الخميس، 9 أغسطس 2012

هذا تخذيلٌ يا أستاذ عبدالباري عطوان !!



كتب الأستاذ عطوان مقالاً بعنوان: العاهل الاردني و'الدولة العلوية'
اضغط هنا

وما أكتبه الآن هو ردّ على فحوى مقاله المليء بالغمز لصالح النظام
السوري المجرم!!




سأبدأ معك من حيث سأنتهي يا أستاذ  عطوان:
لو كان أهل الشام الأحرار أوغيرهم يعوّلون على كلمة واحدة مما تقول لأصيبوا
بحالة من الخذلان والإحباط !!
لكن الجميل في الأمر أنك وما تقول غير ذي قيمة، لأن من يعرف مواقفك يعلم تماماً
أنك ما كنت لتنصر ثورة الشام وحرائر الشام .
ومن الممكن تصنيف مقالك  هذا ضمن مصنّفات أبواق الأنظمة جنباً إلى جنب مع
تصريحات شريف شحادة  وطالب ابراهيم ومن هم على شاكلتهم!!

إنّ الثورة السورية أعظم من أن تختزلها أنت وغيرك في خانة (الحرب الطائفية) 
 بقولك " وتسرّب أبناء عن بوادر صراع طائفي بين الأقلية العلوية مدعومة من
 بعض الفصائل الكردية، والأغلبية السنية." لعدة أسباب أهمها:

* أنّ الشعب السوريّ ذاته قد ردّ على مثل هذه الترهات والتضليلات حين
تعاضدت أطياف الشعب السوري بعضها مع بعض في وجه نظام مجرم لا
 يختلف عاقلان على أنه وصل مراتب المجرمين على مرّ التاريخ.

* أن أطفال درعا لم تكن لهم أجندة مذهبية أو طائفية أو محرّك خارجي، والذين
 تحرّكوا انتصاراً لسجن المعلّمات والطلاب الأطفال ثمّ الذين تحرّكوامن بعدهم
 حرقة على أجساد أطفال ممزقة منتهكة لم يكن المحرّك لهم اختلاف مذهبهم...
فالمذهب وقتها كان واحداً جامعاً كل الناس حوله وهو: مذهب النظام المجرم
القاتل المنتهك لكلّ الحرمات في مقابل مذهب المقتول  والمنتهك عرضه
 والمسفوح دمه!!
فإن كنت تقصد بالطائفية والمذهبية هذا لكنت من الصادقين، غير أنك هدفت إلى
 غير ذلك، وغمزت ولمزت إلى إهانة الشعب السوريّ الحر وتقزيم قضيّته
 وإيهام البشر أنّ السوريين تتخطّفهم أجندات خفية وصفتها  أنت كما وصفتها
 روسيا وإيران بأنها طائفية!! فكان توصيفك المهتريء هذا هو الجامع بينك
 وبين كلّ من حاول التبرير للنظام وإيقاع اللوم على  الناس بشكل غير مباشر!!

* اشترك توصيفك لهذه الحرب بأنها طائفية مع توصيف الإيرانيين والروس
 والأمريكان وحزب الله وكلّ من لهم مصلحة مع النظام وعداوة مع الشعب...
وهذه تكفيك أن توصم بها تخذيلاً للناس بصفاقة ووقاحة أمام نهر الدم الزكي
الذي يريقه المجرم هو وأعوانه محليا وإقليميا ودولياًَ !!

* المسلمون يا سيد عطوان يشكّلون حوالي 80%  من الشعب السوري،
والعلويون يشكلون 5-8% منه على أكثر تقدير، ومن يقفون في صفّ بشار من
 العلويين ليس كلّ تلك النسبة وأنت تعلم بذلك، كما تعلم ويعلم الجميع أن من
 المسلمين السنة من يقفون مع بشار، ومن النصارى من يقف معه ومنهم ضدّه...
إذن فالمعادلة لا ينطبق عليها توصيف (الطائفية) بل ينطبق عليها: أن من يقفون
 في صفّ النظام ويدافعون عنه هم من اشتملت صفاتهم  على ما عند النظام
 من صفات الإجرام والحقد والحرص على المكاسب  ومحاولة منع سقوط نظام
 ربطوا مصيرهم به!!









