السبت، 28 نوفمبر 2009

هذا الرجل فهم قضيته فهماً صحيحاً



دار بينه وبين السماسرة الذين أتوا ليغروه كي يبيع بيته في القدس لبني يهود:


- أبا محمود لماذا لا تبيع بيتك؟ سندفع لك ثمنا كبيراً لا تتوقعه، يكفيك ويكفي أبناءك وأبناء أبنائك مدى الحياة!

-كم ستدفعون؟

-اطلب ما تشاء!

-ادفعوا أنتم، هذا البيت غالٍ عندي، وهو أغلى ما بقي لي في هذه الحياة!

-أبا محمود ، سندفع لك مائتي ألف دينار "أردني" عداً ونقداً( ثلاثمائة ألف دولار)!

-مائتي ألف دينار! هذا مبلغ قليل، إنه لا يساوي شمّة سعوط عندي (السعوط مادة حارة نافذة يصاب من يستنشقها بالسعال الحاد).

-ندفع لك أربعمائة ألف دينار أردني – الآن- لا تستطيع أن ترفض!

-أيضاً المبلغ قليل، ولا يساوي عندي أكثر من شمة سعوط أخرى!

-يبدو أن الحوار معك صعب يا أبا محمود. نريد أن ندفع لك الآن مبلغاً لن تقوى على رفضه وسيسيل له لعابك! هذا شيك مفتوح يا أبا محمود، واكتب عليه المبلغ الذي تشاء!

-أيضاً المبلغ قليل.

-ماذا تقول أبامحمود ؟ماذا بعد "الشيك المفتوح" ؟!

- نعم إنه مبلغ قليل وأقل من قليل.... إذا أردتم أن تأخذوا بيتي فخذوا هذه الورقة، ومروا بها على المسلمين في الأرض كلها، واطلبوا منهم أن يوقعوا لكم على التنازل عن بيتي بما فيهم الطفل الذي عمره شهران، فإن وقعوا لكم فسأعطيكم البيت بلا ثمن!!

إن الأرض كالعِرض والذي يبيع أرضه كمن يبيع عِرضه، والعِرض لا يُحمى إلا بالسيف. هكذا قال أبو محمود!

أبو محمود هذا - رحمة الله تعالى عليه - هو الحاج موسى الخالص، الذي ناهز المائة عام من العمر، عاشها في حسرة على فلسطين وبيت المقدس، وحسرة أخرى على أبنائه الذين غيّبتهم سجون بني يهود عنه، فلو أن احدكم رآه وهو يقول الكلام أعلاه والدمع يجري في مقلتيه لعلم أن الرجل أدرك وفهم قضية القدس وقضية فلسطين...بل وقضية بيته الخاص بيعاّ وشراءً هو قضية المسلمين كلّ المسلمين في شتى بقاع الأرض، الصغير منهم قبل الكبير، الجنين في بطن أمه قبل من يمشي على قدميه...

فهل أدرك هذا الأمر بهذه الأهمية وبهذا الفهم من يسارعون في بني يهود للتفاوض معهم وبيع اللاد - وليس بيتاً - لبني يهود؟؟

من ادعى أنه يقوم على شرع الله منهم، ومن ادعى أنه وطني شريف منهم

هل وصلوا إلى حافّة أقدام الحاج موسى الخالص فهماً ووعياً وتقوى؟!


http://sootwesora.blogspot.com/2009/05/blog-post_17.html

بداية الجزء الثاني يظهر فيه الحاج المرحوم موسى الخالص بدموعه التي تكوي القلوب كيّاً

ليست هناك تعليقات: