الاثنين، 20 يونيو 2011

الانتخابات في ظلّ احتلال لا تخدم إلا مصلحة الإحتلال


أخبار فلسطين / دمشق
أقرَّ أول من ترأس المكتب السياسي لـــ"حماس" المهندس إبراهيم غوشة بخطأ حركته حينما قررت المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي في العام 2006م، لافتاً إلى أن هذا الأمر لم يكن ليحدث لو كان الشيخ المؤسس أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي على قيد الحياة.

ونقلت مصادر محيطة بغوشة لــــــ "أخبار فلسطين" عنه القول:" بعد استشهاد الرموز الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي ومن قبله إبراهيم المقادمة وصلاح شحادة وغيرهم، تراجع الخط المبدئي المقاوم وتراجع الأمل بتحرير القدس لمصلحة الخط "البراغماتي" فكان دخول الانتخابات تحت سقف "أوسلو"".

جدير بالذكر أن غوشة (76 عاماً) يُعد من أوائل من التحقوا بصفوف جماعة الإخوان المسلمين في الأراضي الفلسطينية، حيث عايش المرحلة السرية في العمل والتي جاءت نظراً لطبيعة الظروف الأمنية الصعبة أيام حكم الرئيس المصري جمال عبد الناصر.

ومن المعروف أن بدايات تفرُّغ غوشة في حركة حماس كانت سنة 1989م، بطلبٍ من المراقب العام للإخوان المسلمين آنذاك محمد عبد الرحمن خليفة، حيث أُسندت إليه مهمة تشكيل أول لجنة سياسية لحركة حماس؛ تفرَّغ للعمل فيها بالكويت.

وكان غوشة قد كشف في كتابٍ نشره مؤخراً بعنوان "المئذنة الحمراء" أنه تحفَّظ شخصيًّا على مشاركة حركة حماس في الانتخابات التشريعية؛ لما يترتَّب على ذلك من استحقاقاتٍ هائلة، لكنه آثر احترام رأي الأغلبية والتزامه به.

وللقيادي غوشة رأيٌ في مشاركة حركة حماس في الانتخابات القادمة، وينبِّه إلى أنها ستكون كمن يُلدغ من جحرٍ واحد مرتين، ويشير في ذات السياق إلى أن سيناريو 2006م سيعود مرَّةً أخرى لعزل المقاومة إذا لم تقبل بشروط اللجنة الرباعية، هذا إذا كانت الانتخاباتُ نزيهةً ..".

وموقف الدكتور الرنتيسي - رحمة الله تعالى عليه - كان واضحاً في هذه المسألة حين كتب تحت عنوان:
هل السلطة في ظل الاحتلال إنجاز وطني أم إنجاز للاحتلال؟
" لقد بات واضحا أن المحتل حين يبسط هيمنته على بلد ما فإن أول ما يسعى إلى تحقيقه هو إيجاد سلطة محلية تدير شؤون المواطنين، فتخفف عن المحتل أعباء الإدارة، وفي نفس الوقت تحفظ للاحتلال مصالحه التي هي في واقع الأمر تتناقض تناقضا جذريا مع المصلحة الوطنية العليا للشعب الذي يرزح تحت الاحتلال، وأقل ما يمكن أن يقال في هذا الأمر أن هذه السلطة سيكون همها الأول مباركة الاحتلال، والتعاون معه ضد أبناء شعبها، لحفظ أمن الاحتلال، واستقراره، وبقائه، مقابل أن يضمن الاحتلال لتلك السلطة وجودها، والمثل الأكثر شهرة هو حكومة "فيشي" الفرنسية، وقد اتهمت حكومة "فيشي" بالخيانة من قبل الفرنسيين واعتبرت موالية للحكم النازي ضد المصلحة الوطنية، بينما قام "ديجول" بجمع كل الفرنسيين تحت مظلة "روح قومية واحدة" في مواجهة حكومة "فيشي"، في هذا المثال الواضح لا يمكننا إلا أن نقول أن السلطة التي شكلها الاحتلال النازي من الفرنسيين في فرنسا كانت إنجازا واضحا للاحتلال، فالاحتلال هو الوحيد الذي انتفع من تشكيلها، ولم تكن إنجازا وطنيا فرنسيا."
وختم قائلاً:
" كما فرض العدو الصهيوني عبر المفاوضات على السلطة التعاون الأمني تحت مظلة مكافحة الإرهاب، مما سلب الفلسطينيين أمنهم لصالح الأمن الصهيوني.
فأي إنجاز هذا الذي تحقق للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية بقيام سلطة فلسطينية في ظل الاحتلال؟!!! وإن كان هناك إنجاز فهل يقارن بما حقق الاحتلال من إنجازات استراتيجية هامة؟!!!
إذن فقد وقعت السلطة في الفخ الذي كانت تحذر منه، ولقد حاولت كسر القاعدة حتى تجعل من تشكيلها مصلحة وطنية وليست مصلحة للاحتلال، إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل، ولا زالت تحاول إلا أن اليأس بدأ يتسلل إلى نفوس المخلصين من عناصرها، ومن هنا بدأت تشعر بالحرج الشديد أمام شعب بات على ثقة أن السلطة في ظل الاحتلال تعتبر إنجازا للاحتلال وليس إنجازا وطنيا حتى وإن خلصت النوايا "

فهل من سبيل لهم ليتّعظوا؟
وهل ثبت عندهم الآن، كما كان ثابتاً عند غيرهم من قبل بأمد بعيد، أن الانتخابات تحت حراب بني يهود لا تخدم إلا بني يهود؟ ولا تزيد أهل البلاد إلا رهقاً؟
أم أنهم لا يبحثون إلا عن المشاركة في السلطة بغضّ النظر عن الذلة أو العزّة؟!


الأحد، 19 يونيو 2011

ليبيا ... خبر وتعليق



اتهم مسئول في المجلس الوطني الانتقالي الغرب بعدم الوفاء بتعهداته بتقديم مساعدة مالية عاجلة بعد نفاذ المال من المعارضة الليبية التي تخوض حربا للإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي.

 وقال علي الترهوني مسئول النفط والمالية بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي اليوم السبت إن المال بدأ ينفد من المعارضة التي تخوض حربا طويلة للإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي واتهم الغرب بعدم الوفاء بتعهداته بتقديم مساعدة مالية عاجلة.

وجاءت مناشدة الترهوني في حين تظهر تصدعات في حلف شمال الأطلسي بخصوص حملة القصف المستمرة التي ينفذها منذ ثلاثة أشهر ضد قوات القذافي حيث يبدو على بعض الحلفاء الإجهاد من المهمة وتتهم الولايات المتحدة بعض الحلفاء الأوروبيين بعدم بذل ما يكفي من الجهد.

http://news.maktoob.com/article/6327178/%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B7-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3

___________________

لقد علّق المجلس الانتقالي مصيره بالدعم الغربي له، وبالوعود الكبيرة الزائفة التي جعلهم يعيشونها كأنها حقيقة وما هي إلا أمانيّ، كما علّق بالتالي مصير ثورة ليبيا ضدّ الطاغية القذافي بيد الغرب من أوروبيين وأمريكان، ورهن نفسه للإملاءات التي من المتوقع أن يشتدّ وقعها ويرتفع سقفها، ولا يُتوقع بحال أن تكون في صالح ليبيا وأهلها.
الناظر بعين بصيرة ثاقبة إلى الأوضاع في ليبيا يدرك حجم المؤامرة الغربية التي تُحاك ضدّها لبسط النفوذ عليها
وما المجلس الانتقالي إلا ذراعاً من أذرع هذه الهيمنة، فقد خذل المجلس الانتقالي قضية ليبيا وأهلها منذ اللحظة التي طالب بتدخّل عسكري غربي تحت ذريعة الدفاع عن الليبيين من جرائم القذافي، وهو بفعلته هذه وضع نفسه والبلاد تحت كلّ شروط التدخل الغربي، ومن الجهل أن يظنّ أحد أن الغرب يمكن أن يحشد كلّ تلك الإمكانيات العسكرية من أجل " سواد عيون الليبيين" أو حرصاً على دمائهم وأرواحهم، فمن بدهيات المبدأ الرأسمالي الذي ينضوون تحته أن يكون لكل عمل ثمن، ولا بدّ عندهم أن يكون الثمن أضعاف ما يقدمونه..
والقذافيّ ليس عصيّاً عليهم ليقتلوه أو يأسروه، لكنها المماطلة والتسويف حتى يُخضعوا أهل ليبيا ويسلّموا لهم تسليماً.
أذكـّر بما قاله يوماً رئيس مركز الدراسات والبحوث الفكرية في مصر السيّد " حسن البنا" :
" إن الضربات العسكرية التي توجه اليوم لليبيا تهدف إلى تأمين النفط والموارد والمال وتعوض الانهيار الاقتصادي في الغرب وذلك تحت عنوان تجميد أموال العملاء والحكام في المنطقة، وحماية الممرات العالمية وإعاقة الثورات الشعبية.

وقال: دول مجلس التعاون والمجلس الانتقالي الليبي هم من استدعوا التحالف الغربي إلى ليبيا، لكن هذه القوى ليست ناضجة من الناحية السياسية ولم يتعلموا الدرس من العراق، حيث تريد الولايات المتحدة تأمين سيلان النفط نحوها من المنطقة كلها."
لكنّ شعباً بعنفوان الشعب الليبي الأصيل، الذي لا تخلو صيحة من صيحاته من ذكر الله تعالى،ومن تهليل وتكبير، سيكون بإذن الله عصيّاً على مؤامرات الغرب وذراعه الجديد في ليبيا " المجلس الانتقالي"، فشعب ضحّى ويضحّي بالغالي والنفيس ليكسر طوق استعباد القذافي له لن يقبل بأن يخضع لعبودية الغرب واحتلاله..
فعلى من يقولون أنهم مخلصون في المجلس الانتقالي الليبي أن يدركوا حجم المؤامرة التي تحاك، ويُبصروا عظم المخاطر التي يدبرها لهم الغرب بالليل والنهار، وأن يعملوا على إخراج اثنين من ليبيا الأبية:
القذافي وكلّ أركان نظامه
والدول الغربية التي تكيد لليبيا وشعبها... وعملاءهم.


فتحي الشقاقي و الخميني .. حقائق لابد أن تعرف (الجزء الأول)

من 4 أجزاء.
 محمد الشاعر:
 إنَّ من المذهل حقاً والذي يَعجب المرء منه بل ربما يبقى حائراً عـندما يرى تلك الحشود التي تجمعت في ذكرى انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين و في نفس الوقت تحتفل أيضاً بذكرى استشهاد الدكتور فتحي الشقاقي ، هذه وغـيرها من البدع نتيجة غـياب الفهم الصحيح للجهاد في سبيل الله تعالى، فقد تُوفي رسول الله صلى الله عـليه وآله وسلم ولم نسمع بل ولم ينقل إلينا رواة الحديث أنَّ صحابياً واحداً احتفل بذكرى وفاة رسول الله صلى الله عـليه وآله وسلم ، التي ما برحت الشيعة إلا أن اعـتكفت عـلى أضرحة عـلمائهم مستصرخين ومستنجدين بهم لقضاء حوائجهم ، هذه البدع الشركية والكفرية في آنٍ واحد هي من أفعال اليهود والنصارى باتت الشيعة تـقـلدهم، والأدهى من ذلك أنَّ أناساً من أهل السنة باتوا يقلدون الشيعة في احتفالاتهم بذكرى شهدائهم وإذا خاطبتَ أحدهم قال لك أنَّ هذا الاحتفال هو من ضمن الجهاد في سبيل الله تعالى ، بل ربما اعـتبروه الجهاد بعــينه ، ناهـيك عـن احتشاد النساء لمثل هذه الاحتفالات ، وقد أُمِرَتِ النساء من قِـبَلِ ربِّ العالمين أن يَقَرْنَ في بيوتهن ولا يخرجن إلا لضرورة شرعـية، فهل كان خروج النساء إلى هذا الاحتفال كما يسمونه ضرورةً شرعـية؟ وهل خروجهن إلى الاحتفال كان من ضمن الجهاد في سبيل الله تعالى ؟

عـن أي انطلاقة يتحدثون؟ وعـن أي رجل يحُدِّثُون؟ إنهم يحتفلون بذكرى استشهاد رجل تبنى المذهب الشيعي إلى النخاع ، إنه فتحي الشقاقي ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هو الدور الذي قام به فتحي الشقاقي في خدمة أمة الإسلام حتى يستحق كل هذا الاحتفال؟

هذا الكتاب الذي أصدره مركز يافا للدراسات والأبحاث بعـنوان رحلة الدم الذي هـزم السيف ، والذي يشرح الأعمال الكاملة للدكتور فـتحي الشقاقي وهو كتاب من جزأين كل واحد منهما يتجاوز الخمس مائة صفحة، ويخبرنا الدكتور رفعت سيد أحمد سبب تسمية هذا الكتاب بهذا الاسم  حيث قال: [ .... كتب الشهيد المعلم _ يقصد بذلك الدكتور فتحي الشقاقي _ واصفاً حدث الثورة الإسلامية في إيران و في ذكرى مرور عامين لانتصارها بأنها ( رحلة الدم الذي هـزم السيف ) و نُشرت الدراسة في مجلة المختار الإسلامي بالعدد 21 السنة الثانية مارس 1981 ، و بعد أربعة عشر عاماً عـلى كتابته لهذا العـنوان المعـبر، لم أجد وأنا أُعِدُّ هذه الموسوعة عن حياة و فكر و جهاد الشهيد الدكتور فـتحي الشقاقي أبلغ من كلماته لتكون عـنوانًا لأعماله الكاملة، و لمسيرة حياته، و جهاده ، فكان اختيارنا لعـنوان الموسوعة هو ( رحلة الدم الذي هـزم السيف ) .... ](1) و يعـتبر هذا الكتاب خير دليل عـلى أنَّ الرجل إنما أراد بجهاده ضد اليهود تصدير التشيع إلى فلسطين من حيث كونه يعـلم أنَّ المعـتقد الشيعي فاسد باطل أو لا يعـلم ، تُرى ما هي الحقائق الذي يحتويها هذا الكتاب ؟ و ما هو سر وجود حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ؟ أهو الجهاد في سبيل الله ضد اليهود فقط كما يدَّعون ؟ أم أنَّ هناك عواقب وخيمة تنتظرها الأمة من أمثال هؤلاء ؟ و هل نعـتبر حركة الجهاد الإسلامي امتداداً لجزء من الهلال الشيعي التي تهدف إيران إلى صناعـته ؟ كل هذا وغـيره من الأسئلة سنجيب عـليها من خلال هذا الكتاب بإذن الله تعالى .

لقد قام كل من: د . رمضان عـبد الله شلح و د . أحمد صدقي الدجاني و د . محمد سعـيد رمضان البوطي صاحـب كتاب السيرة المعـروف و د . طيب تيزيني و د . محمد عمارة و الشيخ راشد الغـنوشي وفهمي هويدي والكاتبة صافي ناز كاظم و محمد حسين فضل الله بالتقديم لهذا الكتاب المشئوم ظانِّين أنَّ هذا يُرضي ربَّ العالمين . ولقد كان للدكتور رفعـت سيد أحمد حصة الأسد في ذلك والعجيب في هذا الأمر أنَّ بعض هؤلاء الذين قدَّمُوا لهذا الكتاب إن لم يكن جميعهم قد أَطْرَوْا عـلى الدكتور فـتحي الشقاقي مدحاً و تبجيلاً إلى درجة تُوهم بأنَّ الرجل قد نزل من السماء ، فإن كان الرجل كذلك فهذا لا يعـني أن نتجاوز عـن أمر تصديره التشيع إلى فـلسطين بسهولة ، خاصة إذا عـلمنا أن الدكتور قد قبل ذلك بمحض إرادته , و قد أخبرنا محمد حسين فضل الله أحد مراجع الشيعة في لبنان في مقدمته لهذا الكتاب عـن ارتباط الدكتور فـتحي الشقاقي بالثورة الخمينية الإيرانية و إليك قوله [ و كانت قمة وعـيه الإسلامي الحركي انفتاحه عـلى الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني رحمه الله الذي رأى فـيه الإنسان الذي عاش كل الإسلام في كل عـقله و روحه و حركته فانطلق منه و تفاعل مع خطه الثوري الذي كانت فلسطين عـنواناً له ](2) إذًا فالرجل قد باع نفسه للخميني منذ الوهـلة الأولى عـند التعـرف عـليه ، و الجدير بالذكر أنَّ الدكتور رفعـت سيد أحمد قد أخبرنا في هذا الكتاب "رحلة الدم الذي هزم السيف" عـن تأليف الدكتور فـتحي الشقاقي لكتاب الخميني الحل الإسلامي و البديل حيث قال:[ .... و يُذكر أيضا للشقاقي أنه أصدر في هذه الفترة و تحديداً يوم 16/ 2 / 1979 كتاب ( الخميني الحل الإسلامي و البديل ) والذي يُعَدُّ أول كتاب صدر باللغة العربية _ في العالم أجمع _ عـن انتصار الثورة الإسلامية بإيران ونفذت طبعـته الأولى عشرة آلاف نسخة .... ] (3) كما        ويخبرنا الدكتور رفعت سيد أحمد أيضاً عـن فـتحي الشقاقي و علاقـته و تأثره بقادة الثورة الخمينية في موضع آخر بعـنوان محورية إيران في فكره ـ التجربة الإسلامية في إيران و آثارها في فلسطين ـ حيث قال:[ من الإنصاف العـلمي أن نقول أنَّ الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي تأثر إيجابياً بحدث الثورة الإسلامية في إيران 1979 .... و من الإنصاف القول أنَّ إيران الثورة قد تأثرت بالشقاقي أيضاً وأحبته، و لعـل في بيان نعي قائد الثورة السيد الخامينئي بعد عـلمه باستشهاد الدكتور فتحي الشقاقي يوم 26/ 10/ 1979 م و المعاني الرائعة التي احتواها البيان ما يؤكد الموقع المتميز الذي كان الشقاقي يحتله في قـلوب قادة الثورة ، بل والشعـب الإيراني بأسره .........] (4)

وقد تعجـب أخي القارئ بل ربما تقف مذهولاً و أنت تقرأ هذه الأسطر من كتاب "رحلة الدم الذي هزم السيف" عـندما تعلم أنَّ الدكتور فتحي الشقاقي قد التقى بالهالك الخميني و جلس معه و قد أحبه الخميني و بارك جهاده بل كان الشقاقي يترضَّى عـلى الخميني و الأدهى من ذلك أنه كتب بدمه الذي ينزف اسم الخميني والذي سماه بروح الله! حيث أخبرنا الدكتور رفعت سيد أحمد بذلك و إليك ما نصه [ .... لقد أحب الشقاقي الإمام الخميني قبل أن يلتقيه بأكثر من عشر سنوات ، وعندما التقاه عام 1988 جلس الإمام معه أكثر مما يجلس مع رؤساء الدول وأحبه الإمام و بارك جهاده ..... و لنترك للشهيد الدكتور فتحي الشقاقي يحدد بنفسه كيف تأثر بالثورة فكرياً وسياسياً .... يقول الشقاقي ( يجب أن يعـرف العالم أنَّ شعارات الإمام الخميني رضوان الله تعالى عـليه كان لها الصدى في فلسطين كما لم يكن لها في أي مكان آخر في العالم ، والسبب أنَّه كما أعـطى الإمام الخميني لحياة الإيرانيين معـنىً أعـطى لحياتنا في فلسطين أيضا معنىً .... و هـنا لابد لي من أن أَذْكُرَ علاقـتي الشخصية بالإمام الراحل الخميني العظيم ، فعندما أدخلني الصهاينة إلى الزنزانة الصهيونية وكنت أنزف يومها بدأت بكتابة اسم روح الله الخميني عـلى جدار الزنزانة بالدم النازف ، هذه هي علاقـتي بالإمام الخميني الراحل لقد تَعَمَّدَتْ بالدم و الجهاد و بالتضحية .... !!] (5)

هل يعلم فتحي الشقاقي الذي يَتَرَضَّى عـن الهالك الخميني عما فعـله الخميني و أتباعه بأمة الإسلام من حرب وتشويه وتدمير وما أحداث العـراق عـنا ببعـيد ؟ و هل يعـلم أنصار الشقاقي و محبيه ما فعـلته الأيادي الشيعـية المتغـطرسة بأهل السنة في إيران والأهواز وغـيرها ؟ وبعد هذا كله هل يستحق الشقاقي كل هذا الاحتفال وكل هذه الحشود و كل هذه التجمعات ؟ ثم هل هذا العدد الذي رأيناه في احتفال حركة الجهاد الإسلامي بذكرى انطلاقــتها في قطاع غـزة هم من حركة الجهاد الإسلامي ؟ أم أنَّ الدولار الفارسي لعب دوره في حشد مثل هذه الحشود  والتجمعات لتَظْهَرَ إيران أمام العالم أنَّ أنصار الشيعة لهم ثقل في المنطقة وتحديداً قطاع غزة !! و لتَظْهَرَ أيضا أمام خصومها بأنها قوة إقليمية لا يستهان بها  ، خاصة و هي تمتلك أوراقاً وظيفـية أقلها هذه الحشود والتجمعات التي رأيناها ؟ وهل يدرك أنصار الشقاقي والمحبين للهالك الخميني حقيقة الخميني؟ و إن عـلموا حقيقته فهل هم راضون عن عـقيدته؟ و هل أدرك هؤلاء من أنَّ الخميني يقذف أمنا عائشة رضي الله عـنها وأرضاها بالزنا؟ وإليك أخي القارئ بعضًا من كلمات الهالك الخميني والتي يفضل فيها أئمة الشيعة عـلى جميع الأنبياء      و ذلك في كتابه الحكومة الإسلامية حيث قال [ إنَّ من ضـرورات مذهبنا أنَّ لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب و لا نبي مرسل .... و قد ورد عـنهم عـليهم السلام أنَّ لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب و لا نبي مرسل ] .

ويقول أيضاً عـن الغائب المنتظر [ لقد جاء الأنبياء جميعاً من أجل إرساء قواعد العدالة لكنهم لم ينجحوا حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية لم ينجح في ذلك ، و إنَّ الشخص الذي سينجح في ذلك هو المهدي المنتظر ] و كان كلامه هذا ضمن خطاب ألقاه الخميني الهالك بمناسبة ذكرى مولد المهدي في 15 شعبان 1400 هـ ، و يقول أيضاً في خطاب ألقاه في ذكرى مولد الرضا الإمام السابع عند الشيعة بتاريخ 9/ 8 / 1984م  [ إني متأسف لأمرين : أحدهما أن نظام الحكم في الإسلام لم ينجح منذ فجر الإسلام إلى يومنا هذا و حتى في عهد الرسول صلى الله عـليه و سلم ، و لم يستقم نظام الحكم كما ينبغي ] .

بل و يتهم الخميني رسول الله صلى الله عـليه و آله و سلم بعـدم تبليغ الرسالة كما ينبغي و ذلك في كتابه كشف الأسرار ص 55 حيث يقول [ و واضح أنَّ النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقاً لما أمر الله به و بذل المساعي في هذا المجال لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات و المشاحنات والمعارك و لما ظهرت خلافات في أصول الدين و فـروعه ](6) .

و من المدهش أيضاً أن يربط فتحي الشقاقي بين القائد عز الدين القسام و بين الحسين رضي الله عنه بل و يعتبر القسام رائداً حسينياً وذلك في قسم الدراسات: الدراسة الرابعة القضية الفلسطينية تحت عنوان القسام الرائد الأول لطلائع الحركة الإسلامية في فلسطين و إليك قوله: [ في ضحى أحد أيام التاريخ المشهود ، وقف سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي في ساحة كربلاء ليقدم لنا مشهداً سيبقى في ذاكرة التاريخ للأبد رمزاً إنسانياً فذاً للشهادة في سبيل الحق و العدل و الواجب ، و بعد ثلاثة عشر قرناً من الزمان .... يجيء رائد حسيني آخر يدعى عز الدين القسام .... و يسقط القسام شهيداً حسينيا فوق جبال فلسطين و تشرب الأرض دمه الطاهر و يمتص الشجر روحه المشتعلة .... ما أعجب هذا اللقاء بين القسام و الحسين .... و كما كان الحسين في فجر الحركة الأولى كان القسام في العشرينيات و الثلاثينيات من هذا القرن رمزاً للإيمان و الوعي و الثورة و الإصرار على  عدم المساومة و رفض رشوة المستقبل المؤمن ] (7)

إننا نعلم علم اليقين من أنَّ الشيعة تعظم الحسين وتعظم كربلاء بل و يسافرون إليها لأجل التبرك بأرضها ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما علاقة عز الدين القسام بالحسين ؟ و لماذا كان رائد حسينياً و لم يكن رائداً ربانياً ؟ و كيف كان شهيداً حسينياً ؟  ولماذا كل شيء يربطه الشقاقي بالحسين ؟ ثم أنَّ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قد أخبرنا: أنَّ أرواح الشهداء في حواصل طير خضر فكيف امتصت الشجرة روح عز الدين القسام المشتعلة ؟ وهل كان الحسين في فجر الحركة الأولى و حده وأين رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من هذا الفجر أم أنَّه غائب عن القلوب و الأذهان ؟ و أين بقية الصحابة ؟ و أين أبو بكر و عمر رضي الله عـنهما و التي لا تهدأ الشيعة إلا بلعـنهما ؟ و أين عثمان وعلي بن أبي طالب و أين الصحابيات رضي الله عنهم جميعا و التي من بينهن عائشة رضي الله عنها زوج النبي الكريم صلى الله عليه و آله و سلم التي لم تسلم من قذف الشيعة لها رغم أنَّ الله قد برَّأَها من فوق سبع سماوات و ما حادثة الخبيث ياسر الخبيث عـنا ببعيد ؟

إنَّ هذا لَيُدَلِّلُ بالدرجة الأولى على أنَّ فتحي الشقاقي قد تَشَرَّب وارتوى من الفكر الشيعي العقيم وأصبح يعطي كؤوسا منه للآخرين مما جرَّ ويلات على فلسطين و تحديداً قطاع غزة، لازلنا  حتى الآن نعاني من كدرها ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم , ولكن و بفضل الله تعالى وقـف رجال العـقيدة الصحيحة في وجه هؤلاء والذين نعـتبرهم بمثابة الامتداد للهلال الشيعي في فلسطين وخصوصاً في قطاع غـزة و التي فشلت إيران في صناعـته إلى حد كبير ولله الفضل و المنة .

وثمة أسئلة هنا لابد من طرحها و أولها ما هي مكانة إيران الثورة والدولة في قلب وعـقل الشقاقي؟  وبأي عـبارة نستطيع أن نفسر بها أفعال الشقاقي الشنيعة ؟ و على أي رؤية اعـتمد عـليها ؟ أهو الجهاد في سبيل الله تعالى ؟ أم أنَّه الجهل المركب المحض بعقيدة أهل السنة والجماعة ؟ و التي أسفرت عـن تصدير التشيع إلى بلاد المسلمين , مثل هذه الأسئلة و غـيرها سنجيب عـليها بإذن الله تعالى في العدد الثاني من هذا المقال الذي بعـنوان "رحلة الدم الذي هزم السيف" و الله المستعـان .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) انظر إلى كتاب رحلة الدم الذي هزم السيف الأعمال الكاملة للدكتور فتحي الشقاقي  ج1 ص 46

(2) المصدر السابق ج1 ص 41

(3) المصدر السابق ج1 ص 52 ــــ 53

(4) المصدر السابق ج1 ص 99

(5) المصدر السابق ج1 ص 100

(6) انظر كتاب تعـريف عام بالشيعة الإثنى عـشرية للدكتور صالح الرقب ص107- 108

(7) المصدر السابق ج1 ص 181

 المصدر : الحقيقة .

فتحي الشقاقي و الخميني . حقائق لابد أن تعـرف (الجزء الثاني)

( قراءة في كتاب " رحلة الدم الذي هـزم السيف ج1 )
محمد الشاعر:
 إنَّ مما لا شك فـيه والذي أصبح جـليا وواضحا لعـموم المسلمين فضلا عـن خواصهم قوة الهجمة الشرسة وشدتها على المسلمين العُـزّل في كل مكان من العالم تقريبا، هذه الهجمة الضارية لا تنحصر في غزو بلاد المسلمين بالسلاح الفتاك فقط بل الغـزو الفكري والذي أدَّى إلى نتائج إيجابية كثيرة بالنسبة إلى العدو وارتاحوا من عـناءٍ طويلٍ كان بانتظارهم في حالة استخدامهم السلاح الفتاك.
ومن آثار الغـزو الفكري الذي نعيش آلامه حتى الآن غـزو الشيعة ديار المسلمين وقد ظهروا بصورة البطل الذي يريد استرجاع كرامة الأمة الإسلامية وتحرير المسجد الأقصى من دنس اليهود وأعوانهم كما يزعـمون ، فهم يرددون دائما ـ الموت لليهود ـ مما أدَّى إلى وقوع الكثير من شباب الإسلام صيدا ثمينا في حبالهم يُنفِّذون خُطَطَهم ويعملون بأوامرهم ظانِّين أنَّ هذا يُرضي ربَّ العالمين، والذي يزيد الأمر سوءًا ويُضيف إلى القلب حزنا ويغمر النفس كمدًا ظهورُ أناسٍ مدافعـين عـن الشـيعة بل ومنظِّرين لها وهم من بني جلدتنا ويعـتقدون بعـقيدتنا ويُصَلُّونَ معـنا مما يجعـل المسلم في حـيرة من أمره.
ومما نشاهده في قطاع غـزة خصوصا وفـلسطين عـموما من تنامٍ للمد الشيعي الخبيث وقد تولت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الريادة في ذلك وما كتاب فتحي الشقاقي عـنا ببعـيد والذي هو بعـنوان "رحلة الدم الذي هـزم السيف" حيث سطَّرَ الشقاقي أروع الولاء للهالك الخميني وعـقيدته الباطلة فضلا عـن الترويج والنصرة له، ولقد تحدثنا في الحلقة السابقة جزءا من ولاء الشقاقي للهالك الخميني وها نحن اليوم نُفاجَئ بمثل هذه الكتب التي تُدَرِّسُّها حركة الجهاد الإسلامي بين عـناصرها إلا من رحم الله تعالى والسؤال الذي يطرح نفسه هـنا ما هي مكانة إيران الثورة والدولة في قـلب وعـقل الشقاقي؟
لقد تأثر الشقاقي بالثورة الخمينية إلى درجة الولهان فأصبحت الثورة عـقله وروحه فلا يتكلم إلا بها ولا يتحدث عـن غـيرها فهو في سراب ليس له حدود يحسبه الظمآن ماءً حيث يصف الشقاقي أعمال الهالك الخميني والذي تتميز بمواجهة أزمة الاستلاب الروحي من المسلمين وقيام الهالك الخميني بتطهيرها من آثار الاستعمار الفكري وذكر ذلك في الدراسة الخامسة والتي بعـنوان إيران الثورة والدولة حيث قال "... و لهذا كانت الدعـوة المُلِحّة للإمام الخميني ، ولمفكر الثورة الأول الشهيد عـلي شريعـتي ، هي مواجهة أزمة الاستلاب الروحي هذه ، وتجاوزها وتأكيد وبعـث الذات الإسلامية التي غـطتها عـقود طويلة من محاولات التغـريب والعـلمنة ..كما كانت الثورة الثقافية التي أعـلنها الإمام قبل أسابيع قليلة حلقة من مخطط دقـيق و طويل لتحرير الفرد والمجتمع المسلم وتطهيره من كل آثار الاستعـمار الفكري والثقافة التي تمثلت في الهـزيمة الروحـية المُدَمَّرَة وفي قيم الخنوع والاستهلاك والترف التي صدَّرَها لنا ... " (1)
و لم يكتف الشقاقي بما قاله بل ربط بين الهالك الخميني والصحابي الجليل الحسين بن عـلي رضي الله عـنهما من حيث الإحساس و الرؤية وذلك في الدراسة السابعة تحت عـنوان في ذكرى مرور عامين عـلى انتصار الثورة الإيرانية رحلة الدم الذي هـزم السيف تحت بند القيادة الرسالية وإليك قوله "... والتي تمثلت كأفضل ما يكون في شخصية الإمام الخميني الذي جاءت مراحل حياته معبرةً أصدق تعـبير عن الشخصية الإسلامية التي جاء الإسلام ليقدمها للبشرية سراجا منيرا قدوة فذة فهو بداية مسلم شديد الالتزام ثوري ذو بصيرة نفاذة وحسٍ ورؤية صائبة في أحلك الظروف شجاع لا يعرف المساومة أو التخاذل مسكون بعذابات المسلمين و أوجاعهم في صدره إحساس الحسين بالمسؤولية وفي دمه رؤية الحسين الفذة لمعـنى الشهادة ... " (2)
و لا أعـلم كيف يُشَبِّهُ الشقاقي ـ الخميني الهالك الذي يسب الصحابة و يلعنهم ـ بالصحابي الجليل الحسين بن عـلي رضي الله عـنهما!!
والسؤال الذي يطرح نفسه هـنا بأي عـبارة نستطيع أن نفسر بها أفعال الشقاقي الشنيعة ؟ وعـلى أي رؤية اعـتمد عـليها ؟ إنَّه الجهل المركب المحض بعـقيدة أهل السنة والجماعة والتي أسفرت عـن تصدير التشيع إلى بلاد المسلمين ولا حول و لا قوة إلا بالله تعالى.
كما ويفتخر الشقاقي بكبار قادة الثورة الخمينية الذين قدَّموا أنفسهم فداءً لهذه الثورة وأنهم بمثابة البعث الإسلامي الجديد وذلك في نفس الدراسة السابعة تحت بند عـلماء الدين و المفكرون الثوريون وإليك قوله: " ... لقد قدَّمت الثورة بما في ذلك سنوات الإعداد والتكوين تجربة فكرية وثيقة ومدروسة بقيادة مفكرين كالدكتور الشهيد عـلي شريعـتي و الشهيد آية الله مرتضى مطهري الذي بكى الإمام ـ يقصد بذلك الخميني ـ وهو ينعـاه للأمة قائلا [ لقد كان مطهري ثمرة حياتي ] ، وكذلك مفكرين كمحمد حسن طبطائي وبزرجان وأبو الحسن بني صدر وطالقاني وآخرين باركهم الإمام الخميني وهم يمهدون الطريق أمام تقدم الثورة التي أعـلنت إفلاس تجارب القرون الأخيرة الماضية وعـقمها وبشرت ببعـث إسلامي جديد و مستقبل إنساني واحد ... " (3)
ولم يقف الشقاقي إلى هذا الحد بل اعـتقد بعودة الإمام الغائب ويستشهد عـلى ذلك بكلام الهالك الخميني ثم يذكـر المرجع الذي يحتوي هذا الكلام وهو كتاب الحكومة الإسلامية للهالك الخميني ثم يحدِّثُ أنَّ الثورة الخمينية قد التزمت بوعي رؤية الحسين رضي الله عـنه وقد ذكر ذلك في نفس الدراسة السابعة السابقة الذكر تحت بند النظرية الثورية [ الوجه الآخر ] وإليك ما نصه "... طرحت الحركة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني فكرة [ الجمهورية الإسلامية ] منهيةً بذلك أزمنة طويلة من الحديث عـن القبول بإصلاحات دستورية بانتظار عودة الإمام الغائب الذي سيملأ الأرض عدلا بعد أن مُلئت ظلما وجورا فقد تمر ألوف السنين قبل أن تقتضي المصلحة قدوم الإمام المنتظر كما قال الإمام الخميني: [ في طول هذه المدة المديدة هل تبقى أحكام الإسلام معـطلة ؟ ] ثم أجاب في النهاية [ إذن فإنَّ كل من يتظاهـر بالرأي القائل بعـدم ضرورة تشكيل الحكومة الإسلامية فهو يُنكر ضرورة تنفيذ أحكام الإسلام ويدعو إلى تعـطيلها، وهو يُنكر بالتالي شمول و خلود الدين الإسلامي الحنيف ] * الحكومة الإسلامية في 26، 27* ...و لأنَّ الإمام الحسين كان رمز الحركة و جذوتها المشتعـلة فقد اعـتمدت بوعي رؤيته للثورة و التزمت بها وأعـلنت أنَّ الثورة عـمل غـير مؤجل و أنَّ الوجوب فوق الإمكان ... "(4)
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا وبكل قوة هل كانت ثورة الهالك الخميني هي حكومة إسلامية قائمة على تطبيق شرع الله أم أنَّه شعار يُبَطَّن تحته الحقد الدفـين للخليفـتين أبو بكر وعمر بن الخطاب وباقي الصحابة رضي الله عـنهم جميعا، ويتخذ من الصحابي الجليل الحسين بن عـلي بن أبي طالب رضي الله عـنهما إلهًا يُعـبد من دون الله و التي يُسمُّونها بمظلومية الحسين التي أذاقوا أهل السنة ويلات القتل والتشريد والتعذيب بسـبب المظلومية المزعـومة و المشئومة في آنٍ واحد و الحسين رضي الله عـنه منهم براء .
وسؤال آخر ما هي علاقة الشقاقي بالإمام الغائب وهل ظهر هذا الإمام ثم غاب أم أنَّه دخل في سردابه ولا نعـلم متى خروجه ؟ !! و ما هذا إلا من خرافات الشيعة قد طَـلَتْ عـلى الشقاقي نتيجة غـياب الفهم الصحيح لعـقيدة أهل السنة ، فعـقيدة أهل السنة تُخبرنا بظهور المهدي في آخر الزمان يحمل اسم النبي الكريم صلى الله عـليه وآله وسلم و لم يكن قد ظهر من قـبل ثم غاب كما تعـتقد الشيعة بإمامها الغائب الذي دخل في سردابه و لم يخرج حتى اليوم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الفتاوى " ... والمعــصوم عـند الرافضة الإمامية الاثني عــشرية هو الذي يزعـمون أنه دخل إلى سرداب سامرا بعد موت أبيه الحسن بن عـلي العـسكري سنة ستين ومائتين، وهو إلى الآن غائب، لم يعـرف له خبر، ولا وقع له أحد عـلي عـين ولا أثر ، وأهل العـلم بأنساب أهـل البيت يقولون إنَّ الحسن ابن عـلي العـسكري لم يكن له نسل ولا عـقب ، ولا ريب أن العـقلاء كلهم يعدون مثل هذا القول من أسفه السفه، واعـتقاد الإمامة والعصمة في مثل هذا، مما لا يرضاه لنفسه إلا من هو أسفه الناس وأضلهم وأجهلهم ... "(5 )
وإني لأعجب من كلام الشقاقي وهو يدافع عن الهالك الخميني ويستنكر كلام الذين يقولون بتكفير الشيعة ويقف منهم موقف الشك والريبة كما ويَعـتَبِرُ الهالك الخميني فخرًا للإسلام و المسلمين و ذلك في الدراسة العاشرة بعـنوان السنة والشيعة ضجة مفـتعـلة ومؤسفة و إليك ما نصه " ... لقد بدأ بعضهم ـ يقصد بذلك الشباب المعارضين للشيعة ـ يَشُنُّ حملةً مشبوهة و مفاجـئة ضد الثورة الإسلامية التي اكتشفوا أخيرا أنَّها ( ثورة شيعـية ) وأنَّ الشيعة فرقة ضالة أو كافرة و أنَّ آية الله الخميني الذي قالوا أنَّه هـزَّ العروش وهو يجلس فوق سجَّادته أصبح أيضا ضالا كافرا ، و بدأ يتكرر أمامنا مشهد الشاب المسلم الذي يحمل كتابا سعوديا مليئا بالمغالطات والافتراءات ، يحمله من مسجد إلى مسجد يشرحه للناس و يُبَشِّرُ بما به من أضاليل أُدْرِكُ أنَّ بعض هؤلاء الشباب يتحرك بحسن نية متوهـما أنَّه يعـمل لله تماما كما أُدْرِكُ أنَّ الطريق إلى جهنم مليء بمثل هذه النوايا الحسنة ....إنَّ الذين يريدون أن يقتلوا النموذج الإيراني الفذ داخل الشخصية المسلمة و في هذا الوطن المحتل بالذات ـ يقصد بذلك فلسطين ـ لن يقتلوا إلا أنفسهم، فهم يقفون أمام حركة التاريخ المتقدم ويتصدَّوْنَ لثورة إسلامية يقودها إمام هو فخر للإسلام و المسلمين .... " (6 )
و في الحقيقة إنَّ الشباب الذين يحاربون الشيعة بنوايا حسنة فإنَّ محاربتهم للتشيع في بلاد المسلمين أيضا فعل حسن يؤجر عـليه من أخلص النية لله تعالى، ولم يكتف الشقاقي إلى هذا الحد بل تعدَّى به الأمر إلى التطاول على أهل العـلم ويصف كلامهم بالترهات و ذلك في نفس الدراسة العاشرة تحت البند السابق الشيعة والسنة ضجة مفتعـلة ومؤسفة حيث قال "... إنني أفهم جيدا أنَّ موقـف بعض قواعد الحركة الإسلامية المعادي للثورة والمثير للضجة المفتعـلة حول السنة والشيعة ليس موقفا جذريا أصيلا ولكنه موقف طارئ فرضه آخرون عـلى هذا الشباب المخلص الطاهـر بعد أن وضعوه في دوامة الشك و اليأس وهو يكـتشف أخيرا أنَّ الثورة التي أَوْقَدَتْ آماله و أشعـلتها ليست ثورة إسلامية ولكنها شيعـية وأنَّ الشيعة كفار ... و هذا هو محب الدين الخطيب صاحب الكتاب السعودي سيء السمعة الذي أُعيدت طباعـته مرة أخرى في هذا الوطن ـ يقصد بذلك فلسطين ـ 5000 نسخة ها هو يورد الدليل تلو الدليل عـلى كفرهم و ضلالهم وخروجهم عـن الإسلام (إنَّ لهم قرآنا غير الذي بين أيدينا) وغير ذلك من الأضاليل والترهات ..." (7)
وقد أخبرنا شيخ الإسلام عـن الرافضة في كتابه منهاج السنة النبوية فقال "... وهذا دأب الرافضة دائما يتجاوزون عـن جماعة المسلمين إلى اليهود والنصارى والمشركين في الأقوال والموالاة والمعاونة والقتال وغير ذلك فهل يوجد أضل من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ويوالون الكفار والمنافقين ..." (8)
و قال أيضا "... فالإسلام عـند الإمامية هو ما هم عـليه وهم أذل فـرق الأمة فليس في أهل الأهواء أذل من الرافضة ولا أكتم لقوله منهم ولا أكثر استعمالا للتقية منهم وهم عـلى زعـمهم شيعة الاثنى عشر وهم في غاية الذل فأي عـز للإسلام بهؤلاء الاثنى عشر عـلى زعـمهم ..." (9)
و قد ذكر الشقاقي أيضا أنَّ فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ضد الرافضة لا تنسحب عـلى الشيعة الإمامية الإثنى عشرية مستدلا بقول الأستاذ أنور الجندي وإليك قوله "... أود أن أشير إلى أولئك الذين حاولوا ترديد فتوى ابن تيمية ضد الرافضة والتي تضم العديد من فرق الشيعة وحاولوا سحب هذه الفتوى عـلى الشيعة الإمامية الإثنى عـشرية و بالتالي استغلالها ضد الثورة الإسلامية في إيران لقد وقع هؤلاء في عـدة أخطاء هامة .... لم يحاولوا تقصي إذا ما كانت كلمة ( الرافضة ) التي ذكرها ابن تيمية تنسحب عـلى الشيعة الإمامية الاثني عشرية أم لا ؟
يقول الأستاذ أنور الجندي في كتابه الإسلام وحركة التاريخ ص422 [ والرافضة غـير السنة والشيعة]، ويستعـرض الإمام محمد أبو زهـرة في كتابه ( ابن تيمية ) بعض فـرق الشيعة مثل الزيدية والإثنى عشرية دون أن يشير إلى أي موقف سلبي لابن تيمية منها ولكنه عـند ذكر الإسماعيلية يقول ص 170 [ و هذه الفرقة هي التي كان لابن تيمية منها مواقف ضد بعض المنتمين إليها ... فقد حاربهم بعـلمه و لسانه و سيفه ... ] و لهذا نجد الإمام أبو زهـرة يسهب في دراسة هذه الفرقة بسبب موقف ابن تيمية منها كما يقول ... " (10)
ويوجد هنا شبهتان أوردهما الشقاقي الأولى أنَّ الفتاوى التي أصدرها شيخ الإسلام ابن تيمية ضد الرافضة لا تنسحب عـلى الإمامية الإثنى عشرية والثانية أنَّ شيخ الإسلام ابن تيمية ليس له موقف سلبي من فرق الشيعة مثل الزيدية والإثنى عشرية و لكنَّ الشبهتان سندحضهما من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
أما الشبهة الأولى أنَّ الفتاوى ضد الرافضة لا تنسحب عـلى الإمامية الإثنى عشرية فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عـند تقسيمه للشيعة أنَّ الرافضة هم الإمامية حيث قال "... والشيعة هم ثلاث درجات شرها الغالية الذين يجعـلون لعـلي شيئا من الإلهية أو يصفونه بالنبوة وكُفْرُ هؤلاء بَيَّنَ لكل مسلم يعرف الإسلام وكفرهم من جنس كفر النصارى من هذا الوجه وهم يشبهون اليهود من وجوه أخرى، والدرجة الثانية: وهم الرافضة المعروفون كالإمامية وغـيرهم الذين يعـتقدون أن عـليا هو الإمام الحق بعد النبي صلى الله عـليه وسلم بنص جلي أو خفي وأنه ظُلِمَ ومُنِعَ حقه ويبغضون أبا بكر وعمر ويشتمونهما وهذا هو عـند الأئمة سيما الرافضة وهو بغض أبي بكر وعمر وسبهما، والدرجة الثالثة: المفضلة من الزيدية وغـيرهم الذين يفضلون عـليا على أبي بكر وعمر ولكن يعـتقدون إمامتهما وعدالتهما ويتولونهما فهذه الدرجة وإن كانت باطلة فقد نسب إليها طوائف من أهل الفقه والعبادة وليس أهلها قريبا ممن قبلهم بل هم إلى أهل السنة أقرب منهم إلى الرافضة لأنهم ينازعون الرافضة في إمامة الشيخين وعدلهما وموالاتهما وينازعون أهل السنة في فضلهما عـلى عـلي والنزاع الأول أعـظم ..." (11)
ففي هذه الفتوى يدحض شيخ الإسلام ابن تيمية الشبهتين معا فالإمامية الإثنى عشرية هم من الرافضة وكان لشيخ الإسلام موقف واضح من غلاة الشيعة ومن الرافضة واختلف موقفه قليلا عـن الزيدية في هذا الدليل.
و دليل آخر لدحض الشبهة الثانية لشيخ الإسلام ابن تيمية و إليك قوله "... فلما ادعـت الرافضة أنه لا بد من إمام معصوم في حفظ الشريعة وأقرت بالنبوة ادعـت الإسماعـيلية ما هو أبلغ فقالوا لا بد في جميع العـلوم السمعـية والعـقلية من المعـصوم وإذا كان هؤلاء ملاحدة في الباطن يقرون بالنبوات في الظاهر والشرائع ويدعون أن لها تأويلات باطنة تخالف ما يعرفه الناس منها ويقولون بسقوط العـبادات وحل المحرمات للخواص الواصلين فإن لهم طبقات في الدعوة ليس هذا موضعها وإنما المقصود أن كلتا الطائفتين تدعي الحاجة إلى معـصوم غـير الرسول لكن الاثنى عشرية يجعـلون المعـصوم أحد الإثنى عشر وتجعل الحاجة إليه في حفظ الشريعة وتبليغها وهؤلاء ملاحدة كفار ..." (12 )
ولذلك أخي في الله تبين لنا خطر ما كان يعـتقده الشقاقي في الإمامية الإثنى عشرية وهم من الرافضة الذين يعكفون على سب الخليفتين وغـيرهم من الصحب الكرام رضي الله عنهم جميعا والسؤال هنا هل علم جميع عناصر حركة الجهاد الإسلامي وأنصارهم عـقيدة الشقاقي الشيعـية أم لازالوا في سبات عميق؟
إنَّ مثل هذه الخرافات التي تمليها الشيعة عـلى أتباعهم وهم ينفذونها عـلى أنها من الدين لهي الطامة بعـينها ولذا يجب عـلى أهل العـقيدة الصحيحة أن يبينوا لعامة المسلمين خطر الرافضة وأعوانهم حتى لا نستيقظ في يوم من الأيام عـلى سبِّ الصحابة أو الخليفتين ، ولن يحدث هذا بإذن الله تعالى فأهل التوحيد لا ينامون عـلى الضيم وهم في حراسة أهل الإسلام من العـقائد الدخيلة، والله المستعان.
المصدر : الحقيقة .

