الخميس، 18 أغسطس 2011

لا تتوهمي يا أمريكا.. نحن من يقرّر وليس أنت



قالت وزيرة الخارجية الأمريكية أن العقوبات الأمريكية تشكّل ضربة في قلب النظام السوري.
وهي بهذا تقول أن أمريكا قد نفضت يديها من النظام السوري .. أو بمعنى أدق: نفضت يديها من الرئيس السوري بشار الأسد، فلم تعد ترى فيه حاكماً قادراً على الإمساك بزمام الأمور في سوريا بعد ستة أشهر من  التقتيل والتدمير في سوريا وأهلها العزّل إلا من إرادة الحرية والكرامة.
أمريكا التي ساندت النظام السوري طوال سني حكمه من زمن الوالد المجرم الى الابن الذي لم يعقّ أباه فسار على نهجه فساداً ونهباً وقتلاً!!

فهل تريد أمريكا أن تقول أنها هي التي تقرر بشأن الأنظمة سقوطاً أو بقاءً؟
في مصر، تشبثت أمريكا بالرئيس مبارك حتى آخر قطرة دم استطاع هو ونظامه إراقتها، وظهرت مواقف أمريكا متردّدة حائرة غامضة الى أن قرّر " الشعب" نهاية مبارك، وليس أمريكا هي من قرّر.

وكذا في سوريا، فقد كان لأمريكا مواقف تخالف مواقف دول العالم فيما يخصّ العقوبات عليها، فكانت كلما اقتربت اوروبا من اتخاذ قرار إدانة – قبل ثورة الشعب – لسوريا ونظامها، عملت أمريكا على " تمييع" القرارات الدولية بما يضمن لها عدم المساس بعميلها المتمثل ببشار الأسد ونظامه..
ولما بدأت ثورة الشعب السوري الأبي، عادت أمريكا إلى سيرتها الأولى في محاولة المحافظة على عملائها، فلم يكن لها موقف في بداية الأحداث، ثمّ بدت المواقف فيما بعد " متسامحة متساهلة" بطلب البدء بالإصلاحات في سوريا، وكانت بهذا تعطي المهلة تلو الأخرى لنظام سوريا ليبتّ في المسألة وينهيها، وكذا كانت مواقف من يدورون في فلك أمريكا كما مواقف عملاء أمريكا كلّهم بدون استثناء يطالبون بشار الأسد بوقف استخدام السلاح والبدء بالإصلاحات...وكان الشعب السوري قد حسم أمره وخلع رئيسه نظرياً وخلع عنه " الشرعية" التي يدّعيها...فكانت مواقف أمريكا ومن شايعها لا تقترب بحال من الأحوال من موقف الشعب السوري ولا تماهيه.

سوريا بأهلها – إلا من ارتبطت مصالحهم ومصائرهم بالنظام – نبذوا الأسد ونظامه وأعلنوا موته قبل أن " تمنّ " علينا أمريكا بتصريحاتها السقيمة المنافقة هذه.

فالذي قرّر بشأن النظام السوري هم السوريون وليس أمريكا، ولا فضل لها على أحد منهم أبداً، بل على العكس تماماً!!
أمريكا بتصريحاتها تلك تريد أن توهم الشعوب بأن القرار بيدها، وهي التي تعلن وفاة الأنظمة أو الرؤساء
وهي بذلك تتصرف ببلاهة مطلقة وسذاجة يشهد عليها مراهقوا السياسة قبل الساسة.
فهي بهذا تكنّون كمن يقول أن الميّت يحتاج إلى " نعش " ليوضع فيه قبل دفنه...مع أن هذا من نافلة القول!!
نحن يا أمريكا – الشعوب التي نهضت لعزتها – من يقرّر الآن بشأن أنظمته وليس أنت.
وسنقرّر بإذن الله بشأن النظام الذي سيجمع المسلمين كلّهم تحت راية واحدة وحاكم واحد يحكمنا بكتاب الله وسنة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ثمّ...نقرر كيف سيكون حالك ووضعك أنت والعالم بعدها.

الأحد، 14 أغسطس 2011

إلى أبطال سوريا...





لا أدّعي أنكم مصدر فخرٍ لنا فقط...لأنكم الفخر بعينه
ولا أقول فقط أن هاماتكم مرفوعة وعالية...ذلك أنكم لامستم عنان السماء رفعة وكرامة

وحتى يتصوّر المستمعُ أو المشاهدُ صور البطولة والإقدام والشجاعة التي ترسمونها بطُهرِ دمائكم يجب عليه أن يعيش لحظاتكم لحظةً لحظة، ويواجه عظيم المخاطر التي تواجهون دقيقة بدقيقة، ويشاهد أمام عينيه أبشع صور الإجرام والمجرمين متجسّدة بالنظام الطاغوتي وزبانيته الذين خلت قلوبهم من كلّ معاني الرحمة والرأفة، خلت من كلّ علاقة مع ربّها – إلا بشاراً- وقطّعت كلّ الأسباب بينها وبين الله، فتقطّعت تبعاً لذلك كلّ الأسباب بينها وبين الناس..
فلم يبق إلا العداء القاهر، والقتل والتدمير لكلّ معاني الحياة التي تقطّعت الحبال بينها وبين نظام الأسد الطاغية.
كلّ معاني الحياة، من بشر وشجر وحتى الحجر...نعم، الحجر، ذلك أنه يسبّح ربّه وخالقه، وكلّ ما أو من يتعلق بالله الخالق جلّ جلاله بالحق وعلى الحقّ فإن نظام الطاغية وزبانيته يعادونه بل يستعدون لتدميره، فوصل تدميرهم الى المآذن التي تخرج من خلالها أصوات توحيد الله وتمجيده..
إذن، حقدهم يفوق ويتعدى بمراحل طويلة مسألة أناس أو شعب انتفض على نظامه، وإلا بماذا نفسّر هذا الحقد على كلّ شيء في سوريا؟
حقد على كلّ شيء بلا مبالغة: فقد حقدوا ويحقدون على بشرها وشجرها وترابها وأرضها وسمائها وعلى ترابٍ مجبولٍ بدماء أطهر خلق الله، وعلى مساجدها وساحاتها وشوارعها!!
سبحان ربي لا اله إلا هو!! نظام يحقد على كلّ شيء في بلاد حكمها!!
إذن هو لم يكن يوماً جزءً منها
لم تربطه يوماً رابطة بها
منذ أبيه المجرم حتى لحظاته الأخيرة هذه يجسّد كلّ معاني الانفصال  والانفصام
إذن: بوركت أيها الشعب السوري الأبي
بوركت يا شام
وبوركت سواعد الأحرار
بورك في شبابك وكهولك
بورك في أطفالك الرجال
الذي يرسمون بدمائهم خارطة لك لا بعث فيها ولا أسد
لا ذلّ يغطيها ولا عارُ بعثٍ يرفرفُ له عَلَمٌ  
لا بأس عليك يا شام...
جراحاتك فخر وعزّ على جبينك وجبين من ساندك
وعار وذلّ وخزي على من أسلمكِ وتخلى عنك
لا تبكِ يا شام بعد يومك هذا...فأنت المهدُ وصفوة أرض الله
لن تهلكي يا شام، ولن يضرّك حاقد طاغية لعين، فعندك يهلك كلّ طاغية تضربُ الملائكة وجهه قِبَلَكِ.




جُندُ بشار هم جندُ شيطانٍ مريد، جند مكتوب على جباههم أنهم أهل خزي وعار وبه سيلقون رباً يذيقهم أشد العذاب
أما جندك يا شام، فكما أنت من صفوة أرض الله فكذا جندك من صفوة أجناد الله
فاثبتوا ولا تفسدوا رأفة ورحمة بنا، لأن أهل الشام إن فسدوا فلا خير فينا...

لله درّك يا شام
لله درّكم يا حرائر ورجال الشام
ولن أقول: يا أطفال الشام...فلا أطفال فيها بل رجالٌ رجال.
وما هو إلا صبر ساعة ويأتي نصر ربنا
فتنقلبوا وننقلب معكم فرحين مسرورين بنصر ربنا وهو خير الناصرين.