بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ
عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) النساء/ 93 .
عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمْ اللَّهُ فِي النَّارِ)
رواه الترمذي
ويقول صلوات الله عليه:
( والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا )
أخرجه النسائي
إلى الجنود في الشام:
لا يخفى على أحدٍ اليوم أنّ النظام السوري قد ولَغَ في دماء الناس وبلغ
مبلغاً عظيماً في جريمته التي يستهدف فيها أهل الشام قتلاً وذبحاَ واعتقالاَ
وتشريداً، ويستهدف أرض الشام تدميراَ وتخريباً لم نشهد له مثيلاً إلا
ما تفعله وفعلته دول الغرب في بلادنا كما صنعت أمريكا في العراق
وأفغانستان، وكما جرى مع مسلمي البوسنة وغيرها حين قتلوا ودمّروا
وحرقوا البلاد والعباد!!
إنّ ما يجري على أرض الشام من جرائم ممنهجة تحت سمع وبصر
العالم كلّه وبمشاركة من نظام إيران المجرم وعناصر حزب الله
وروسيا والصين والغرب كلّ بشكل مباشر أو غير مباشر
محاولين حمايته وحماية مصالحهم أو إطالة زمن بقائه في السلطة
حتى يصنعوا بديله، أقول أن هذا الذي يجري لشاهدٌ ينطق بالدم
والآهات والصراخ والعويل على أنّ دماء البشر لا قيمة لها في موازين
مصالح اليوم عند هذه الأنظمة والدولّّ!!
منذ ما يقرب من عام ونصف العام تسيل الدماء بحيث لم تبق مدينة
أو قرية أو حارة أو شارع إلا تعطّر بالدماء التي اختلطت مع ترابه
وحجره وشجره، بالرصاص تارة، وبالمدافع والصواريخ تارة، وبالطائرات
وحممها تارة أخرى، كما بالسيوف والحِراب!!
والعالم كلّه يتفرّج، منهم مَن هو في حرج ومنهم مَن لا يعنيه الأمر أكثر
من اعتنائه بمصالحه السياسية والاقتصادية في أرض الشام!!
بل إنهم يعطون المُهَلَ بعد المُهَل، والفرصة تتبعها الفرصة للنظام العفلقي
المتهالك الذي يحمل في "جيناته" كلّ عناصر هلاكه واندثاره منذ أول
يوم نشأ فيه غير أنّه استمر إلى يومنا هذا لسببين:
بسبب قيامه على أسسٍ مخابراتية بوليسية قمعية وحشية حكم خلالها
بالحديد والنار.
والسبب الثاني الحبل الموصول بينه وبين سادته الذي أوجدوه بذرة
خبيثة في بلادنا يُحقّقُ لهم مصالحهم ويُطلق أيديهم يفعلون في بلادنا
ما يشاؤون كما يشاؤون، فقد رهن نفسه لهم مقابل الحكم والتسلّط!!
ولا شيء من هذا يقع في خانة الإستغراب، فهذا حالُ كلّ الأنظمة في
بلاد المسلمين مع تفاوتٍ في شدّة إجرامهم وقمعهم للناس.
وهذه المجازر التي تجري تقع تحت عين وسمع "حماة الوطن" الذين
هم أبناء وإخوان وأقارب وجيران من يتمّ ذبحهم بوحشية مذهلة!!
"حماة الوطن" الذين ربّاهم أهل الشام صغاراً وسهروا على رعايتهم،
أطعموهم من عرقهم وجهدهم، علّموهم في المدارس والمعاهد والجامعات
حتى كبروا وهم يأملون أن يروهم رجالاً، جنوداً وضباطاً، يحمونهم
ويدفعون عنهم الشرور...
فإذا بكم أيها الجنود –الموالين للمجرم حتى يومنا هذا - توغلون في
دم أهلكم، تسفكون دماء من ربّوكم ووضعوا أملهم فيكم وتنتهكون
أعراض الحرائر اغتصاباً واعتقالاً وتدمّرون البلاد التي أكلتم من خيرها!!