ــــــــــــــــــــــ
(1 ) انظر كتاب رحلة الدم الذي هزم السيف ج1 ص 191
(2 ) المصدر السابق ج1 ص219
(3 ) المصدر السابق ج1 ص220 ـ 221
(4 ) المصدر السابق ج1 ص222 ـ 223
(5 ) مجموع فتاوى ابن تيمية ج 27 ص 451 و 452 تحت عنوان مكان رأس الحبس
(6 ) انظر كتاب رحلة الدم الذي هزم السيف ج1 ص275 ـ 276
(7 ) المصدر السابق ج1 ص276 ـ 277
(8 ) انظر كتاب منهاج السنة النبوية ج3 ص 374 تحت عنوان كلام الرافضي على مقالة الأشاعرة في كلام الله
(9 ) المصدر السابق ج8 ص 242 تحت عنوان فصل تابع كلام الرافضي على فضائل علي رضي الله عنه
(10 ) انظر كتاب رحلة الدم الذي هزم السيف ج1 ص 288 ـ 289
(11 ) انظر كتاب الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ج 5 ص 48
(12 ) انظر كتاب منهاج السنة النبوية ج6 ص437 تحت عنوان قال الرافضي: الفصل الثالث في الأدلة على إمامة على رضي الله عنه .

فـتحي الشقاقي و الخميني .حقائق لابد أن تعـرف (الجزء الثالث)

محمد الشاعر :
 إنَّ الذي نشهده في واقع أمة الإسلام لَيُدلِّل عـلى مدى الهوان الذي أصابها و الذل الذي اعـتراها وتكمن هـذه المشكلة في تخـبط  المسلمين بين مـنهج أهل الحق الذين هم عـلى الجادة و بين منهج الزيغ و الضلال الذين استمدوا نهجهم من الغـرب آخذين في تطبيقه عـلى قدم و ساق ، و بينما نحن كذلك إذ يخرج عـلينا أناس من بني جلدتنا أرادوا تشويش الحق عـلى أهل الإسلام ناهـيك عـن جرمهم و شدة بأسهم بأهل الحق و هـؤلاء هم أبناء زواج المتعة من الشيعة و أنصارهم , و لكنَّ السؤال الذي يطرح نفسه هـنا هل تم مواجهة التشيع في العالم الإسلامي ضمن مخطط مدروس من قِبَلِ أهل التوحيد ؟

إنَّ مما نعاني منه نحن أهل التوحيد في قطاع غـزة هو وجود الحرية الكاملة تقريباً لكل متشيع في التنظير لفكره و خباثة منهجه بينما لا نجد هذه الحرية في محاربتهم و كشف ضلالهم أمام المسلمين مما يزيد الأمر تعـقـيداً , و بما أنَّ حركة الجهاد الإسلامي في فـلسطين قد تولت الريادة في نشر التشـيع عـن طريق بعـض قادتها الذين باعـوا ذممهم للدولار الفارسي فإننا أمام حركة تزعم الجهاد في سبيل الله و تنادي بالثوابت الفلسطينية كغـطاء أمني لها لتمرير مخطط مدروس وفق الأوامر الإيرانية تهدف إلى جعـل المنطقة مسرحا دمويا بين أهل الحق و بين المعادين لهم وقـت ما تشاء إيران بحسب المطالب الأمريكية الإسرائيلية .  

و قد و ضعـنا أيدينا عـلى كتاب رحلة الدم الذي هـزم السيف و الذي يشرح الأعـمال الكاملة للدكتور فـتحي الشقاقي و مدى تبعـية حركة الجهاد الإسلامي لإيران ، هذا الكتاب رحلة الدم الذي هـزم السيف و الذي يتكون من جزأين حيث قسَّم صاحب هذا الكتاب الجزء الأول منه إلى مقدمة وأربعة أقسام و هي كالآتي: القسم الأول للدراسات ، و الثاني للكتب ، و الثالث للمحاضرات و الندوات، و الرابع للمقالات و الوجدانيات ، و لقد تحدثنا في العـدد السابق و الذي قبله عـن قسم الدراسات ونحن الآن نتحدث عـن قسم الكتب و تحديدا كتاب الخميني الحل الإسلامي و البديل حيث قال فـيه: " ... إهداء إلى رجلي القرن الإمام الشهيد حسن البنا و الإمام الثائر آية الله الخميني ... إنَّ منطق إسلام الحركة الأولى يظهر من جديد و وقف الإعلام الغـربي و تلامذته حائرين مـتخبطين يغـمسون أقلامهم في مداد الشيطان ليكتبوا عـن آية الله الذي التفـت حوله ملايين الجماهـير العـطشى للحرية و العـودة إلى الله ... و وقف الكمبيوتر الأمريكي عاجزا عـن فهم علاقة استـشهاد الحسين منذ أكثر من 1300عام بسقوط نظام كان يُعـتبر أكثر النظم عـصرية و استقرارا في غـرب آسيا ... " (1)

و السؤال الذي يطرح نفسه هـنا ما علاقة استـشهاد الحسين بن عـلي رضي الله عـنهما بسقوط نظام الشاه ؟ إنَّنا نفهم من هذا أنَّ استـشهاد الحسين رضي الله عـنه لا يعـني انطفاء شرارته فـقد عادت من جديد لتتمثل في الخميني الذي أسقط نظام الشاه في هذا العـصر هكذا نفهم من كلام الشقاقي، و الحسين رضي الله عـنه بريء من الخميني و أمثاله براءة الرجل المسلم من الكفر و لا حول و لا قوة إلا بالله تعالى.

كما أنَّ الشقاقي قد أثرى مدحا عـلى الثورة الخمينية و الذي يزعم أنَّها مستقاة من معاني القرآن الكريم حيث قال:   " ... و إن كنت أودُّ أن أشير قـبل ترك هذا الفصل ـ يقصد بذلك الفصل الثاني الذي بعـنوان الإمام الخميني المفكر و المناضل ـ  إلى أنَّ الثورة الإسلامية في إيران ثورة إسلامية بمعـناها القرآني الرحب إنها ليست ثورة طائفة دون طائفة ، إنَّ القواسم المشتركة بين جناحي المسلمين السنة و الشيعة لتكاد ـ بل هي فعلا ـ تشكل جسد هذه الثورة بدءا من منطلقاتها و أهدافها و وسائلها و بواعــثها ، إنَّ الخلاف المطروح بين أهل السـنة و الشـيعة حول إمامة الأئمة الاثنى عـشر و عـصمة الأئمة لا يشكل ـ لا سلبا و لا إيجابا ـ أيَّ تأثير في طبيعة الثورة و مسارها ..." (2).

و كأنَّ الشقاقي يخبرنا أنَّ خرافة عـصمة الأئمة الاثنى عـشر ليس بالمعـتقد الأساسي عـند الشيعة ولكنَّنا سنرد عـليه من كتب عـلماء الشيعة الذين يُثبتون عـصمة الأئمة الاثنى عـشر و أنَّها جزء هام من معـتـقدهم و ذلك بما يلي:

1 ـ روى الكليني في أصول الكافي: [ ... قال الإمام جعـفـر الصادق: نحن خزَّان عـلم الله ، نحن تراجمة أمر الله ، نحن قوم معـصومون أُمِرَ بطاعـتنا و نُهِيَ عـن معـصـيتنا ، نحن حجة الله البالغة عـلى من دون السماء ، و فوق الأرض ... ] (3)

2 ـ قال المجلسي: [ ... إنَّ أصحابنا الإمامية أجمعـوا عـلى عـصمة الأئمة ــــ صلوات الله عـليهم ــــ من الذنوب الصغـيرة و الكبيرة عـمدا و خطأ و نسيانا من وقـت ولادتهم إلى أن يلقوا الله عـز و جل ... ] (4)

3 ـ و في بيان عـصمة الأئمة يقول محمد رضا المظفر: [ ... و نعـتقد أنَّ الإمام كالنبي يجب أن يكون معـصوما من جميع الرذائل و الفواحش ما ظهر منها و ما بطن ، من سن الطفولة إلى الموت ، عـمدا و سهوا كما يجب أن يكون معــصوما من السهو و الخطأ و النسيان لأنَّ الأئمة حفظة الشرع و القوَّامون عـليه حالهم في ذلك حال النبي و الدليل الذي اقتضانا أن نعـتقد بعـصمة الأنبياء هو نفسه يقـتضينا أن نعـتقد بعـصمة الأئمة بلا فرق ... ] (5)

4 ـ و يقول الخميني: [ ... إنَّ الأئمة الذين لا نتصوَّر فـيهم السهو و الغـفلة و نعـتقد فـيهم الإحاطة بكل ما فـيه مصلحة المسلمين ... ] (6)

أما عـصمة الأئمة عـند أهل السنة فهو باطل مردود عـلى أصحابه و إليك قول شيخ الإسلام ابن تيمية في عصمة الأئمة حيث قال " ... وأما عـصمة الأئمة فـلم يقل بها إلا كما قال الإمامية والإسماعـيلية وناهـيك بقول لم يوافقهم عـليه إلا الملاحدة المنافقون الذين شيوخهم الكبار أكفر من اليهود والنصارى والمشركين وهذا دأب الرافضة دائما يتجاوزون عـن جماعة المسلمين إلى اليهود والنصارى والمشركين في الأقوال والموالاة والمعاونة والقتال وغير ذلك.

فهل يوجد أضل من قوم يعـادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ويوالون الكفار والمنافقين...؟ " (7)

و مما يثير العجب و تشمئز النفس منه ما ذكـره الشقاقي في قسم الكتب و تحديداً في الفصل الثالث والذي بعــنوان أصول الفكر الشيعي ، فـقد تحدَّث عـن العـقـيدة الإمامية مستدلا عـلى ذلك بكلام محمد باقر الصدر الشيعي دون أن يُبَيِّنَ بطلانها وعـلَّق عـليها بكلام يحتاج منا إلى وقفة طويلة معه حيث قال "... [ و يقول الأستاذ محمد باقر الصدر في كتاب التشيع و الإسلام ... أنَّ الشيعة ولدوا منذ وفاة الرسول صلى الله عـليه و سلم مباشرة متمثلين الذين خضعـوا عـمليا لأطروحة زعامة الإمام عـلي رضي الله عـنه و قيادته التي فرض النبي صلى الله عـليه و سلم الابتداء بتـنفـيذها من حين وفاته مباشرة ... و قد تجسد الاتجاه الشيعي منذ اللحظة الأولى في إنكار ما اتجهـت إليه السقـيفة من تجميد لأطروحة زعامة الإمام عـلي رضي الله عـنه و إسناد السلطة إليه ...] هـذا وقد اعـتبر بعـض الصحابة المخـلصين في حبهم للإمام و الذين رأوه أحق بالخلافة كبداية لظهور التشيع ، و من هـؤلاء سليمان الفارسي ، و أبو ذر الغـفاري و المقداد بن الأسود و عـمار بن ياسر ، والحديث هـنا عـن الإمامية ينطبق تماما عـلى فرقة الاثنى عـشرية منهم حيث أنَّ هناك فِرَقًا أخرى تنتمي إلى الشـيعة الإمامية تختلف في قليل أو كثير ... "  (8)    

و نفهم من هذا أنَّ الشقاقي كان يقـصد بكلامه أنَّ بعـض الصحابة رضي الله عـنهم جـميعاً رأوا الصحابي الجليل عـلي بن أبي طالب رضي الله عـنه أحق بالخلافة  ليس من الصحابي عـثمان فقط رضي الله عـنه بل و من الخليفتين أبي بكر وعمر أيضا رضي الله عـنهما ، و الدليل عـلى صحة ما ذهـبنا إليه هو استدلال الشقاقي بكلام محمد باقر الصدر الشيعي الذي سبق ذكـره آنفا ، و ثمة أسئلة كـثيرة لابد من طرحها: هل كان بعـض الصحابة مخلصين في حـبهم للإمام عـلي و الآخرين غـير ذلك ؟ و هل الصحابي الجليل عـلي بن أبي طالب رضي الله عـنه أحق بالخلافة من أبي بكر و عمر رضي الله عـنهم جميعا ؟ و هل كان يوجد أدنى خلل في العـقـيدة عـند الصحابة حتى يبدأ التشيع بالظهور ؟ ثم من قال أنَّ سلمان الفارسي ، و أبو ذر الغـفاري ، و المقداد بن الأسود ، وعـمار بن ياسر رضي الله عــنهم جميعا كانوا مخلصين في حـبهم للصحابي عـلي بن أبي طالب رضي الله عـنه دون غـيره من الصحابة ؟ و ما هي الأدلة الشرعـية التي اعـتمد عـليها الشقاقي في كلامه هذا ؟ ثم إنَّ الشقاقي يتكلم عـن فرقة الرافضة الإمامية فهل كان لهذه الفرقة أدنى وجود في عهد الخلفاء الأربعة الراشدين ؟ و هل يعـلم الشقاقي   و أنصاره زمن ظهور هذه الفرقة ؟ كل هذا و غـيره من الأسئلة سـنجيب عـليها و ندحض الشبه التي أثارها الشقاقي و المنتسبين له بهذا الاعـتقاد بإذن الله تعالى .

الشبهة الأولى: هل الصحابي عـلي بن أبي طالب أحق بالخلافة من أبي بكر الصديق رضي الله عـنه؟ أجاب عـن هذا السؤال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى حيث قال: " ... ولم يقل أحد من الصحابة قط إنَّ عمر بن الخطاب أو عـثمان أو عـليا أو غـيرهم أفضل من أبي بكر أو أحق بالخلافة منه وكيف يقولون ذلك وهم دائما يرون من تقديم النبي صلى الله عـليه وسلم لأبي بكر عـلى غـيره وتفضيله له وتخصـيصه بالتعـظيم ما قد ظهر للخاص والعام حتى أنَّ أعداء النبي صلى الله عـليه وسلم من المشركين وأهل الكتاب والمنافقين يعـلمون أنَّ لأبي بكر من الاختصاص ما ليس لغـيره كما ذكـره أبو سفيان بن حرب يوم أحد قال أفي القوم محمد أفي القوم محمد ثلاثا ثم قال أفي القوم ابن أبي قحافة أفي القوم ابن أبي قحافة أفي القوم ابن أبي قحافة ثم قال أفي القوم ابن الخطاب أفي القوم ابن الخطاب أفي القوم ابن الخطاب وكل ذلك يقول لهم النبي صلى الله عـليه وسلم لا تجيبوه ..." (9)  

و قال أيضا " ... فالمسلمون اختاروه وبايعـوه ـ يعـني أنهم بايعـوا أبا بكر رضي الله عـنهم ـ  لعـلمهم بأنه خيرهم كما قال له عـمر يوم السقيفة بمحضر المهاجرين والأنصار أنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عـليه وسلم ولم ينكر ذلك أحد وهذا أيضا في الصحيحين والمسلمون اختاروه كما قال النبي صلى الله عـليه وسلم في الحديث الصحيح لعـائشة: [ ادعى لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عـليه الناس من بعـدي ] ثم قال: [ يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ] فأبى الله وعـباده المؤمنون أن يتولى غـير أبي بكر فالله هو ولاه قدرا وشرعا وأمر المؤمنين بولايته وهداهم إلى أن ولوه من غـير أن يكون طلب ذلك لنفسه ... " (10)  

و بهذا عـلمنا أنَّ أبا بكر رضي الله عـنه أحق بالخلافة من غـيره من الصحابة رضي الله عـنهم جميعـا و لم يعـترض أحد منهم عـلى خلافـته رضي الله عـنه ، و أما تَخَلُّفُ سعد بن عـبادة رضي الله عـنه عـن مبايعة أبي بكر فإنَّ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قد ردَّ عـلى هذا فقال " ...  قد عُـلم بالتواتر أنَّ المسلمين كلهم اتفقوا عـلى مبايعة عـثمان لم يتخلف عـن بيعـته أحد مع أن بيعة الصديق تخلف عـنها سعد بن عـبادة ومات ولم يبايعه ولا بايع

عمر ومات في خلافة عـمر ولم يكن تخلف سعـد عـنها قادحا فيها لأن سعـدا لم يقدح في الصديق ولا في أنه أفـضل المهاجرين بل كان هذا معـلوما عـندهم لكن طلب ـ يعـني سعد بن عـبادة ـ  أن يكون من الأنصار أمير وقد ثبت بالنصوص المتواترة عـن النبي صلى الله عـليه وسلم أنه قال: [ الأئمة من قـريش ] فكان ما ظنه سعد خطأً مخالفا للنص المعـلوم فعُـلم أنَّ تَخَلُّفُهُ خطأ بالنص وإذا عُـلِمَ الخطأ بالنص لم يحتج فـيه إلى الإجماع ... " (11)

و نفهم من هذا أنَّ سعد بن عـبادة لم يتخلف عـن مبايعة أبي بكر الصديق من باب القدح فـيه أو الاعـتراض عـليه و لكـنه تمنى أن يكون من الأنصار أمير ، فلما عُـلِمَ أنَّ ما تمناه سعد كان مخالفا للنص لم يقدح تخلفه في ما قد أجمع الصحابة عـليه من مبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عـنه و عـن الصحابة أجـمعين .

الشبهة الثانية: إنَّ الشبهة التي أثارها الشقاقي من أنَّ سلمان الفارسي ، و أبو ذر الغـفاري ، و المقداد بن الأسود ، و عـمار بن ياسر رضي الله عـنهم جميعا كانوا أنصار عـلي بن أبي طالب رضي الله عـنه و التي تمثلت بمثابة البداية في ظهور التشيع فهذا القول قد تزعَّـمه القمي و هو من عـلماء الشيعة حيث قال: [ ... فأول الفرق الشيعة وهي فرقة عـلي بن أبي طالب المسمون شـيعة عـلي في زمان النبي صلى الله عـليه وسلم وبعده، معـروفون بانقطاعهم إليه والقول بإمامته، منهم المقداد بن الأسود الكندي، وسلمان الفارسي، وأبو ذر جندب بن جنادة الغـفاري، وعمار بن ياسر المذحجي.. وهم أول من سُمُّو باسم التشـيع من هذه الأمة ... ] (12)

و إليك أخي القارئ هذه الردود التي تدحض بها هذه الشـبهة و ذلك بما يلي:

1 ـ يُلاحظ أنَّ أولَّ من قال بهذا الرأي هو القمي في كتابه [ المقالات والفرق ] و النوبخـتي في كتابه[ فـرق الشيعة] ، وقد يكون من أهم الأسباب لنشوء هذا الرأي هو قـيام الشيعة بمحاولة إعـطاء التشيع الصفة الشرعـية والرد عـلى دعوى خصومهم من أنَّ التشيع يرجع إلى أصلٍ أجنبي، فادَّعَوا هذه الدعوى وحاولوا تأييدها وإثباتها بكل وسيلة؛ كما هو الحال في كتب الموضوعات عـند أهل السنة إذ يوجد روايات كثيرة من وضع الروافض في هذا الباب وقد نسبوها إلى رسول الله صلى الله عـليه و آله وسلم، وزعـموا أنها رُويت من طرق أهل السنة وهي روايات لا يعـرفها جهابذة السنة ولا نقلة الشريعة . (13)

2 ـ زعموا أن الشيعة كانت تتألف من عمار بن ياسر ، وأبي ذر الغـفاري ، و المقداد بن الأسود ، و سلمان الفارسي و السؤال الذي يطرح نفسه هـنا هل قال أحد هؤلاء بعـقيدة من عـقائد الشيعة من تكفير الشيخين: أبي بكر وعمر وأكثر الصحابة ؟ و هل  أظهروا البراءة والسبَّ لهم أو كراهـيتهم..؟ كلا، لم يوجد شيء من ذلك و لا من أمثاله وكل ما قالته الشيعة من دعاوى و التي ملئوا بها المجلدات لا يعـدو أن يكون وهماً من الأوهام نسجته خيالات الحاقدين والأعداء كقولهم:[ ... إنَّ الزبير والمقداد وسلمان حلقوا رؤوسهم ليقاتلوا أبا بكر... ] (14). وأخبارهم في هذا تملأ الكثير من المؤلفات و نرد عـليهم من قِبَلِ أنفسهم حيث قال ابن المرتضى(وهو شيعي زيدي): [ ... فإن زعـموا أنَّ عـماراً ، وأبا ذر الغـفاري، والمقداد بن الأسود، وسلمان الفارسي كانوا سلفهم ـ يعـني كانوا سلف الشيعة ـ لقولهم بإمامة عـلي – عـليه السلام – أُكَذِّبُهُم كون هؤلاء لم يُظْهِرُوا البراءة من الشيخين ولا السبَّ لهم، ألا ترى أن عماراً كان عاملاً لعمر بن الخطاب في الكوفة ... ] (15) و هذه الحقائق التاريخية الثابتة تـنسف كل ما شَـيَّدَتْهُ الشيعة من دعاوى في هذا عـبر القرون السالفة و اللاحقة .

الشبهة الثالثة: هل بدأ التشيع بالظهور في زمن الصحابة ؟ 

1 ـ يجيب عـن هذا السؤال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى حيث قال: " ... فـفي خلافة أبي بكر وعـمر لم يكن أحد يُسمَّى من الشيعة ولا تضاف الشيعة إلى أحد ... " (16)

2 ـ أنَّ هذا الرأي لا أصل له في الكتاب و السنة وليس له سـند تاريخي ثابت، بل هو رأي يجافي أصول الإسلام وينافي الحقائق الثابتة كما أنَّ الحقائق التاريخية المتواترة تـكشف خطأ هذا الرأي ومجانبته للحقيقة إذ أنَّه لم يكن للشيعة وجود في زمن أبي بكر وعـمر وعـثمان رضي الله عـنهم جميعا، وقد اضطر بعـض شيوخ الشيعة للإذعان بهذه الحقيقة وهم الذين مَرَدُوا عـلى إنكار الحقائق المتواترة حيث يقول كبيرهم الذي عـلمهم التشـيع محمد حسين آل كاشف الغـطاء:[ ... ولم يكن للشيعة والتشـيع يومئذ ـ في عـهد أبي بكر وعـمر رضي الله عـنهما ـ مجال للظهور لأن الإسلام كان يجري عـلى مناهجه القويمة ... ] (17) ، و بمثل هذا اعـترف شيخهم الآخر محمد حسين العاملي فقال:[ ... إن لفظ الشيعة قد أُهمل بعد أن تمت الخلافة لأبي بكر وصار المسلمون فرقة واحدة إلى أواخر أيام الخليفة الثالث... ] (18)

3 ـ إنَّ الفرقة التي كان الشقاقي يتحدث عـنها هي الرافضة الإمامية و السؤال الذي يطرح نفسه هنا متى كان ظهور هـذه الفرقة ؟

لقد أجاب عـن هذا السؤال شـيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى حيث قال:"... لكن لفظ الرافضة إنما ظهر لما  رفضوا زيد بن عـلي بن الحسين في خلافة هشام و قصة زيد بن عـلي بن الحسين كانت بعد العـشرين ومائة ، سنة إحدى وعـشرين أو اثنتين وعـشرين ومائة في أواخر خلافة هشام ، قال أبو حاتم البستي قُـتِلَ زيد بن عـلي بن الحسين بالكوفة سنة اثنتين وعـشرين ومائة وصُلِبَ عـلى خشبة وكان من أفاضل أهل البيت وعـلمائهم وكانت الشيعة تنتحله قـلت ـ و اللفظ لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ـ ومن زمن خروج زيد افـترقت الشيعة إلى رافضة و زيدية فإنه لما سُـئل ـ يعـني زيد بن عـلي بن الحسين ـ عـن أبي بكر وعـمر فترحم عـليهما رفضه قوم فقال لهم رفضـتـموني فسُـموا رافضة لرفضهم إياه وسُمِّيَ من لم يرفضه من الشيعة زيديا لانتسابهم إليه ولما صُلب كانت العـباد تأتي إلى خـشبته بالليل فيتعـبدون عـندها ... " (19)

و من هذا عُـلِمَ أنَّ زمن ظهور الرافـضة لم يكن بعـد وفاة النبي محمد صلى الله عـليه و آله و سلم مباشرة كما يدَّعي الشقاقي بذلك و لا زمن الخلفاء الأربعة رضي الله عـنهم و عـن الصحابة أجمعين كما تدعي الشيعة بذلك أيضا و ما أكـثر هؤلاء المُدَّعُـون في زماننا و لا حول و لا قـوة إلا بالله تعالى .

كلمة أخيرة لابد منها:  و هو أنَّ إطلاق لفظ الشيعة عـلى الرافضة بات خطأً والرافضة اليوم يَغْـضَـبون من هـذه التسمية ولا يرضونها، ويرون أنَّها من الألقاب التي ألصقها بهم مخالفوهم ، ولهذا يَتَـسَمَّونَ اليوم ( بالشيعة ) وقد اشتهـروا بهذه التسمية عـند العامة و تأثر بذلك بعـض الكتاب والمثقفين فـنجدهم يطلقون عـليهم هذه التسمية ، وفي الحقيقة أن الشيعة مصطلح عام يشمل كل من شايع  عـلياً رضي الله عـنه ، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أنَّ الشيعة ثلاثة أصناف و هم:

1ـ غالية: وهم الذين غـلوا في عـلي رضي الله عـنه و لربما ادَّعَوا فـيه الألوهـية أو النبوة . 2ـ رافضة: وهم الذين يدَّعُـون النص عـلى استخلاف عـلي  ويتبرءون من الخلفاء قـبله وعامة الصحابة .

3 ـ زيدية: وهم أتباع زيد بن عـلي، الذين كانوا يُفَضِّـلُونَ عـلياً عـلى سائر الصحابة ويتولون أبا بكر وعمر(20) فإطلاق ( الشيعة ) عـلى الرافضة من غـير تقييدٍ لهذا المصطلح غـير صحـيح لأن هذا المصطلح يدخل فـيه الزيدية وهم دونهم في المخالفة وأقرب إلى الحق مـنهم ، بل إن تسميتهم ( بالشيعة ) يُوهم التباسهم بالشيعة القدماء الذين كانوا في عهد عـلي رضي الله عـنه ومَن بعدهم فإنَّ هؤلاء مُجـمعـون عـلى تفضـيل الشيخين عـلى الصحابي الجليل عليّ بن أبي طالب رضي الله عـنه و كانوا يرون تـفضـيله عـلى الصحابي عـثمان رضي الله عـنه  و عـن الصحابة أجمعـين وهؤلاء وإن كانوا مخطئين في ذلك إلا أن فـيهم كثيراً من أهل العلم ومن هو منسوب إلى الخير والفضل ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:"... ولهذا كانت الشيعة المتقدمون الذين صحبوا عـلياً أو كانوا في ذلك الزمان لم يتنازعـوا في تفضـيل أبي بكر وعمر، وإنما كان نزاعهم في تفضـيل عـلي وعـثمان ... ". (21) ، لذا فإن تسمية ( الرافضة ) بالشيعة من الأخطاء البينة الواضحة التي وقع فـيها بعـض المعاصرين تقليداً للرافضة في سعــيهم للتخلص من هذا الاسم لِمَا رأوا من كـثرة ذم السلف لهم و مقـتهم إياهم فأرادوا التخلص من ذلك الاسم تمويهاً وتدليساً عـلى من لا يعـرفهم بالانتساب إلى الشيعة عـلى وجه العـموم فكان من آثار ذلك ما وقع فـيه بعـض الطلبة المبتدئين ممن لم يعـرفوا حقيقة هذه المصطلحات من الخلط الكبير بين أحكام الرافضة وأحكام الشيعة فظنوا أن ما ورد في كلام أهل العـلم المتقدمين في حق (الشيعة) يتنزل عـلى الرافضة في حين أنَّ أهل العـلم يفرقون بينهما في كافة أحكامهم . (22)

و أخيرا قد تبين لنا خطر كتاب الشقاقي ـ رحلة الدم الذي هـزم السـيف ـ و ما خفي منه أعـظم و لكـننا لن نتوانى في إظهار الباطل بصورته و الله المستعان و الله غالب عـلى أمره و لكنَّ أكثر الناس لا يعـلمون و الحمد لله ربِّ العالمين.
المصدر: الحقيقة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 1 ) انظر كتاب رحلة الدم الذي هـزم السيف و التي تشرح الأعمال الكاملة للدكتور فـتحي الشقاقي ج1 ص 459 ــــ 460

( 2 ) المصدر السابق ج1 ص486

( 3 ) انظر كتاب تعـريف عام بالشيعة الإثنا عـشرية ص 91 للدكتور صالح الرقـب

( 4 ) انظر كتاب بحار الأنوار للمجلسي ج 25 ص 350 ــــ 351

( 5 ) انظر عـقائد الإمامية محمد المظفر دار الزهراء للطباعة و النشر الطبعة الرابعة 1403 ه / 1980م ص 52

( 6 ) انظر الحكومة الإسلامية للهالك الخميني ص 52

( 7 ) انظر منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية ج 3 ص 374

( 8 ) انظر كتاب رحلة الدم الذي هزم السيف ج1 ص 487 ـــ 488

( 9 ) انظـر منهاج السنة النبوية ج1 ص 523

(10) المصدر السابق ج2 ص51 ـــ 52

(11) المصدر السابق ج 8 ص314 ـــ 315

(12) انظر المقالات والفرق ص: 15

(13) انظر مثلاً  الموضوعات لابن الجوزي: 1/338 وما بعـدها و الشوكاني/ الفوائد المجموعة ص 342 وما بعدها و الكتاني/ تنزيه الشريعة: 1/351 وما بعدها

(14) انظر رجال الكشي رقم 210 ص 133

(15) انظر أسد الغـابة لابن الأثير 4/64 و الإصابة لابن حجر 2/506 و الاستيعـاب لابن عـبد البر 2/473

(16) انظر منهاج السنة النبوية: ج 2 ص64

(17) انظر كتاب أصل الشيعة: ص 48

(18) انظر الشيعة في التاريخ ص 39 ــــ 40

(19) انظر منهاج السـنة النبوية  ج 1 ص 34 ــ 35

(20) المصدر السابق ج 3 ص 470 بتصرف

(21) المصدر السابق ج 1 ص 13 بتصرف

(22) اقتبسنا بعـض هذه الردود في الرد على الشبهة الثانية و الثالثة من موقع فيصل نور تحت عنوان نشأة الرافضة و أيضا نشأة الشيعة و جذورها التاريخية بتصرف.

فـتحي الشقاقي و الخميني. حقائق لابد أن تعـرف (الجزء الرابع)

 ( قراءة في كتاب " رحلة الدم الذي هـزم السيف ج1 )
 غزة – محمد الشاعر

إنَّ المسلم الذي ينظر إلى الواقع الأليم بعـين البصيرة  و الإدراك لَيَعْـلَمُ تماما أنَّ النصر لأهل التوحيد و لأمة الإسلام قادم لا محالة و ربما كان ذلك قاب قوسين أو أدنى ، كيف لا و قد ظهرت أماراته و بدأت العـروش تهتز من تحتها دون إذن أصحابها و بدأ شعاع الفجر يلوح من جديد و الذي انتظرناه طويلا حاملا معه بشارات العـزة و التمكين لأمة الإسلام ، خلافة عـلى منهاج النبوة بإذن الله تعالى ، و لكنَّ السؤال الذي طرح نفسه مرارا و لا زال كذلك هل استغلَّ أهل التوحيد فرصة زعـزعة العـروش من مكانها استغلالا جيدا ؟ و هل وُضِعَ هذا الاستغلال ضمن مخطط مدروس قابل للتنفيذ ؟ أم لازلنا ننام عـلى أحلامنا دون أدنى تحرك أو حتى قل دون أدنى تفكير يقودنا إلى التحرك لنصرة دين الله تعالى ؟

إنَّ مما نعـاني منه نحن أهل التوحيد هي قلة الرواحل ، إذ لا تكاد تجد في كل مائة راحلة و ربما زاد عـن هذا العـدد ، و بينما نحن كذلك نشتكي قلة الرواحل نجد بالمقابل ثِقَلَ حجم الهجـمة الشرسة من قبل أعداء الله عـلى المسلمين و هي كبيرة لا تقارن بالنسبة إلى تلك الرواحل ، فالصهيو الصليبي العالمي قد أعـلن العـداء للإسلام و هو مجاهـر به ، و من جهة أخرى نجد الروافض لا يقلون ضراوة و حـقدا عـلى أهل السنة و هم يفوقون إخوانهم من اليهود و الصليبيين في ذلك ، و من جهة ثالثة و هي الأدهى و جود أناس من بني جلدتنا يعـملون لصالح هؤلاء جميعـا ناسين أو متناسين عـقيدة الولاء و البراء ، التي من أجلها تقوم الحروب و تقعد ، و تُسفك الدماء ، و تُبذل المُهَج ، هؤلاء و هم من بني جلدتنا أشد خطرا عـلى أهل التوحـيد من غـيرهم ، فالطواغـيت يعـملون لصالح الصهيو الصليبي العالمي و المتشيعـون من بني جلدتنا يعـملون لصالحي ملالي طهران ، و حال أهل التوحيد بين هؤلاء جميعا كحال الفريسة التي بين فـكي الأسد و لا حـول و لا قـوة إلا بالله تعالى .

و من المؤسف حقا و في ظل هذا الوضع العـصيب عـلى أهل التوحيد و خاصة في قطاع غـزة نجد من لا يأبه بذلك البته و كأنَّه يعـيش في معـزل عـن الأمة هـمه الوحيد أن يعـيش سعـيدا يُغَــرِّدُ لقادته و الذين بدورهم يتحركون بأوامر من إيران ، كيف لا و قد تمَّ كشف زيفهم و ما كتاب رحلة الدم الذي هـزم السيف عـنا ببعـيد و الذي يشرح الأعمال الكاملة للدكتور فـتحي الشقاقي و يُبَيِّنُ مدى تبعـية حركة الجهاد الإسلامي لإيران و لا زلنا نتحدث عـن قسم الكتب و تحديدا كتاب  الخميني الحل الإسلامي و البديل في الفصل الثالث منه الذي بعـنوان أصول الفكر الشيعي حيث يدافع الشقاقي عـن عـقيدة الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية و أنَّ قولهم بالإمامة لا يوجب كفرا و لا فسقا كما أنَّ مُنْكِرَ الإمامة عـند الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية ليس كافرا عـندهم و غـير ذلك من ترهات الرافضة التي طرأت عـلى الشقاقي و قد بذل نفسه دفاعا عـنها و إليك قوله " ... فـمجمل القول بالنسبة للشيعة الاثنى عـشرية الذين يُشَكِّلُونَ سواد الشيعة اليوم أنَّهم يشهدون أنَّ لا إله إلا الله و أنَّه واحد أحد ليس كمثله شيء و أنَّ محمدا رسول الله صلى الله عـليه و سلم جاء بالحق من عـنده و صدَّق المرسلين و يؤمن بجميع أنبياء الله و رسله و بجميع ما جاء به من عـند ربه و يقولون بإمامة عـلي و ولد الأحد عشر و أنَّهم أحق بالإمامة من كل أحد و أنَّهم أفـضل الخلق بعـد رسول الله صلى الله عـليه و سلم و قولهم بالإمامة هذا لا يوجب كفرا و لا فسقا لأنَّ إمامة شخص بعـينه ليست من أصول الإسلام كما يرى أهل السنة . و هم و إن كانوا أوجـبوا إمامة الأئمة الاثنى عـشر لكنَّ منكر هؤلاء الأئمة عـندهم ليس بكافر و لا بخارج عـن الإسلام و تجري عـليه جميع أحكامه . كما يقولون بعـصمة الأئمة الاثنى عـشر و بعـودة المهدي الموجود حيا بين الناس ، و إن أخطئوا في ذلك أو أصابوا فهذا لا يوجب كفرا و لا خروجا عـن الإسلام .. و من أهم ما يؤخذ عـليهم دعـوى القدح في الصحابة الكرام و لكن بعـضهم يبرؤون من الغلاة و يقولون أنَّ احترام أصحاب نبينا من احترام نبينا فـنحن نحترمهم لاحترامه , في حين يقول بعـضهم أنَّ أبا بكر و عـمر و عـثمان ( رضوان الله عـليهم ) قد اغـتصبوا السلطة من الإمام عـلي رضي الله عـنه ، يقول آخرون منهم أنَّ أبا بكر و عـمر و عـثمان اجتهدوا فأخطئوا ... " ( 1 ) 

و هناك أسئلة كثيرة لابد من طرحها هـنا: هل الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية تُّقِـرُّ بشهادة التوحـيد فعلا ؟ فإن كانت كذلك فلماذا يفترون عـلى الله تعالى بتحريفهم للقرآن الكريم عـلى حسب أهوائهم ناهـيك عـن لعـنهم لأبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب رضي الله عـنهما و قد أجمع عـلماء الأمة أنَّ من سـبهما كافر ؟ و هل يشهدون بنبوة رسول الله محمد صلى الله عـليه و آله و سلم حقا ؟ و كيف يكون ذلك و هم يطعـنون في عـرضه بقذفهم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عـنها بالزنا التي برَّأها الله من فوق سبع سموات و ما أحداث الخبيث ياسر الحبيب عـنا ببعـيد ؟ و ما هي الأدلة التي تستدل بها الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية عـلى أنَّ الصحابي عـلي بن أبي طالب ـ رضي الله عـنه ـ و ولده الأحد عـشر أحق بالإمامة بعـد رسول الله صلى الله عـليه و آله و سلم من غـيرهم ؟ و هل هم أفضل الخلق بعـد رسول الله صلى الله عـليه و آله و سلم كما يقولون ؟ ثم ما هي الأدلة التي اعـتمد عـليها الشقاقي في عـدم تكفير الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية لاعـتقادهم بالإمامة ؟  و من قال أنَّ منكر إمامة الاثنى عـشر عـند الرافضة الإمامية ليس بكافر ؟ و الأدهى من ذلك أنَّ الشقاقي لا يوجب الكفر عـلى من اعـتقد العـصمة لنفسه من بعـد النبي صلى الله عـليه و آله و سلم فأين الأدلة التي اعـتمد عـليها أم أنَّ خرافات الرافضة قد طلت عـليه ؟ و هل كان المهدي التي تنتظر الرافضة خروجَه من السرداب منذ مئات السنين  لازال حيا ؟ و من قال أنَّ الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية تحترم الصحب الكرام ـ رضي الله عـنهم ـ و ألسنتهم تعـكف ليلا و نهارا عـلى سبهم و لعـنهم ؟ ثم لماذا يأتي الشقاقي بهذه التهمة النكراء و هي أنَّ أبا بكر الصديق و عـمر بن الخطاب و عـثمان بن عفان ـ رضي الله عـنهم ـ قد اغـتصبوا السلطة من الصحابي عـلي بن أبي طالب ـ رضي الله عـنه ـ و هم من ذلك براء ؟ و بأيِّ حق يسرِد الشقاقي كلام الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية دون الردِّ عـليها أو عـلى الأقل إنكارها أم أنَّ أهوائه ترفض ذلك ؟ و هل الصديق أبو بكر و عـمر بن الخطاب و عـثمان بن عـفان رضي الله عـنهم جميعا كانوا مخطئين في توليتهم خلافة المسلمين قبل عـلي بن أبي طالب رضي الله عـنه ؟ هذه الأسئلة و غـيرها سنجيب عـليها بإذن الله تعالى . 

إنَّ الصحابة رضي الله عـنهم جميعا بريئون من أقوال الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية و مَن شايعهم براءة الرجل المسلم من الكفر و لكنَّ الحقد الدفـين التي تكتنزه الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية و غـيرهم من الطاعـنين في الصحابة جعـلهم كذلك كيف لا و ها هي كـتبهم مليئة بالسموم و الشتم و اللعـن لخير الخلق بعـد رسول الله صلى الله عـليه و آله و سلم ناهـيك عـن عـبادتهم لقبور عـلمائهم و الطواف حولها إضافة إلى ذلك تعـبدهم بلعـنهم للصحب الكرام ـ رضي الله عـنهم ـ و ما أفعال اليهود و النصارى بعـلمائهم عـن هؤلاء ببعـيد ، فهل عـقل أنصار الشقاقي هذا الأمر فَـيَكُفُّوا عـنا شرَّهم من نشر التشيع بين صفوف المسلمين ؟ ، و لكننا لن نبقى مكـتوفي الأيدي أمام هؤلاء الزنادقة و الذي انتشر شرهم في ربوع الأرض ذبحا و تقتيلا و فـتكا بأهل السنة و لا زالت جراحات أهل السنة بالعراق و الأهواز و البحرين و غـيرها من البلدان تنزف دما من فعـل هؤلاء و لا حول و لا قوة إلا بالله تعالى .  

و لذلك وجب عـلينا أنَّ نقف مع كلام الشقاقي هذا وقفة طويلة لِنُبَيِّنَ للمسلمين هذه الدسائس و نردها عـلى أصحابها و ذلك بما يلي: 

الشبهة الأولى: هل الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية يعـملون بشهادة التوحيد فعلا ؟

إنَّ الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية تعـتقد أنَّ القرآن الكريم الذي بين أيدينا محرَّفٌ و قد حدث فيه نقص و زيادة

و قد صرَّح علماؤهم بهذا حيث يقول عالم الرافضة الشيخ المفيد: " ... إنَّ الأخبار قد جاءت مسـتفيضة عـن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عـليه و سلم باختلاف القرآن و ما أحدثه بعـض الظالمين فيه من الحذف و النقصان ... " ( 2 )

و قال الكليني كبيرهم الذي عـلمهم الرفض في كتابه الكافي: " ... إنَّ القرآن الذي جاء به جبرائيل عـليه السلام إلى محمد صلى الله عـليه و سلم سبعة عـشر ألف آية ... "( 3 )

و لقد عَـلِمْنَا عـقيدة الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية في القرآن الكريم ـ الذي هو كلام الله تعالى ـ فقد أنكروا منه الكثير أفبعـد هذا كله هل بقي لهم من التوحيد بشيء ؟ و قد عُـلِمَ من الدِّين بالضرورة أنَّ القرآن الكريم محفوظ من قبل الله تعالى حيث قال: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) [ الحجر9] ، و عُـلم أيضا أنَّ القرآن نزل بتمامه كاملا من غـير نقصان و لا تحريف و الذي يُنكِرُ ما قد عُـلم من الدِّين بالضرورة من غـير جهل به فهو كافر لا محالة ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "... إنَّ الإيمان بوجوب الواجبات الظاهرة المتواترة، وتحريم المحرمات الظاهرة المتواترة هو من أعـظم أصول الإيمان، وقواعد الدِّين، والجاحد لها كافر بالاتفاق ... " ( 4 )   

و إنَّما تحدثنا عـن عـقيدة الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية في القرآن الكريم كمثال فقط عـلى نقض التوحيد عـندهم ناهيك عـن إنكارهم للسنة النبوية الشريفة و القدح في عـرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عـنها و لعـن الصحب الكرام رضي الله عـنهم و الطواف حول قبور عـلمائهم و غـيرها كثير من المعـتقدات الباطلة و التي بدورها تـنسف التوحيد نسفا من صدور أصحابها.

الشبهة الثانية:هل تشهد الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية بنبوة رسول الله محمد صلى الله عـليه و آله و سلم حقا؟ 

لم تكتف الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية من القول بتحريف القرآن فقط بل أنكرت السنة النبوية الصحيحة و أتوا بأقوال منسوبة إلى الأئمة الاثنى عـشر كذبا و زورا و ها هي كتبهم تعجُّ بخرافاتهم و أباطيلهم و لا حول و لا قـوة إلا بالله تعالى ، فعـلى سبيل المثال لا الحصر يقول آل كاشف الغطاء: " ... أما ما يرويه مثل: أبي هـريرة ،و سمرة بن جندب ، و مروان بن الحكم ، و عـمران بن حطان الخارجي ، و عـمرو بن العاص و نظائرهم فليس لهم عـند الإمامية من الاعـتبار مقدار بعـوضة ، و أمرهم أشهر من أن يُذْكر ، كيف و قد صرَّح كثير من عـلماء السنة بمطاعـنهم ، و دلَّ عـلى جائفة جروحهم ... " ( 5 )

فآل كاشف الغـطاء ـ عـليه من الله ما يستحق ـ يُبَيِّنُ أنَّ السنة النبوية لا تزن عـندهم مقدار بعـوضة ،كما و يطعـن في عـدالة الصحب الكرام ـ رضي الله عـنهم ـ و من بينهم أبو هـريرة رضي الله عـنه أكثر الصحابة رواية عـن النبي صلى الله عـليه و آله و سلم و بعد هذا كله هل نجد قيمة للسنة النبوية الشريفة عـند الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية فضلا عـن نبوة رسولنا الكريم صلى الله عـليه و آله و سلم ؟ و كيف يكون ذلك و قد أنكروا كلامه ؟

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "... و مع هذا يَرُدُّونَ ـ أي الشيعة الروافض ـ أحاديث النبي صلى الله عـليه و سلم الثابتة المتواترة عـنه عـند أهل العـلم مثل أحاديث البخاري و مسلم ، و يرون أنَّ شعـر شعـراء الرافضة مثل الحميري ، و كوشيار الديلمي ، و عـمارة اليمني خير من أحاديث البخاري و مسلم ، و قد رأينا في كتبهم من الكذب و الافتراء عـلى النبي صلى الله عـليه و سلم و صحابته و قرابته أكثر مما رأينا من الكذب في كتب أهل الكتاب من التوراة و الإنجيل ... " ( 6 ) (7 )

الشبهة الثالثة: هل الصحابي عـلي بن أبي طالب ـ رضي الله عـنه ـ و ولده الأحد عـشر أحق بالإمامة بعـد رسول الله صلى الله عـليه و آله و سلم من غـيرهم ؟ و ما هي أدلتهم عـلى ذلك ؟

و يزعَـمون أنَّ الصحابي عـلي بن أبي طالب ـ رضي الله عـنه ـ  و ولده الأحد عـشر أحق بالإمامة من أبي بكر الصِّدِّيق و عـمر بن الخطاب و عـثمان بن عـفان ـ رضي الله عـنهم ـ مستدلين عـلى ذلك بآيات من القرآن الكريم و أحاديث من السنة النبوية الشريفة و أيضا بروايات مكذوبة منسوبة زورا و بهتانا إلى الأئمة الاثنى عـشر ـ رحمهم الله تعالى ـ و التي يسـتقونها من كتبهم و لا يسعـنا الرد عـلى جميع هذه الأدلة لكثرتها بل نكتفي بذكر دليلهم من القرآن الكريم و آخر من السنة النبوية الشريفة و أخرى ثالثة من مروياتهم المزعومة و المكذوبة في آن واحد مع ذكر أقوال أهل العلم التي ترد أدلتهم و الله المستعان .

أولا ـ دليل الرافضة من القرآن الكريم عـلى أحقية عـلي بن أبي طالب بالإمامة و تقديمه عـلى أبي بكر الصِّدِّيق و عـمر بن الخطاب و عـثمان بن عـفان رضي الله عـنهم جميعا

تستدل الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية بآية المباهلة و هي من بين الأدلة القرآنية التي يعـتمدون عـليها في إثبات الإمامة لعـليٍّ رضي الله عـنه ، و نزلت هذه الآية في وفد نجران و هي قول الله عـز و جلَّ ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَ أَبْنَاءكُمْ و َنِسَاءنَا و َنِسَاءكُمْ وَ أَنفُسَنَا و أَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) [ آل عمران61 ]

و وجه دلالة الآية عـلى إمامة عـلي بن أبي طالب عـند الطوسي و غـيره من عـلماء الرافضة أنَّها دلَّت عـلى أفضليته من وجهين:

أحدهما: أنَّ موضوع المباهـلة ما كان إلا ليتميز المحق من المبطل و لا يصح أن يفعـل ذلك إلا من هـو مأمون الباطن مقطوع عـلى صحة عـقيدته ، أفضل الناس عـند الله تعالى 

الثاني: أنَّه صلى الله عـليه و آله و سلم جعل عـلي بن أبي طالب مثل نفسه بقوله ( وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ) لأنه أراد بقوله ( أَبْنَاءنَا ) الحسن و الحسين عـليهما السلام ، و بقوله ( نِسَاءنَا ) فاطمة ،و بقوله ( أَنفُسَنَا ) نفسه و نفـس عـليٍّ عـليهما السلام ، و إذا جعـله مثل نفسه وجب أن لا يُدانيه و لا يُقاربه في الفضل أحد ( 8 )

و قد سُمِّيت آية المباهـلة بهذا الاسم ، لأنَّ كل محق يود لو أهلك الله المُبْطِلَ المُناظر له ، و لا سيما إذا كان في ذلك حجة له في بيان حقه و ظهوره ، و كانت المباهـلة بالموت ، لأنَّ الحياة عـندهم عـزيزة عـظيمة ، لما يعـلمون من سوء مآلهم بعد الموت ، و ليس للرافضة الإمامية الاثنى عـشرية أيُّ حجة في استدلالهم بآية المباهـلة عـلى ما يدَّعـونه في موضوع الإمامة و ذلك لعـدة أسباب:

( أ ) أنَّه عـلى كثرة المعاني و المرادفات لكلمة [ نفسي ] التي استدلت بها الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية عـلى دلالة النص في خلافة عـلي بن أبي طالب فإنَّها لا تحمل في طيَّاتها معـنىً حـقيقيا أو مجازيا يدل عـلى الخلافة ، أمَّا كلمة [ نفسي ] عـند أهل السنة فهي تدل عـلى دعـوة النبي صلى الله عـليه و آله و سلم بحضوره بنفسه أو أقاربه في الدِّين أو النسب ، و هذا المعـنى مذكور في اللغة موافقا للدِّين ، قال الزبيدي: قال ابن خالويه: النفس: الأخ ، قال ابن برِّي: و شاهده قوله تعالى: ( فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ ) [ سورة النور:61 ] (9)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه مـنهاج السنة النبوية: " ... وأما قوله ( وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ) فهذا مثل قوله:( لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً ) [ سورة النور:12 ] نزلت في قصة عائشة رضي الله عـنها في الإفك فإن الواحد من المؤمنين من أنفس المؤمنين والمؤمنات ، وكذلك قوله تعالى: ( فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ) [ سورة البقرة : 54 ] أي يقتل بعضكم بعضا ومنه قوله تعالى: ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ْ) [ سورة البقرة :84 ] أي لا يُخرج بعـضكم بعـضا فالمراد بالأنفس الإخوان إمَّا في النسب وإما في الدِّين ... " (10)

و أيضا قوله تعالى: ( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَـزِيزٌ عَـلَيْهِ مَا عَـنِتُّمْ حَرِيصٌ عَـلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )  [ التوبة : 128 ] ، و في هذه الآية حجة بالغة عـلى من يسـتدل بقوله تعالى  ( أَنفُسَنَا ) عـلى معـنى المماثلة و التطابق ، فهذه الآية تتكلم عـن رسول الله و عـن كفار مكة و تقول ( مِنْ أَنفُسِكُمْ ) فمن ذا الذي يقول بأن نفس رسول الله صلى الله عـليه و آله و سلم هي نفس كفار مكة ـ عـياذا بالله تعالى ـ ؟ !! (11)

( ب ) إنَّ قضايا الاعـتقاد الكبرى و مهمات الدِّين و أساسياته العـظمى لابد لإثباتها أن تكون أدلتها من الأدلة القرآنية الصريحة القطعـية الدلالة عـلى المعـنى المطلوب كدلالة قوله تعالى: ( اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) [ البقرة: 255 ] عـلى التوحـيد ، و دلالة قوله تعالى: ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ) [ الفتح: 29 ] عـلى نبوة محمد صلى الله عـليه و آله و سلم ... إلخ و نحن نعـلم يقينا أنَّ الله عـزَّ و جل  لم يدع من شئون المسلمين شيئا إلا بَيَّنَهُ و هذا مصداق قوله عـز و جل: ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ ) [ النحل: 89 ] ، و قد بَيَّنَ الله حكم المحيض لما يترتب عـليه من الأذى حيث قال: ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) [ البقرة: 222 ] فإذا كان حكم المحيض قد بيَّنه الله تعالى لما فـيه من الأذى فهل يُغْـفَلُ ذِكْرُ الإمامة التي ترتَّب عـليها من أذى المسلمين بالفتن و الحروب و التناحـر و الاختلاف لعـشرات السنين في حين لا يُغْـفَلُ ذِكْرُ أذى المحيض ؟! (12)

ثانيا ـ دليل الرافضة من السنة النبوية الشريفة عـلى أحقية عـلي بن أبي طالب بالإمامة و تقديمه عـلى أبي بكر الصِّدِّيق و عـمر بن الخطاب و عـثمان بن عـفان رضي الله عـنهم جميعا

تستدل الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية بحديث استخلاف عـلي رضي الله عـنه عـلى المدينة في تبوك و كان ذلك في شهر رجب سنة تسع من الهجـرة و استعمل رسول الله صلى الله عـليه و آله و سلم عـلى المدينة عـليًا رضي الله عـنه فوجد المنافقون فرصة للتنفيس عـما بداخلهم من حـقد و نفاق ، فأخذوا يتكلمون في عـليٍّ رضي الله عـنه بما يُسيء إليه ، فمن ذلك قولهم ما تركه إلا لثقله عـليه ، و هذا القول منهم في حقه علامة بارزة و واضحة عـلى نفاقهم ، عـند ذلك أدرك عـلي رضي الله عـنه الجيش و أراد الغـزو معهم قائلا يا رسول الله أتخلفني في الصبيان و النساء ، فقال رسول الله صلى الله عـليه و آله و سلم : ( ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، غـير أنَّه لا نبي بعدي ) (13)

و هذا الحديث ليس فيه ما تستدل به الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية عـلى كون أمير المؤمنين عـلي بن أبي طالب رضي الله عـنه خليفة رسول الله صلى الله عـليه و آله و سلم و يكون الرد عـليهم من وجوه:

( أ ) الحديث المذكور له سبب هام لا ينبغي أن يُغْـفَلَ أو أن يُـفْهَمَ الحديث دونه ، فـقد طعـن المنافقون في عـليٍّ رضي الله عـنه فبيَّن رسول الله مكانته و فضله و كذَّب المنافقين .

( ب ) من الثابت أنَّ هارون عـليه السلام كانت وفاته قبل موسى عـليه السلام و الاستدلال بالحديث عـلى إمامة عـليٍّ رضي الله عـنه بعـد رسول الله غـير مطابق و لو أراد رسول الله صلى الله عـليه و آله و سلم النص عـلى عـليٍّ بن أبي طالب رضي الله عـنه لقال له مثلا أنت مني بمنزلة يوشع من موسى ، لأنَّ نبي الله يوشع اُستُخْلِفَ عـلى بني إسرائيل بعد وفاة موسى عـليه السلام و لهذا ليس للحديث إلا معـنىً واحدًا و هي الترضية لعـليٍّ رضي  الله عـنه الذي أحزنه إبقاء الرسول صلى الله عـليه و آله و سلم له في المدينة مستخلفا عـلى الضعفاء و النساء و الأطفال و المتخلفين عـن الغـزوة ، فبيَّن له النبيُّ صلى الله عـليه و آله و سلم أنَّه كما استخلف موسى عـليه السلام أخاه هارون عـليه السلام عـلى قومه و ذهـب إلى الطور للقاء ربه تبارك و تعالى كان استخلافي لك يا   عـلي بن أبي طالب من هذا الباب .

( ج ) هارون عـليه السلام لم يكن وصيًا لموسى عـليه السلام بل نبيا و وزيرا بنص القرآن و قياس حال أمير المؤمنين عـليٍّ رضي الله عـنه بنبي الله هارون عـليه السلام غـير صحيح ، كما أنَّ الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية تعـتبر عـليًا رضي الله عـنه وصيًا و ليس بنبي فهل عـقلوا هذا القياس و وجه المفارقة بين عـليٍّ رضي الله عـنه و هارون عـليه السلام ؟

ثالثا ـ دليل الرافضة من مروياتهم المكذوبة و المنسوبة زورا و بهتانا إلى الأئمة الاثنى عـشر ـ رحمهم الله تعالى ـ عـلى أحقية عـلي بن أبي طالب بالإمامة و تقديمه عـلى أبي بكر الصِّدِّيق و عـمر بن الخطاب و عـثمان بن عـفان رضي الله عـنهم جميعا

إنَّ مرويات الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية كثيرة جدا و لا يسعـنا ذكرها جميعا و لكن نكتفي بذكر دليل واحد فقط و الرد عـليه حيث رووا في كتبهم ما نصه " ... و عـن سلمان الفارسي رضي الله عـنه قال: قال رسول الله صلى الله عـليه و سلم: من فـقد الشمس فـليتمسك بالقمر ، و من فـقد القمر فـليتمسك بالفرقدين ، فإذا فـقدتم الفرقدين فـتمسكوا بالنجوم الزاهـرة بعدي ، فسألته عـن ذلك فقال أنا الشمس و علي القمر ، فإذا فـقدتموني فـتمسكوا به بعدي ، و أما الفرقدان فالحسن و الحسين ، إذا فـقدتم القمر فـتمسكوا بهما ، و أما النجوم الزاهـرة فهم الأئمة التسعة بعدي ، أئمة أبرار ، عـدد أسباط يعـقوب و حواري عـيسى ، قـلت: فسمِّهم لي يا رسول الله ؟ قال أولهم و سيدهم عـلي بن أبي طالب و سبطاه ، و بعدهما زين العابدين ، و بعـده محمد بن عـلي باقر عـلم النَّبيِّين ، و الصادق جعـفـر بن محمد ، و ابنه الكاظم سميّ موسى بن عـمران ، و الذي يُقتل بأرض الغـربة عـلى اسم ابنه محمد ، و الصادقان عـلي و الحسين ، و الحجة القائم المنتظر ... " (14)

و نرد عـلى مثل هـذه الخرافات و الأباطيل من كتبهم و ذلك بما يلي:

( أ ) ذكر ابن أبي الحديد الرافضي في كتابه نهج البلاغة ما يردّ هذه الرواية و ذلك حينما أراد الناس بيعة عـليٍّ رضي الله عـنه بعـد شهادة عـثمان رضي الله عـنه حيث قال" ... و قالوا مُدَّ يدك نبايعـك عـلى خلافـتك فقال: دعوني و التمسوا غـيري و إن تركتموني فأنا كأحدكم و لَعـلِّي أسمعَـكم و أطوعَكم لمن وليتموه أمركم و أنا لكم وزيرا خير لكم مني أميرا ... " (15)

فقد عـلمنا فيما سبق أنَّ الإمامة عـند الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية من أصول الدين و هي من أهم أركان الإسلام الخمسة ، و أنَّ أمر الإمامة منصوص من الله  تعالى لعـلي بن أبي طالب رضي الله عـنه كما يقولون فكيف يتورع عـن فعل ما هو من أصول الدِّين وركن من أركان الإسلام ؟ و كيف يتورع عـن فعـل ما هو واجب الطاعة فـيه لربِّ العالمين الذي جعل الوصاية له بالإمامة ؟ ... " (16)   

( ب ) تستدل الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية عـلى أحقية عـلي بن أبي طالب بالإمامة و تقديمه عـلى أبي بكر الصِّدِّيق و عـمر بن الخطاب و عـثمان بن عـفان رضي الله عـنهم جميعا بحديث " أنا مدينة العـلم و عـلي بابها "

و نرد عـلى دليلهم هذا بما يلي:

1 ـ قال الإمام الألباني رحمه الله تعالى " ... حديث أنا مدينة العـلم و عـلي بابها فــمن أراد العـلم فـليأت الباب ، موضوع رواه العـقيلي في الضعـفاء و ابن عدي في الكامل و الطبراني في الكبير و الحاكم عـن ابن عـباس و رواه ابن عـدي و الحاكم عـن جابر رضي الله عـنه ... " (17)

2 ـ ما قاله الكاتب الرافضي ابن أبي الحديد من أنَّ الشيعة قد وضعـت الأحاديث لتأييد مذهـبها في الإمامة حيث قال " ... إنَّ أصل الأكاذيب في أحاديث الفضائل كان من جهة الشيعة فإنهم وضعـوا في مبدأ الأمر أحاديث مختلفة في صاحبهم ـ يقصد عـلي بن أبي طالب ـ حَمَلَهُمْ عـلى وضعها عـداوة خصومهم ... "  (18)

و لقد شهد شاهد من أهـلها عـلى كذب الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية و بطلان خرافاتهم التي ملئوا بها كتبهم و دسُّوا فـيها سمومهم و لا حول و لا قـوة إلا بالله تعالى .

الشبهة الرابعة: هل مـنكر إمامة الاثنى عـشر عتند الرافضة الإمامية ليس بكافـر ؟    

إنَّ مسألة الإمامة عـند أهل السنة ليست من أصول الدين التي لا يسع المكلف الجهل بها كما قرره جمع من أهل العلم و لكنَّ الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية تعـتقد غـير ذلك فقد روى الكليني بسنده عـن أبي جعـفر قال " ... بني الإسلام عـلى خمس عـلى الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الولاية ، و لم يناد أحد بشيء كما نودي بالولاية ، فاخذ الناس بأربع و تركوا هذا ـ يعـني الولاية ـ ... "  (19)

و يقول يوسف البحراني الرافضي في موسوعـته الحدائق الناضرة في أحكام العـترة الطاهـرة ما نصه " ... و ليت شعـري أي فـرق بين من كفر بالله سبحانه و تعالى و رسوله ، و بين من كفر بالأئمة عـليهم السلام مع ثبوت كون الإمامة من أصول الدين ... " (20)

و يقول المجلسي ثقة الشيعة " ... اعلم أنَّ إطلاق لفظ الشرك و الكفر عـلى من لم يعـتقد إمامة أمير المؤمنين و الأئمة من ولده عـليهم السلام و فضَّل عـليهم غـيرهم ، يدل أنَّهم مخلدون في النار ... " (21) (22)

و ينقل شيخ الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية المفيد اتفاقهم عـلى تكفير منكر إمامة الاثنى عـشر حيث قال "... اتفقت الإمامية عـلى أنَّ من أنكر إمامة أحد من الأئمة و جحد ما أوجـبه الله تعالى له من فـرض الطاعة ، فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار ... " (23)

و بهذا عـلمنا أنَّ الإمامة ركن من أركان الإسلام عـند الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية ، و هي من أصول الدين كما يقولون ، و من أنكر الإمامة عـندهم كان كافرا  و يستحق بذلك الخلود في النار كما يدَّعون ، و بعد هذا كله هل أيقنت حركة الجهاد الإسلامي بطلان كلام الشقاقي فيكفوا شرَّهم عـن أمة الإسلام ، و ينتهوا عـن توزيع هذه الكتب أو تدريسها بين أفرادهم ؟ أم أنَّ الدولار الفارسي قد أعـمى أبصار بعضًا منهم فأحدث عـلى قلوبهم غـشاوة فهم لا يبصرون ؟

الشبهة الخامسة: ما حكم الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية لاعـتقادها بعـصمة الأئمة الاثنى عـشر ؟   

 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى " ... وأما عـصمة الأئمة فلم يقل بها إلا كما قال الإمامية و الإسماعـيلية وناهـيك بقول لم يوافـقهم عـليه إلا الملاحدة المنافقون الذين شيوخهم الكبار أكفر من اليهود والنصارى والمشركين وهذا دأب الرافضة دائما يتجاوزون عـن جماعة المسلمين إلى اليهود والنصارى والمشركين في الأقوال والموالاة والمعاونة والقتال وغـير ذلك ... " (24)

و لذلك تبيَّنَ لنا أنَّ الاعـتقاد بالعـصمة لغـير رسول الله صلى الله عـليه و آله و سلم من البدع الكفرية التي تؤدي بصاحبها إلى الجحيم إن لم يتب منها بينما نجد الشقاقي لم يُبَيِّنْ هـذا الحكم بل اعـتبر أنَّ خطأ الرافضة في ذلك لا يوجب تكفيرها أو عـلى الأقل بدعـتها و هذا دليل واضح عـلى أنَّ الشقاقي لم يعـلم من عـقيدة السلف في الرافضة شيئا ، و لكننا نرد عـلى زعم الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية بما يلي:

 1 ـ لو طُلِبَ من  الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية الذين يدَّعـون عـصمة أئمـتهم أن يأتوا بدليل واحد من القرآن أو السنة النبوية أو عـن الصحابة، أو عـن إجماع الأمة لما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، إذ القرآن الكريم لم يصرح بعـصمة أحد، بل أثبت أن المعـصية من شأن الإنسان، فإنه قد صدرت من آدم الذي هو أبو البشر، وأخبر عـن موسى بأنه قـتل، وعـن يونس أنه ذهـب مغاضباً ، وورد في السنة النبوية ما يشير إلى ذلك في وقائع صدرت من الرسول الكريم صلى الله عـليه و آله وسلم كما قال تعالى: ( عَـفَا اللّهُ عَـنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ ) [التوبة:43]، وما ورد في عـتابه عـن أخذهم الفداء من أُسَارَى معـركة بدر، وغـير ذلك مما هو معـروف في الكتاب والسنة وأقوال علماء الإسلام.

2 ـ روى الكليني في باب التسليم عـلى النساء، عـن عـلي رضي الله عـنه أنه كان يكره التسليم عـلى الشابة منهن, ويقول: " ... أتخوف أن يعجبني صوتها، فيدخل عـلي أكثر مما أطلب من الأجر... " . و لو كان عـلي بن أبي طالب يدَّعي العـصمة لنفسه ـ كما تزعم الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية ـ لما خاف الإثم (25)

3 ـ كان عـلي بن أبي طالب رضي الله عـنه يقول لأصحابه: "... لا تكفوا عـن مقالة بحق، أو مشورة بعـدل فإني لست آمن أن أخطئ ... " .(26)

فإذا كان عـلي بن أبي طالب رضي الله عـنه لا يأمن عـلى نفسه من الخطأ فكيف تَدَّعي الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية العـصمة له و هذا دليل عـلى كذبهم و زيف اعـتقادهم و فساد أقوالهم و هم قـد اعـترفوا بذلك

4 ـ ورووا كذلك أن الحسين بن عـليّ بن أبي طالب  رضي الله عـنهما كان يُبْدِي الكراهية من صُلح أخيه الحسن مع معـاوية ويقول:  " ... لو جز أنفي كان أحب إلي مما فعـله أخي... ". (27) 
ومن المعـلوم أنه إذا خَطَّأَ أحد المَعْـصُومَينِ الآخر ثبت خطأ أحدهما بالضرورة فأين العـصمة للأئمة بعد ذلك؟

5 ـ إنَّ دعـوى عـصمة أحد من الناس  بعد رسول الله صلى الله عـليه و آله و سلم فـيه دعـوى تعارض الطبيعة البشرية المركبة من الشهوات، كما أنه لا يُمْدَحُ الإنسان لكونه معـصوم، بل يُمْدَحُ لأنه يجاهد نفسه عـلى فعل الخير كما أخبر الله بذلك في أكثر من موضع من كتابه الكريم ، ولهذا رتب الله الجزاء عـلى حسب قيام الشخص بما كلفه الله به، وأعطاه القدرة والإرادة ليكون بعد ذلك طائعاً أو عاصياً، فاعلاً أو تاركاً، ولو عـصم الله من المعاصي أحداً –غـير الأنبياء- لما كان للتكليف معـنىً، بل حتى الأنبياء كلفهم الله تعالى ولم يرفع الله عـن أحد التكليف وامتثال أمره ونهيه، ما دام الشخص في كامل عـقله وصحته، ولو لم يكن الإنسان محلاً للطاعة والعـصيان فلماذا كان التكليف إذن ؟  (28)

الشبهة السادسة:  هل المهدي  المنتظر عـندهم لا زال حيا بين الناس منذ مئات السنين ؟

تعـتقد الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية بالمهدي المنتظر و هو محمد بن الحسن العـسكري و هو الإمام الثاني عـشر عـندهم ، و يطلقون عـليه الحجة ، كما يطلقون عـليه القائم ، و يزعـمون أنَّه ولد سنة 255 ه و اختفى في سرداب سنة 265ه و هم ينتظرون خروجه في آخر الزمان لينتقم لهم من أعدائهم و نرد عـلى زعـمهم هذا بما يلي:

1 ـ ثبوت عـدم ولادة هذا المهدي فـقد اقـتضت حكمة الله تعالى أن يموت الحسن العـسكري الإمام الحادي عـشر عـند الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية و ليس له ولد فكانت الفضيحة الكبرى فإذا كان الإمام الحادي عـشر قد مات و لا يوجد من يخلفه في الإمامة فـلماذا يـتعسَّـفون بعد ذلك بوجود الإمام الثاني عـشر ؟ كما أنَّ الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية تعـتقد بعـدم جواز أن تكون الإمامة في الإخوة بعد الحسن والحسين فهل بعد هذا إلا الضلال المبين؟

2 ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " ... إنَّ هذا المعـصوم الذي يدَّعـون أنَّه في وقـت ما قد ولد عـندهم أكثر من أربعـمائة وخمسين سنة ـ هذا بالنسبة لعـصر ابن تيمية رحمه الله تعالى ، أما الآن فقد مضى عـليه ما يزيد عـن ألف و مئة و خمسين عاما ـ فإنه دخل السرداب عـندهم سنة ستين ومائتين ، وله خمس سنين عـند بعـضهم وأقل من ذلك عند آخرين ولم يظهر عـنه شيء مما يفعـله الإمام المعـصوم فأي منفعة للوجود في مثل هذا لو كان موجودا فكيف إذا كان معـدوما ، والذين آمنوا بهذا المعـصوم أي لطف وأي منفعة حصلت لهم به نفسه في دينهم أو دنياهم ... وهذا الذي تدعـيه الرافضة إنما مفـقود عـندهم وإما معـدوم عـند العـقلاء وعـلى التقديرين فلا منفعة لأحد به لا في دين ولا في دنيا ، فمن عـلق دينه بالمجهولات التي لا يعـلم ثبوتها كان ضالا في دينه لأن ما عـلق به دينه لم يعـلم صحته ولم يحصل له به منفعة فهل يفعل مثل هذا إلا جاهل ... " (29)

الشبهة السابعة: هـل غـلاة الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية هم الذين يقدحون في الصحب الكرام دون غـيرهم كما يقول بذلك الشقاقي ؟ أم أنَّ هذا مذهـب كل رافضي دون تـفريق بينهم ؟

تقوم عـقيدة الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية عـلى تكفير الصحابة ـ رضوان الله عـليهم ـ و سـبِّهم و شتمهم بألفاظ و عـبارات كلها بذاءة و إسفاف يترفع عـنها العـقلاء في حق كرام الناس ، فكيف بحق أكرم الناس بعد الأنبياء و هم الصحابة رضوان الله عـليهم و قد كفَّر الروافض جميع أصحاب رسول الله صلى الله عـليه و آله و سلم إلا النادر منهم و ننقل قولهم من كتبهم قديما و حديثا و ذلك بما يلي:

1 ـ ينقل الكشي أحد كبار الرافضة و هو يروي عـن أبي جعـفـر أنَّه قال: " ... كان الناس أهل الردة بعد النبي إلا ثلاثة ، فقلت: و من الثلاثة ؟ فقال:المقداد بن الأسود ، و أبو ذر الغـفاري ، و سلمان الفارسي ... " (30)

2 ـ و ذكر المجلسي عالم الرافضة المعـروف في كتابه حق اليقين أنَّه قال لعـلي بن الحسين مولًى له: " ... لي عـليك حق الخدمة فأخبرني عـن أبي بكر و عـمر ؟ فقال: إنَّهما كانا كافرين ، و الذي يحـبهما فهو كافر أيضا ... "    (31)

3 ـ يقول الهالك الخميني ـ كبيرهم الذي عـلمهم الرفض ـ وهو يستهين بالصحب الكرام لدرجة أنَّه فضَّل شعـب إيران عـليهم حيث قال في وصيته: " ... و أنا أزعم بجرأة أنَّ الشعـب الإيراني بجماهيره الملـيونية في العـصر الراهـن أفضل من أهل الحجاز في عـصر رسول الله ... " (32)

و يقول هذا الخبيث أيضا في سبِّه لخير الأمة بعد نبيِّها صلى الله عـليه و آله و سلم: " ... إنَّنا هـنا لا شأن لنا بالشيخين و ما قاما به من مخالفات للقرآن ، و من تلاعـب بأحكام الإله ، و ما حلَّلَاه و ما حرماه من عـندهما ، و ما مارساه من ظلم ضد فاطمة بنت النبي و ضد أولاده ، و لكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله و الدين ... " (33) (34)

و بعـد كلِّ هذا هل عـلم أنصار الشقاقي و مُحِبِّـيه خطأ و زيف كلام الشقاقي فيما حكاه عـن الرافضة الإمامية الاثنى عـشرية فَـَيكـُفُّوا عـنَّا نشر أباطيلهم الموجودة في كتب الشقاقي و غـيرها ؟ أم أنَّ هذا لا يروق لكثير من قادتهم المتأثرين بلمعان الدولار الفارسي فضلا عـن غـيرهم ؟

نسأل الله سبحانه و تعالى التوفيق و السداد في القول و الفعـل و العـمل و الله المستعان و الله غالب عـلى أمره  و لكنَّ أكثر الناس لا يعتلمون و الحمد لله ربِّ العالمين . 

المصدر: الحقيقة.

   المصادر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ



( 1 ) كتاب رحلة الدم الذي هزم السيف للدكتور فتحي الشقاقي ج 1 ص 493

( 2 ) انظر كتاب أوائل المقالات للرافضي الشيخ المفيد ص 91

( 3 ) انظر آخر كتاب الكافي تحت عنوان فضل القرآن

( 4 ) انظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ج 12 ص 497

( 5 ) أصل الشيعة و أصولها ، تحقيق علاء آل جعفر , طباعة مؤسسة الإمام علي عليه السلام ص236

( 6 ) انظر مجموع الفتاوى لابن تيمية رحمه الله تعالى ج 28 ص 481 ـ 482  

( 7 ) انظر كتاب تعريف عام بالشيعة الاثنى عشرية للدكتور صالح الرقب ص 54ـ57 بتصرف

( 8 ) تفسير البيان للطوسي ج 3 ص 485

( 9 ) تاج العروس من جواهر القاموس لمحمد مرتضى الزبيدي ج 16 ص 570

(10) منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ج 4 ص 33 ـ 34

(11) انظر كتاب ثم أبصرت الحقيقة لمحمد سالم الخضر ص 188

(12) انظر كتاب الإمامة و النص لفيصل نور ص 371 و كذلك كتاب أسمى المطالب في سيرة علي بن أبي طالب للدكتور علي محمد محمد الصَّلاَّبيِّ ص 759 بتصرف

(13) صحيح البخاري رقم الحديث 2404

(14) نقلا عن كتاب الإمامة و النص لصاحبه فيصل نور ص 27 و الذي بدوره نقل هذه الرواية و غيرها من كتب الرافضة

(15) انظر نهج البلاغة شرح الشيخ محمد عبده ج 1 ص 183

(16) انظر كتاب بطلان عقائد الشيعة لصاحبه محمد عبد الستار التونسوي ص 26 بتصرف

(17) ضعيف الجامع الصغير ج2 ص 13 رقم 1416

(18) شرح نهج البلاغة ج 11 ص 48 ، 50

(19) انظر كتاب أصول الكافي ج 2 ص 18 رقم 3 

(20) انظر الحدائق الناضرة ج 18 ص 153

(21) بحار الأنوار ج 23 ص 390

(22) استقينا هذه الأدلة من كتاب أسمى المطالب في سيرة علي بن أبي طالب للدكتور علي محمد محمد الصَّلاَّبيِّ ص 716 ـ 717 بتصرف بسيط

(23) انظر المسائل للمفيد ، و قد نقل ذلك عنه المجلسي في البحار ج 8 ص 366

(24) انظر منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ج 3 ص 374

(25) أصول الكافي ج 2 ص 473

(26) انظر مختصر التحفة الاثنى عشرية ص 121

(27) نفس المصدر السابق

(28) انظر موقع الدرر السنية موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام  الباب الثامن: الشيعة  ، الفصل الواحد والعشرون: الآراء الاعتقادية للشيعة الرافضة الاثنى عشرية ، المبحث الثاني: الخلافة والإمامة عند الرافضة الاثني العشرية ، المطلب الخامس: إبطال ما ادعته الشيعة من عصمة أئمتهم .

(29) منهاج السنة لابن تيمية ج 8 ص 261 ـ 268 بتصرف بسيط

(30) رجال الكشي ص 12 ، 13

(31) كتاب حق اليقين ص 522

(32) الوصية السياسية ص23

(33) كشف الأسرار للخميني ص 126 ـ 127  

(34) انظر كتاب تعريف عام بالشيعة الاثنى عشرية للدكتور صالح الرقب ص 61 ـ 62 ، 83 ـ 84

(35) غالب الأدلة  التي ذكرناها في الرد على هذه الشبه استقيناها من كتاب أسمى المطالب في سيرة علي بن أبي طالب للدكتور علي محمد محمد الصَّلاَّبيِّ بتصرف