوريين، وتحدثت معهم في هذا الشأن وما يتردد، فنفوا ذلك.

سوريا خط الدفاع الأخير أمام إسرائيل وأميركا

وتابع: "والمشكلة واضحة أن سوريا هي خط الدفاع الأخير في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، وذلك لأن مصر وقعت اتفاقية للسلام مع إسرائيل ثم تبعتها الأردن باتفاقية مماثلة، إذن يتضح لنا أن سوريا هي خط الدفاع الأخير للعرب، ولا أستبعد أن ما يجري في سوريا حاليا ليس بعيدا عن محاولة الإيقاع بسوريا، وأن هناك ضغوطا تمارس عليها للرضوخ، وإذا كان ما يجري على الساحة السورية هي هبة شعبية أو انتفاضة شعبية فمن أين أتى الشعب بهذه الأسلحة؟

السادات تأثر لرفض الأسد التسوية السلمية مع إسرائيل

وأضاف اللواء فؤاد: "والسادات كان شريكا للحافظ الأسد في حرب أكتوبر عام 1973، وكان منسقا معه، كما أراد السادات أن يستميل حافظ الأسد بالتسوية السلمية، ولكن الأخير رفض فأثرت جدا في السادات لرفض الأسد ذلك، مبينا أن سوريا حاربت بشرف في حرب أكتوبر عام 1973 ولكن وفق إمكانياتهم العسكرية وغيرها.

وحول ما تروج له حكومة تل أبيب وتقديمها إغراءات للاستيطان في الجولان ومنحها قسائم أراضي مجانية وتسهيلات وامتيازات للراغبين من مواطنيها، أكد لواء د. نبيل فؤاد أن هذه مسائل رمزية وتحاول إسرائيل أن تناور بها حتى عندما يحين موعد محادثات السلام تلعب بورقة المستوطنين في الجولان من أجل الحصول على نصيب من مياه الجولان، كاشفا أن محور قضية الجولان هي مشكلة المياه، بالإضافة إلى حدود بحيرة طبرية حيث يوجد عليها خلاف، ومشددا أن إسرائيل تضغط على سوريا بهدف الإضعاف من عضد القيادة السورية، وموضحًا أن المستوطنات الإسرائيلية في هضبة الجولان لا تسبب أي قلق على الإطلاق، ومشددا على أن الجولان عائدة لسوريا وللعرب في يوم من الأيام، ولكي يحلوا مشكلتها فلابد من ابتعاد سوريا عن إيران وحزب الله.

شعور العرب بخطأهم في الأزمة الليبية

وبشأن عدم تعامل الإدارة الأميركية والناتو مع ما يجري مع سوريا حاليا بنفس معيار التعامل مع ليبيا وفرض حظر جوي على ليبيا، قال لواء د.فؤاد: "العرب وبعد ذلك شعروا أنهم أخطئوا عندما أعطوا تصريحا لقوات الناتو بعمل حظر جوي فوق ليبيا، كما عبّر عن ذلك عمرو موسى –الأمين العام السابق للجامعة العربية – في ذلك الوقت أن قرار الجامعة العربية كان متعجلاً.

معطيات الجيش السوري تختلف عن نظيره الليبي

ويعتقد فؤاد أن العرب لن يطلبوا من الناتو هذه المرة فرض حظر جوي على سوريا، وذلك لأكثر من سبب وهو أن الجيش السوري ليس الجيش الليبي، فضلا عن أن الجيش السوري يقاتل ولديه أسلحة متطورة، وليس أمرًا سهلاً أن ما حدث في ليبيا أن يتكرر في سوريا، بالإضافة إلى أن حلف الناتو لن يجد أي دولة عربية مثل الإمارات العربية المتحدة أو قطر تساعده في الانطلاق من قواعدها العسكرية كما حدث مع ليبيا، وبالتالي لن يجد سوى إسرائيل أو البحر وإذا حدث وانطلق من قواعد عسكرية بإسرائيل فتعتبر مشاركة في الهجوم على سوريا، ومن المعروف أن الناتو عندما يخوض معركة يحسبها جيدا، فوضعية سوريا مختلفة إذا فكر في الهجوم عليها، لأنه يعلم أنه لن يحقق الهدف وستكون خسائره كبيرة إذا هاجمها.





بشار الأسد: أنا رئيس ولست مالك البلاد.. والقوات ليست قواتي


العربية.نت

نفى الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة تلفزيونية امريكية تم بثها الاربعاء ان يكون قد أصدر اوامر بقتل محتجين، وقال انه "لا يفعل ذلك سوى شخص مجنون".

 وأكد الأسد أنه ليس مسؤولا عن أعمال العنف التي ترتكبها قواته والتي تتهمها الأمم المتحدة بأنها تمارس القمع السياسي، الذي أوقع أكثر من 4000 قتيل منذ بدء الاحتجاجات التي دخلت شهرها العاشر، بحسب ما كشفه صحافي أمريكي.

وأجرى الأسد مقابلة استثنائية مع شبكة "أي بي سي" التلفزيونية الأمريكية، هي الأولى من نوعها التي يجريها مع الإعلام الغربي لتوضيح موقف نظامه للمشاهدين الغربيين، وسط حملة القمع التي تشنها قواته ضد المناهضين له، حسب ما أفاد تلفزيون "أي بي سي" الذي سيبث المقابلة مساء اليوم الأربعاء.

 ولم تكشف المحطة الأمريكية عن مضمون المقابلة، ولكن صحافيا فيها كشف مقتطفات من أقوال الأسد خلال لقاء مع الصحافيين في وزارة الخارجية.

 وقال الصحافي، إن الأسد قال ردا على سؤال حول القمع "أنا رئيس.. لست مالك البلاد، إذن هي ليست قواتي".

 وأضاف في أبرز ما جاء بالمقابلة "هناك فرق بين انتهاج سياسة القمع المتعمد، ووجود بعض الأخطاء يرتكبها بعض المسؤولين. هناك فرق كبير".

 وردا على هذا التصريح، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر، إن الأسد الذي تدعوه واشنطن إلى التخلي عن السلطة، فوت فرصا عديدة لوضع حد لأعمال العنف.

 وأضاف تونر: "أرى أنه من السخف أن يلجأ إلى الاستخفاف بالآخرين، وأن يتجرأ على القول بأنه لا يمارس السلطة في بلاده"، موضحا أنه "لا يقوم بأي شيء آخر غير قمع حركة معارضة سلمية بطريقة وحشية".

 وأعلنت شبكة "أي بي سي" أن الرئيس السوري استقبل المذيعة التلفزيونية الشهيرة باربرا والترز بعد وصولها إلى دمشق، وأجرى بذلك أول مقابلة تلفزيونية مع الإعلام الأمريكي، منذ بدء حملة القمع قبل تسعة أشهر، والتي أدت إلى مقتل نحو 4000 شخص بحسب الأمم المتحدة.

 وقالت الشبكة، إن والترز وجهت إلى الرئيس الأسد أسئلة حول تقرير الأمم المتحدة الأخير، الذي تحدث عن مقتل وتعذيب مدنيين من بينهم أطفال.



 كما سألت والترز الأسد عن "حملة القمع العنيفة التي يشنها على المتظاهرين، وتأثير العقوبات الاقتصادية على بلاده وحظر السفر، والدعوات لتنحيه، وما إذا كان سيسمح لمراقبي الجامعة العربية بدخول البلاد، وللصحافة الغربية بالدخول الحر وغير المقيد إلى سوريا"، بحسب الشبكة.

 ويذكر أن سوريا تتعرض لضغوط دولية شديدة في الوقت الذي يحاول الأسد القضاء على أسوأ تهديد تشهده عائلته التي تحكم البلاد منذ أربعة عقود.

 وتعرف المذيعة باربرا والترز البالغة من العمر 82 عاما بمقابلاتها مع عدد من الشخصيات العالمية المهمة.

السبت، 29 أكتوبر 2011

جامعة الأنظمة العربية امتعضت كــ " ثورٍ له خوار "

يتقلّب الشعب السوري الأبي بين مهلة وأخرى!!
ومع كلّ مهلة تعطى للنظام القمعي النصيري في سوريا تراق المزيد من الدماء وتُنتهك المزيد من الأعراض وتُدمّر المزيد من البيوت والمساجد
كلّ يوم في سوريا يُودّعُ شهداء، أطفال ونساء وشباب وشيوخ
كلّ ساعة في سوريا تُخطّ ملاحم بطولية مدادها دماء قانية طيبة طاهرة
في ظلّ نظام " عفلقيّ " لا وازع ولا رادع له من دين ولا أخلاق ولا إنسانية

يتقلّب المحيط الإقليميّ لسوريا بين ذئاب شرسة تعين النظام وتقتل الشعب يداّ بيد مع مجرمي نظام البعث
من مثل حزب الله مدّعي البطولات والمقاومة والصمود على الحقّ حتى كشفته ثورة الأبطال في سوريا وأزالت ورقة التوت عن جسده، ولبنان التي تعتبر الحليف لنظام سوريا في تقتيله وقمعه.
وبين متآمرين على الشعب السوري يلبسون لبوس الحمل الوديع، ويدّعون الحرص على السوريين وعلى دمائهم وأعراضهم وما هم على الحقيقة إلا الحليف الأكبر والأفعل لنظام البعث السوري، وأعني تحديداً النظام التركي
وكذا النظام الإيراني الذي يمقت أهل السنة حيثما كانوا، فلا يضيره أن يعين نظام بشار المجرم على قتل شعبه فتلك سياسة انتهجها مع المسلمين السنة في إيران فما الذي قد يردعه في سوريا وغيرها
وهؤلاء مجتمعين: سوريا، تركيا وإيران لهم سيّد واحد مطاع وهم الأمريكان، فقد كانوا إلى زمن قريب العبد المطيع للسيّد الأمريكاني في كلّ سياساته في المنطقة، ابتداءً من سياسته في أفغانستان، وليس انتهاءً في سياسته في العراق، إلى أن بدأ هؤلاء الأمريكان يفقدون عبداً أخلص لهم فبدأ يترنّح وقد خطى جلّ المسافة على طريق الانهزام والاندثار...وهذا هو النظام السوري البعثي النصيري.

كانت تركيا – نظاماً – قد أعطت لحليفها، نظام سوريا، مهلة أسبوعين ليبدأ في الإصلاحات عسى أن يجد موقفهم هذا حظوة عند الشعب، فما كان من الشعب السوري الأبي إلا أن أرسل رسالة واضحة مدوّية لنظام تركيا يقول فيها: خمسة عشر يوماً كافية لقتلنا يا اردوغان...

وهذا ما حصل: انقضت فترة الإمهال التركية، ولم تقدّم الحكومة التركية شيئاً للمقتول وبقيت تُمهل القاتل
وهذا ما كنّا نتوقعه منذ البداية، فتركيا ليست أكثر من وكيل أمريكي في التعاطي مع عبد مثلها لصالح سيّدهم الأمريكي، فبعد أن نفضت أمريكا يدها – أو كادت – من نظام سوريا التابع لها أوكلت مهمة المتابعة الحثيثة له للنظام التركي، مع بقائها ترقب الشأن السوري عن كثب حتى إذا سقط – وسيسقط قريباً بإذن الله – ادّعت حينها أنها كانت مع الشعب ضدّ نظامه فتعمل على محاولة إيجاد عميل غير بشار يسوس السوريين، متجاهلة وعي الشعب السوري المسلم، ومتجاهلة فضح أمرها وانكشاف مخططاتها.

ولما انقضت المهلة التركية، التي كانت –بحسب ما قال الشعب السوري- كافية لقتله ولسقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى ومثلهم أخفاهم النظام القمعي في غياهب السجون وتحت ثرى الشام الطاهر في مجازر جماعية كُشف بعضُها ولم يكشف جُلّها.
أقول، لما انقضت تلك المهلة التركية بتبعاتها البشعة تلك جاء دور "جامعة الأنظمة العربية" التي يشوب تحركاتها الكثير من الشك، فهي صمتت دهراً ونطقت جُرماً ...
فأطلت برأسها من تحت ركام التخاذلات الجمّة وبعد موات سريريّ طويل ألمّ بها لتقترح مهلة أخرى للنظام السوري، يقتل في خلالها ما يشاء، ويغتصب قدر ما يشاء، ويغيّب عن الوجود بشراً أيضا قدر ما يشاء تحت ستار ومظلة تلك الجامعة التي يحفل تاريخها بالعار والذلّ
وكان ردّ الشعب السوري الأبي أن أطلق جمعةً سمّاها: جمعة شهداء المهلة العربية
والتي أثخن فيها بشار الأسد في الشعب السوري تقتيلاً وتدميراً وتهجيراً، وارتفعت خلالها حدّة الهمجية السورية فزادت من استخدام الطائرات والمدافع والدبابات!!
وحذّرت تلك الجامعة المنتنة بمن فيها وما فيها من نذالة وانحطاط يندى له الجبين، حذّرت نظام سوريا من إجراءات عقابية إن انتهت المهلة ولم يوقف الأعمال العسكرية،
فانتهت المهلة، ويا للموقف ( المشرّف) الذي وقفته بعد انتهائها:
فقد عبّرت جامعة الأنظمة العربية عن: امتعاضها من عمليات القتل في سوريا!!





لقد "امتعض " العرب يا أهل حمص
لقد امتعض العرب يا شام الإباء
فبشراكم بشراكم!!
جامعة الأنظمة العربية باتت كـــ " ثور له خوار"
يُعبد من دون الله من قِبَل من عاش مهزوماً في فكره ومعتقده!!

تأبى تلك الجامعة، وكلّ الأنظمة التي خلفها إلا أن يقفوا مواقف الخذلان  والعار في زمن تطلُبُ فيه الشعوبُ العزّة والكرامة والانعتاق من ظلم الظالمين وتجبّر المتجبّرين!!
ولا جرم أن تكون هذه مواقف جامعة الذلّ تلك، فهي رجع صدى لمواقف الأنظمة التي تمثلها
ومن يرجو كرامة ونصراً عند أنظمة كتلك فهو جاهل لم يعد معذوراً بجهله بعد هذه الثورات
ومن يظن بها خيراً فلا يكون إلا كمن يستجير من الرمضاء بالنار
هذه الجامعة تدرك، كما تدرك كلّ الأنظمة الخانعة خلفها أن المسألة الآن هي ليس البحث في أن دور باقي الأنظمة قادم أو لا، بل المسألة هي: متى، وعلى من يكون الدور الآن.
لذا فلا نعطيّن تلك الأنظمة حجماً أكبر من حجمها، ولا دوراً أعظم من دورها، فهي تابعة بالنيابة عن الحكام التي تمثلهم، والذين ضجّت بهم الأرض الآن فما عادت تحتمل وجودهم ولا النظر إلى صورهم الهالكة المتهالكة
وأن نصر المؤمنين لا يكون إلا من عند ربّهم، فهو ناصرهم، وهو القادر على أن يقلب الأرض على رؤوس الحكام إن صبرنا واحتسبنا وبه سبحانه لذنا
فلتبق الثورة في سوريا: لله
كما قال أهلنا فيها: هي لله هي لله
وما النصر إلا من عند الله.



الخميس، 27 أكتوبر 2011

التحالف التركي الإسرائيلي




في 23/2/1996، وقعت تركيا وإسرائيل على اتفاقية عسكرية مشتركة، وبالطبع نصت الاتفاقية على تبادل الخبرات العسكرية بين البلدين، بما يتضمنه ذلك من إجراء مناورات عسكرية، ومناورات جوية، واستخدام موانئ البلدين، وبالفعل بدأ الجانبان في المضي قدمًا لتنفيذ بنود الاتفاقية العسكرية منذ شهر أبريل من العام نفسه، بمناورات جوية مشتركة، والذي بمتقضاها أصبح الطيار الإسرائيلي يتدرب ولأول مرة على الطيران لفترات أطول (استعدادًا لأي أزمة قد تنشب في المستقبل مع إيران)، ومما لا شك فيه، أن هذه الاتفاقية هذ حققت تبادل الخبرات العسكرية والاستخباراتية بين الجانبين، حيث أعلن جربك بير نائب القيادة المشتركة للقوات المسلحة التركية في إحدى الندوات لمعهد البحوث الاستراتيجية بواشنطن فيما يتعلق بهذه الاتفاقية قائلاً: إن هذه الاتفاقية قد ساعدت تركيا على تطوير قدراتها العسكرية، كما أنها قد تساعد إسرائيل على تحقيق هدفها الأول في سوريا، وهدفها الثاني في إيران، وأضاف: إن تركيا بمقتضى هذه الاتفاقية يمكنها الاستفادة من تجارب إسرائيل مع لبنان في حماية حدودها مع العراق، حتى أن وزير الدفاع التركي قد قام بزيارة إسرائيل في العام التالي؛ ليتعرف بنفسه على أساليب إسرائيل في هضبة الجولان، لتنفيذها على الحدود التركية العراقية.


 ومن ناحيةٍ أخرى، كانت قضية مكافحة الإرهاب من أهم مجالات التعاون المشترك بين تركيا وإسرائيل، ففي فبراير عام 1997 قام إسماعيل كاراداي رئيس أركان الجيش التركي بزيارة إسرائيل، وصرح خلال تلك الزيارة أن الإرهاب الدولي يجب أن يحتل صدارة هذا التعاون المشترك، وبعدها طلبت تركيا من إسرائيل مساعدتها في ملاحقة أعضاء حزب العمال الكردستاني المناهض لتركيا، خصوصًا وأنه يلقي دعمًا من سوريا، مما يمثل تهديدًا لأنقره وتل أبيب، غير أن الإسرائيلين فيما يبدو قد تجاهلوا الطلب التركي آنذاك. لكن مع تولي بنيامين نتانياهو منصب رئيس الوزراء في إسرائيل تغيرت السياسة الإسرائيلية إزاء الصراع التركي – الكردي، تلك السياسة التي كانت سائدة إبان فترتي رئاسة رابين وبيريز للوزراء وسرعان ما أعلنت إسرائيل إدانتها لسوريا بخصوص تأييدها للجماعات الكردية الانفصالية، حتى أن الموساد قد لعب دورًا مؤثرًا في اعتقال عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني، وتسليمه لتركيا. في هذه الفترة حدث نوع من التنسيق في المواقف السياسية والعسكرية، بحيث لعبت إسرائيل دور الحليف المحوري والمباشر لتركيا، من حيث تلبية احتياجاتها العسكرية، وتحديث الترسانة التركية، ودفع 250 مليار دولار لشراء السلاح والتكنولوجيا التسليحية المتطورة تعويضًا عن الخطر المفروض عليها من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي؛ بسبب نزاعها مع اليونان، وانتهاكها لحقوق الإنسان، وبالتالي عملت إسرائيل على التقرب لتركيا بتطوير ترسانتها العسكرية من ناحية، والترويج للصناعات العسكرية الإسرائيلية من ناحية أخرى، حتى أن أحد الجنرالات المتقاعدين في القوات المسلحة التركية قد أعلن فيما يتعلق بوقف إمداد تركيا بالسلاح من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي, قائلاً: إن تعليق مسألة السلاح هذه جاء في صالح الشركات الإسرائيلية, وبذلك يمكن القول: إن إسرائيل كانت الشريك الفاعل لتركيا في هذه المرحلة.


 الأبعاد الأخرى للتحالف التركي الإسرائيلي:


 لم يشمل التحالف التركي - الإسرائيلي التعاون المشترك في المجالات العسكرية والأمنية فحسب، وإنما تجاوز ذلك إلى المجالات الاقتصادية كذلك، ففي الفترة الممتدة بين عامي 1996،92 بلغت قيمة التبادل التجاري في المجالات غير العسكرية بين تركيا وإسرائيل 450 مليون دولار، هذا بالإضافة إلى اتفاقيات التعاون المشترك في مجال السياحة، والتجارة الحرة وحماية الاستثمارات بين الجانبين، تلك الاتفاقيات التي جاءت إثر العديد من الزيارات المتبادلة بين المسئولين الأتراك والإسرائيلين، ففي هذه المرحلة كان الطرف التركي يلوح بإمكانية فتح الطريق أمام إسرائيل للنفاذ إلى منطقة آسيا الوسطى والقوقاز، وفي المقابل كان الطرف الآخر يلوح بإمكانية الوساطة بين تركيا والولايات المتحدة.


 أهداف تدعيم العلاقات التركية – الإسرائيلية:


 الواقع أن العلاقات التركية – الإسرائيلية قد اتسمت بالتأرجح والتذبذب على مدار التاريخ؛ نظرًا لتغير المصالح، والتطورات الإقليمية والدولية. ويمكن حصر أهداف تدعيم العلاقات التركية – الإسرائيلية في العناصر التالية:


أ- العلاقات من المنظور التركي:


 1- ترى تركيا أن تعاونها مع إسرائيل يمكن أن يساعدها في اجتيازها المشكلات الاقتصادية والسياسة الداخلية.


 2- ترى تركيا أن تعاونها مع إسرائيل يعد جزءًا هامًا من توجهاتها العلمانية التي تقف في مواجهة القوى الأصولية الإسلامية في تركيا.


 3- التقارب مع إسرائيل يفتح الطريق أمام تدعيم العلاقات التركية – الأمريكية، مما قد يساعد تركيا على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي عن طريق الولايات المتحدة، أي التقارب إلى المحور الغربي، في مقابل التباعد عن المحور العربي.


ب- العلاقات من المنظور الإسرائيلي:


 1- ترى إسرائيل في تركيا أنها المعبر إلى منطقة آسيا الوسطى والقوقاز.


 2- ترى إسرائيل أنها تستطيع تحقيق أهدافها العسكرية ضد سوريا وإيران عن طريق تركيا، إلى جانب محاصرة الدول العربية، بما يحقق لها السيطرة على منطقة الشرق الأوسط.

خفايا وأسرار التعاون العسكري والأمني والاقتصادي بين تركيا وإسرائيل ..60 عاماً من التعاون الوثيق وتبادل المعلومات




 د . سمير محمود قديح


 بدأ نفوذ اليهود في تركيا في أوائل القرن العشرين، وقد لعبت الصهيونية مع القوى الأوروبية الكبرى دورًا مؤثرًا في تقوية الاشتراكية التركية وانهيار الامبراطورية العثمانية. وقد أصبح لليهود نفوذ كبير في أركان الحكومة التركية. وعلى الرغم من معارضة تركيا لتقسيم فلسطين عام 1947 إلا أنها كانت أول دولة إسلامية تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل في 28 مارس 1949، كما عقدت مع إسرائيل اتفاقية تجارية سنة 1950 واتفاقية شحن وتفريغ بين الدولتين سنة 1951. وبعد عضوية تركيا في حلف الناتو أصبح حضورها رسميًا في المعسكر الغربي تحت زعامة أمريكا, وأصبحت سياستها الشرق أوسطية تقترب للأيديولوجية الأمريكية. وعلى هذا الأساس قررت توسيع وتعميق علاقاتها مع إسرائيل موضع النظر. وقد سافرت تانسو تشيللر رئيسة وزراء تركيا السابقة إلى إسرائيل للمرة الأولى سنة 1994 وهيأ ذلك المجال لعقد اتفاقيات سياسية أمنية، وأقرت هذه الاتفاقيات عقب زيارة قام بها وفد أمني وسياسي واقتصادي رفيع المستوى؛ وذلك للارتقاء بمستوى العلاقات والاتصالات في العاصمتين, وقد طرح في بداية محادثات الطرفين عقد اتفاقيات عسكرية وأمنية لأول مرة من جانب 'إسحاق رابين' في عامي 94 ، 1995 وتبع ذلك توقيع اتفاقيتين سريتين في شهري فبراير وأغسطس 1996 من جانب الطرفين. وقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي اغتيل 'إسحاق رابين': إن أهم هدف من عقد اتفاقيات سرية مع تركيا هو حفظ توازن القوى في منطقة الشرق الأوسط.

 - الاتفاقية الأمنية العسكرية سنة 1996 بين تركيا وإسرائيل:

 كان مفهوم الاتفاقية الأمنية 'أنقرة- تل أبيب' غامضًا لكثير من دول العالم وشعوب المنطقة وأيضًا كان توقيع هذه الاتفاقية مخالفًا للقانون، فقد تمت دون موافقة لجنة الشئون الخارجية للبرلمان التركي وربما كان إخفاء ذلك يرجع إلى الأبعاد الأمنية في نقاط هذه المعاهدة. جدير بالذكر أن هذه الاتفاقية كانت متزامنة مع علو الأصولية الإسلامية وفوز حزب الرفاة الإسلامي بزعامة 'نجم الدين أربكان', وقد أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان لها في 18 مارس 1996 (أنه قد تم الاتفاق بين تركيا وإسرائيل في مجال المناورات والتدريبات المشتركة وإجراء حوار استراتيجي بين الدولتين) وفيما يلي بعض ما جاء في المعاهدة الاستراتيجية بين تركيا وإسرائيل:

 1- خطة لتجديد 45 طائرة f - 4 بقيمة 600 مليون دولار، تجهيز وتحديث 56 طائرة f - 5، صناعة 600 دبابة m - 60 , خطة لإنتاج 800 دبابة إسرائيلية 'ميركاوه', وخطة مشتركة لإنتاج طائرات استطلاع بدون طيار، وخطة مشتركة لإنتاج صواريخ أرض جو 'بوبي' بقيمة نصف مليار دولار بمدى 150 كم.

 2- تبادل الخبرة في تدريب الطيارين المقاتلين.

 3- إقامة مناورات مشتركة برية- بحرية- جوية.

 4- تبادل الاستخبارات (المعلومات) الأمنية والعسكرية بخصوص المشاكل الحساسة مثل الموقف الإيراني والعراقي والسوري..

 5- إقامة حوار استراتيجي بين الدولتين.

 6- التعاون الاقتصادي (تجاري صناعي, والعسكري).



 عقود التسلح والمناورات العسكرية المشتركة كانت ولا زالت في صلب علاقات التبادل بين تركيا وإسرائيل وفي مؤشر إلى هذا التعاون العسكري, وكان البلدان وقعا اتفاق تعاون عسكري في العام 2006 أعطى إشارة الانطلاق لما وصف بأنه شراكة إستراتيجية ما أدى الى حصول اسرائيل على عقود بيع اسلحة وصيانة تجهيزات لتركيا.

 وكلفت شركات اسرائيلية تحديث حوالي مئة مقاتلة من نوع اف-4 واف-5 تركية في عقد بلغت قيمته حوالى 700 مليون دولار كما باعت تركيا صواريخ وتجهيزات الكترونية.

 وفي العام ,2002 فازت الصناعات العسكرية الاسرائيلية بعقد بقيمة 668 مليون دولار لتحسين 170 دبابة من طراز ام-60 يفترض ان ينتهي تسليمها في شباط بحسب وكالة صناعات الدفاع التركية.

 وهناك عقد اخر قيمته 183 مليون دولار يتعلق بتسليم عشر طائرات بدون طيار وتجهيزات مراقبة في اطار تعاون تقوم به صناعات الطيران الاسرائيلية.

 والمشروع الذي اطلق في العام 2005 شهد تاخيرا لاسباب تقنية وسياسية لكنه على وشك الانتهاء.

 ووقعت عقود اخرى بشكل سري فيما قدر خبراء في مجال الدفاع بان عقود الاسلحة في العام 2007 فقط شكلت 69% من قيمة التبادل التجاري بين البلدين البالغ 2,6 مليار دولار.

 وقدمت تركيا من جهتها للطيران الاسرائيلي فرصة التدرب في صحراء الاناضول الشاسعة في اطار مناورات مشتركة.كما قامت بحريتا البلدين بمناورات مشتركة.

 وفي العام ,1999 كان الجيش الاسرائيلي اول من قدم المساعدة لضحايا الزلزال الذي ضرب شمال غرب تركيا كما قدم عددا من المنازل الجاهزة اطلق عليها اسم القرية الاسرائيلية.

 وتكثف التبادل الاقتصادي والثقافي ايضا ودرس البلدان امكانية نقل المياه من جنوب تركيا الى اسرائيل في مشروع تم التخلي عنه في العام 2006 بسبب كلفته العالية.



 وللعلاقات التركية ـ الإسرائيلية وجه ازدهار بعناوين ثلاثة: مشروع أنابيب السلام، واتفاق التعاون الاستراتيحي، واتفاق التجارة الحرة.

 يتلخّص مشروع «أنابيب السلام» في إقامة محطة بمنطقة شلالات مناوجات التركية لتزويد إسرائيل بكمية 50 مليون طن سنوياً من المياه لمدة 20 عاماً. ويستند المشروع إلى ضخّ المياه في أنابيب برية عبر الأراضي السورية، ثم دخولها إلى شمال لبنان أو شمال شرق الأردن، وبعدها إلى الأراضي الفلسطينية، أو نقلها بحراً إلى الساحل الإسرائيلي في حال عدم توقيع اتفاقية سلام بين إسرائيل وكل من سوريا ولبنان. وتشير مصادر إلى انتهاء بناء المحطة التركية، مع بقاء تنفيذ المشروع معلقاً. مشروع تبلغ تكلفته نحو مليار دولار، ووُقِّعَ في عهد أجاويد، علماً بأن أوزال بدأ يتحدث عنه منذ 1991 بقوله المشهور «مثلما يبيع العرب البترول، يجب على تركيا أن تبيع بترولها، أي المياه». وقد تمّ التوقيع على الاتفاق في آب 2002، أي قبل شهرين فقط من وصول «العدالة والتنمية» إلى الحكم في 3 تشرين الثاني من ذلك العام.

 أما العنوان الثاني، فهو اتفاق التعاون الاستراتيجي في شباط 1996 مع ملحق له في آب من العام نفسه (في عهد تانسو تشيلر). كان موجهاً ضد أعداء تركيا الأمس، الذين باتوا أصدقاء فوق العادة اليوم، وبالتالي فالأسباب الموجبة لهذه العلاقة الأمنية الاستراتيجية أصبحت شبه باطلة. وينصّ الاتفاق على وضع آلية مشتركة لمواجهة الأخطار المشتركة (الآتية من سوريا والعراق وإيران) من خلال منتدى أمني للحوار الاستراتيجي بين الدولتين ومن خلال أنشطة استخبارية مشتركة ونصب أجهزة تنصّت في جبال تركيا. كذلك نص على مناورات مشتركة يسمح فيها باستعمال أجواء الدولتين عسكرياً، وعلى تدريبات مشتركة للجيشين، وعلى حق المقاتلات الإسرائيلية باستعمال القاعدتين الجويتين التركيتين قونيا وإنجرليك.

 وظهرت الحماسة التركية لهذا الاتفاق من خلال سرعة تطبيق بنوده. وجرت أول مناورة جوية ثنائية في منتصف عام 1996 فوق وسط الأناضول.ولا ضرورة للتوقف طويلاً أمام الحاجة المزمنة للدولة العبرية لـ«المجال الحيوي» (نسبة إلى ضيق مساحتها وكثافتها السكانية وإحاطتها بدول الطوق)، وقد وجدت هذا المجال في تركيا الشاسعة، وتركيا الموقع الاستراتيجي الممتاز (عسكرياً وسياسياً).

 يضاف ذلك إلى صفقات التسلّح الضخمة التي زوّدت بها إسرائيل، الجيش التركي، ما جعل تركيا السوق العسكرية الكبرى للصناعة العسكرية الإسرائيلية. واللافت أن أي تأخير في العلاقات العسكرية بين الدولتين كان يحصل على خلفية عقبات مالية تركية. أما اليوم فاختلفت الأمور، إذ أصبح التعاون العسكري في خدمة السياسة، ونتيجة السياسة، لا نتيجة لنقص التمويل ولا لعجز الموازنة.أما بالنسبة إلى اتفاق التجارة الحرة الذي وقّعه سليمان ديميريل في أول زيارة لرئيس تركي إلى إسرائيل عام 1995، فأوجب: ـ إزالة الحواجز الجمركية بين الدولتين. أن يصل حجم التبادل التجاري بينهما إلى ملياري دولار خلال عام 2000. أن تمنح إسرائيل تركيا جزءاً من حصتها في الأسواق الأميركية في قطاع صناعة النسيج، على أن تعمد الشركات الإسرائيلية إلى تصنيع الأنسجة في تركيا من أجل تصديرها إلى الولايات المتحدة.

 أخيراً، لا يمكن الحديث عن العلاقات الإسرائيلية ـ التركية من دون التعريج على الملف الكردي. ملف ورّطت الدولة العبرية نفسها فيه باكراً من خلال تدريب وتسليح فرق من «البشمركة»، علّ الأكراد يزعزعون أنظمة بعض الدول العربية (العراق وإيران وسوريا). كما أنّ لوبيات يهودية أميركية عديدة ورّطت دولة الاحتلال في مسلسلات إحراج، وخصوصاً في تحريض برلمانات غربية لاعتماد قانون الإبادة الأرمنية.

 ورغم كل ما عكّر صفو العلاقات، لا يزال رجب طيب أردوغان يرفض إلغاء عقود الدفاع أو استدعاء السفير من إسرائيل. فالعقل التركي الجديد يعمل وفق منطق أن أنقرة لم تقم ببناء صداقات مع أعداء الأمس، لتفقد صداقات اليوم. حتى أنّ أردوغان أعلن خلال زيارته إلى الهند في العام الماضي، عن مشروع تركي ـ إسرائيلي مشترك لمد أنابيب نفط وغاز إلى الهند من بحر قزوين، مروراً بمرفأي جيهان التركي وإيلات الإسرائيلي.



 - حكاية زواج مصلحة: لا غرام ولا طلاق .

 لم تعد تركيا 2009 تشبه تلك التي كانتها خلال الحرب الباردة. لم يعد هناك اتحاد سوفياتي طامع بأراضيها وبمضيقَيها يدفعها إلى التقرّب من أي قوة أو حلف أطلسي أو جارة قوية، لمجرّد تأمين حماية ذاتية. ولم تعد كما كانت، دولة مرعوبة من جوارها العراقي أو السوري أو الإيراني أو اليوناني أو الأرميني، ما دفع بديفيد بن غوريون وعدنان مندريس إلى توقيع اتفاق ضد «الراديكالية الشرق أوسطية وضد التأثير السوفياتي» عام 1958. كما أن هذه الـ«تركيا» قررت بعد 2002، أن توسّع آفاقها، بالتالي فقد ارتأت التوقّف عن النظر إلى نفسها كدولة أوروبية لا تطيق جوارها «المتخلّف»، شأنها شأن رؤية إسرائيل لنفسها. من هنا، زال أيضاً الشبه المفتعل بين تركيا وإسرائيل كدولتين «ديموقراطيتين» وغربيتين في هذا «الشرق المظلم» (عامل كان أساسياً في التقارب المبكر بين الدولتين على قاعدة أنّ المصيبة تجمع). أضف أنّ تركيا، الدولة ذات الأعداء الذين لا يُحصون تاريخياً، باتت بلا عداوات تقريباً. وعندما تصبح دولة كتركيا بلا أعداء، تصبح حاجتها إلى السلاح والتدريب والتحالف الإسرائيلي، أقل بما لا يقاس مما كانت عليه أيام خلفاء أتاتورك.

 من هنا، فإنّ جزءاً كبيراً من موجبات اتفاقات عام 1996 قد أصبحت أقل أهمية بالنسبة إلى المصلحة الوطنية التركية. لكن رغم ذلك، فإنها تبقى بحاجة إلى أن تكون دولة عسكرية عظمى، ببساطة لأن الترسانة العسكرية (التقليدية منها والنووية) هي من أهم معايير «الدول العظمى». ولأن السلاح ضروري، لجأت أنقرة منذ سنوات إلى خطوتين قد تبطلان قريباً مفعول الحاجة العسكرية لإسرائيل: نوّعت مصادر مشترياتها الدفاعية، ثمّ عملت على تعزيز صناعاتها العسكرية المحلية، حتى تمكنت قبل أشهر من تنظيم معرض عسكري عُدَّ من بين الأكبر في العالم. كلام لا يعني أن المناورات العسكرية بين هاتين الدولتين ستصبح في خبر كان، فالحلف الأطلسي، الذي تُعدّ تركيا أحد أعمدته، مصرٌّ على إشراك تل أبيب في نشاطاته العسكرية.

 وبالنسبة إلى الهمّ الكردي، الذي عدّ طويلاً من بين أهم مبرّرات اتفاق التعاون الأمني الاستراتيجي بين إسرائيل وتركيا ومن أهم أسباب الصفقات العسكرية بينهما، فإن معالجته آخذة مع الوقت في التحول إلى القنوات السياسية بعيداً عن لغة المدافع. من هنا يمكن فهم تلميح وزارة الدفاع التركية، في أيار الماضي، إلى احتمال إلغاء صفقة شراء طائرات «هيرون» الإسرائيلية من دون طيار، التي كان الهدف منها النيل من الأكراد أساساً.

 وإذا كانت غاية الغرام التركي ـ الإسرائيلي السابق، مصلحة اقتصادية، فإنّ لغة المال بالنسبة إلى الأتراك مجدية أكثر مع العرب والجوار مما هي عليه مع الدولة العبرية. حقيقة تؤكدها الأرقام، بما أن التبادل التجاري بين الدولتين يناهز الـ 3 مليارات دولار (جزء كبير من هذا الرقم نتيجة صفقات الأسلحة)، لطالما ارتبط التواصل التركي ـ الإسرائيلي الدافئ، بهمّ أنقرة بنيل إعجاب الغرب، علّ ذلك يفيدها من ناحية تقديم شهادة حسن سلوك بالنسبة إلى أوروبا واتحادها. حكّام «العدالة والتنمية» لا يزالون يرغبون وبشدة في العضوية الأوروبية، لكن ليس عن طريق «الزحف» الذي لم يجدِ بعد رغم كل شيء. بناءً عليه، فهموا أن أوروبا تريد منهم طبعاً أن يكونوا على علاقة جيدة مع حليفتها إسرائيل، لكن ليس من الضروري أن يكون ذلك أبداً على حساب علاقات أنقرة مع بقية العالم.

السبت، 15 أكتوبر 2011

بالمسيرة نطالب بالعزّة والكرامة, فبماذا يُطالب من يمنعها ويقمعها؟





في ظلّ تغييب مقاييس شرع الله، وفي واقع كالمستنقع ليس فيه الا الأمراض والجراثيم والطفيليات وهوام الأرض

فإن العقول التي استمرأت مسخها، وارتضت أن تسيّرها المصالح لا دين الله، أصبحت تتّبع مقاييس لا يتولد عنها الا الذلّ والتبعية العمياء وارتضاء الدونية لعباد الله، والاستقواء المخلوط بالاستغباء، وكذا التغوّل في مواضع اللين والمؤازرة لأهل الحق!!

شهد نبي الله صلوات ربي وسلامه عليه حلفاً مدحه وأثنى عليه وقال لو دّعيت الى مثله في الإسلام لأجبت!!

وما ذلك إلا لأن هذا الحلف ومن قاموا عليه طيّب وذو أهداف سامية نبيلة...وكان ذلك في الجاهلية الجهلاء...

الحلف فيه نصرة المظلوم، وإعطاء كلّ ذي حقّ حقه، والوقوف في وجه من يستقوي على البشر سلباً لحقوقهم أو تعدياً عليهم.

أما وقد أصبحنا نعيش في واقع لا يُميّز فيه جاهل أو منتفع أو متربّح بين الحق والباطل

وأصبح رعاع الناس يحملون الهراوات والسياط ليضربوا آمراً بمعروف ناهياً عن منكر محقّقين بواقعهم هذا وجود صنف من الناس لم يرهم رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه..

وأصبحنا، وأضحينا، وأمسينا نعيش حالة من تصادم فعلي بين مصالح بعض الناس ممن يدّعون العمل للاسلام وبين دين الله بشكل عملي...

المسلمون في سوريا، كما في ليبيا، كما في اليمن، كما في غيرها من بلاد المسلمين، يُطالبون بالانفكاك من العبودية الجبرية لأنظمة الضلال والفجور

والتخلّص من الذل، والمهانة، واستباحة الأعراض بعد استباحة الكرامات...

فكان ردّ فعل الأنظمة الخائنة لله ولرسول، العميلة لبني هرقل على اختلاف لهجاتهم وأشكالهم أنها سفكت الدماء وجعلتها أنهاراً تجري في الطرقات

فما الواجب الشرعي الذي قرّره ربنا وربكم من فوق سبع سماوات؟

واجب واضح جلي لا يزيغ عنه ولا يرفضه الا هالك متخاذل جبان: أن الواجب على المسلمون نصرة إخوانهم في الدّين، وقد استنصروا اخوتهم فالواجب نصرتهم.

أم أن لفئة من الناس كتابُ ُ ولنا كتاب؟

لهم آيات يتلونها غير آيات الله؟

لهم دين استقام في أعينهم واعوجّ فيها دينُ الله؟

أضعف الإيمان عند غير المستطيع فاقد الحيلة أن يُنكر المنكر بقلبه، فما بالنا نرى بين ظهرانينا من لو استطاعوا أن يشقّوا عن القلوب ولاحظوا فيها

انكاراً للمنكر جلدوا أصحابها وعنّفوهم أيّما تعنيف؟!

إن من يخرجُ في فلسطين الأسيرة نصرة للمظلومين من أهل التوحيد إنما يفعلُ ذلك اسقاطاً لإثم عظيم عند الله إن هو سكت!!

إن من يتحرك من أهل فلسطين المخلصين لله ولدين الله ولإخوتهم في العقيدة وهم أسرى لبني يهود يجب أن يُساندوا لا أن يهانوا ويُقمعوا!!

إن من يرى في نفسه أنه أصبح ذو سلطان وقرار على أرض فلسطين عليه أن يعيد النظر فهو لا يرى ولا يُبصر

عليه أن يمعن النظر  بعينيه إن غفل قلبه ليرى أنه في فلسطين يخضع لمجنّدة فاجرة عاهرة من بني يهود تفرض عليه حظراً إن مشت في الطرقات.

أهل العزّة والكرامة الذين رباهم دين الله تعالى على هذه المعاني لا يُمكن إلا أن يثوروا تلبية لنداء المسلمين رجالاً ونساءً وغلماناً تُنتهك كراماتهم

وتُسفكً دماؤهم، ويُعتدى عليهم من قبل حكام مجرمين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمةً.

أما من ارتضوا الارتماء في ألأحضان - ولا يهم أحضان من، المهم عندهم الارتماء - فهم أهل الخذلان والتخذيل والارجاف وتمكين العدو من ابن الدّين!!

فلا أقل - يا من تاهت دروبكم بكم، واختلطلت معاييركم ومقاييسكم - من أن تخرسوا ألسنكم، وتضعوا سيوفكم في جرابها حين تعلو أصوات الأحرار طلباً لكرامة إخوة لهم في سوريا وغير سوريا...

لا أن تُشهروها في وجوههم، ضرباً بعد اعتقال، لتخدموا أجندة من يصدّون عن دين الله...وعن الكرامات والدفاع عن الحرمات

إلا بئساً لقوم رضوا أن يكونوا أدوات صدئة مهترئة ممجوجة في يد من يأبى أن يعلي الصوت دفاعاً وانتصاراً لأعراض الحرائر ودمائهم وكرامتهم.

بئساً وتباً تباً.




3/5/2011

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

كيف تهزم " اسرائيل " بالفول المدمّس



لا أدري على من وبسبب مَن ينفطر قلبي!!

فالقاعدة أصبحت أن يكون القلب منفطراً

فحيثما ولّيت وجهك رأيت بؤساً وشقاءً

سواء شطر المشرق أو شطر المغرب أو ما بينهما

فمن بلاد لا يجد أهلها طعاماً يسدّ جوعة مؤلمة قاتلة

الى بلاد لا ترى فيها إلا أشلاءً وجثامين فوق الأعناق

والى بلاد يُستضعف فيه الفقير ومن لا سند له، ويحتفى فيها بكل لئيم خبيث عتل زنيم

والى بلاد يُستخف فيها بالعقول الى درجة الانحطاط البهيمي

الى بلاد لا شغل يشغل معظم شبابها الا أن يشاركوا في دعايات السيارات والموبايل و.... باربيكان هذه حياتي!!

وترى أحوالاً رأسها مكان أعقابها، وأعقابُها كأنها جبال رواسي مع وهنها وتفاهتها

يوم أن رأيت القذافي لعنة الله عليه يقود مظاهرة يطالب فيها مع الشعب بسقوط الحكومة...عجبتُ لحال الشعب!!

الا أن هذا الحال لذاك المعتوه العتلّ المخلوع المطارد في يومه هذا ليس فريداً من نوعه

فإن طفت بنظرك في بلاد المسلمين تحسبها -مع بؤس حال أهلها - كأنها تعيش انتصاراً يتلوه انتصار

وفتحاً يتلوه فتح مبين أعظم منه...رغم الانحطاط المذهل الذي نحن فيه!!

وترى فعاليات هنا وهناك

الغريب فيها هو مسمياتها

فمن لعبة كرة الطاولة للفتيات في بلد يرزح تحت نير وظلم بني يهود ...جعل الخانعون هذه اللعبة معنى عظيماً من معاني الصمود والتحدي

ورمزاً من رموز الإباء في وجه الإحتلال!!

الى احتفالية أضخم طبق شاورما

وأكبر صحن حمص

وأكبر طبق حلوى ... كنافة نابلسية!!

وقد يأتي في قابل الأيام تحدٍ آخر تحت عنوان أكبر قرص فلافل!!

يذكرني هذا الحال المخزي بأشهر محلٍ - مطعم - للحمص والفول في قلب العاصمة الأردنية عمان

حيث يعلق صاحبُهُ - أو كان - داخل محلة قصاصة من ورق مكتوب فيها:

كيف تهزم "اسرائيل" بالفول المدمّس.