السبت، 28 نوفمبر 2009

عندما يحجبك ذنبُك عن الله !!


 من أعظم المآسي، وأشد البلايا على المسلم أن يظنّ أنه يتعبّد الله سبحانه وهو محجوب عن الله !
فكيف يعبد العبد ربّه وهو محجوب عنه ؟

إن الله تبارك وتعالى حين طلب من العباد عبادته ، والتقرب إليه ، وطلب رضوانه ورحمته ، تغافل من تغافل من الناس عن هذه المعاني التي طلبها الله تعالى منهم .
فمن أهم معاني طلب الله عبادته أن تُترك عبادةُ غيره

وعبادة غير الله لا تكون بصفات أفعال العبودية الشاخصة المُشاهدة والمباشرة ، فهي ليس بالضرورة أن تقوم لعبادة غير الله فتقف وقفة الصلاة له ، وليس بالضرورة أن ترفع يديك عاليا متوجها نحو من تعبده من دون الله طالبا منه طلبا .

فيكفي لعبادة غير الله تعالى أن يقع في قلبك أنّ ( فلانا) بيده رزقك ، أو أنه هو من بيده دفعُ البلاء عنك ... أو ما شاكل ذلك مما قد يقع في قلبك من أمور يختص بها ربّ العباد عن العباد .

والله حين يطلب من العباد التقرب إليه ، فإن من متطلبات أفعال التقرب من العبد لخالقه أن يتذلل لله
وفي هذه ، لا يستقيم أن يتذلل عبد لله المعبود وهو في ذات الوقت يتعالى أمام عبد الله ويتكبر وبنفسه يُعجب !
فإنه إن فعل ذلك ، فهو لا يعلم معنى العبودية ولا معنى التذلل لله ، ويخلط بين تذلل ظاهري وبين عُجب وكبر كامن في قلبه ، وهذه هي الكارثة الساحقة الماحقة للعبد وما يظن أنه عبادة لله .

ومثل تلك الحالات التي قد تسيطر على قلب العبد ، وتتمكن منه ، مهلكة له ، مضيعة لعبادته وكأنها لم تكن
بل وأكثر من ذلك تورثه ذنوباً تمنعه عن الله عزّ وجلّ ، وتحجبه عن الخالق تبارك في علاه ، وبالتالي تنقطع صلة العبد بالمعبود التي هي الصلات بينهما ، بل هي الصلة التي إن لم تكن موجودة يخسر العبد دينه ودنياه

فما العبادة يا عباد الله إن لم تكن لتحقيق تلك الصلة والمحافظة عليه سليمة قوية لا تنفك ولا تهتز ؟؟

إن المسلم حين يصلي لله تبارك وتعالى ، فهو يقوم بأفعال وحركات
ظاهرها أنها صلاة
لكن المهم هو الإجابة عن السؤال التالي: هل أوجدت يا عبد الله الصلة بينك وبين الله في صلاتك ؟
أم انك تُكبّر ، وتقف كالطود العظيم مستقيماً ثابتاً بين يدي الله ، وتقوم بحركات الصلاة دون أن تصلّي ؟

( يقول الحسن البصري : من صلى فلم يشعر بشيء ، من قرأ القرآن فلم يشعر بشيء ، من ذكر الله فلم يشعر بشيء ، فليعلم
أنه لا قلب له )
ومن لاقلب له لا صلة بينه وبين الله ، انقطعت خاصية الاتصال بينهما ، بمعنى آخر : حُجب عن الله ... وهذه من أعظم المآسي والبلايا التي قد تقع للمسلم : أن يظن أنه يعبد الله ، لكن لذنب من ذنوبه تنقطع الصلة بينه وبين ربّه فلا يقبل منه عملاً ولا عبادة !!

وكيف يُحجب العبد عن ربّه ؟
للتوضيح أعطي صورة تقريبية :

 في أيّ منتدى من المنتديات  توجد خاصة الرسائل بين الأعضاء
ومن بين الخيارات فتح خاصية الاستقبال أو حجبها
فان كانت هذه الخاصة مفعّلة ، يكون التواصل بين الأعضاء حاصلا
أما إن قمت أنا بإغلاق خاصة الرسائل بيني وبينك ، فإنك مهما رفعت صوتك ، وصرخت ، وطرقت الباب كي أسمعك أو أشاهد شيئاً منك ترسله لي فلن تُفلح
ذلك أني أغلقت الباب بيني وبينك بسبب أمر أحدثته أنت معي فلم أعد أريد التواصل معك

وهذا الذي أحدثه العبد مع ربه والذي أدى إلى أن ينقطع التواصل بينهما ، هو الذنب أو الذنوب التي اقترفها العبد مع الله تبارك وتعالى ، كأن خالف أمراً أمره به ، أو أتى فعلاً أو قولاً مع عباد الله أغضب الله ، أو أن يعجب بنفسه ويغتر بها
وأن يتعالى على عباد الله ويتكبر عليهم !!

فهي كلها من الذنوب التي تؤثر بطبيعة علاقتك مع ربك

فالله حين يريد ( استقبال ) عبد يعبده ، ينظر إلى حاله ، وإلى قلبه

ينظر منه إلى ما لا نستطيع نحن البشر أن ننظره فيه

فكم من عبد يقف أمام الله ليصلّي صلاته وهو ظالم لغيره !
وكم من عبد يقبل على الله ليعبده وقلبه فيه الحقد على إخوانه المسلمين !

فليس كل من قام للصلاة صلّى .

ولا كلّ من لبس لباس الاحرام ولبى قد حجّ .
وليس كل من امتنع عن طعامه وشرابه صام .
لانه حتى يصلي ، ويحج ، ويصوم هناك شرط مشروط ، وسبب لازم أن يكون موصولا ، وهو أن لا تحجبه عن الله ذنوب ولا آثام ولا معاصي
فالعبادة نقوم بها راجين آملين طامعين أن ( يقبلها الله تبارك في علاه )
لا أن يشاهدنا نفعلها
ولا أن يسمعنا نتلفظ بها
والقلوب من طاعته خواء !!

ترى من ترى من العباد لا تورثه عبادته لله إلا عزاً وتكبراً واستكبارا
فهذا لا خير فيه ولا في عبادته
ولا حاجة لله به ولا بعبادته .

قال ابن عطاء الله السكندري : ربّ معصية أورثت ذلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً

ربنا اجعل كلّ أعمالنا وأقوالنا لوجهك الكريم خالصة
لا نفاق ولا رياء فيها
واعصم قلوبنا من الشرك ما عُلم منه وما خفي
وتقبلنا عندك في الصالحين


هذا الرجل فهم قضيته فهماً صحيحاً



دار بينه وبين السماسرة الذين أتوا ليغروه كي يبيع بيته في القدس لبني يهود:


- أبا محمود لماذا لا تبيع بيتك؟ سندفع لك ثمنا كبيراً لا تتوقعه، يكفيك ويكفي أبناءك وأبناء أبنائك مدى الحياة!

-كم ستدفعون؟

-اطلب ما تشاء!

-ادفعوا أنتم، هذا البيت غالٍ عندي، وهو أغلى ما بقي لي في هذه الحياة!

-أبا محمود ، سندفع لك مائتي ألف دينار "أردني" عداً ونقداً( ثلاثمائة ألف دولار)!

-مائتي ألف دينار! هذا مبلغ قليل، إنه لا يساوي شمّة سعوط عندي (السعوط مادة حارة نافذة يصاب من يستنشقها بالسعال الحاد).

-ندفع لك أربعمائة ألف دينار أردني – الآن- لا تستطيع أن ترفض!

-أيضاً المبلغ قليل، ولا يساوي عندي أكثر من شمة سعوط أخرى!

-يبدو أن الحوار معك صعب يا أبا محمود. نريد أن ندفع لك الآن مبلغاً لن تقوى على رفضه وسيسيل له لعابك! هذا شيك مفتوح يا أبا محمود، واكتب عليه المبلغ الذي تشاء!

-أيضاً المبلغ قليل.

-ماذا تقول أبامحمود ؟ماذا بعد "الشيك المفتوح" ؟!

- نعم إنه مبلغ قليل وأقل من قليل.... إذا أردتم أن تأخذوا بيتي فخذوا هذه الورقة، ومروا بها على المسلمين في الأرض كلها، واطلبوا منهم أن يوقعوا لكم على التنازل عن بيتي بما فيهم الطفل الذي عمره شهران، فإن وقعوا لكم فسأعطيكم البيت بلا ثمن!!

إن الأرض كالعِرض والذي يبيع أرضه كمن يبيع عِرضه، والعِرض لا يُحمى إلا بالسيف. هكذا قال أبو محمود!

أبو محمود هذا - رحمة الله تعالى عليه - هو الحاج موسى الخالص، الذي ناهز المائة عام من العمر، عاشها في حسرة على فلسطين وبيت المقدس، وحسرة أخرى على أبنائه الذين غيّبتهم سجون بني يهود عنه، فلو أن احدكم رآه وهو يقول الكلام أعلاه والدمع يجري في مقلتيه لعلم أن الرجل أدرك وفهم قضية القدس وقضية فلسطين...بل وقضية بيته الخاص بيعاّ وشراءً هو قضية المسلمين كلّ المسلمين في شتى بقاع الأرض، الصغير منهم قبل الكبير، الجنين في بطن أمه قبل من يمشي على قدميه...

فهل أدرك هذا الأمر بهذه الأهمية وبهذا الفهم من يسارعون في بني يهود للتفاوض معهم وبيع اللاد - وليس بيتاً - لبني يهود؟؟

من ادعى أنه يقوم على شرع الله منهم، ومن ادعى أنه وطني شريف منهم

هل وصلوا إلى حافّة أقدام الحاج موسى الخالص فهماً ووعياً وتقوى؟!


http://sootwesora.blogspot.com/2009/05/blog-post_17.html

بداية الجزء الثاني يظهر فيه الحاج المرحوم موسى الخالص بدموعه التي تكوي القلوب كيّاً

الفاحشة السياسية


31/7/2008

حتى عند أدنى شعوب الأرض فهما وفقها للسياسة لن تجد عهرا سياسيا

ولا فاحشة سياسية كالتي تمارسها سلطة أوسلو، سلطة عباس

فإنهم، وبداعي الحفاظ على القانون يمارسون الرذيلة مع قانونهم ومع أنفسهم

وبداعي الحفاظ على ألأمن العام وأمن المواطن يبيحون لأنفسهم التعدي على حرمات المواطنين

ومن باب درء الفتن وجلب المصالح للمواطنين يتصدون بكل عنفوان وجبروت لحرائر المسلمين

بناتنا

أخواتنا

أمهاتنا
وكأن لا أم ولا أخت ولا بنت لأحد منهم، ولا لأحد من أفراد أجهزة الأمن الذين شاركوا في الوقوف في وجه حرائر

المسلمين، اللائي كنّ أشرف من أشرف أي واحد من الذين أظهروا بطولاتهم وقوتهم وبأسهم في الوقوف في وجه المؤمنات

العابدات

القانتات
هذا الفُجرُ السياسي الذي أصبح نهجا متبعا، ليس وليد لحظة الحدث، لأنه أتى بعد تدبير وتخطيط ودراسة

إذن هم يعلمون ما فعلوا ويفعلون !!

يعلمون أنهم سيتصدون بعصيهم وأسلحتهم لنساء كنّ أكبر منهم جميعا حين حملوا همّ كل جبان وخانع منهم ورفعوا الصوت عاليا

نيابة عنهم وعن الأمة مطالبين بالعزة والكرامة بدل الذل والخنوع الذي يرتعون فيه!!
أليس فيك ومنك يا سلطة أوسلو رجل رشيد؟؟
لن أسأل أحدا منهم إن كان يرضى لأمه أو لأخته أو لزوجته ما فعل بهؤلاء النسوة الأماجد!!

لأنهم لو كانوا يعرفون معنى واحد من معاني الشرف، ولو كان أبسطها، لما خرج أي منهم من مقرّه متوجها لمكان اجتماع النساء ليفعل ما فعل

بماذا نسميكم ونسمي ساستكم وسياسة كبيركم أيها ( الأشاوس)؟؟
بماذا ندعوكم حين نلقاكم في الطرقات يا ( حماة الأوطان)؟؟
ألم يخطر في بال أحد منكم أن جندية من بني يهود عاهرة قد تكون على مقربة منكم فلا تدرون حينها أين المفرّ؟؟

أو يُطلب منك أن تلزموا سياسة ( الحزام الأمني) حين اقتراب سيارة عسكرية إسرائيلية؟؟
وأنتم خير من يعرف معنى ( الحزام الأمني)

وهو لمن لا يعرف: كلمة سرّ ينادي بها أفراد الأجهزة الأمنية ليهربوا ويُخلوا أماكنهم ويُخفوا زيّهم ويتركوا سلاحهم
لأن دورية إسرائيلية بتنسيق مع سلطة ( سياسة العهر) قد قدمت إلى المدينة لاعتقال أحد أبنائها
فأنتم وساستكم أيها الأشاوس تمارسون فاحشة سياسية لم يشهدها أهل فلسطين يوم كان الاحتلال اليهودي المباشر
واليوم تمارسونها ولا زلتم تحت احتلال بني يهود

تحت ذرائع الحرص على الأمن والأمان

والحرص على المواطن ومصالحه

والحرص على البلاد من الفتن

ثوبوا إلى رشدكم
فوالله الذي لا اله إلا هو

إن أصغر حرّة كانت في المسيرة من شابات حزب التحرير قادرة على أن تعطيكم دروسا في السياسة لا يعقلها كبيركم ولا من هم دونه!!
غير أن الأيام دول

دولة الظلم والجور إلى زوال
ودولة الحق إلى يوم القيامة
وهي قريبة بإذن العزيز الجبار
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

الأربعاء، 25 نوفمبر 2009

حوار الأديان





موضوع حوار الأديان كمصطلح ليس قديما، أما كلمة (الحوار) فقد ذكرت في شرعنا الحنيف في أكثر من مكان وأكثر من محور، وربط كلمة ( الحوار ) بكلمة ( الأديان) فإنها مستحدثة وليست قديمة بالمفهوم الذي يطلقونه اليوم..

بداية، فإن هذا اللفظ كمصطلح مخصوص يُستخدم ويتداول بمعنى: التلاقي والتقريب، ووجود أرضية مشتركة ونقاط اتفاق بين الديانات
الثلاث على اعتبار أن هذه الأديان وأهلها - وهذا ما يدعيه دعاة الحوار- مؤمنون بالله!!
انطلاقا من مقولة نسمعها ويتداولونها وهي مقولة ( أبناء إبراهيم ) عليه السلام.

فالحوار على هذا الأساس بين الديانات الثلاث، في حقيقته أنه أتى بعد بحث سبق، مشابه له، وهو ما يُطلق عليه اسم: علم (الأنثروبولوجي) وهو علم دراسة الشعوب والأقوام، ذلك أن الأقوام أو الدول التي كانت تعمل على دخول بلاد شعب غريب عنها كان يلزمهم معرفة تلك البلاد والشعوب والأقوام ، معرفة أحوالهم، عاداتهم، تقاليدهم، وشتى شؤون حياتهم ليعرفوا كيف سيتعاملون معها حين يقدموا إليهم لأي سبب  ولأية غاية، وبهذا يعرفون مداخل تلك الأقوام ومخارجهم ويُلمّوا بكل ما يلزمهم من معارف ليضعوا الأسس والقواعد التي سيبنون عليها تعاملهم معهم....

ربطا بين حوار الأديان أو حوار الحضارات - كما يحلوا لهم تسميته- وبين علم ( الأنثروبولوجي) فإن العلاقة بينهما علمية من ناحية أن
هذا العلم إخذ به وطُبّق على أرض الواقع ليكون أول ركيزة يُبنى عليها حوار الأديان، فلا يُمكن بحال أن تكون هذا الدعوة للحوار ولا
المضي بها قبل معرفة أحوال من سيتعامل دعاة الحوار معهم
فهل المسألة مسألة بحث علمي بحت؟
أو بحث علمي مجرد ليس له دلالات سياسية؟
الجوا: قطعا لا.
حتما لا يقال هذا، ولا يمكن أن يكون الحال كذلك، ذلك أن حوار الأديان قصد منه شيء واحد واضح محدد وهو أن يجعلوا أعهل الديانات  الثلاثة، أو بمعنى أدق: من اختاروهم من أهل الديانات الثلاث أن يلتقوا على أرضية " توضع لهم " ، ويدعون لهذه اللقاءات للخروج بتوصيات أو اتفاقيات أو تراض على أمور يهمهم بحثها والوصول إلى قرارات بخصوصها!!
فالموضوع ليس بحثا عند المسلمين في النصرانية أو اليهودية، ولا عند اليهودية فسي النصرانية والإسلام... ولا العكس.
فهذا قول مردود، لأنه إن قيل فهو بحث أو قول مجرد لا يمتّ إلى ( حوار الأديان أو الحضارات ) الذي يدعون إليه ويريدونه بصلة إلا اللفظ فقط!!
ونحن عندما نبحث في هذا المصطلح إنما نبحثه لسبب واحد واضح، وهو أنه - أي هذا الحوار - إنما يقوم يكون بناء على توصيات من
جهات معينة، وهذه الجهات لم يغفل كثير من المفكرين ولا الباحثين في هذا ( الحوار ) عن سبر غورها ومعرفة كنهها والداعي لها
وما يأتي بعدها من تداعيات !!
قبل أن نخوض في الهدف أو الإهداف من مسألة حوار الأديان لا بد أن نفهم أن حوار الأديان هو عبارة عن دعوة بين الأطراف جميعا
أي أطراف الحوار، للتخلي عن بعض ( الثوابت) أو ترسيخ ثوابت عند طرف لمصلة الطرف الآخر، فمن هو الطرف الذي سيُعطي
ومن هو الطرف الذي سيكون الحوار في مصلحته: المسلمون أم من يحاورهم؟؟
وهذا الحوار بداية لا يكون إلا بوجود نقاط التقاء بين هذه الحضارات - هذا زعمهم - وهذه الديانات
وهنا يلزم أن نبحث: ما هي نقاط الإلتقاء؟ وما هي نقاط الإشتراك بين الإسلام واليهودية والنصرانية، حتى نعرف على ماذا اتفقوا وعلى ماذا هم مختلفون ابتداء.

كما نفهم، أن اليهود والنصارى ليسوا على شيء.... وهذه حقيقة قرآنية ثابتة. ولا هم يدعون إلى هذه اللقاءات ولا يسعون إليها ولا يقاتلون لتصير هذه اللقاءات والحوارات وتنفذ على أرض الواقع لإثبات ما عندهم، ولا يُقال أن النصرانية تريد أن تثبت لليهودية شيئا، ولا اليهودية تريد أن تُثبت للنصرانية شيئا...وإنما هما طرفان يلتقيان ويجتمعان في وجه طرف ثالث وهو الإسلام!!

يُقال: أن لا بدّ للحوار أن يكون على أرضية مشتركة، تجمع الثلاث ديانات، بالتالي إن كان اللقاء بناء على أنها ديانات فلا بدّ - كما يقولون-  من وجود شيء مشترك بين الثلاث ديانات.

ولكي يخرجوا من هذا المازق وحتى يُبعدوا عن أنفسهم الشبهة عند الناس ولكي يخفوا عن الناس مقصدهم من هذه الحوارات، قالوا أن
الأصل بين هذه الديانات هو أنهم جميعا أبناء إبراهيم عليه السلام!!
هذه التفافة على الموضوع محل البحث،،
يقولون أنهم جميعا أبناء إبراهيم ليقولوا أنهم جميعا يشتركون في قاعدة ( الإيمان ) بالله تبارك وتعالى..
فيثبّتون هنا نقطة أساس ينطلقون منها كقاعدة لحوار الأديان...أنهم جميعا في الإيمان ســـــــــــــــــواء !!
وهذه من الخطورة بمكان أن تكون ثابتا أو منطلقا للحوار بين الإسلام واليهودية والنصرانية..
وهذا ما يعمل على تثبيته من يقولون أنهم يمثلون الإسلام والمسلمين في هكذا حوارات...
فإنّ ثبّتوا هذه النقطة الجوهرية، كانت إختلافاتهم الأخرى - أيا كانت - ثانوية لا قيمة لها.
مع أن الخلاف والإختلاف في الأصل: هل هم - اليهود والنصارى - يؤمنون بالله أم لا.....وهم ليسوا كذلك، فبالتالي لا يمكن القبول
ولا التسليم بما اتفقوا عليه من أنهم جميعا أبناء إبراهيم من ناحية أنهم متساوون كلهم في الإيمان !!
فهل هم على دين أم لا؟ هل اليهود والنصارى على شيء أم لا؟؟
يقول الحق تبارك في علاه ( قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل)
فعلى ماذا يتحاورون، وما هي أهداف حواراتهم ولقاءاتهم؟؟
لو كان عند من يدعي من المسلمين تمثيله للإسلام والمسلمين في هكذا حوارات الجرأة والأمانة والصدق في مخاطبتهم للمسلمين لقالوا لنا
على أي أساس تكون هذه اللقاءات، أو لقالوا على الأقل ما الذي يدور بين الكواليس في تلكم الحوارات !!
أو بيّنوا للناس ما اتفقوا عليه ي لقاءاتهم وحواراتهم ولما أخفوا منها شيئا.
غير أن الكلام النظري في هكذا مفهوم خطير هو في الحقيقة يخالف الواقع تماما
يُدعون إلى هذه اللقاءات - وهذا بشهادات مفكرين وباحثين ممن يتابعون هذا النمط الخطير من الحوارات- التي يضع أجندتها كاملة الغرب وعلى رأسه ( الفاتيكان ) ولقد أشار كثير من الباحثين والمفكرين إلى ذلك الدور الذي يضطلع به (بابا روما) في وضع أجندة وخطة عمل ومحاور البحث في حوار الأديان، توضع تلد الأجندة بحسب الواقع المُعاش، وبحسب الأحداث السياسية الساخنة، والمتغيرات الإقليمية  والسياسة في مناطق النزاع في عالمنا العربي والإسلامي!!

وما أعنيه هنا: أنه في الأوقات التي يراد فيها محاربة الإسلام علانية وبشدة وقسوة أكثر مما سبق، فإنهم يروجون في حواراتهم لفكرة
الإرهاب والرجعية، والتطرّف ليضعوا أصحاب هذه التوصيفات، ومن ألصقوا بهم هذه العبارات محل اتهام وجبت محاربتهم
والتصدي لهم من قبل الكل، والكل هنا ( هم اليهود والمسلمون والنصارى) متمثلين بالأنظمة التي تنفذ تلك التوصيات التي
تخرج بها مؤتمرات حوار الأديان والحضارات...
تماما كما حصل في مؤتمر حوار الأديان في روما سنة 2001م. حيث كان المؤتمر مباشرة بعد أحداث أمريكا، وكان تركيز
الأطراف جميعا فيه - ومعهم من ادعوا تمثيلهم للمسلمين في المؤتمر- على مسألة الإرهاب ومحاربته
ثم تبين أن المقصود بالإرهاب هم كل من صنفتهم أمريكا وصنفهم الغرب تحت خانة الإرهاب من المسلمين
وكانوا كذلك كل من صنفتهم الأنظمة في بلاد العرب والمسلمين إرهابيون ممن يخالفونها أو يعارضونها فأنزلوا بهم سوء العذاب
سجنا وتقتيلا وتشريدا......وكل ذلك كان بمباركة الغرب وأمريكا والشرعة الدولية ....ومشايخ الطواغيت في عالمنا الاسلامي!!
وهنا لا بدّ من ملاحظة: وهي أنه قد يسأل سائل فيقول ألا يوجد أثر سلبي على أصحاب الأديان الأخرى؟ لماذا يكون الأثر سلبيا فقط على المسلمين؟؟
والجواب: أن من يضع أجندة لقاءات ومؤتمرات حوار الأديان والحضارات هم الغرب متمثل باليهود والنصارى مجتمعين لا متفرقين
وهم الذين يرسمون خطوط تلك الحوارات، مداخلها ومخارجها، والضحية بين أيديهم هم المسلمون، ومن يمثل المسلمين هم أشباه علماء
يعلمون تماما الهدف والعاية من تلك الحوارات وارتضوا لأنفسهم أن يكونوا طرفا مع أعداء المسلمين ضد الإسلام والمسلمين
فهم قد سارعوا فيهم، وتابعوهم، وكانوا الثغرة التي من خلالها أراد الكفار بث أفكارهم وآرائهم وقناعاتهم بين المسلمين......

فكيف يكون هم الخاسرون؟؟
وأكثر الأمور سلبية بالنسبة لهم هي: أن لا يستطيع علماء السوء - اللذين ادعوا تمثيلهم للاسلام والمسلمين- من أن يؤدوا عنهم وإليهم ما
خططوا ودبروا له وكادوا به للمسلمين.
وهذا حقيقة ما يحصل، فان علماء السوء ومفكري ( الخراب) من المسلمين الذين يشاركون الكافر في الحوارات، وبسبب عقم عقولهم
وسفاهة آرائهم، قصور أذهانهم فإنهم لم ولا ولن يستطيعوا تمرير ما يرشدهم إليه نظراؤهم من يهود ونصارى في حواراتهم ولقاءاتهم.
إن اليهود والنصارى ليسوا على شيء كما وصفهم ربّ العزة جل في علاه
ومن يدعي غير ذلك فقد خالف معلوما من الدين بالضرورة، وهو أمر عقدي...فمن لا يفهم منهم معنى هذه المخالفة فليسأل من كان بها خبيرا......
فعاقبتها الهلاك والخسران يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
وهم ليسوا على شيء.....حتى يقيموا التوراة والإنجيل
ومعنى إقامة التوراة والإنجيل: أن يؤمنوا بما أتت به كتبهم، أي يؤمنوا بنبوة محمد صلوات ربي وسلامه عليه..أي أن يُسلموا..
هذا ما ذكره علماؤنا الأفاضل.
وموضوع حوار اليهود والنصارى عند ( علماء المسلمين) الذين نسأل الله لهم الهداية، لم يقم على أساس قول الله تبارك في علاه:
( قل يل أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله)
فعلماء السوء هؤلاء الذين عقمت عقولهم، وغلّفت قلوبهم، واتبعوا أهواءهم، وركبون موجة الكافر في كيده للإسلام والمسلمين
قد أوهنوا عضد المسلمين وأعانوا عدوهم عليهم والتمسوا عند عدوا الله السلامة لهم......

اللهم إني أبرأ إليك مما يفعل الغافلون من عبادك، اللهم ولا تجعل للكافرين علينا سبيلا

الحمد لله رب العالمين


Jun 7 2008


الاثنين، 23 نوفمبر 2009

الديمقراطية طاغوت، ودعاتها ينبذون شرع الله وراء ظهورهم

14/7/2009

لم يبق غطاء ولا ستر للغرب في بلادنا يروّجون من خلاله لفكرهم وضلالاتهم ويسوّقوا من خلاله انحرافاتهم غير "الديمقراطية" ، ولما عجز الغرب عن حرف المسلمين عن دينهم كما يحب ويشتهي، عمل جاهداً على أن يُلبس عليهم أمور دينهم ودنياهم بأفكار ومفاهيم زُيّنت للناس على أنها لا تخالف شرع الله، وما كان هذا التزيين إلا بعد أن عملوا جاهدين هم وأعوانهم على تفريغ عقول المسلمين من المحتوى العقدي والايماني، وحرف بوصلة المسلمين عن وجهتها الصحيحة، فغيّبت عنهم منظومتهم السياسية بأن هدمت دولة الإسلام، دولة الخلافة، وتفرغت بعدها لتمام إبعاد المسلمين عن باقي أحكام الله بينهم حتى الفردية منها.

وكان أنسب طريق لحرف المسلمين عن دينهم وأحكام ربهم سبحانه وتعالى بأن يوهموهم بمفاهيم وأفكار غربية ذات طبيعة عقدية عندهم بشيء من التدليس وبكثير من "الضخّ" الإعلامي، وبتكثيف طرح مفهوم الديمقراطية من قبل الغربيين وتصويرها بأنها رديفة للحرية، وانها تناقض العبودية والتسلط.

وكذلك عن طريق من" استحسنوا" فكرة الديمقراطية فخدمت أهدافاً عندهم مع علمهم – أو جهل بعضهم- أنها، أي الديمقراطية، لا علاقة بينها وبين أحكام الله، بل هما أمران متضادّان لا يلتقيان

فكما هو معلوم – ودون جدال عقيم مع دعاتها- فإن الحكم في الديمقراطية للبشر من دون الله

وربّ العزّة جلّ في علاه يقول:
إن الحكمُ إلا لله أمر ألاَّ تعبدوا إلا إيَّاه ذلك الدين القيمُ ولكن أكثر الناس لا يعلمون [ يوسف:40 ]

ومعلوم كذلك أن ما كان من عند الله فهو شرع، وما كان من عند غير الله فهو طاغوت، كما قال ابن تيمية رحمه الله، كائناً ما كان هذا الذي من عند غير الله، فطالما كان له تعلّق عقدي ولم يكن من عند الله فهو طاغوت، قول واحد لا يجادل فيه إلا جاهل أو مدّع.

أفحكمَ الجاهلية يبغون ومن أحسنُ من الله حكماً لقومٍ يوقنون[ المائدة:50 ]
والله العلي العظيم الخالق المدبّر، دبّر أمر الخلق إلى أن تقوم الساعة، وإلا فهل نسي الله تعالى – والعياذ بالله – شيئاّ لم يدبّره؟ وترك تدبيره لبشر قاصرين عاجزين متفاوتة عقولهم، متداخلة أهواؤهم، متنازعة مصالحهم؟ وجعل لهم الأمر مع الله يحكمون ويدبّرون؟!

أم لهم شُركاءُ شَرَعوا لهم من الدين ما لم يأذن به اللهُ [ الشورى:21 ]

إن من صحّت عقيدته من المسلمين يلتزم قول الله تعالى:

وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللهُ ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومَن يعصِ الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً [ الأحزاب:36 ]

بحرفيته دون أن يقول: نعم صحيح....لكن!!
ودون تسويف أو تبرير أوتأخير أو ...تعطيل.
والاختلاف في الأفهام بين البشر أمر معلوم، ولا غضاضة فيه طالما جُعل مرجع من اختلفوا أحكام الله وشرعه:
وما اختلفتم فيه من شيءٍ فحكمه إلى الله[ الشورى:10 ]

فبعد هذا كلّه، من قبله ومن بعده، كيف يظهر علينا من يدعي أنه يعمل لدين الله وتطبيق شرعه وإنزال أحكامه موضع العمل والتطبيق ويقول: : نحترم أي خيار ديمقراطي حتى الاعتراف بإسرائيل

قالها نائب رئيس المكتب السياسي لحركة " المقاومة الإسلامية " حماس:

أبو مرزوق لـ الجريدة: نحترم أي خيار ديمقراطي حتى الاعتراف بإسرائيل

http://193.200.40.42/aljarida/Article.aspx?id=81132

خيار ديمقراطي: الناس تختار وفق هواها ومصلحتها وتفاوت ارتباطها بشرع ربها، بناء على عقلها لا بناء على شرع الله وأحكامه.

وتختار ماذا؟؟

الإعتراف باسرائيل!!

أي أن القيادي المحترم يقول: ان اختار الناس في فلسطين الاعتراف باسرائيل فاننا – أي حركته – نقبل بهذا الاعتراف!!
فان انتهك منتهك عرض مسلمة وجاء من يقول: نترك الامر للديمقراطية !!
وإن سفك أحد دماء المسلمين نقول: خيار الحل معه هو الخيار الديمقراطي!!
وإن سلبت الأموال والخيرات قلنا للسالب: انتظر الرأي الديمقراطي فما يقرره الاغلبية قبلنا به وبالتالي تصرفنا معك على اساسه!!
وإن ديست كرامتنا، وأهينت مروءتنا، وتحطمت على صخرة الديمقراطية رجولة الرجال انتظرنا الأغلبية لتقرر!!

أإلي هذه الدرجة من المهانة وصلنا حتى يرضى الغرب عنا حين نقبل بديمقراطيته؟؟

ديمقراطية أباحت الحرام، وحرّمت الحلال، وذُبحت على أعتابها كرامة المسلمين، وانتهكت في أكنافها أعراضهم، وتراقصت الذئاب في مراقصها على ألحان العويل والأنين ونقول: نريد الديمقراطية حكماّ ومرجعاً

ألا أف لكم ولما أشركتم مع الله في دينه وأحكامه حين قبلتم بالديمقراطية وشرعتها التي لا يختلف أحد من أهل العلم المعتبرين أنها دين ومعتقد عند أصحابها.

وكلمة تسمعونها أخيرة:

دين الله لا يذلّه الذليل ولا يعزّه العزيز

إنما دين الله يُذلّ من جافاه وأعرض عنه

ويرفع درجات من عمل به ودعا إليه وتمسك بكل حكم من أحكامه.

وبه نعرف الحقّ
ولا نعرف الحقّ بكم ولا بأي كان
فبالحق يُعرفُ الرجالً

ولا يُعرفُ الحقّ بالرجال
ورجال الحق في كل عصر لهم باع وصولات وجولات، فإن لم تكن اليوم جولتهم وصولتهم فهي غداً باذن الله
فلسطين تعيدها وتحررها من رجس بني يهود الأيدي الطاهرة التي لا تعرف غير أحكام الله طال الزمان أو قصر

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون


سيرة أركانها ظلمات بعضُها فوق بعض !!


أخذت على عاتقها مهمة تدعيم أركان الحكم في شتى أقطار تواجدها

فكانت الركيزة التي يستند إليها النظام إن تعرض إلى عاصفة من شانها أن تضعضعه أو تزيله من جذوره

داهنت الأنظمة وتزلفت لتنال ( شرف ) الحظوة عندها

فمرة تجدها في المعارضة تلملم جراحات الأنظمة من خارج أركانها، وتحيط كلّ من تسول له نفسه معارضة النظام معارضة لا ( يبيحها ) الدستور

ومرة تجدها عنصراً فاعلاً في الحكومات، فيكون منها رئيس الوزراء، ومنها الوزير، وزمنها المدير

ومنها ... شيخ البلاط.

لاحت في أفق المسلمين أول أمرها داعية لشرع ربها

فظن الناس أن الحديث عن شرع ربهم وربها...فإذا هو على خلاف ما ظن القوم: فهو شرع ربّها، أي سيدها ورئيسها ومليكها و...حاكمها


وتناقضت أحوالها في ذات المسألة والقضية بين بلد وبلد، وقطر وقطر، ودولة ودولة، ففي العراق يدّعون محاربة المحتلّ...ويشاركون في حكومة هو صانعها...

وفي الأردن الملك مليكها...ودستوره محترم

والعلمُ علمُها...وفوق المكاتب موقر ومعظّم

يدّعون محاربة العلمانية التي لا معنى لها عند أهلها وعند من صحّ عقله إلا أنها فصل الدين عن الدنيا وأمورها وفي ذات الوقت يسندون الأنظمة العلمانية المحاربة لله ورسوله ويشكّلون بالنسبة لها الطبيب المنقذ من أي حالقة ماحقة تهدده

يلتزمون المنابر داعين إلى ذواتهم وثوابتهم التي لا تصمد أمام هزّة ريح في حين أن السنبلة الخاوية تصمد في وجه ريح أعتى منها

يحقدون على كلّ مخلص لله ولدينه وأمته ويصفونه بأوصاف تقشعر منها الأبدان، لا لشيء إلا لأنه يقول هذا حكم الله وهذا حكم الطاغوت.

يضربون المحكم من آيات الله بعرض الحائط والقف والأرض ويأتون بما لم تأت به الأوائل ويقولون: دونكم شرع الله وما سواه باطل لا يستقيم

حرام قبل صلاة الظهر، حلال بعد صلاة العصر وهو هو لم يتغير واقعه ولم يتبدل، بل ما تغير وتبدل هو المصلحة....فكان أن اتخذ حكم المصلحة التي يدور معها الشرع أينما دارت...إلى أن أصيب الناس " بدوار الأحكام" التي لم تعد عندهم بيضاء ناصعة بسبب فعال القوم هؤلاء.


ثمّ، تُرانا نشهد التئام الشمل واجتماعه بينهم وبين علماني حاقد، وشيوعي متشيّع من كل فضيلة متسربل كلّ رذيلة فتراهم كلهم كما الأحبة الذين لا يبغون بينهم فراقا



إلى أن تقع بينهم البغضاء، فيظن الناسُ أن صيّباُ من السماء ضرب القوم فأيقظهم على أحكام الله، وما هي إلا هنيهة فيدرك الناس أن الأمر – اجتماعا بينهم وتفرقاُ – ما كان إلا لكرسي وزارة هنا، وإدارة إدارة هناك

وزارة طاغوت، وإدارة مؤامرات....وصاحب الخيوط يحرك الأفواه منهم والأيادي والأقدام لخدمته ومصلحته


ثم هان عندهم دم المسلم الموحد العابد، فسُفك على أعتاب مرضاة الأعاجم و رويبضات العرب

يتناحرون تناحر العنزة الجرداء مع القرناء مستعرضين العضلات على من؟ على ذوي القربى في الدين والبلد

ثم يقولون: حكومة رشيدة.....وحراب الاحتلال تقلع العيون وتطعن القلوب من قربها ووضوحها، فهي الظل، والأرض، والهواء، والماء....

دين الله يتلاعب به ويستهان به ويُدنّس باسم الرشد وحكومة الرشاد...


امتهان للعقول، وتضييع لأحكام الله، وتمكين للظالمين على المقهورين من المسلمين، واستمراء للهوان وتغييب شرع الله، و...سفك الدماء

كلها أمور لا أدري كيف لا يراها أتباعكم، ولا المخلصون منكم

كيف يقبلون عشر معشارها؟ ففي عشر معشارها تضييع لدين الله وعقيدة التوحيد وتعبيد العباد لرب العباد!!

هل يسكتون عنها برضى واطمئنان؟؟ فذاك هو الخسران إن كان هو الحال

أم يسكتون خوفاُ ورهبا؟ فالله أحق أن يخشوه إن كانوا مؤمنين

اتقوا الله في دينكم

وفي أنفسكم

وفي أمتكم
 

رسالة إلى الشيخ سلمان العودة



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله ومن والاه
يقول الحق سبحانه

﴿ ما كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ﴾. [آل عمران/79]

قال البغوي - رحمه الله ـ في تفسيره (ج 2 / ص 60) واختلفوا في قوله : ﴿ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ﴾، قال علي وابن عباس والحسن:" كونوا فقهاء علماء" وقال قتادة: "حكماء وعلماء" وقال سعيد بن جبير: العالم الذي يعمل بعلمه، وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس: "فقهاء معلمين". وقيل: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره، وقال عطاء: "علماء حكماء نُصحاء لله في خلقه"، قال أبو عبيدة:" سمعت رجلا عالمًا يقول: الرباني العالم بالحلال والحرام والأمر والنهي، العالم بأنباء الأمة ما كان وما يكون، وقيل: "الربانيون فوق الأحبار"، والأحبار: العلماء، والربانيون: الذين جمعوا مع العلم البصارة بسياسة الناس. قال المؤرّج : "كونوا ربانيين تدينون لربكم، من الربوبية" ...وقال المبرد: "هم أرباب العلم سُموا به لأنهم يربون العلم، ويقومون به ويربون المتعلمين بصغار العلوم"

إن من أهمّ أدوار العلماء، كما هو معلوم، حفظ الدين وبيان أحكامه، وإزالة اللبس عمّا غمّ على الناس منه،
وأن لا يخفوا على الناس حكما من أحكاما رغبة أو رهبة.
وحري بمن أراد أن ينزل منازل الأنبياء في وراثته للعلم والتبليغ عنهم لحفظ شريعتهم أن يتقرب إلى الله بشيء من صفاتهم، فيتصف بالتقوى، ويتصف بالورع والخشية من الله، ويتصف بأمانة التبليغ، ويتصف بإحقاق الحقوق، ويتصف بقوة البيان للحقّ كما بقوة البيان للباطل.

فالعالم إمّا أن يكون ربانيا بنقائه وصفائه وتقواه، وإما أن يكون غير ذلك بما ابتدع وأضلّ وأخفى من دين الله

قال ابن الاعرابي : " إذا كان الرجل عالما، عاملا، معلما، قيل له رباني، فإن خرم خصلة منها، لم يقل له رباني "
والعلم دين، ومن سلامة الدّين أن يسلم العلم وتصحّ مصادره، فلا يؤخذ من جاهل، ولا من الذين يغيّرون ويبدلون، ذلك أن المسلم لا يضمن سلامة دينه إن لم تتحقق سلامة من أخذ علمه عنه،

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم، فإذا أخذوه من أصاغرهم وشرارهم هلكوا"

والمسألة ليست بحثا في هذا العالم أو ذاك من ناحية أنه بحث مجرد، بل المسألة أننا نريد أن ناخذ ديننا ونستقيم في السير بحسبه بغض النظر عن أهمية هذا العالم أو ذاك، ففي النهاية لن يُحاسب الله العالم الذي ضلّ وأضل ويترك من اتبعه دون حساب، فكلّ تحت المساءلة واقعون، وأمام الله واقفون، وعلى النار سيعرضون، ولن ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

أيها الشيخ سلمان العودة، لقد زرت بلدا يعلم القاصي والداني ممن يهتم بأمر الاسلام والمسلمين أنه بلد ضاعت فيه الحقوق
ولم تسلم فيه أعراض المسلمين، ولم تراعى فيه ذممهم، ولا تُصان فيه شريعة الله، فهي منتهكة جهارا نهارا، لا يخفون تعديهم على الله ودين الله وعباد الله،

لقد زرت بلدا أيها الشيخ ضُربت فيه الأعناق، وامتُهنت فيه الحرائر من المسلمات، واعتدي فيه على كلّ مظهر من مظاهر القرب من الله ( بمنهجية ممنهجة ) وبقوانين لا يخفى فيها العداء لله ولدين الله ومحاربته!!

( رابط موضوع الشيخ العودة http://www.islamtoday.net/salman/artshow-28-111116.htm )

ألم تسمع أيها الشيخ بمحاربة ومطاردة المحجبات العفيفات ومنعهن من الدخول إلى حرم الجامعات والمعاهد والمدارس إلا بعد أن يبدين الطاعة ( لولي الأمر ) فيتكشّفن ويبدين ما حرّم الله أن يبدين؟

ألم يصل إلى مسامعكم الكريمة أنّ الحجاب ينزع عن المسلمات الطاهرات عنوة؟
ألم يعطوك أيها الشيخ ( بطاقة المصلّي) ويحددوا لك المسجد الذي تعبد الله فيه وتمنع من غيره أم أنهم رأوا أن ذلك لا ينطبق عليك كما ينطبق على كلّ أهل تونس من المسلمين؟!

ألم يقل لك أحد من البشر أن العُهر في تونس مقنّن تقنين رعاية لا تقنين منع وتجريم؟
وفوق ذلك وقبله وبعده، هل أوصلك علمك وعظيم اطّلاعك على شرع الله أن زين العابدين حاكم مسلم واجب الطاعة؟! أم أنه علماني لا يقيم وزنا لله ولا لدين الله، ويحاربه محاربة قذرة في كل سكناته وحركاته، وفي كلّ قوانينه وأنظمته؟ أم أنك لا ترى من يقرّ بالربا أنه قد آذن بحرب من الله؟

أيها الشيخ سلمان العودة:
لقد قلت كلاما ناقض وعاكس كلّ ما هو عليه حال تونس وحكّام تونس
والسؤال: لماذا قلته؟
رهبة؟
أم رغبة؟
أم طمعا؟
ألم يجل في خاطرك ولو لهنيهة من الوقت أن من أفتى تقيّة والناس تجهل فقد أضاعهم وضيّعهم؟؟
أن لم تكن تعلم ما تقول أيها الشيخ فاعلم أنك بما قلته عن تونس في مقالك هو تسويغ للحكم فيها
وتلميع للحاكم ونظامه، وتجميل لوجه بشع بشاعة من جاهر بمحاربة الله ورسوله والمؤمنين
وإعطاء كل المسوغات لذاك النظام أن يوغل في محاربته للمسلمين ولشريعة الله، ذلك أنه سيعتمد الآن على قولك وقول من هم مثلك حين مدحتموه
لو أنك يا شيخ عودة من آحاد الناس لكانت النصيحة واجبة في الخفاء قبل الإعلان، لمظنة الجهل ولرفع عذره عندك
أمّا وأنك لست من آحادهم، ولأن من يستقي منك ويأخذ عنك، ويثق برأيك من الناس كثر فقد لزم أن يكون النصح لك على مستوى معرفة الناس بك، أي عامة لا خاصة، فلعلك ترجع عمّا بدر منك، وتستغفر ربّك الذي يعلم الجهر وما خفي، وأن تجعل دين الله فوق كلّ مصلحة دنيوية كائنة ما كانت، وأن تعلم أن في الرجوع إلى الله في كلّ أمر فيه الخير كلّ الخير لك وللمسلمين أجمعين، وأن ترتفع فوق ذاتك فلا تجعل مقياس الرجوع من عدمه صورتك أو ما ينطبع عند الناس في أذهانهم عنك، فيكون الرجوع لله خالصا.
فإنك تلبس حلية طيبة ( العلم ) فخذها بحقها أو اتركها إخلاصا لله وشريعة الله

ولا تضعنّ في ذمّتك أهوالا تشيب منها الولدان حين يسألك المسلمون في تونس أمام الله قائلين لك: لم ظلمتنا؟ لم أعنت الظالم علينا بكلمتك؟
وحين تحاسبك الحرائر يوم لا ينفعك مال ولا سلطان أمام الله قائلين لك: لم فضحت عورتنا وكشفتها؟ حين أعنت الحاكم وزينت له سوء عمله؟
ولم تريدنا – تضيف الحرائر – أن نكتسي بالعري، وأن نزيل عن أجسادنا طهارة أمرنا الله بها؟؟
نعم أيها الشيخ، أنت قلت لهم ولهنّ ذلك حين نفيت عن الحاكم ونظامه في تونس أنهم يحاربون الله ورسوله والمؤمنين، أنت عالم وتعلم أن الكلمة التي قلتها وإن كانت غير مباشرة فإنها لا تعطي غير هذه المعاني!!
فهل تصبر أمام الله؟
وهل عندك الجلد أن تتحمّل ما قلت أمام العلي الجبار المتعال؟
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا )

وصدق ربّي وهو يقول:
﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾

والحمد لله ربّ العالمين

 سيف الدّين عابد
1/5/2009





تُرى، لماذا يخافون من " الخلافة " ؟؟


تُرى، لماذا يخافون من الخلافة الإسلامية

 تأمل وتفكّر أخي المسلم

 نستذكر هنا أقوالا لقادة عسكريين وسياسيين عالميين تدل على خوفهم وتحسّبهم من قضية ( الخلافة ) والعاملين لها....منها:

 مقولة وزير خارجية انجلترا كرزون : (( لقد قضينا على تركيا، التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم .. لأننا قضينا على قوتها المتمثلة في أمرين: الإسلام والخلافة)). ..

 قال هنري كيسينجر في خطاب له ألقاه في الهند بتاريخ السادس من تشرين الثاني 2004م في مؤتمر هندوستان تايمز الثاني للقادة ما يلي: " إن التهديدات ليست آتية من الإرهاب، كذلك الذي شهدناه في الحادي عشر من أيلول سبتمبر، ولكنّ التهديد آت من الإسلام الأصولي المتطرف الذي عمل على تقويض الإسلام المعتدل المناقض لما يراه الأصوليون في مسألة الخلافة الإسلامية".

 وقال كيسينجر هذا أيضاً " إن العدو الرئيسي هو الشريحة الأصولية الناشطة في الإسلام التي تريد في آن واحد قلب المجتمعات الإسلامية المعتدلة وكل المجتمعات الأخرى التي تعتبرها عائقاً أمام إقامة الخلافة.(مجلة النيوزويك في عددها الثامن من نوفمبر 2004)

 قائد قوات التحالف الصليبية المشتركة في العراق المحتل ريشارد مايرز يقول : " إن الخطر الحقيقي والأعظم على أمن الولايات المتحدة هو التطرف الذي يسعى لإقامة دولة الخلافة كما كانت في القرن السابع الميلادي وإن هذا التطرف ينتشر بأماكن أكثر من العراق بكثير ولكنه أيضاً يعمل في العراق وينتشر فيه ويحرض المقاومين على الأعمال المادية ضد أمريكا في العراق ." ( قال ذلك في جلسة الاستماع التي أقامتها لجنة خاصة في الكونجرس الأمريكي تحدث فيها ولفويتز وآرميتاج ومايرز وعرضت الجزيرة مقتطف من الجلسة في 26/ 6/2004.)

 وصرّح كذلك في سبتمبر 2005 قائلاً: خروجنا من العراق الآن سيؤدي إلى ظهور الخلافة في الشرق الأوسط.

 وصرّح بوش في السادس من تشرين الأول 2005م ، مشيراً إلى وجود استراتيجية لدى مسلمين تهدف إلى إنهاء النفوذ الأميركي والغربي في الشرق الأوسط،فقال: إنه " عند سيطرتهم على دولة واحدة سيستقطب هذا جموع المسلمين، ما يمكنهم من الإطاحة بجميع الأنظمة في المنطقة، وإقامة إمبراطورية أصولية إسلامية من إسبانيا وحتى إندونيسيا".

 وتحدث رئيس وزراء بريطاينا توني بلير أمام المؤتمر العام لحزب العمال في السادس عشر من شهر تموز 2005م، فقال " إننا نجابه حركة تسعى إلى إزالة دولة إسرائيل، وإلى إخراج الغرب من العالم الإسلامي، وإلى إقامة دولة إسلامية واحدة تحكّم الشريعة في العالم الإسلامي عن طريق إقامة الخلافة لكل الأمة الإسلامية".

 وفي الرابع عشر من كانون الثاني يناير 2006م، كتب "كارل فيك" تقريراً مطولاً في صحيفة "واشنطن بوست" ذكر فيه أن إعادة إحياء الخلافة الإسلامية الذي يهاجمه الرئيس الأميركي جورج بوش يتردد في أوساط السواد الأعظم من المسلمين.

 وكذلك فلاديمير بوتين رئيس روسيا قال في مقابلة تلفزيونية : "إن الإرهاب الدولي أعلن حرباً على روسيا بهدف اقتطاع أجزاء منها وتأسيس خلافة إسلامية ". ( قال ذلك في حوار تلفزيوني مباشر أجاب خلاله عن خمسين سؤالاً اختيرت من بين مليوني اتصال هاتفي من سكان روسيا ).

 ويقول وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك في كلمة له في معهد هيرتيج في 6/10/2005 ( لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات حول إعادة دولة الخلافة ولا مجال للنقاش حول تطبيق الشريعة الإسلامية )

 وصرح جورج بوش في خطاب له للأمة الأمريكية في 8/10/2005 قائلاً : (يعتقد المقاومون المسلحون أنهم باستيلائهم على بلد واحد سيقودون الشعوب الاسلامية ويمكنونهم من الاطاحة بكافة الحكومات المعتدلة في المنطقة ومن ثم إقامة امبراطورية اسلامية متطرفة تمتد من اسبانيا إلى اندونيسيا )

  وفي 5/12/2005 قال وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد في تعليق له حول مستقبل العراق وكان ذلك في جامعة جون هوبكنز : ( ستكون العراق بمثابة القاعدة للخلافة الإسلامية الجديدة التي ستمتد لتشمل الشرق الأوسط وتهدد الحكومات الشرعية في أوروبا وأفريقيا وآسيا وهذا هو مخططهم لقد صرحوا بذلك وسنقترف خطأ مروعاً إذا فشلنا في أن نستمع ونتعلم )

 وفي 14/1/2006 نشرت صحيفة الواشنطن بوست مقالًا علقت فيه على كلام بوش حول الخلافة وجاء في المقال أن المسلمين متلهفين لعودة الخلافة وأن الخلافة تشكل خطرًا يهدد الغرب وإدارة بوش بالذات مما دعاه لذكرها .

 وفي 5/9/2006 عاد جورج بوش ليتحدث عن الخلافة فقال : إنهم يسعون إلى اقامة دولتهم الفاضلة الخلافة الاسلامية، حيث يُحكم الجميع من خلال هذه الايديولوجية البغيضة ويشتمل نظام الخلافة على جميع الأراضي الإسلامية الحالية

 نشر موقع أخبار البيت الأبيض بتاريخ 20/10/2006 عن جورج بوش قوله :هؤلاء الاصوليون يريدون اقامة دولة الخلافة كدولة حكم ، ويريدون نشر عقيدتهم من اندونيسيا الى اسبانيا.

 قال وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد في حفل توديعه :انهم يريدون الاطاحة وزعزعة انظمة الحكم الاسلامية المعتدلة واقامة دولة الخلافة

 فهل يخافون من ( حلم) كما يحلو لبعض الناس أن يقولوا عن الخلافة الاسلامية بأنها حلم والعمل لها سفاهة؟؟

 تستحق الفكرة ان نتوقف عندها برهة ونتفكر...أليس كذلك؟؟
  

 مرسلة بواسطة سيف الدّين عابد  في الاثنين, نوفمبر 23, 2009

الأحد، 22 نوفمبر 2009

شيخ رحمانيّ وشيخ شيطانيّ




في زمن البلايا والرزايا، في زمن يتيه فيه الحليمُ ليصبح حيرانا


في السنوات العجاف التي نمر بها ونحياها، يلتمس أحدُنا جذوة من نور لتضيء له
طريقه وتخرجه من ظلمات أيام حُبلى بالنفاق والرياء وبيع لدين الله تشخصُ

الأبصار - أبصار عامة الناس - نحو من ظنوا بهم خيراً ليكونوا النّور الذي يُقتدى 

به ويخرجهم من شعور الذنب العظيم الذي يؤرقهم ليل نهار، والذي قد يصلُ

الحالً ببعضهم أن يخجل من نفسه ومن ربّه أنه عاش في زمان حفل بمن هان

عليهم دين الله وأحكامه العلماء، إلا من رحم ربي منهم،

بدل أن يكونوا ذاك النور الذي يعطي الأمل للمسلمين بالخروج من ظلمات واقعهم الذي

يعيشون، كانوا على النقيض من ذلك؛ كانوا النار بدل النور

وكانوا جزء من المشكلة والطامة بدل أن يكونوا طرفا في حلّها!!


شُتم الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه

شُتم صفيّ الله والمختار رحمة للعالمين

وصف بأشنع وأقذع الأوصاف

وممن؟

من أرذل الناس وأحطّهم قدرا عند الله

من الذي جعلوا مع الله إلها

من الذين جعلوا له زوجة وولدا

وكيف نردُّ عليهم؟؟

ردّ عليهم علماء الضلال والنفاق بأن استقبلوا كبيرهم، حبر الكفر ورأس الشرك في ديار المسلمين

لا بل في أقدس بقعة في بلاد الشام

لا بل في موقع قبلة المسلمين الأولى

وفي نقطة ربط سماء الله بأرضه

وأفاضوا عليهم بكلمات الترحيب وآيات الحفاوة في الاستقبال

بل زادوا على ذلك بأن قدّموا لمن شتمنا الهدايا

أعطوا لمن سبّ رسولنا الهدايا

قدّموا لهم العطايا وهم من أهان خير أمة حين أهانوا نبيها ورسولها صلوات ربي وسلامه عليه

أيا علماء الإفك، وحكماء الضلال: ما الذي بقي عندكم من بقايا زيف إيمانك بربكم ورسالة نبيكم؟؟

من كان منكم يؤمن برسالة محمد فلا يمكن أن يقبل بمن شتم وسبّ محمدا، فكيف تقبلون بهم؟

من كان منكم يؤمن بقول الله تعالى( قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل) فكيف يجعلهم

على شيء معارضين ومعترضين قول الله تعالى؟
  
أيا علماء خزيت من فعالكم عيوننا

وأنكرت جريمتكم ألسنتنا

وتعتصر قلوبُنا ألماً من خنوعكم وهوانكم

لقد نبذتم أنفسكم من بيننا بسوء فعالكم

وستنبذكم أمة محمد الذي هان عليكم حين وُجد الوُدّ في قلوبكم لمن آذاه وشتمه

إلا إن كانت الهدايا وحفاوة الإستقبال تفسرونها على أنها إنكار عليهم وكره لهم!!

فلا يُستغرب منكم التاويل وغريبُ التفاسير، فقد انتهجتموها وطاب لكم السير فيها فقد أرضت سوء الطوية عندكم.

معذرة إلى الله

ومعذرة منك يا نبي الله

ومعذرة منك يا أمة تنتظر الخلاص والخروج من الذلة الى العزّة

 ومعذرة منك يا معراج رسول الله

يا مسجدا جمع كلّ الانبياء حين لم تجمعهم أرض غيرك


وبُعداُ بعداً وسحقاً سحقاً لكل من هان عليه دين الله ونبيّ الله وعباد الله



يا مشايخ شيّخكم الشيطان

يا مشايخ شيّخكم الأقران

يا مشايخ شيّخكم الزمان

يا مشايخ شيّخكم السلطان

لا نريد إلا علماء ربانيين

ومشايخ شيّخهم الرحمن