الأحد، 7 مارس 2010

العراق وأخواتها...


اليوم الأحد السابع من آذار من العام 2010 للميلاد بدأت الإنتخابات في عراق الرشيد
وقد سبق هذا اليوم حملات انتخابية للأفراد والكيانات السياسية فيها، وكانت حملة "مسعورة" ملتهبة، يتبارى فيها كلّ طرف لبيان نظافته وولائه لموطنه، وبياض يديه، وحبه للبلاد وحريتها وكرامة أهلها!!
ويتراشق كلّ كيان مع الآخر بالتهم والنقد والطعن ليُظهر للعراقيين المكلومين بأنه منقذهم مما هم فيه، وبقدرة قادر يتحول الذئب الذي كان بالأمس القريب عضوا في حكومة ذلّت العباد وسلّمت البلاد ونهبت الأموال وأباحت للغرب الخيرات، يتحول إلى ملاك رحمة يسعى إلى راحة الفقير والمريض والأرملة والمطلّقة!!

تلك الكيانات السياسية التي ما نشأت وما ظهرت إلى العلن، وما سُجّلت كحزب سياسي أو كياني سياسي يحقّ له الترشّح إلا بإذن أمريكا ورضاها، وما كان الفرد منهم أو الكيان ليخوض انتخابات تحت حراب الأمريكان إلا من بعد أن مرّ على " نقاط تفتيش " أمريكية تُظهر خلوّه من أي اهتمام بالعراق وأهله، وخلوّه من كلّ ما يمتّ للكرامة بصلة، وخلوّ برنامجه الإنتخابي من أيّ أفق لحرية أو استقلال أو دحر لأعداء الدّين من امريكان وغيرهم...

فبعد أن مرّت كلّ الكيانات السياسية من خلال نقاط التفتيش تلك أذن لهم بأن يكونوا رويبضات العراق الجدد، ومروّجي سياسة حبّ العبودية  وتقديسها وتقديس كلّ معانيها ومفرداتها

حتى وصل الحال باحد المرشحين بأن جيذش جيشاً تعداده ستمائة خبير جلّهم - إن لم يكن كلّهم - أجانب، واستخدم رئيس حملة الرئيس الأمريكي أوباما الإنتخابية ليرلأس حملته الإنتخابية.
ودون خجل من الله ولا من الناس يظهر ذاك المعمّم امام الناس يعظهم ويرشدهم إلى كيفية اختيار الأتقى والأنزه والأصلح وهو في ذات الوقت يرتدي العباءة الغربية وإن ظهر للعيان أنه يرتدي جبّة ويعتمر عمامة!!

وآخر يبتسم للناس ويؤملهم بالرفاهية ورغد العيش بعد أن كان بالأمس القريب بطل الفلوجة، تقطر من يديه دماء المسلمين الذين ذبحوا بامره وتحت سمعه وبصره..

وباقي القوم - الأفراد والكيانات السياسة التي تخوض الإنتخابات - ليس فيهم رجل يقول ربي الله بحق، وليس فيهم من يستشعر غضب الله من خوض انتخابات تحت ظلال وحراب المحتلّ ليزيد من ترسيخه في بلاد الرشيد، حتى أن الوقاحة عند كثير منهم وصلت إلى حدّ القول: أنه ليس من مصلحة العراق أن تخرج القوات الأمريكية منه إلا بعد أن يشتد ساعد القوات العراقية!!

تلك العراق، والكلام عنها لا ينتهى، ن كثرة البلايا فيها والرزايا، ومن هول ما يحدث فيها من مآس وهتك وتدمير وجريان أنهار الدماء.

ومثلها في البلاد أفغانستان ومن قبلهما فلسطين
فقد وُجد في كلّ منها من أهلهما من يمجّد الإحتلال، ويقدّس أنفاس الإحتلال، ويكرّس وجوده فيهما
فمجرد القبول بأن تكون في أي بلد منها انتخابات والإتحلال يحيط بها من فوقها ومن أسفل منها، وعن يمينها وعن شمالها، الماء بيده والهواء، وكلّ حركة في أي بلد منها لا يكون إلا بإذنه ورأيه ومشورته، مجرد القبول بانتخابات في ظلّ هكذا أوضاع هو خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، خيانة لمن يحاولون الضحك عليهم من الناس بأنهم " وطنيون " مخلصون" ، حريصون على كرمة الناس وهم من معاني الكرامة براء، ومن معاني السيادة واستقلالية الرأي كذلك براء

إنهم بسماحهم ومشاركتهم في انتخابات العار تلك إنما يثبّتون أقدام الغاصب المحتل الكافر في بلادنا، ويزرعونه فيها بدل اقتلاعة من جذوره، ويُعطونه السيادة بشرعيتهم الزائفة الكاذبة

ثلاث بلاد، فلسطين والعراق وأفغانستان، تذوق معاني الذلّ بأبشع صورها وحالاتها على أيدي حثالات فيها ارتضوا أن يسلكوا درب الخدمة لأسيادهم عن طريق الديمقراطية وبنت السفاح التي خرجت من رحمها والتي تسمى انتخابات
فــ " انتخابات بنت الديمقراطية " تلك والتي هي على مقاس الغرب لا مقاسنا، والتي قد تصلح أن تواري سوأة الغرب لا سوأة مدّعيها والعاملين بها في بلادنا، لا يجوز لمسلم أن يقبل بها، ولا أن يشارك فيها، ولا أن يعين عليها، فإن ذلك ليس إلا مشاركة في إثم، وإعانة على ضلال، ومساندة لأعداء الله، الذين أصبحوا يتكلمون بلساننا، ويظهرون أنهم من أبناء جلدتنا، وما ذلك إلا لأنهم استخدموا أقواماً منا ينفذون عنهم خططهم في بلادنا، يحمون مصالحهم، ويروجون للفاسد الباطل المنحرف من أفكارهم، يمكنونهم من الخيرات، ويبيحون لهم العورات، ويُسلمون أبناء المسلمين لهم يفعلون بهم الأفاعيل.

لله درّ المسلمين، وبلاد المسلمين، وأبناء المسلمين، الذين اجتمعت عليهم الأمم من كلّ حدب وصوب، وأصبحوا يعيثون فيها كالبغاث، ويرمون أهليها بسهام سامة قاتلة متمثلة بكل من قبل بانتخابات في ظل احتلال، أو روّج لفكر الكافر في البلاد، أو قال كلمة أعان الغرب فيها على العباد.

اللهم رحمتك، اللهم نصرك، اللهم فرجك