ولم يقتصر مقالك على الغمز لهذه النقطة التي يثيرها كلّ حاقد على الشام  فقط،
 بل اشتمل على عدة نقاط سآتي على أبرزها باختصار:
1-     توصيفك لما يجري بأنه "أزمة" !! معقول يا أستاذ عطوان؟
      إن كانت هذه أزمة فكيف تصف الحرب والمجازر إذن؟!


2-     قولك: (الحلول السلمية جرى قبرها بعد انهيار مهمة كوفي عنان واستقالة
      صاحبها يأسا وقرفا، وعدم تعيين بديل حتى الآن، في ظل صراع شرس
    على النفوذ بين القوى العظمى، تطور إلى حرب بالوكالة على الأرض.)
لقد ردّ عليك أحرار الشام في هذه النقطة، فأطلقوا على "الحلول السلمية" تلك
 وصف: مُهَل القتل!! وأطلقوا على مبادرات ومهل جامعة الدول العربية
وصف: جامعة المهل الدموية!! فهل أنت أخبر منهم وأوعى؟ تدّعي لنفسك
الوعي يا أستاذ عبد الباري ولا تعلم أن كلّ المهل والمبادرات والحلول
 التي طرحت إنما كانت لأحد أمرين أو لكليهما:

أولاً: محاولة إخراج النظام مما هو فيه، واختلفت الآراء من بداية الثورة
 إلى يومنا من محاولة إخراجه مما هو فيه والمحافظة على شخص بشار
 إلى المحافظة على النظام ولو على حساب التخلي عن بشار؟!

ثانياً: محاولة كبح جماح الناس الثائرين ومنع ارتفاع وتيرة المطالبة بالإسلام
 ودين الله وتحكيم شريعته خاصة وأن أزلام أمريكا وروسيا وغيرهما من
 أطياف المعارضة لم يستطيعوا الالتفاف على الثورة لصالح أعدائها
 ومحرّفيها عن مسارها ومن أرادوا تزييف إرادة الناس وتحويرها بحسب
 "ديمقراطية الغرب " العفنة!!

3-    وهذه النقطة تنقلنا إلى قولك:
(وهذا يتناقض كليا مع أهداف الثورة الشعبية السورية في إقامة دولة
 ديمقراطية على جميع أنحاء سورية، تتعايش فيها كل الطوائف والأديان
والأعراق على قدم المساواة)
السمّ الذي أردت أن تضعه هنا هو:
تحديدك لهدف الثورة بأنه: إقامة دولة ديمقراطية!! فمن أنبأك بهذا يا أستاذ
عطوان؟ صحيح أن للديمقراطية دعاتها، وسمعنا أصوات بعضهم، وكان
 أبرز المطالبين بها هم معارضة الخارج ومكوّنات المجلس الوطني الذي
 نبذه جلّ السوريين، لكن الم يأتِ إلى علمك مطالبة نسبة لا بأس بها من الناس
 بالإسلام وحكم الإسلام؟ألم تَرَ بأم عينك رايات رسول الله صلوات الله عليه
 مرفوعة خفاقة بكل فخر واعتزاز في مختلف بقاع الشام؟
ألم تحاول أن تأخذ جولة على أسماء أيام الجُمَع لتخرج بخلاف هذه الصورة
التي تطرحها؟
ثمّ السمّ الآخر المبني على الأول قولك بالمساواة بين الأديان والطوائف
والأعراق!!
هذه عند المسلمين يا سيد عبد الباري لها حساب مختلف عن حساباتك وحسابات
"الديمقراطيين" دعاة الدين الجديد، إذ أن حسابات المسلمين لها تقول: 
أن لا شرع إلا شرع الله، وأن الدين عند الله الإسلام، وأن سوريا بلد إسلاميّ
يخضع لأحكام الله، فمن شاء أن يدخل من غيرهم في عهدهم ودينهم فله
ما لهم وعليه ما عليهم، ومن أبى الدخول في دينهم فله دينه لا يُكره على
 غيره وله كلّ الحقوق التي يقرّها له ديننا العظيم لا يَظلِم ولا يُظلم ويعيش
 كريماً لا يعتدي عليه معتدٍ ولا يظلمه ظالم.

4-     ونقطة أخرى في مقالك محلّ ازعاج!! سبب الإزعاج هو أنك تنحى
 منحى التأويلات المضحكة التي لم أتصوّر أن تصدر عنك، وهي
أما  مسألة قتل أو موت عدد ممن سمّوهم  أعضاء خلية الأزمة:
أوافقك أن هناك شيء من الغموض يكتنف موتهم وكيف تمّت عملية تصفيتهم،
 لكنك وباستباق غريب تريد أن توهم الناس - بطريقة صياغتك للجملة – أنّ
من قتلهم هو النظام!!
لو افترضنا ما تفترضه يا أستاذ عبد الباري لخرجنا بنتيجة أنّ النظام ومن
 يعينه من أجهزة مخابرات اقلمية وعامية هم في حالة غباء مدقع!! والسبب
أن هذا الزعم مرفوض لما يلي:
الأولى: أن الثوار عندنا صادقون، فإن تواترت أخبارهم بأنهم فعلوها فقد
 فعلوها.

الثانية: من الغباء أن يُعلن النظام بعملية كبيرة وهائلة  كهذه أن أركانه
 مهزوزة، فهذا دليل على الضعف والإنهيار.

الثالثة: ألا ترى معي أنّ هذا الفهم السقيم قد أدّى إلى ارتفاع هائل في معنويات
الجيش الحر والشعب بشكل عام والى انهيار كبير عند أجهزة بشار وجنوده
وشبيحته أدى إلى سلسلة انشقاقات متتالية بعد الحدث؟ فهل من مصلحة النظام
أن يعلن أنه قتلهم؟ فإن كان رأى منهم خيانة فيستطيع أن يتخلّص منهم بهدوء
من غير ضجّة ولا إعلان!!



5-     ونقطة أخرى ممكن جمعها مع غيرها من نقاط تؤدى معنى واحد
وهو رؤيتك أن النظام السوري هو الذي يحقق المكاسب والانتصارات
 وأن كفّته هي التي ترجح!!
وقبل أن أرد عليك بهذه، فقد تذكّرت للتو كلاماً لك قلته لإحدى محطات
الإذاعة المحلية في فلسطين في اتصال معك وقت أحداث انتفاضة الأقصى
 إذ وصفت الفلسطينيين بالبواسل وأنهم رفعوا رؤوس العرب والمسلمين
جميعا بثباتهم وانتصاراتهم ونضالاتهم!!
كلام جميل، وموقف طيّب منك، لكن السؤال هو:
ما الفرق بين قاتل المسلمين في الشام وقاتلهم في فلسطين؟
الذين يُقتلون هم مسلمون – في الأعمّ الأغلب – فلماذا تنصر لقاتل هؤلاء
 وتعيب على قاتل هؤلاء؟
على أيّ مقياس تنضبط أنت: عقلي أم شرعي أم مصلحي؟؟
تقول في مقالك: ( نظام السوري صمد طوال هذه المدة لأن معظم
 الانشقاقات التي وقعت في صفوفه كانت إعلامية صرفة، وفي إطار
 حرب نفسية) !!
تصف بقاء النظام إلى الآن بالصمود؟ إلا تفهم كلمة صمود فهماً طيّباً
 وفي خانة المدح على أدقّ الأقوال؟
ثمّ توصيفك للإنشقاقات بأنها إعلامية صرفة: يعني لاشيء منها قد
حصل يا أستاذ عطوان؟ وكلّها فبركات إعلامية وتضليل؟
وهي حرب نفسية على مَن؟ على النظام أم على الناس؟
ويكأني أستمع وأقرأ لطالب إبراهيم وشريف شحاتة يا أستاذ عطوان!!
كلمة قبل أن أختم يا أستاذ عطوان:
الشام ستنتصر، والشام ليست النظام المجرم القاتل المنتهك لكل الحرمات،
 بل الشام هي الشعب الطاهر النقي الأبي الذي اخترق جدار الصمت بعد
عقود من إجرام البعث وحزبه من الأب القاتل إلى الإبن المجرم بامتياز،
 هذا الشعب هو الذي سينتصر على كلّ العتاة وأعوانهم وهو من سيُخرسُ
 ألسنة الأبواق على اختلاف لكناتهم ولهجاتهم وزخارف أقوالهم البشعة
 بإذن الله الذي توكّل عليه الناس وقاموا معتمدين عليه رافعين راية رسوله
 صلوات الله عليه قائلين: قائدنا للأبد سيدنا محمد....ومحمد ليس بعثيا
 ولا ديمقراطيا ولا ليبراليا يا أستاذ عطوان، بل هو رسول أتى بدين
 اسمه الإسلام.

أمّا بالنسبة لعنوان مقالك وذكر الملك الأردني فإني لن أتطرق له،
 ذلك أنه في قناعاتي داخل في منظومة المتآمرين على الشام وأهلها وعلى 
الإسلام وأهله، فذكره من عدمه لا يقدّم إضافة لما سأقوله.



وأخيراً: ليتك تقف في صفّ الحق والثورة، تقف في صفّ المقتول المظلوم
المنتهكة كلّ حقوقه ومحارمه لا أن تقف – ولو من طرف خفي – مع المجرم
 فتبرّر له وتخذّل الناس وتسعى لمحاولة إحباطهم!!
المجرم بكل زنادقته وأعوانه لم يزدهم إلا عزما وإصرارا ولم يستطع أن
يحبط عزيمتهم فلن تستطيع أنت ولا غيرك أن تفعل.

9/8/2012م





 

الأربعاء، 8 أغسطس 2012

سوريا وانتهاء مرحلة الدبلوماسيّة



أبرز محطات العجز الدبلوماسي الأمريكي خاصة والغربي عامة في التعاطي
مع القضيّة السورية كانت استقالة كوفي عنان التي أعلنها الأمين العام للأمم
 المتحدة في الثاني من آب 2012 م. والذي وصف مهمة كوفي عنان بأنها
"الأكثر صعوبة" !!
وقال عنان معبّراً عن انغلاق الأفق السياسي أمام المجتمع الدولي الذي يمثله
 في مهمّته أن "تصاعد العسكرة على الأرض وانعدام الإجماع في مجلس
 الأمن الدولي  غيرا دوري بشكل جذري".
كما أعرب عن اعتقاده بان الرئيس السوري بشار الأسد سيضطر للرحيل
"عاجلا أم آجلا".

وكما نعلم فإن مهمته كانت محاولة الخروج بحل "سلمي" سياسي للقضية السورية
عن طريق محاولة التوفيق بين النظام والمعارضة بشكل من الأشكال في محاولة
لتحقيق الإرادة الأمريكية في المحافظة على الهيكل العام للنظام السوري مع بقاء
الأسد في الحكم كما كانت رغبتها في بداية المجازر، ثمّ تحوّلت إلى محاولة
الابقاء على النظام بدون بشار، وهذا ما صرّحت به الإدارة الأمريكية على 
لسان خارجيتها بضرورة رحيل بشار وأنه قد فقد شرعيته!!
تماماً على النهج الأمريكي في مصر واليمن وليبيا وتونس مع فارق الحال
والظروف  في كلّ بلد والتابعية السياسية فيه.
المهم أنه باستقالة عنان الممثل العربي-الدولي في القضية السورية فقدت
السياسة الدولية آخر أوراقها الدبلوماسية في سوريا، لكن ذلك لا يعني بحال
 أن أمريكا وأتباعها (تركيا و إيران) وحلفاءها (روسيا والصين ) قد وصلوا
 إلى طريق مسدود، بل لقد كثّفوا من العمل العسكري الذي شهدناه عن طريق
 رفع وتيرة القتل والدمار واستخدام الطائرات بأنواعها والمقذوفات على اختلاف
أحجامها وفتكها، كلّ هذه بشكل متناسق مع استمرار تدفّق السلاح الروسيّ
والإيراني والصيني تارة عن طريق النقل الجوي وتارة عن طريق
قناة السويس التي لا يزال النظام المصري يسمح بمرور سفن الشحن العسكري
من خلالها إلى ميناء طرطوس السوري!!
وهذا التصعيد العسكري الإجرامي الهائل من قبل النظام السوري وأعوانه
من حزب الله وجماعة مقتدى الصدر وإيران يترافق مع تكثيف العمل المخابراتي
على الأرض.
ولا ننسى أنّ المخطط الأمريكي لسوريا أصيب بضربة أعتبرها قويّة جداً حين
 رفض السوريون البديل السياسي المطروح أمريكيا والذي تمثّل بالمجلس الوطني
 وهيئة التنسيق، بالرغم من أن محاولة عمل شيء عن طريق المجلس الوطني
لا يزال قائماً مع استمرار قصور مكوّنات هذا المجلس عن استقطاب الناس
وجمعهم حوله. والمتابعون يعلمون كيف حاولت أمريكا الإحاطة بالشعب السوري
عن طريق هذين الكيانين: المجلس الوطني الذي عملت أمريكا من خلاله في أول
نشأته على تلزيم القضية السورية للأتراك، وهيئة التنسيق التي ألزمتها لإيران!!

الجيش الحر والثوار:
يغلب على ظني أن الأمريكان، سياسييها ومخابراتها، يعملون بجهود جبارة
مع الأتراك في محاولة " لتفريغ " الجيش الحرّ والثوار السوريين من المضامين
 المزعجة أمريكياً من مثل تلك التي تظهر في الرايات التي ترفعها بعض الفرق
والكتائب والشعارات التي يطلقونها والغايات التي قال عدد منها أنهم يسعون
إليها من مثل: الدولة الإسلامية والحكم بشريعة الله!! وهي بالنسبة للجارة
"المجرمة" إيران تشكّل عنصر تهديد لكيانها ووجودها بعد نجاح ثورة الشام
بإذن الله!!
هذه من المسائل الحيويّة عند الأمريكان فلا يقبلون بها، فهم يعملون من الحليف
 الإستراتيجي التركي على محاولة بناء ثوّار حسب الطلب الغربي، وفق مفاهيمه
 ومبادئه، الأمر الذي سيوصل الأمريكان والأتراك معهم إلى خيبة أمل مدوّية بإذن
 الله، ذلك أن الشعب السوري عرف عدوّه، والثوار تتضح أمامهم معالم الطريق
 يوماً بعد يوم، فهم باتوا يعرفون، إلى حدّ كبير، صديقهم من عدوّهم، وقد نشط
 بينهم بشكل ملفت مَن يرشدهم إلى طريق الخلاص والانعتاق مبدئياً وسياسياً
من كلّ تبعية غربية.



وآخر إشارات انتهاء مرحلة الدبلوماسية في سوريا اللقاءات المكوكية الأخير
 التي تجريها الوفود الإيرانية في سوريا وتركيا ومصر وقد يكون في غيرها
 كذلك من دول المنطقة والتي ظهرت فيها بوادر الصدع الكبير الذي حصل
في "محور الممانعة والمقاومة" المزعوم!!
حيث قال مبعوث المرشد الأعلى للثورة الإيرانية سعيد جليلي خلال لقائه مع
 بشار الأسد يوم الثلاثاء 7/8/2012 في دمشق :
إيران «لن تسمح بكسر ضلع» سوريا الأساسي في «محور المقاومة».
وقال بشار في ذات اللقاء سيراً على خطى القذافي أنه مصمّم على تطهير كلّ
شبر في سوريا من الإرهابيين.

الأوضاع في سوريا خرجت عن كلّ معاني قدرة أمريكا أو غيرها على التحكّم
بخيوط الأحداث وتوجيهها الوجهة التي تريد، والعمل العسكري في التعاطي
 مع ثورة أهل الشام مآله الفشل الذريع، إذ ما استخدم نظام قط كلّ هذه الطاقات
 العسكرية ضدّ شعبه إلا كان مصيره الخسران والزوال، ولا زالت ثورة الشام
 تفوح منها رائحة الكرامة والعزّة ولا زالت حناجر الناس والكتائب تصدح بأنها
 ثورة لله، وبأن الله معنا، وبأن النبي قائدنا وهذه المعاني لو وجدت وحدها دون
 أن يعينهم معين في العالم لكفتهم ونصرتهم، فالله هو الناصر والله هو الغالب
على أمره وهو نعم المولى ونعم النصير.

﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾.

الاثنين، 6 أغسطس 2012

الى مَن بقي من الجند مع بشار !!



بسم الله الرحمن الرحيم

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ
عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) النساء/ 93 .

عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمْ اللَّهُ فِي النَّارِ)
رواه الترمذي

ويقول صلوات الله عليه:
( والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا )
أخرجه النسائي

إلى الجنود في الشام:
 لا يخفى على أحدٍ اليوم أنّ النظام السوري قد ولَغَ في دماء الناس وبلغ
مبلغاً عظيماً في جريمته التي  يستهدف فيها أهل الشام قتلاً وذبحاَ واعتقالاَ
 وتشريداً، ويستهدف أرض الشام تدميراَ وتخريباً لم نشهد  له مثيلاً إلا
 ما تفعله وفعلته دول الغرب في بلادنا كما صنعت أمريكا في العراق
وأفغانستان، وكما جرى مع مسلمي البوسنة وغيرها حين قتلوا ودمّروا
وحرقوا البلاد والعباد!!
 إنّ ما يجري على أرض الشام من جرائم ممنهجة تحت سمع وبصر
 العالم كلّه وبمشاركة من نظام إيران  المجرم وعناصر حزب الله
وروسيا والصين والغرب كلّ بشكل مباشر أو غير مباشر
 محاولين حمايته وحماية مصالحهم  أو إطالة زمن بقائه في السلطة
حتى يصنعوا بديله، أقول أن هذا الذي يجري  لشاهدٌ ينطق بالدم
والآهات والصراخ والعويل على أنّ دماء البشر لا قيمة لها في موازين
مصالح اليوم عند هذه الأنظمة والدولّّ!!
 منذ ما يقرب من عام ونصف العام  تسيل الدماء بحيث لم تبق مدينة
 أو قرية أو حارة أو شارع إلا تعطّر بالدماء التي اختلطت مع ترابه
وحجره وشجره، بالرصاص تارة، وبالمدافع والصواريخ تارة، وبالطائرات
وحممها تارة أخرى، كما بالسيوف والحِراب!!
 والعالم كلّه يتفرّج، منهم مَن هو في حرج ومنهم مَن لا يعنيه الأمر أكثر
من اعتنائه بمصالحه السياسية والاقتصادية في أرض الشام!!
 بل إنهم يعطون المُهَلَ بعد المُهَل، والفرصة تتبعها الفرصة للنظام العفلقي
 المتهالك الذي يحمل في "جيناته" كلّ عناصر هلاكه واندثاره منذ أول
 يوم نشأ فيه  غير أنّه استمر إلى يومنا هذا لسببين:
 بسبب قيامه على أسسٍ مخابراتية بوليسية قمعية وحشية حكم خلالها
بالحديد والنار.
 والسبب الثاني الحبل الموصول بينه وبين سادته الذي أوجدوه بذرة
خبيثة في بلادنا يُحقّقُ لهم مصالحهم  ويُطلق أيديهم يفعلون في بلادنا
ما يشاؤون كما يشاؤون، فقد رهن نفسه لهم مقابل الحكم والتسلّط!!
 ولا شيء من هذا يقع في خانة الإستغراب، فهذا حالُ كلّ الأنظمة في
بلاد المسلمين مع تفاوتٍ في شدّة إجرامهم وقمعهم للناس.
 وهذه المجازر التي تجري تقع تحت عين وسمع "حماة الوطن" الذين
هم أبناء وإخوان وأقارب وجيران من يتمّ ذبحهم بوحشية مذهلة!!
 "حماة الوطن" الذين ربّاهم أهل الشام صغاراً وسهروا على رعايتهم،
أطعموهم من عرقهم وجهدهم، علّموهم في المدارس والمعاهد والجامعات
حتى كبروا وهم يأملون أن يروهم رجالاً، جنوداً وضباطاً، يحمونهم
ويدفعون عنهم الشرور...
 فإذا بكم أيها الجنود –الموالين للمجرم حتى يومنا هذا -   توغلون في
دم أهلكم، تسفكون دماء من ربّوكم ووضعوا أملهم فيكم  وتنتهكون
 أعراض الحرائر اغتصاباً واعتقالاً  وتدمّرون البلاد التي أكلتم من خيرها!!
 ترون بأمّ أعينكم حاكماً ونظاماً مستبداَ قاهراً ظالماً مجرماً ومع ذلك تعينونه
 في إجرامه وقهره!!
 يذبحُ الأطفالَ والشيوخ والنساء بأيديكم وتخلّفون بعد جرائمكم مشاهد
يهتزّ لفظاعتها عرش الرحمن!
 هل سَلَبَ بشارُ ونظامُه من قلوبكم معاني الإنسانية والرحمة والشفقة
على أهليكم وأبناء جلدتكم؟
 فما تصنعه أيديكم الآثمة تترفع عنه البهائم والوحوش في غاباتها!!
 اعلموا أيها الجنود والضباط أن حالاً كهذا لا يستمر طويلاً، وسيفضي
 إلى نهاية قبيحة فظيعة لهذا النظام العفن المجرم ولمن بقي معه منكم،
سيفضي إلى يومٍ يكون فيه العزيز هم الناس، ضحيّة اليوم، وستكونون
 أنتم تحت أقدامهم والمصير الذي يقررونه لكم، سيكون أطفال الشام
 بدمائهم وأوصالهم المقطّعة هم القضاة عليكم وعلى جرائمكم، وستكون
 كلّ قطرة دم زكية سفحتموها لعنة عليكم في الدنيا وفي الآخرة عذاب
 عظيم مقيم!!
 إنّ من الجنود والضباط مَن تحرّكت فيهم مشاعر النخوة والكرامة
 والعزّة مدفوعة بالخوف من ربّها العظيم فنبذت الطاغية ولحقت بركب
 الشام وأهل الشام، ركب العزة والكرامة، ركب من تعلقت قلوبهم بربّهم
 ترجوا رحمته ونصره، ونبذوا المجرم الذي أراد أن يكون إلهاً يُعبد،
هذا الطاغية الذي تعلمون ما يفعله جنوده من إجبار للناس على أن
يقولوا لا إله إلا بشار!!
 إنها فرصة من لا يزال متخاذلاً منكم عن اللحاق بركب الخير والكرامة
أن يفعل ذلك قبل أن يفوت الفًوْتُ، فرصة عظيمة لكم أن تسجّلوا أسماءكم
في صحائف النور إن أنتم عدّتم إلى ربّكم تائبين مخلصين مدافعين عن
 دماء أهلكم وأعراضهم وبلادهم في وجه طاغية رضي بذل الدنيا
والآخرة.
 ساعة الحسم اقتربت، وساعة المفاصلة حانت، وإنما هي أيام تفصل
 بين خزيكم أو عزّكم، فاختاروا لأنفسكم مكانة يعزّكم بها ربّكم في
الدنيا ويرفع عنكم عظيم عذابه يوم لقائه، وتوّجوا عملكم بإعلاء دين
الله وراية رسوله صلوات ربي وسلامه عليه، استبدلوا الحاكم الذي يحكمكم
بدين ربّكم ويرفع في سمائكم راية لا إله إلا الله محمد رسول الله في خلافة
 راشدة على منهاج النبوّة فهي الدولة الموعودة من ربّ العباد والتي
 بشّر بها نبي الله محمد صلوات الله عليه في الشام وبلاد الشام خير
أرض الله إلى الله  سبحانه استبدلوا كلّ ذلك الخير ببشار الطاغية المجرم!!
 فالعمل العمل، والجدّ الجدّ قبل أن يفوت الأوان وقبل أن لا ينفعكم
 ندم ولا حسرة.

اقرأوا قول المولى سبحانه:

( وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ
مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )

 (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ
 (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ
 لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ
(104) يَوْمَ يَأْتِ  لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ
(105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا  فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ)

 ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ  مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ  
كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ  سُكَارَى وَمَا هُمْ
 بِسُكَارَى  وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ )

وما هي إلا مسألة وقت مضى جلّه ولم يبق منه إلا القليل ليتحقّق وعد
الله تعالى بأنّ الشام عقر دار الإسلام.