ترون بأمّ أعينكم حاكماً ونظاماً مستبداَ قاهراً ظالماً مجرماً ومع ذلك تعينونه
في إجرامه وقهره!!
يذبحُ الأطفالَ والشيوخ والنساء بأيديكم وتخلّفون بعد جرائمكم مشاهد
يهتزّ لفظاعتها عرش الرحمن!
هل سَلَبَ بشارُ ونظامُه من قلوبكم معاني الإنسانية والرحمة والشفقة
على أهليكم وأبناء جلدتكم؟
فما تصنعه أيديكم الآثمة تترفع عنه البهائم والوحوش في غاباتها!!
اعلموا أيها الجنود والضباط أن حالاً كهذا لا يستمر طويلاً، وسيفضي
إلى نهاية قبيحة فظيعة لهذا النظام العفن المجرم ولمن بقي معه منكم،
سيفضي إلى يومٍ يكون فيه العزيز هم الناس، ضحيّة اليوم، وستكونون
أنتم تحت أقدامهم والمصير الذي يقررونه لكم، سيكون أطفال الشام
بدمائهم وأوصالهم المقطّعة هم القضاة عليكم وعلى جرائمكم، وستكون
كلّ قطرة دم زكية سفحتموها لعنة عليكم في الدنيا وفي الآخرة عذاب
عظيم مقيم!!
إنّ من الجنود والضباط مَن تحرّكت فيهم مشاعر النخوة والكرامة
والعزّة مدفوعة بالخوف من ربّها العظيم فنبذت الطاغية ولحقت بركب
الشام وأهل الشام، ركب العزة والكرامة، ركب من تعلقت قلوبهم بربّهم
ترجوا رحمته ونصره، ونبذوا المجرم الذي أراد أن يكون إلهاً يُعبد،
هذا الطاغية الذي تعلمون ما يفعله جنوده من إجبار للناس على أن
يقولوا لا إله إلا بشار!!
إنها فرصة من لا يزال متخاذلاً منكم عن اللحاق بركب الخير والكرامة
أن يفعل ذلك قبل أن يفوت الفًوْتُ، فرصة عظيمة لكم أن تسجّلوا أسماءكم
في صحائف النور إن أنتم عدّتم إلى ربّكم تائبين مخلصين مدافعين عن
دماء أهلكم وأعراضهم وبلادهم في وجه طاغية رضي بذل الدنيا
والآخرة.
ساعة الحسم اقتربت، وساعة المفاصلة حانت، وإنما هي أيام تفصل
بين خزيكم أو عزّكم، فاختاروا لأنفسكم مكانة يعزّكم بها ربّكم في
الدنيا ويرفع عنكم عظيم عذابه يوم لقائه، وتوّجوا عملكم بإعلاء دين
الله وراية رسوله صلوات ربي وسلامه عليه، استبدلوا الحاكم الذي يحكمكم
بدين ربّكم ويرفع في سمائكم راية لا إله إلا الله محمد رسول الله في خلافة
بدين ربّكم ويرفع في سمائكم راية لا إله إلا الله محمد رسول الله في خلافة
راشدة على منهاج النبوّة فهي الدولة الموعودة من ربّ العباد والتي
بشّر بها نبي الله محمد صلوات الله عليه في الشام وبلاد الشام خير
أرض الله إلى الله سبحانه استبدلوا كلّ ذلك الخير ببشار الطاغية المجرم!!
فالعمل العمل، والجدّ الجدّ قبل أن يفوت الأوان وقبل أن لا ينفعكم
ندم ولا حسرة.
اقرأوا قول المولى سبحانه:
( وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ
مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )
(وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ
(102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ
لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ
(104) يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ
(105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ)
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ
كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ
بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ )
وما هي إلا مسألة وقت مضى جلّه ولم يبق منه إلا القليل ليتحقّق وعد
الله تعالى بأنّ الشام عقر دار الإسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق