السبت، 10 سبتمبر 2011

مناصرة شريعة الله فى البرلمان : تجربة من الواقع





" لم أكن أظن أن ما قضى الله به في كتابه وعلى لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - يحتاج إلى موافقة عباد الله، ولكنني فوجئت أن قول الرب الأعلى يظل في المصحف - له قداسته في قلوبنا - إلى أن يوافق عباد الله في البرلمان على تصيير كلام الله قانوناً.

 وإذا اختلف قرار عباد الله في البرلمان عن حكم الله في القرآن فإن قرار عباد الله يصير قانوناً معمولاً به في السلطة القضائية مكفولاً تنفيذه من قبل السلطة التنفيذية؛ ولو عارض القرآن والسنة. والدليل على ذلك أن الله حرم الخمر، وأباحها البرلمان. وأن الله أمر بإقامة الحدود، وأهدرها البرلمان.

 والنتيجة على ضوء هذه الأمثلة أن ما قرره البرلمان صار قانوناً رغم مخالفته للإسلام ". هذه الكلمات هي خلاصة ما انتهى إليه أحد علماء الإسلام بعد أن قضى ثماني سنوات كنائب في البرلمان. وكان ذلك النائب العالِم قد أحس بضرورة الخطابة على المنابر، والكتابة في الصحف، بعد طول معايشته لتلك الأساليب، ازداد إيماناً بجدواها لكنه شعر أنها وحدها لا تحدث تغييراً في القوانين، ولا تأثيراً مستمراً في السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، فرشح نفسه لعضوية البرلمان بحثاً عن أسلوب جديد لإعلاء كلمة الله - تعالى -بتطبيق الشريعة الإسلامية، إنقاذاً للعباد من الضلالة وتخليصاً لهم من الأباطيل ودفعاً بهم إلى رحاب الإسلام.

 فاز العالِمِ بعضوية البرلمان تحت شعار " أعطني صوتك لنصلح الدنيا بالدين " وأعطاه الناس أصواتهم ثقة فيه رغم كل وسائل التزييف والتزوير في الانتخابات. واستمر النائب في عضوية البرلمان دورتين متتاليتين ثم قال بعدها: " إنه عَزَّ على البيان الإسلامي أن يجد صداه المنطقي في هاتين الدورتين ". ذهب النائب العالِِِِِِمِِِ يوماً إلى واحدة من مديريات الأمن لقضاء مصالح مواطنيه ففوجئ في مكتب الآداب بحوالي ثلاثين امرأة يجلسن على البلاط فسأل قائلاً: ما ذنب هؤلاء؟ فقال له المسئول: إنهن الساقطات! فسأل وأين الساقطون؟ إنها جريمة لا تتم إلا بين زان وزانية. فأخبره المسئول بأن الزاني عندهم هو مجرد شاهد بأنه قد ارتكب الزنا مع هذه وأعطاها على ذلك أجراً فهي تحاكم ليس لأنها ارتكبت الزنا ولكن لأنها تقاضت الأجر. فتحول المّقُرُّ والمعترف بأنه زان إلى شاهد عليها ولا يلتفت القانون إلى إقراره واعترافه بالزنا. غضب النائب العالِِم غضبة لله، فقال له المسئول ببساطة: (نحن ننفذ قانوناً أنتم أقررتموه في البرلمان ).

 أدرك النائب العالِِم أنه مهما كثرت الجماهير المنادية بتطبيق الشريعة، ومهما ساندها كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فإن الآمال في تطبيق الشريعة لا يمكن أن تتحقق إلا عن طريق البرلمان الذين يسمونه (السلطة التشريعية)، ولأن السلطة القضائية لا تحكم إلا بالقوانين التي تصدر عن البرلمان، وأن السلطة التنفيذية لا تتحرك لحماية القرآن والسنة، ولا لحماية الإسلام إلا بمقدار ما أقره البرلمان من هذه الجوانب المقدسة، اعتقد النائب العالم بأن الوصول إلى هذه الغاية ممكن إذا علم نواب البرلمان أن هذا هو قول الله، وقول رسوله، وحكم الإسلام ليقروه.

 انطلق النائب العالِِم فقدم مشروع قانون لإقامة الحدود الشرعية، ومشروع قانون لتحريم الربا مع اقتراح الحل البديل، مشروع قانون لتطويع وسائل الإعلام لأحكام الله، ومشروع قانون لرعاية حرمة شهر رمضان، وعدم الجهر بالفطر في نهاره، ومشروع قانون لتنقية الشواطئ من العربدة، والعديد من المشاريع الإسلامية الأخرى. ووقع معه على مشاريع هذه القوانين عدد كبير من أعضاء البرلمان.

 وذهب النائب العالِِم لأداء العمرة، واصطحب معه بعض أعضاء البرلمان، وعند الحجر الأسود عاهدوا الله جميعاً على مناصرة شريعة الله في البرلمان، ثم ركبوا الطائرة إلى المدينة المنورة، ثم تعاهدوا في رحاب المسجد النبوي على رفع أصواتهم لنصرة شرع الله لا لنصرة انتماءاتهم الحزبية. حمّل النائب العالِِِِِِِِِِِِِِِِم السلطات الثلاث في الدولة مسؤولية إقرار المحرمات ومخالفة الشريعة، وتوعد وزير العدل آنذاك بأنه سيستجوبه بعد بضعة شهور إذا هو لم يقدم ما تم إنجازه من قوانين تطبيق الشريعة الإسلامية.

 ولم يقدم الوزير ما طلبه منه النائب فوجه إليه النائب استجواباً - والاستجواب في عرف البرلمانات ملزم للمستجوب بالرد عليه ما لم تسقط عضوية الوزير أو يخرج الوزير المستجوب من الوزارة - وأصر النائب على استجواب الوزير ووقفت الحكومة خلف وزيرها، وأصرت على إسقاط الاستجواب، ولما اشتد إصرار النائب على الاستجواب أحدثت الحكومة تعديلاً وزارياً لم يخرج منه إلا وزير العدل، أي أن الوزير أخرج من الوزارة ليسقط الاستجواب، وتكرر هذا العمل حتى أصبح قاعدة من قواعد التعامل مع البرلمان.

 لجأ النائب العالِم مرة ثانية إلى أعضاء البرلمان وقال لهم: إن مشاريع القوانين الإسلامية وضعت في أدراج اللجان، وقد عاهدتم الله في الحرمين على أن تكون أصواتكم لله ورسوله، وطالب بتوقيعهم على المطالبة بالتطبيق الفوري للشريعة الإسلامية فاستجابوا، ووقعوا على ما طالبهم به ووضع النائب العالم هذه الوثيقة في أمانة البرلمان، وطالب باسم النواب جميعاً النظر في قوانين شرع الله.
 فقام رئيس البرلمان وطالب باسم النواب جميعاً النظر في قوانين شرع الله. وقال للنواب: إن الحكومة لا تقل عنكم حماسة للإسلام، ولكننا نطلب منكم فرصة للمواء مات السياسية، فصفق له النواب الموقعون، المتعاهدون في الحرمين على العمل على تطبيق شريعة الله، ووافقوا على طلبه، فضاعت المطالبة بالتطبيق الفوري للشريعة وانتصرت الحكومة.

 غلب اليأس النائب العالِم لعدم جدوى محاولاته في سبيل تطبيق الشريعة مع أعضاء يناديهم فيستجيبون ثم يعدلون، ثم فوجئ يوماً باقتراح من رئيس البرلمان للموافقة على تكوين لجنة عامة لقوننة الشريعة الإسلامية، وتبين حقيقة الأمر فوجد أن قرار الحكومة المفاجئ هذا لم يكن إلا تغطية لفضيحة كبرى مست كرامة البلاد. ولم تتخذ الحكومة قراراً لصالح الإسلام. ورحب النائب بالفكرة رغم فهمه لأبعادها، واجتمعت اللجنة لكن النائب العالم أحس عدم جدية الدولة في تطبيق شرع الله لأنها إذا أرادت إرضاء الله فهناك أمور لا تحتاج إلى إجراءات. فإغلاق مصانع الخمور يمكن أن يكون بجرة قلم. وإغلاق الحانات يمكن أن يتم بجرة قلم.

 كانت هناك مظاهر تدل على ما في الأعماق حقيقة، تضافرت كلها لتترك في نفس النائب العالم انطباعاً - يشكل في حد ذاته قاعدة من قواعد التعامل مع البرلمانات - مؤداه: أن شرع الله لن يتحقق أبداً على أيدي هؤلاء.
 فوجئ الناس وفوجئ النائب العالِم بحل البرلمان بعد أن كان هو رئيساً للجنة مرافعات تطبيق الشريعة الإسلامية، وظل يوالي مع اللجنة عملية الدراسة والتقنين عبر ثلاثين اجتماعاً. وفي غيبة البرلمان صدر قرار خطير في مسألة تمس حياة الناس الشخصية. فوقف النائب العالم ضد هذا القرار لأنه مخالف للإسلام والدستور، ولكن القاعدة تقول: أن البرلمان كله يمكن أن يحل بقرار إذا أرادت الدولة فرض أمر على الناس حتى ولو كان مخالفاً للإسلام.

 أما أهم قاعدة يستند إليها البرلمان فقد لخصها النائب العالم بقوله: " إنه مهما أوتيت من حجج ومهما استند موقفي إلى الكتاب والسنة فإن من عيوب البرلمان ومسؤوليته الفادحة أن الديموقراطية تجعل القرار ملكاً للغالبية المطلقة بإطلاق وبلا قيد ولا شروط ولو خالف الإسلام ".

 أحس النائب العالِم بأن زحفاً من التضييق عليه يشتد من جانب الحكومة، ومن رئيس البرلمان، ومن حزب الغالبية؛ افتعلت رئاسة البرلمان ثورات ضده، واتهمته بأنه يعطل أعمال اللجان. ولكنه استمر في بذل جهوده. فقدم العديد من الأسئلة التي لم تدرج في جداول الأعمال، وقام بالعديد من طلبات الإحالة فوجدها قد دفنت ولم تقم لها قائمة، ثم عاد إلى استخدام سلاح الاستجواب الذي لا يمكن رده. فاستجوب وزراء الحكومة عن ضرب الدولة للقضاء الشرعي والأوقاف، والمعاهد الدينية، ومكاتب تحفيظ القرآن الكريم، وعن ضربها لمناهج التعليم في الجامعات الدينية بحجة تطويرها، وعن ضربها للمساجد بإصدارها قانوناً لا يسمح لأحد حتى ولو كان من (المشايخ) أن يدخل دور العبادة، وأن يقول ولو على سبيل النصيحة الدينية قولاً يعارض به قراراً إدارياً أو قانوناً مستقراً؛ ومن فعل ذلك حبس وغرم، فإن قاوم ضوعفت الغرامة وسجن. قدم النائب العالِم استجواباً إلى وزير السياحة لأن طلاباً في المدارس الفندقية أرغموا على تذوق الخمور فرفضوا ففصلوا، وقدم استجواباً آخر إلى وزير الإعلام بغية تطهير وسائل الإعلام من العربدة التي تعصف بالقيم والأخلاق ومقدسات البلاد، واستجواباً ثالثاً إلى وزير النقل والمواصلات عن صور القصور والتقصير بهذه المرافق، وشعر النائب العالم أنه يقدم الاستجواب تلو &;;#1575;لاستجواب إلى بالوعات، فوقف في البرلمان يحاسب رئيسه ويتهمه بالخروج على لائحة البرلمان، فأمر رئيس البرلمان في لعبة مثيرة بإدراج الاستجوابات الثلاثة في جلسة واحدة مع أن كل استجواب يحتاج إلى أيام، ثم دعا الهيئة البرلمانية لحزب الأغلبية لتحبط هذه الاستجوابات، ونودي على وزير السياحة فتدخلت الحكومة التي اعترضت على إدراج هذا الاستجواب في جدول الأعمال لأن فيه كلمة نابية هي بالضبط (اتهام صاحب الاستجواب الوزير بأنه جافى الحقيقة أثناء رده على السؤال) ثم طرح الموقف على نواب البرلمان فقرروا إحباط الاستجواب وعطلوا ما يسمى بالحق الدستوري للنائب في محاسبة الدولة، ثم نودي على الاستجواب الثاني المقدم لوزير الإعلام، وكما انتصر النواب للخمر، انتصروا للرقص رغم أنهم عاهدوا الله على النصرة لشريعته، ثم نودي على وزير النقل لكن النواب رأوا أن محاسبة الوزير تتلاقى مع أهوائهم، فقام النائب العالم إلى المنصة وقال لنواب البرلمان: " يا حضرات النواب المحترمين لست عابد منصب ولست حريصاً على كرسي لذاته، ولقد كان شعاري مع أهل دائرتي " أعطني صوتك لنصلح الدنيا بالدين " وكنت أظن أنه يكفي لإدراك هذه الغاية أن تقدم مشروعات القوانين الإسلامية لكنه تراءى لي أن مجلسنا هذا لا يرى لله حكماً إلا من خلال الأهواء الحزبية، وهيهات أن تسمح بأن تكون كلمة الله هي العليا.. لقد وجدت طريقي بينكم إلى هذه الغاية مسدوداً، لذلك أعلن استقالتي من البرلمان غير آسف على عضويته " وانصرف النائب العالم إلى داره في أبريل 1981 ورفعت الجلسة.

 رحل النائب العالِم ( الشيخ صلاح أبواسماعيل) عن البرلمان، ثم رحل عن هذه الدنيا كلها بعد ذلك بعدة سنوات، وبقي البرلمان يقضي ويشرع وينفذ بغير ما أنزل الله.

 ------------------
د. أحمد إبراهيم خضر

 دكتوراة فى علم الإجتماع العسكري
 عضو هيئة التدريس السابق بجامعات القاهرة،والأزهر،وأمدرمان الإسلامية،
 والملك عبد العزيز


دماء المسلمين تراق على أعتاب سفارة بني يهود في أرض الكنانة




يوم الخميس 17 آب 2011 قتل الجنود "الإسرائيليون" ثلاثة، وقيل خمسة، جنود مصريين داخل الأراضي المصرية بالقرب من الحدود مع فلسطين المحتلة،
وكان مصدر عسكرى مصري قد أعلن يوم الجمعة، اليوم التالي لعملية القتل، أن مصر تقدمت باحتجاج رسمى لإسرائيل، وطالبتها بسرعة إجراء تحقيق عاجل للوقوف على الأسباب والملابسلت التى أدت إلى مقتل ثلاثة جنود مصريين وإصابة أربعة آخرين داخل الحدود المصرية.

وأكد المصدر لوكالة "رويترز" أن مصر لن تتهاون مع أي جهة تحاول اختراق الحدود المصرية، مهما كانت الأسباب.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر عسكرى قوله إن 3 جنود من الأمن المركزي قد قتلوا مساء اليوم وأصيب أربعة آخرون أثناء قيام طائرة إسرائيلية بتعقب متسللين على الشريط الحدودي.

 وقال مصدر إن القتلى والمصابين نقلوا إلى مستشفى العريش العام بمدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء.



وقد أشيع أن شيمون بيريز قدّم  اعتذارًا لمصر عن أحداث سيناء الأخيرة التي قتل فيها عدد من الجنود المصريين، كما أعرب عن تعازيه لأسر الضحايا والشعب المصري.
ورأى بيريز أنه لا يوجد أي تعمد من جانب "إسرائيل" للقيام بهذه العملية، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" حريصة على العلاقات مع مصر.
وقال الرئيس في اتصال هاتفي مساء الأحد مع السفير المصري في تل أبيب "ياسر رضا": "إن الحرص الإسرئيلي على العلاقة مع مصر محل إجماع شعبي قبل الرسمي، وأن هناك حرصا على عدم خدش هذه العلاقة".
وأضاف أنه لا يوجد على مستوى رجل الشارع "الإسرائيلي" أي رغبة ونية للاضرار بمصر، وأن ما حدث كان بمحض الخطأ، وهو ما ستكشف عنه التحقيقات الجارية.
وكرر بيريز أسفه عن الحادث مرة أخرى خلال الاتصال الهاتفي معربا عن أمله في سرعة احتواء آثار هذا الحادث وعدم خروج الأمور عن السيطرة.
ووصف العلاقة بين مصر و"إسرائيل" بأنها ليست علاقة ثنائية فقط ولكنها ركيزة لاستقرار المنطقة.
وأعرب عن أمله في أن تكون سيناء دائما واحة للسلام والاستقرار، وأبدى استعداده للتعاون مع مصر في تحقيق ذلك دون أي تدخل في الشأن الداخلي المصري.

قتلوا جنودنا ونأكل طعامهم ونشاركهم موائده:

دبلوماسي مصري على مائدة بيريز:
في غضون ذلك، حضر القائم بأعمال السفير المصري في "إسرائيل"، مصطفى الكوني، حفل الإفطار الرمضاني، الذي أقامه الرئيس "الإسرائيلي"، شيمون بيريز، مع بعض القيادات العربية داخل "إسرائيل"، في منزله في القدس، الأحد.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» التي أوردت النبأ في أخبارها العاجلة إن الرئيس "الإسرائيلي" قال للكوني إن «إسرائيل تكن احتراماً كبيراً للشعب المصري».

لم يعتذروا:

اسرائيل لم تعتذر لمصر عن اقدام قواتها على قتل خمسة جنود مصريين، وانما عبرت عن أسفها، وهناك فرق شاسع بين الاعتذار والتعبير عن الاسف


ولأن الشعب المصري يرفض الوجود اليهودي في مصر، على عكس المجلس العسكري والأحزاب الأليفة، فقد أقدم الشباب المصري يوم الجمعة 10/9/2001م على تحطيم السور العازل الذي تم بناؤه لحماية سفارة بني يهود، ودخل بعض الشباب الى أجزاء من السفارة وهم ينادون بطرد السفير وإغلاق السفارة

فماذا كانت النتيجة؟

كانت النتيجة مقتل ثلاثة مصريين على الأقل وسقوط أكثر من ألف جريح مصري!!

اذن، المعادلة تكون كالتالي:
حين يقتلنا بنو يهود نطالبهم بـــ إعتذار.... ولا يعتذروا.
وعندما يطلب الشعب اغلاق سفارتهم وطرد سفيرهم يُقتلون على أيدي الجنود المصريين – الأمن المركزي- الذين ثار الشعب لأجلهم وبسبب سقوط قتلى منهم على يد بني يهود!!

قمة المهزلة!!
وقمة التواطوء والتآمر على الشعب المصري يمارسها سادة مصر الجدد – القدماء –حفاظاً ودفاعاً عن سفارة وسفير!!
متى سنفهم أن نظام الطاغية مبارك لا يزال قائماً؟
متى سنعي أن المجلس العسكري يتكون من أزلام مبارك وزبانيته؟
متى سندرك أنه في عقلية هؤلاء وثقافتهم الدم المسلم، الدم المصري أرخص بمئات المرات من تلويح بالتهديد لوجود بني يهود على أرض الكنانة؟

العشى السياسي






 أصل كلمة العشى أو العشاوة من حيث المعنى: هو خلل يحصل لمستقبلات الضوء في شبكية العين، ومظهر
هذا الخلل حصول مشاكل في الرؤية الليلية، بحيث يتقلص النظر الجانبي عند المصاب فيصبح ويكأنه ينظر إلى الأشياء من خلال
 أنبوب دقيق، ومن أسبابه المعروفة: سبب وراثي، ونقص في بعض أنواع
الفيتامينات الضرورية للبصر.

وأريد هنا أن أستعير هذه الكلمة وألحقُها بكلمة أخرى غير " الليلي"، لتصبح " العشى السياسي"
ذلك أن كلمة الليلي والسياسي يشتركان بإصابتهما بمرض العشى أو العشاوة.

إذ يصاب " السياسي" بخلل في مستقبلات المعلومات عنده في دماغه، لتؤثر بالتالي على المعلومات الراجعة عنده،
 فتؤثر الأخيرة بدورها على فهم الواقع والتعامل معه.

فكما أنه في حالة العشاوة يصبح المصاب فيها غير قادر على التمييز بين الأشياء والألوان، وغير قادر
بالتالي على الحكم على ما تشاهده عينه " المصابة بالخلل" فتكون مخرجاتُ العملية " المريضة " هذه
سوءٌ في الفهم يتبعه سوءٌ في التصرف والتعامل مع ما يراه، أو ما يظن أنه يراه!

كذلك فإن العشاوة السياسية تظهر على شكل خلل في المعلومات الواردة إلى دماغ السياسي المصاب،
وتلقائياً يتأثر الدماغ بهذه المعلومات المغلوطة ويبني عليها حُكماً على شكل معلومات راجعة تكون هي
كذلك من جنس المعلومات الواردة إلى دماغه...مريضة وفي خلل فادح.

الساسة في الكيانات السياسية الزائفة في عالمنا الإسلامي تعاني من هذا المرض، فتظن أن سياستها
التي تطبقها على الناس، وصورة المواطن " السعيد " – خوفاً من الحاكم وزبانيته – تنعكس في أدمغتهم
ظانين أن المواطن بالفعل راضٍ عنهم وعن سياستهم، في حين أنه يعاني الأمرّين لكن لا يجرؤ على
إظهار امتعاضه أو رفضه أو اعتراضه خوفاً من السجن والتعذيب والملاحقة في النفس والأرزاق!
في حين أنه قد يكون – وأقول قد – هناك نوع من الراحة يشعر بها المواطن في جزئيات من جزئيات
الحكم والسلطان والقوانين المعمول بها.

لكن ذاك المثال لا ينطبق بحال على فلسطين وأهل فلسطين و " ساستها"
ذلك أنه لا يوجد فيها كيان
ولا يوجد فيها سلطان – حتى ولو كان زائفاً-
ولا يوجد فيها ساسة ولا سياسيون
إذ إن من متطلبات وجود ساسة وحكام أن يكون لهم كيان يمارسون فيه سياستهم
وحكمهم.

العشاوة السياسية في فلسطين سببها ليس حصول خلل في أدمغة من يدّعون أنهم ساسة في ظل احتلال
بني يهود، بل السبب هو عدم وجود الأدمغة عند من يدّعون أنهم ساسة ابتداءً !

كيف ذلك؟
كون ذلك بسبب أنه لا توجد عندهم معلومات راجعة ليحكموا عليها، ولا صورة زائفة خادعة ليبنوا
عليها حُكماً أو قانونا، فهم يعيشون في فراغ مع أنفسهم ظانين أنهم ساسة وحُكّام.

إذ أن أدنى معاني السياسة غائبة عنهم وهم عنها غائبون
وأن معاني الحكم والسلطان لا علاقة لهم بها ويظنون أن لهم كلّ العلاقة بها.

وعلى خلاف الدماغ والعين والشبكية التي تستقبل انعكاسات الضوء عليها
لتذهب بها إلى الدماغ ليحكم عليها ومن ثمّ يتم اتخاذ الإجراء المناسب تجاهها.

أقول، على خلاف ذلك، فإن أدمغتهم قطع عنها أي اتصال بواقع الناس، وتمّ تزويدهم بآلية نقلٍ للمعلومات
لا تمتّ للواقع بصلة، غير أنه تتم نقل المعلومات إلى أدمغتهم، فكيف تُنقلُ ومن ينقلها؟

لكي نجيب على هذا السؤال نبحث عن آلية نقل المعلومات إلى أدمغة " ساسة فلسطين" وما/من ينقلها،
فنجد أنه – ولقصور أدمغتهم وعدم صلاحيتها للفهم والربط – فقد استُعيض عنها بمبعوث أمريكي
كان سابقاً يسمى دايتون، وهو اليوم بمسمى جونز
جونز هذا هو البديل عن انعكاس الصورة أو الضوء على الشبكية ومن ثمّ إلى الدماغ
فلكي يريح ساسة فلسطين المتعبين من التبعية، المنهمكين في العمالة، ولا وقت عندهم
للتفكير، فقد أخذ المبعوث الأمريكي على عاتقه مسؤولية نقل الصورة التي يريد أن
يراها ساسة فلسطين.
وماذا عن جمع المعلومات وتحليلها؟
ولكي يتم جمع المعلومات وتحليلها في " أدمغة " السادة الساسة المحترمين، فقد أجلسوا معهم
في غرفة عمليات " الفهم والاستيعاب" جيراناً لهم هم أولى الناس بمساعدتهم، أو بمعنى
أدق إرشادهم وتوجيههم، وهؤلاء الجيران – الخلايا العصبية – هم بنو يهود أقرب الناس لهم
مودة وأنفعهم لهم من دون الناس.

فأصبحت آلية العشاوة ، أو العشى السياسي عند ساسة فلسطين مكتملة:
فأصبحت معلوماتهم التي تنعكس على أدمغتهم هي ما يريد مبعوث أمريكا لها أن تنعكس
وأصبح ما تراه أعينهم التي أصابها الخلل هي ما يريده هو منها أن تراه
وأصبحت عملية جمع وتحليل المعلومات بيد أوليائهم من دون المسلمين، بني يهود
وأصبحت قراراتهم المبنية على تلك المعلومات والتحليلات تنسجم تمام الانسجام
مع ما يوافق مصلحة أمريكا الممثلة بمندوبها، ومصلحة المساكين بني يهود!

فمن العدو ومن الصديق في عيني من أصابته العشاوة من بني جلدتنا ساسة فلسطين؟
أصبح العدو هم المسلمون الذين يقولون لا اله إلا الله محمد رسول الله
لأن " لا اله إلا الله محمد رسول الله" لا توجد معلومات سابقة عنها في أدمغة ساسة فلسطين
إلا أنها معلومات مزعجةٌ أصحابها أعداءٌ تنفر منها قلوبهم وعقولهم وتجعلهم يستنفرون
قواتهم وكأنهم في حالة حرب مع من ينطقون بها.
ومن صديقهم؟
هو من أخلص النية " للسلام " و " للمحبة " و " للتعايش " و " الانسجام" مع بني
يهود ووالاهم ولم يحدثه قلبه بمعاداتهم.
أما أن من أسبابها الوراثة:
فهي من باب أن الموروث الحضاري والعقدي عند ساسة فلسطين مستوحىً من فضاء
لا علاقة له بشرع الله، بنيت عليه " مورثاتهم الجينية " فأصبحوا- مثل خلايا الدم
المسئولة عن المناعة وأصابتها طفرة – يحاربون خلايا جسدهم بدل أن يحاربوا عدوهم.

والحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرا من الناس.



حزب التحرير وسياسية رفض "التعامي" عن الحقائق




 منذ أن هيّأ الله تعالى لحزب التحرير أن يحمل مسؤولية إعادة مجد وعزّ المسلمين، وهو يعمل جاداً مصراً وعازماً على أن يعيد ثقة المسلمين بدينهم وعقيدتهم وأحكام ربّهم.
ومنذ اليوم الأول الذي بزغ فيه فجرُه، وضع نصب عينيه هدفاً واحداً واضحاً لا يزيغ عنه وهو: إعادة الحكم بما أنزل الله تبارك وتعالى. واتخذ لنفسه طريقة ليست من بنات خياله، وإنما طريقة شرّعها شرع ربنا ليصل إلى غايته تلك، ألا وهي: إقامة دولة الإسلام، تلك الدولة التي لم يختلف عالم ولا فقيه معتبر على أنها فرض من عند الله تعالى، وإن اختُلف في طريقة الوصول إليها، وثابت بالدليل أن طريقة الوصول إليها هي ذات الطريقة التي انتهجها المبلّغُ عن ربه، محمد صلوات ربي وسلامه عليه.
فكانت هذه الطريق راجحة بالدليل وغيرها مرجوح.
ومهما كانت الصعوبات أمام هذه الغاية العظيمة، والعقبات في طريق الوصول إليها، فإن ذلك كلّه لا يغير من الحقيقة الشرعية، من حيث وجوبها وشرعية طريق الوصول إليها، شيئاً.

ولا اعتبار لخصوصية بلد إسلامي عن آخر، فكلّ بلاد المسلمين تخضع لهذه المعادلة، لسبب واحد: وهو أنها كلّها يغيب عنها شرع الله تعالى.
وشرع الله تبارك في علاه لا يتقسّمُ ولا يتجزّأ، فلا يقال أنه مطبق هنا بنسبة كذا، وهناك بنسبة كذا!
فهو: إما أن يكون مطبّقاً كما أمر الله ورسوله الكريم، أو لا يكون.
أقول ما قلتُ لنخرج من "فرية" أن هناك دولاً إسلامية تحكم بشرع الله، فتلك الدول لا وجود لها في يومنا هذا منذ أن هُدمت دولة الخلافة.

كما أنه لا وجود في دين الله لتقسيمات فرضها " سايكس" ولا "بيكو" ولا من حذا حذوهما من راسمي الحدود بين بلاد المسلمين، الذين أعملوا مبضعهم في جسدها لتمزيقها وتفتيتها ولشرذمة أهلها.
وكل من بنى أو يبنى سياسةً له سواء كان فرداً أو جماعةً أو كياناً زائفاً على أساس هذا التقطيع والتمزيق فهو واهمٌ موتورٌ ومأزوم، وفوق ذلك –إن كان واعياً على هذا الأساس الذي يسير عليه- فهو خادعٌ للمسلمين مضلّلٌ لهم، يخدم سياسة تفريقهم وتشرذهم، وأجندة عمله حينها لا تكون أجندة تقوم على شرع الله لا في أصل ولا في فرع.

أصاب المسلمين ما أصابهم من خذلان وتضييع على أيدي حكام استلموا الحكم في بلاد المسلمين نيابة عن الذين
قسموا البلاد وجعلوها مشاعاً، ولا يُنكرُ منكرٌ أن الغرب اجتمع على تمزيق بلاد المسلمين وهدم دولتهم، ووضع كيانات – يفوقها الكرتون قوة وبيت العنكبوت صلابة – وعلى كلّ كيان جعلوا إمّعة من إمّعاتهم يحكم فيه بأمرهم.

وهذا الغرب لم يفعل ما فعل عن جهالة، بل عن علم وبحث ودراسة، ليُخلّص نفسه من امتداد نور الإسلام إلى بلادهم، ومن زحف قوة المسلمين التي تحمل نور الهداية إليهم، فأجمعوا أمرهم بعد تشرذمهم على أن يقفوا في وجه الدولة الإسلامية ويزيلوها من الوجود، وقد فعلوا.
ولم تقف أفعالهم عند هذا الحدّ، فهم يعلمون أن مكمن القوة وسرها لا يزال في قلوب المسلمين وعقولهم، عقيدتهم التي لم يستطع الغرب أن يمحوها، لذلك فإن مخططاتهم لا تزال قائمة، وسياساتهم لا تزال تُبنى على أساس الحفاظ على كياناتهم وعدم السماع للإسلام بالعودة من جديد.
وعلى هذا الأساس تُبنى كلّ سياساتهم المتعلقة بالمسلمين وبلاد المسلمين، فعيونهم تترقب، ومراكز الدراسات عندهم تترصد، وحُرّاس سياساتهم في بلادنا – الحكام – يسهرون على تمام تحقيق تلك السياسات في بلادنا.
وهذا لا علاقة له بما يسمى "نظرية المؤامرة"، رغم ما يحاول بعض المشكّكين بثّه بيننا، وهي ليست نظرية ليُضاف إليها وصف "مؤامرة"، بل هي سياسة فعلية لها واقع محسوس لا يتعامى عنه إلا جاهل، وكان يكفيه ليعلم مدى جهله أن يتابع تصريحات ساستهم، ويقرأ أبحاث مراكز الدراسات الإستراتيجية الغربية ليعلم أن تلك إنما هي سياسة يصلُ الغربُ ليله بنهاره ساهراً على تحقيقها، يرفدُها بالمال والرجال، ويلوّحُ بالحديد والنار في وجه كلً ما تحدثه نفسُهُ بن يقف في وجهها.

وكلّ علاقة تربطُ الغربُ بأيّ مسلم – ما خلا بعض الناس في بعض أنواع المصالح – تقوم على أساس تكريس واقع احتلال الغرب للمسلمين بلاداً وعباداً وخيرات.

وكل اتفاقية يعقدونها لا تخلو من تحقيق مصلحة لهم، ولعل جاهل يقول: أنه لا مانع من أن يحقق الغربُ مصلحته إن كان في الأمر تحقيق مصلحة للمسلمين!!
أقول أنه جاهل، ومراهق سياسي، وساذج، لأن الحديث ليس عن تحقيق شيء من المصالح التجارية والمالية هنا أو هناك، لفرد أو أفراد أو حتى كيانات، قلّت أو كثُرت...بل الحديث عن أسّ سياسة الغرب تجاه المسلمين وبلادهم، وضمان بقاء لمسلمين مشرذمين متشتتين بين كيانات الزور والبهت.
وفيما يخصّ هذه الزاوية، لا يسمح الغرب لأيّ كان أن يكون له كلمة أو رأي أو مصلحة غيره هو.

وكلّ الاتفاقيات والمفاوضات التي تخصّ بلاد المسلمين حتما تقع ضمن هذه الدائرة: دائرة تحقيق مصالح الغرب كونه هو القوي المتحكم في زمام الأمور، وبلادنا تتبعُهُ، الحكّام في بلادنا خدم عنده وعند مصالحه لا أكثر.
ومن يريد من " هواة السياسة " أن يُخضع سياسة الغرب لمصلحته – جماعة أو كياناً- بتحريف الاتفاقيات المبرمة، أو المفوضات المزعومة، أو التصريحات السياسية زوراً وبهتاناً، فذاك مأفون جاهل لا يرقى لأن يكون سياسياً ولا واعياً على السياسة الدولية من قريب أو بعيد.
فإن صدرت تصريحات من زعيم هذه الحركة أو تلك، يزعُمُ فيها قدرته على إبرام اتفاقية، أو عقد صلح، أو إنشاء مفاوضات مع أعداء الله ويضحك فيها على الغرب، أو يدعي أنه يقصد منها غير ما فُهم فهو بهذه الحالة يظن الغرب الذي يبذل ماله ورجاله للحفاظ على كيانه جاهلٌ لا يدري ما يحدث.
كأن يقول مثلاً: نقبل بدولة فلسطينية في حدود عام 1967
ثم يقول: لن أعترف بكيان يهود
ولن أعترف بوجودهم
ولن أتفاوض معهم
مختصر الكلام: أن هذا تضليل وتحريف.
فكل من يفقه مجريات الأمور، وكل سياسيّ ولو كان يحذوا على أربع في السياسة يفهم أن هذا التصريح
يحمل في طياته القبول بوجود بني يهود في حدود ما قبل 67، سواء أقرّ بذلك أم لم يقرّ أمام الناس الذين يضللهم
ويعني بذلك: التفريط في الأرض التي وافق أن يكونوا عليها.
ذلك أن الأمر لا يقف عند حدّ تصريحاته، بل يتعداه إلى قوانين الشرعة الدولية التي قبل بها وارتضاها مرجعية وحكما. وقوانينهم آخذ بعضُها برقاب بعض، ويترتب على من يقبل بذلك ويقرّ به أن يلتزم بكل قوانينهم تحت طائلة المحاسبة الدولية له، وهو قد أقر بشرعيتهم، وارتضاهم وسطاء بينه وبين أعدائه، وقد أقرّ قبلها أن لا يوجد أي خلاف بينه وبين أمريكا مثلا.
والكل يعلم من هي أمريكا، ويعلم علم اليقين حقدها على المسلمين، وتدميرها لبلادهم، وتشريدها لأبنائهم في شرق الأرض وغربها..ولا يُنازع في ذلك إلا جاهل.
وقضية جوهرية- ارتبط أمرها بعقيدتنا – كقضية فلسطين، تخضع عند الغرب لذات المعادلة المصلحية التي ينتهجا ويبذل الغالي والنفيس لأجل أن يضمن استمرار تحقيق مصالحه فيها، فلا يظُننّ أي مدّع للسياسة والريادة والزعامة أنه قادر – دون قوة كيان ودولة – أن يؤثر في مصالح الغرب فيها!!

ومن الرعونة السياسية أن يدعي أي زعيم حركة تخضع لمعادلة المصالح الدولية في المنطقة ويقبل بها طرفا وحكماً أن من يكشف زيفه وزيف ادعاءاته لا يملك الأهلية السياسية أو الشرعية، أو أن انتقاده له ولتصريحاته يقوم على أساس سوء النيّة أو محاكمة النوايا.
ذلك أن الأمر لا يتعلق بالنوايا، فالكلام والأفعال شاخصة ظاهرة لا تحتمل كثير تأويل.
حزب التحرير لم يحاكم النوايا حين قرّر فيما نشر حول إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية بأنها أنشئت لتضييع فلسطين والتنازل عنها، قبل أن تفعل المنظمة ذلك بعشرات السنين.
لم يبن كلامه على نوايا، بل على مشاهدات على الأرض وحقائق عمي عنها من عمي، وأحسن قراءتها حزب التحرير، وما ذلك إلا لأنه حزب مبدئي، يعي ويعلم ما يجري من حوله، ويدرك كل المخططات التي تُحاك للإسلام بلاداُ وعباداً...ومبدأً.

وحين قال حزب التحرير عن اتفاقية الخيانة، اتفاقية أوسلو، أنها اتفاقية للبيع والتفريط أكدّ الواقع ما قاله الحزب.
وحين قرر بأن الانتخابات الفلسطينية فخّ يراد منه إيقاع الحركات العاملة في فلسطين في حبائل الغرب ومصيدة شرعته العفة صدق فيما قال، وعلم القاصي والداني فيما بعدُ أنها كانت فخاً، لكن الغرور والعناد والتكبر وعدم القبول بالإقرار بالفشل والخديعة جعلهم يرفضون العودة عنها واستمروا في جدائل شباكها ودهاليز مكائدها يتدحرجون إلى أن كبرت وعظمت المصيبة بقبول قوانين بنيت على أساس اتفاقية اوسلوا والانتخابات التي أجريت بناء عليها وتنفيذاً لها.

كل تلك إنما هي حقائق جرت وتجري على الأرض لا يعمى عنها إلا من يضحك على نفسه ويمنيها الأمانيّ ويضللّ الناس ليريهم الظلمة نوراً، والباطل حقاً والجريمة إنجازا.
ولا يضرنا إن قال جاهل أن المسألة محاكمة للنوايا، أو تقصّد لهذه الحركة أو تلك، فذاك لم يصل علمُهُ إلى الحدّ الذي يجعله يقف عند أحكام الله لا يخالفها.


وحزب التحرير -بفضل من الله ومنّة منه - أكبر من أن تحصر أفكاره إقليمية عفنة، أو أن يقف مدافعاً عن نفسه مبيناً انجازاته وتضحيات شبابه في أقطار المعمورة

فمن قتل من شبابه أو سجن أو نفي أعداد هائلة  وأكبر من أن يحصيها من كان عمله في بقعة من بلاد المسلمين ولا علاقة له بباقي بلاد المسلمين على اتساعها بحجة

أنه فلسطيني لا علاقة له بالشيشاني ولا الأوزبكي ولا القرغيزي ولا الأفغاني!!

ولا يجعل حزبُ التحرير من تضحياته وتضحيات شبابه طريقاً أو سلما يصل من خلالها إلى ما يغضب الله تعالى بحجة أنه ضحى وأن له تاريخ من الدماء!!

أولئك هم الذين يتعامون عن الحقائلا لا حزبُ التحرير، الذي يسّر الله تعالى له قيادة واعية حريصة مخلصة لله ولدين الله ولقضية المسلمين، كلّ المسلمين.

أما الذين يحاسبون النوايا فهم الذين ينطبق عليهم أمر من اثنين أو كليهما معا:

* الجهلُ عند من ينطبق عليه عذر الجهل شرعاً.

* ومحاولة -من علم منهم- تضليل الأمة وتقزيم قضيتها والجري وراء مصالح الدنيا.

الخميس، 8 سبتمبر 2011

أردوغان يستعد لقطع العلاقات مع النظام السوري و الأسد وحاشيته نقلوا مليارات الدولارات إلى بيروت وأبوظبي والكويت



لندن - كتب حميد غريافي

ذكرت أوساط ديبلوماسية في حلف شمال الاطلسي في بروكسل, أمس, أن “المفاجأة” التي أقدم عليها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان, أول من أمس, بتعليق كامل العلاقات العسكرية والاقتصادية مع إسرائيل فقط لأنها “لم تعتذر” عن مهاجمة قواتها السفينة التركية التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة في مايو ,2010 “إنما أكثر من نصف دوافعها (المفاجأة) التمهيد لاتخاذ خطوات قطع علاقات مماثل مع نظام بشار الاسد, بحيث لا تتاجر دمشق بالموضوع وتضعه في خانة الضغوط الاسرائيلية على انقرة للاصطفاف الى جانب أعداء سورية”.
 وقال أحد سفراء بلجيكا السابقين في الشرق الاوسط ل¯”السياسة” ان “الاتحاد الاوروبي بات في جو تركيا الطائر بسرعة باتجاه قطع العلاقات مع نظام الاسد واعلان تقيده بفرض العقوبات الاوروبية عليه, واهمها منع سفر أكثر من 35 مسؤولا سورياً عسكرياً وأمنياً وسياسياً وديبلوماسياً من بينهم شقيق الرئيس ماهر الأسد, إذ تعتقد الاستخبارات الغربية أن تركيا هي المرشحة الاولى لأن تشهد هروب قادة النظام السوري وعشرات آلاف المنتمين الى حزب البعث, فيما قد يستقر قادة النظام العشرة الكبار برئاسة بشار الاسد, وخصوصا اولاد خالته من آل مخلوف, في لبنان محملين بمليارات الدولارات والذهب.
 ونقل السفير البلجيكي عن نائب وممثل حلف شمال الاطلسي في البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ تأكيده ان عائلتي الاسد ومخلوف وعائلتين أخريين من أقاربهما نقلت مئات الملايين من الدولارات التي كانت مودعة في مصارف أوروبية غربية وشرقية بأسماء مستعارة وجوازات سفر غير حقيقية, الى مصارف في بعض دول الخليج العربي وخصوصاً أبوظبي ودبي وحتى الكويت, حيث يشارك آل مخلوف في عدد من تلك المصارف والمصالح والمشاريع السياحية بأسماء شركاء محليين, والى مصارف اخرى في بعض دول اميركا اللاتينية المستقرة نسبياً لكنها فقيرة وبحاجة ماسة الى تلك الاموال السورية.
 وفي السياق نفسه, كشف احد المصرفيين اللبنانيين الكبار ل¯”السياسة” عن انه في الوقت الذي سحب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري معظم حساباته من المصارف السورية والتي تبلغ نحو 80 مليون دولار خشية انهيار القطاع المصرفي السوري, فإن إيران نصحت “حزب الله” بالتريث في اتخاذ خطوة مماثلة كي لا يعتبر الاسد وحزبه انها خطوة مدعومة من طهران, خصوصا وأن سحب مبالغ تصل الى مئات ملايين الدولارات واليورو سيؤثر على الاقتصاد السوري بشكل مبرح, فيما الثمانين مليون دولار لحركة أمل لن تؤثر كثيراً”.
 وأكد المصرفي اللبناني الذي يزور لندن حالياً ان أكثر من ملياري دولار عائدة لمواطنين سوريين ليس بينهم اقرباء او مقربون من آل الاسد, دخلت المصارف اللبنانية التي يمتلكها اقتصاديون لبنانيون وسوريون في بيروت محسوبون على قوى “8 آذار” التابعة لحزب الله ونظام الأسد, كما ان فروعا لمصارف لبنانية في سورية مستمرة في تحويلاتها الى المراكز الأم في لبنان مبالغ سورية غير مسبوقة, وكأنها تمهد لانتقال اصحابها الى الاراضي اللبنانية في وقت قريب.
 واضاف المصرفي ل¯”السياسة” ان “توقف تدفق الاموال القطرية والاماراتية والكويتية على مسؤولين كبار في نظام البعث السوري بينهم عدد كبير من المحيطين بالأسد وعائلته وكذلك على قادة أحزاب وقيادات لبنانية حليفة للنظام السوري, أدى الى تراجع في إنفاق تلك الاحزاب والتيارات والشخصيات التي بدأ معظمها يتجه الى ايران كمصدر بديل عن الخليجيين, الا ان نظام طهران لم يعد سخياً بسبب العقوبات الدولية التي تمسك بخناقه”.


المصدر