الأحد، 22 نوفمبر 2009

القمم العربية





بمناسبة " مهازل الأنظمة " التي يسمونها قمماً !!

يراودني شعور غريب عجيب كلما سمعت بكلمة ( قمّة ) أو ( قمم )،،
شعور مركّب ومتعاكس بين ما هو كائن، وبين ما يجب أن يكون.
كلّما جدّ الجدّ واحتدم الخلاف، ووقعت في الأمة المصائب والخطوب، وابتليت الأمة بالبلايا والرزايا، ...ساد جوّ من التّرقّب!
الذي يترقب بالطبع...هم الحكام
ينظرون
يتفرّجون
يرون الدماء
والأشلاء
يغمضون العيون
يصمّون الآذان
يبتهلون ... أن لا يُطالبُهُم أحد برد ولا عمل
يتوسّلون ... أن يُنهي بنو يهود عملياتهم قبل أن (يستيقظ) بقية المسلمين
يرسلون رسائل الرجاء والتوسّل - مباشرة وغير مباشرة - ( للعدو) أن أكمل مهمتك ولا تُطل... لا تحرجونا أمام قومنا
وما أن يستيقظ المسلمون على جراحهم، على دمارهم، على اغتصابهم وانتهاكهم... حتى يبدأ الحُكامُ نوعا آخر من الإنتظار
ولسان حالهم يقول: تُرى، بماذا سيطالبنا قومُنا الآن؟
بمساعدات؟ لا باس إذن، الأمر سهل يسير...سنرسلُ طحينا ودواء و...أكفانا
بتصريحات؟ لا يضيرنا الكذب شيئا
بالتنديد والوعيد؟ إذن، ننددُ ونتوعدُ المنكوبين لأنهم لم يحترموا أنفسهم ولم يبقوا صامتين في ذلّهم ومآسيهم.
غير أن كلّ ما سبق لا ( يشفي غليل) الناس، فيطالبون بالمزيد، فماهو المزيد الذي يطالبون به الحكام؟ لا يدرون
فمن النادر أن تجد من المسلمين من يعرف سبب الطّامة التي وقعت وتقع على المسلمين...كلّ المسلمين، فهم يجدون مشاكلهم
آنية، مكانيّة، وطنيّة أو قوميّة...
فمن الطبيعي في نظر معظمهم أن تاتي جلّ مطالباتهم للحكام ضيّقة محدودة لضيق ومحدودية فهم القضية، وهذا ما يُفرحُ الحكام
وطالما أنّ ما سبق لم يشف صدور الناس، فيقع الحكام في هاجس: ماذا يريدُ الناسُ منّا بعدُ؟
فياتي الطلبُ ( العظيم)، والتصريحُ الخطيرُ الذي يُظنّ أنه المنقذ المخلّص وهو: أيها الحكام اعقدوا قمّة طارئة!!
فما أن يسمع الحكام بهذا المطلب حتى يقعوا في ( حيص بيص):

فكيف سيعقدونها؟
وأين؟
وعلى أي مستوى؟
ومن سيحضرها ومن سيتغيّب عنها؟
وما هو جدول الأعمال فيها؟ ومن سيضعه؟؟
وماذا سنفعل بخلافاتنا التي تمنع حصول القمّة؟
وماذا سيكون بياننا الختامي؟
هل نستطيع أن نماطل أياما عسى أن ينسى الناس مطلبهم العظيم هذا فلا نعقدها؟
سيناريو وحوار ... حكامكم أيها المسلمون
في كلّ نائبة وفي كلّ طامّة
نرى - إن رأينا - قمما وما هي بقمم
نرى فيها كلّ شيء إلا:
العزّة
والكرامة
والنخوة
والمروءة
بل هي قيعان وحفر... وليست قمم
فإن أصرّوا أنها قمم وأنّ قمتهم قمّة، فهي:
قمّة الخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين
قمّ العمالة لأعداء الله
قمّة الجبن
قمّة المهانة
قمّة الرذيلة
بمجموعها... هي قمم حكامكم أيها المسلمون
فما القمّة التي تريدونها؟؟
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

ليست هناك تعليقات: