الاثنين، 23 نوفمبر 2009

الديمقراطية طاغوت، ودعاتها ينبذون شرع الله وراء ظهورهم

14/7/2009

لم يبق غطاء ولا ستر للغرب في بلادنا يروّجون من خلاله لفكرهم وضلالاتهم ويسوّقوا من خلاله انحرافاتهم غير "الديمقراطية" ، ولما عجز الغرب عن حرف المسلمين عن دينهم كما يحب ويشتهي، عمل جاهداً على أن يُلبس عليهم أمور دينهم ودنياهم بأفكار ومفاهيم زُيّنت للناس على أنها لا تخالف شرع الله، وما كان هذا التزيين إلا بعد أن عملوا جاهدين هم وأعوانهم على تفريغ عقول المسلمين من المحتوى العقدي والايماني، وحرف بوصلة المسلمين عن وجهتها الصحيحة، فغيّبت عنهم منظومتهم السياسية بأن هدمت دولة الإسلام، دولة الخلافة، وتفرغت بعدها لتمام إبعاد المسلمين عن باقي أحكام الله بينهم حتى الفردية منها.

وكان أنسب طريق لحرف المسلمين عن دينهم وأحكام ربهم سبحانه وتعالى بأن يوهموهم بمفاهيم وأفكار غربية ذات طبيعة عقدية عندهم بشيء من التدليس وبكثير من "الضخّ" الإعلامي، وبتكثيف طرح مفهوم الديمقراطية من قبل الغربيين وتصويرها بأنها رديفة للحرية، وانها تناقض العبودية والتسلط.

وكذلك عن طريق من" استحسنوا" فكرة الديمقراطية فخدمت أهدافاً عندهم مع علمهم – أو جهل بعضهم- أنها، أي الديمقراطية، لا علاقة بينها وبين أحكام الله، بل هما أمران متضادّان لا يلتقيان

فكما هو معلوم – ودون جدال عقيم مع دعاتها- فإن الحكم في الديمقراطية للبشر من دون الله

وربّ العزّة جلّ في علاه يقول:
إن الحكمُ إلا لله أمر ألاَّ تعبدوا إلا إيَّاه ذلك الدين القيمُ ولكن أكثر الناس لا يعلمون [ يوسف:40 ]

ومعلوم كذلك أن ما كان من عند الله فهو شرع، وما كان من عند غير الله فهو طاغوت، كما قال ابن تيمية رحمه الله، كائناً ما كان هذا الذي من عند غير الله، فطالما كان له تعلّق عقدي ولم يكن من عند الله فهو طاغوت، قول واحد لا يجادل فيه إلا جاهل أو مدّع.

أفحكمَ الجاهلية يبغون ومن أحسنُ من الله حكماً لقومٍ يوقنون[ المائدة:50 ]
والله العلي العظيم الخالق المدبّر، دبّر أمر الخلق إلى أن تقوم الساعة، وإلا فهل نسي الله تعالى – والعياذ بالله – شيئاّ لم يدبّره؟ وترك تدبيره لبشر قاصرين عاجزين متفاوتة عقولهم، متداخلة أهواؤهم، متنازعة مصالحهم؟ وجعل لهم الأمر مع الله يحكمون ويدبّرون؟!

أم لهم شُركاءُ شَرَعوا لهم من الدين ما لم يأذن به اللهُ [ الشورى:21 ]

إن من صحّت عقيدته من المسلمين يلتزم قول الله تعالى:

وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللهُ ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومَن يعصِ الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً [ الأحزاب:36 ]

بحرفيته دون أن يقول: نعم صحيح....لكن!!
ودون تسويف أو تبرير أوتأخير أو ...تعطيل.
والاختلاف في الأفهام بين البشر أمر معلوم، ولا غضاضة فيه طالما جُعل مرجع من اختلفوا أحكام الله وشرعه:
وما اختلفتم فيه من شيءٍ فحكمه إلى الله[ الشورى:10 ]

فبعد هذا كلّه، من قبله ومن بعده، كيف يظهر علينا من يدعي أنه يعمل لدين الله وتطبيق شرعه وإنزال أحكامه موضع العمل والتطبيق ويقول: : نحترم أي خيار ديمقراطي حتى الاعتراف بإسرائيل

قالها نائب رئيس المكتب السياسي لحركة " المقاومة الإسلامية " حماس:

أبو مرزوق لـ الجريدة: نحترم أي خيار ديمقراطي حتى الاعتراف بإسرائيل

http://193.200.40.42/aljarida/Article.aspx?id=81132

خيار ديمقراطي: الناس تختار وفق هواها ومصلحتها وتفاوت ارتباطها بشرع ربها، بناء على عقلها لا بناء على شرع الله وأحكامه.

وتختار ماذا؟؟

الإعتراف باسرائيل!!

أي أن القيادي المحترم يقول: ان اختار الناس في فلسطين الاعتراف باسرائيل فاننا – أي حركته – نقبل بهذا الاعتراف!!
فان انتهك منتهك عرض مسلمة وجاء من يقول: نترك الامر للديمقراطية !!
وإن سفك أحد دماء المسلمين نقول: خيار الحل معه هو الخيار الديمقراطي!!
وإن سلبت الأموال والخيرات قلنا للسالب: انتظر الرأي الديمقراطي فما يقرره الاغلبية قبلنا به وبالتالي تصرفنا معك على اساسه!!
وإن ديست كرامتنا، وأهينت مروءتنا، وتحطمت على صخرة الديمقراطية رجولة الرجال انتظرنا الأغلبية لتقرر!!

أإلي هذه الدرجة من المهانة وصلنا حتى يرضى الغرب عنا حين نقبل بديمقراطيته؟؟

ديمقراطية أباحت الحرام، وحرّمت الحلال، وذُبحت على أعتابها كرامة المسلمين، وانتهكت في أكنافها أعراضهم، وتراقصت الذئاب في مراقصها على ألحان العويل والأنين ونقول: نريد الديمقراطية حكماّ ومرجعاً

ألا أف لكم ولما أشركتم مع الله في دينه وأحكامه حين قبلتم بالديمقراطية وشرعتها التي لا يختلف أحد من أهل العلم المعتبرين أنها دين ومعتقد عند أصحابها.

وكلمة تسمعونها أخيرة:

دين الله لا يذلّه الذليل ولا يعزّه العزيز

إنما دين الله يُذلّ من جافاه وأعرض عنه

ويرفع درجات من عمل به ودعا إليه وتمسك بكل حكم من أحكامه.

وبه نعرف الحقّ
ولا نعرف الحقّ بكم ولا بأي كان
فبالحق يُعرفُ الرجالً

ولا يُعرفُ الحقّ بالرجال
ورجال الحق في كل عصر لهم باع وصولات وجولات، فإن لم تكن اليوم جولتهم وصولتهم فهي غداً باذن الله
فلسطين تعيدها وتحررها من رجس بني يهود الأيدي الطاهرة التي لا تعرف غير أحكام الله طال الزمان أو قصر

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون


ليست هناك تعليقات: