الخميس، 23 أغسطس 2012

برقية عاجلة إلى الرئيس المصري محمد مرسي





بمناسبة زيارتيه القادمتين إلى الصين وإيران
نهاية الشهر الجاري ( 8/2012 ) من أجل المشاركة في قمة دول
عدم الانحياز.
لن أدخل في تفصيلات لا محلّ لها في هذه البرقية
وسأتجاوز عن "بروتوكولات" خطاب الرؤساء فهي قشور زائفة
ولن أفصّل في مسألة الخلفية الفكرية التي ينتمي إليها الرئيس
المصري إلا في زاوية التذكير أنه من جماعة الإخوان المسلمين.

جاء في بعض الأخبار ما يلي:
( أيدت العديد من القوى السياسية تلك الزيارة، على اعتبار أنها تأتي كخطوة
في سبيل  إعادة العلاقات بين القاهرة وطهران، ومن ثم تحقيق التحالف
 الثلاثي بين مصر وإيران وتركيا، مما سيمثل ثقلا ووزنا في منطقة
 الشرق الأوسط.)

وقال الدكتور أيمن نور، رئيس حزب "غد الثورة" أن زيارة الرئيس
محمد مرسي لإيران في إطار قمة دول عدم الانحياز، مهمة جداً على
 الصعيدين الاقتصادي والسياسي، وتحقيق مصالح متوازنة في المنطقة."

هذا الكلام وغيره يعطي صورة أنّ النظام المصري يتحرك سياسياً على
المستويين الإقليمي والدولي وكأنّ شيئاً من المجازر لم يكن!!
يزور إيران ضمن هذا الغطاء الزائف المسمى "قمّة دول عدم الانحياز"
متجاهلاً فداحة المجازر والاضطهاد والذلّ الذي يعيشه ما يقارب من 10
ملايين مسلم سني وعربي في إيران وفي منطقة الأحواز تحديداً منذ عقود
دون أن يكون لدول عدم الانحياز أو لمنظمة المؤتمر الإسلامي أو جامعة
الدول العربية أو أيّ نظام من الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين أيّ دور
 في كبح جماح النظام المجوسيّ في إيران أو ردّه عن تلك الأهوال التي
 يتعرّض لها المسلمون داخل حدود إيران!!
فماذا أنت فاعلٌ أيها الرئيس محمد مرسي تجاه هذه الجرائم؟
هل في أجندتك السياسية شيء بخصوصها؟
هل سترفع الصوت عالياً في وجه نظام مجرم يعتدي ويقتل ويغتصب
 المسلمين؟

                                                     هكذا تعامل ايران المسلمين السنّة فيها


هل ستقف قائلاً: بل أنحاز إلى هموم المسلمين وقضاياهم؟ أم سيكون حالك
 حال من لا ينحاز إلى الحقّ أبداً؟!

وهل سترجّح – إن كانت محلّ ترجيح في الأصل عندك – "العلاقات الوطيدة"
بينك وبين نظام ذاك حاله على حساب مصالح المسلمين ودمائهم؟

هل ستضع صورة المعذبين في إيران نصب عينيك وأنت تسلّم وتحتضن
 مبتسماً حكام إيران المجرمين؟

وهل ستلامس يداك أيدٍ ملطخة بالدماء الطاهرة متذرّعاً بأن ما يجري فيها
 شأن داخلي كما حالكم مع الشيشان وروسيا؟

وهل ستطمسُ أموالُ إيران والمصالح التجارية والاقتصادية على عقلك؟
ثمّ هل سيكون للدم السوريّ الذي تشارك إيران النظام العفلقي في الشام في استباحته
وزنٌ عندك أو قيمة؟

هل ستعلنُ إغلاق قناة السويس أمام بارجاتها وأسلحتها التي يعتمد عليها بشار في جرائمه؟

وسؤال أخير في هذه النقطة:
ما الفرق بينك وبين عميل الأمريكان المخلوع مبارك؟
ما الفرق بين نظام عَلمانيّ مجرم – بشهادتكم السابقة عنه- وبين نظام أنت
على رأسه يدّعي أنه نظام إسلامي؟

أيها الرئيس مرسي:
حتى اللحظة، ومنذ قسمك الباطل الذي أقسمته، لا شيء مما تقول أو تفعل ينطلق من شرع المولى سبحانه
إلا القشور والكلام الذي لا انطباق سياسيّ له على الأرض!!
والله لقد أقحمت نفسك فيما لا تطيقه أمام الناس وأمام ربّ الناس سبحانه، وستأخذك أمواج السياسة الدولية العفنة – برضاك أو جبراً عنك – إلى أنفاقها المظلمة وأعاصيرها المهلكة وغاياتها الكريهة التي لا تخدم إلا دول الشرق والغرب المحاربين لله ولدين الله فهل أنت متّعظ؟!
هل تراجع نفسك بعد أن وضعت أطراف أقدامك في هذا الوحل قبل أن تغوص فيه إلى أذنيك فلا ا تقدر بعدها على الخروج من هذا العفن الآسن المُهلك؟

هذا بمناسبة زيارتك لايران
أمّا الصين فحكايتها لا تختلف كثيراً عن الأولى
والكلام فيها أيضاً يطول
فالجرائم  بحق المسلمين فيها كثيرة وتاريخها أيضاً يمتد لعقود خلت
ونظامها يشدّ من أزر المجرم بشار في قتله لأهل الشام!!
فتأمّل وتدبّر .

أيها الرئيس مرسي:
الأمة الإسلامية أصبحت تعي وتدرك
والإصطفافات  باتت معالمها تتضح
والفسطاطين على وشك أن يتمايزا تمام التمايز
فاختر لنفسك موقفاً يرضى عنه ربّك والمؤمنون
أو أصرّ على ما أنت عليه، فإن فعلت فلن تضرّ الله شيئاً
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون