الجمعة، 2 نوفمبر 2012

آخر تخرّصات محمود عباس وسلطته الذليلة !!






عباس: "فلسطين الآن في نظري هي حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها، هذا هو (الوضع) الآن وإلى الأبد.

في لقاء مع القناة الثانية (الاسرائيلية ) يوم الخميس 1/11/2012 وفيما يشبه "جلسة تحقيق مخابراتية"
صرّح محمود عباس بكلام يعبّر تماماً عن النهج التفريطيّ المذلّ الذي نشأت في الأصل منظمة التحرير
الفلسطينية لأجله، وهو ذات النهج السياسيّ التنازليّ المخزي الذي وُلدت أيضاً لأجله السلطة الفلسطينية
على أساس اتفاقية أوسلو!!
ودون حياء من الله ولا من الناس ولا من دماء الشهداء التي سالت في فلسطين على مدى عقود احتلالها
من بني يهود بيّن محمود عباس سياسة سلطته المعروفة أصلاً لكن هذه المرّة بصفاقة ووقاحة لا مثيل لهما !!
إذ قال في اشارات تطمينية واضحة لا تقبل التأويل:
 * أنه تكون هناك انتفاضة ثالثة ضد إسرائيل ما دام رئيسا للسلطة.
* لا نريد أن نستخدم الإرهاب، لا نريد أن نستخدم القوة، لا نريد أن نستخدم الأسلحة، نريد
 أن نستخدم الدبلوماسية، نريد أن نستخدم السياسة، نريد أن نستخدم المفاوضات،
 نريد أن نستخدم المقاومة السلمية.

* وفيما يخص حدود فلسطين التي تعترف بها السلطة الفلسطينية قال:
"فلسطين الآن في نظري هي حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها، هذا هو (الوضع)
 الآن وإلى الأبد، هذه هي فلسطين في نظري، إنني لاجئ لكنني أعيش في رام الله، أعتقد
أن الضفة الغربية وغزة هي فلسطين والأجزاء الأخرى هي إسرائيل".




وللتأكيد على أنه لا يحق للفلسطينيين المطالبة بأملاكهم وأراضيهم المحتلة قبل عام 67 قال عندما
سئل عن بلدة صفد التي نشأ فيها:
"لقد زرت صفد مرة من قبل لكنني أريد أن أرى صفد، من حقي أن أراها لا أن أعيش فيها"

إنّ السلطة الفلسطينية وعلى رأسها محمود عباس وصلت حداً من التفريط في حقوق أهل فلسطين
وتطمين بني يهود لم يبلغه بهذه الوقاحة الذين سبقوهم في السير على درب الخيانة لفلسطين وأهلها
ودماء شهدائها، هذه السلطة التي أوهمت الناس حين تأسّست أمّها "منظمة التحرير الفلسطينية " بأن
هدفها تحرير فلسطين من البحر الى النهر قبل احتلال بني يهود لما يعرف بحدود عام 1967، أي أنها
ادّعت بأنّ سبب وجودها تحرير ما احتلّه يهود في العام 1948، وإذا بها تكشف عن وجهها القبيح
وهدفها الدنيء وسياستها الذليلة بأنّ أصل عملها تكريس احتلال يهود لما يزيد عن 78% من فلسطين!!

إنّ هذه التصريحات الخطيرة – وهي ليست الأولى من نوعها – تمثّل حالة الإنبطاح المخزي تحت
المشروع اليهوديّ المتمثّل ببناء جهاز أمني اسمه "السلطة الفلسطيني" هدفه  حفظ أمن بني يهود والسهر
على مشروعهم الاحتلاليّ لكلّ فلسطين ومنع، بل وقمع، كلّ من تسوّل له نفسه المساس بأمنهم!!
إنّ كل من ينتمي الى هذه السلطة الفلسطينية يأتمر بأمر محمود عباس، وهو يوافق باستمرار وجوده
في هذه السلطة على ما صرّح به عباس بوضوح ، وهو بالتالي شريك في جريمته لا يقلّ عنه بشيء
ولا عذر لأحد منهم في هذا التفريط، ولا يرفع عنهم ذلّ الخيانة هذه إلا أن يستغفروا ربّهم ويعلنوا
أمام شعبهم جهاراً نهاراً أنهم يتبرأون من هذه السلطة ومن رئيسها ومن كلّ سياساتها واتفاقياتها
مع بني يهود، وأنهم يعيدون قضيّة فلسطين إلى أصل وضعها الطبيعي: أنها قضية المسلمين
جميعاً وأنها قضية عقديّة لا قضيّة سياسية ولا قضيّة حدود، وبغير هذا فإنهم يحملون وزر أنفسهم
ووزر السلطة الفلسطينية ورئيسها.
إنّ عباس وزمرته لا يملكون من أمر فلسطين شيئاً، ولا يحق لسلطة مسخٍ أن تقرّر فيها شيئاً
ولا تملك أن تفرّط بشبر واحد من أرض فلسطين، ولا ان تتحدّث بلسان أهلها بيعاً وتفريطاً.


ويجب على أهل فلسطين أن يدركوا أنّ هذه السلطة التفريطية تجرّهم الى المزيد ثمّ المزيد
من الذلّ والهوان الذي يجب أن يعلنوا صراحة براءتهم منه ومنها وأن يتخذوا الاجراءات
العملية التي من شأنها أن تضع السلطة الفلسطينية في حجمها الطبيعيّ وصورتها الحقيقية
دون مواربة ولا وجل، فيعلنوا رفضهم لها وبراءتهم منها ومن مشاريعها، كما يجب على
مّن يزعمون العمل لتحرير فلسطين من فصائل أن يكفّوا عن تخرّصاتهم وترقيعاتهم
لهكذا سلطة عارٍ فلا يشاركوها في حكمها ولا يكون جلّ همّهم الدعوة (لإصلاحات ) كاذبة
لكيان مهتريء كسيح سرطاني، فهكذا كيان لا يكون علاجه إلا باستئصاله.
إنّ فلسطين لا تحرّرها إلا جحافل جيوش المسلمين التي تنطلق فاتحةً لها ومخلّصة لها من الاحتلال
وكلّ ادعاءٍ لحلّ دون ذلك هو تسفيه للعقول وتضييع للحقوق وتعمية للعيون.
وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.







الاثنين، 15 أكتوبر 2012

حزبُ الله وخياره المصيري






المتابعون للخطاب السياسي لحزب الله ولزعيمه حسن نصر الله يلمسون
بوضوح أن وتيرة هذا الخطاب ترتفع حدّتها مع تطوّر الأحداث في سوريا
وتشتد ألفاظ هذا الخطاب بالتناغم مع تأزم موقف النظام السوري.

اعتاد حزي الله قديماً أن يمسك العصا من الوسط في العلن، وفي الخفاء يُدبّر
شؤونه بما يتوافق مع سياسة طهران ودمشق، وكان يضع في حساباته السياسية
الخليط السياسي والمذهبي والطائفي المعقّد في لبنان، وكان يتوسّل إلى رضا الناس
عنه بزعمه بالمقاومة والتحدي والصمود!!
تلك العناوين البرّاقة التي تلبي مشاعر السطحيين من الناس وتلهب حماسهم
أما الآن فإن المواقف السياسية لا تقبل أن يواريها اللون الرمادي، فنظام المجرم بشار
بحاجة لكل مّن يقف معه أن يعلن عن نفسه لدعمه والوقوف بجانبه في محنته
لكن حاجته تلك لا تستطيع الدول المساندة والداعمة له على الحقيقة أن تلبيها علانية
فكان وقوف روسيا والصين وإيران معه صراحة، في حين تخفّت باقي الدول وعلى رأسها
 أمريكا خلف ستار الكذب والنفاق السياسيّ، وبالتبعية كانت مواقف باقي أنظمة العالم الغربي
 كما الأنظمة في العالم الإسلامي التي تدعمه بالخفاء وتبدي بالعلن (ضيقها ) من المجازر
 لأن القضية السورية تخطّت عتبة الشأن المحلي والإقليمي إلى الشأن الدولي مخافة أن
 تفلت زمام الأمور فيها وينقلب حالها إلى إيجاد كيان سياسيّ يهدّد كلّ أنظمة المنطقة ويتعداها
 إلى تهديد من يقف خلفها من الدول الكبرى!!



لكل ذلك وغيره فإن حزب الله وصل إلى الحدّ الذي ُتلِزمه فيه سياساتُ إيران وسوريا ومّن خلفهم
 أن يكشّر عن أنيابه السامّة ويرفع وتيرة مشاركته للنظام العفلقي في جرائمه، فمن غير المستبعد
وفق المشهد السياسيّ الحاليّ أن يخوض حزبُ الله الحرب بشكل أوضح مما يفعله الآن، وأن تكون
 ساحة الشام ولبنان مسرحاً  لعمليات عسكرية عنيفة يستخدم فيها آلته العسكرية بكلّ طاقتها !!
ذلك أنه ربط مصيره بمصير بشار ونظامه فلا يستطيع أن يقف عند حدّ وقد بات مستحيلاً عليه
 أن يعود إلى ما كان عليه الحال قبل ثورة الشام.
فإن كان كذلك، فلن يطول الزمان حتى يبدأ بعمل عسكريّ واضح دون ستر ولا ستار، ودون
 خجل ولا اعتبار سوى اعتبار الحياة أو الموت!!
فكما أعلنها الشعب السوري: الموت ولا المذلة
سيعلنها حزب الله: الموت ولا سقوط نظام بشار!!
والغلبة بإذن الله لعباد الله وليس لأدعياء المقاومة الكاذبة والممانعة الموهومة. 
والخزي والعار للمجرمين من الشرق والغرب وما وقع بين  الشرق والغرب من أذناب وعملاء
 وأنظمة خانعة ذليلة.

الأحد، 7 أكتوبر 2012

رسالة إلى العلماء



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، الحمد لله معزّ الإسلام والمسلمين، ومذلّ الشرك والمشركين، الحمد لله قاهر الجبابرة على مرّ الزمان، الحمد لله الذي وعد بنصر عباده المؤمنين ووعد بذلّ المتخاذلين المتغطرسين أعداء الله والدّين.
والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى الذي بذل الروح لإعزاز هذا الدّين وأهله، جاء بالهدى والرحمة، كما جاء بالوعيد لكل طاغية متكبّر متجبّر.
وارحم اللهمّ الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان، الذين كانت حياتهم لله الحيّ القيوم، ولدين الله حتى رفعوه شامخاً عزيزاً في أصقاع الأرض لم تأخذهم في الله لومة لائم، ولا صولة جائر، ولا عناد متغطرس باغٍ، عاشوا وماتوا أنقياء أطهار وعيونهم ترنوا الى جنّة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، سمعوا عن ربّهم، وعلى لسان نبيّهم أن العيش عيش الآخرة، وأن الدنيا برهة وهي الى زوال، فبنوا لأنفسهم بيوت عزّ ووقار عند مليك مقتدر بما حملوا من أمانة التبليغ والنشر لدين الله، دين الهدى والرحمة، دين استقامة الناس وصلاح أحوالهم في الدارين، فعاشوا عيشة الأسود، عبروا الحدود وهدموا السدود، فما منعهم عن تبليغ رسالة ربّ العالمين إلا استيفاء الله للآجال، وورث عنهم العهد رجالٌ أكملوا المسير حتى ساد دين ربّهم بدولة شهد لها العالم كلّه، حسبوا حسابها، وهابوا جانبها، وخضعوا لها راغبين أو كارهين....
أقاموا للمسلمين كياناً عظيماً، دولة عزّ وهيبة ووقار، تطبّق الشريعة، وتهدي البشريّة، وتحفظ دين الله وأحكامه، فقد فهموا أنّهم ما خُلقوا إلا لهذا، فاستقاموا على أمر ربّهم، وكما كان لدولة الإسلام، دولة الخلافة، رجالها وقادتها وخلفاؤها، كذا كان لها علماؤها وفقهاؤها، علماءٌ ازدانت بهم الربوع وهابتهم الأمراء والخلفاء، فأنزلوهم منازلهم، فرفع الله مقامهم ، وأعلى منارتهم ، وجعلهم مشاعل الهدى في دياجير الظلمات ، والنور للورى إذا ادلهمت عظائم الملمات ، وبيّن فضائلهم في كثير من الآيات البينات ، وجعل ما اختصهم به من العلم نوراً يلتف الناس حوله ، وبلسماً يقبلون عليهم من أجله.
وبالقادة والعلماء واستقامة الناس على منهج الله صلُحَ حالهم، وعلا شأنهم
فكانت الخطوب عابرة، والجراح سرعان ما تندمل فلا يعود لها أثر، لم يتجرأ أحد أو كيان على دولة الإسلام –والحال كذلك – إلا ارتدّ خائباً مدحوراً مذموماً، حالٌ عاشه المسلمون أربعة عشر قرناً كانوا سادة الدنيا وقادتها.
ثمّ لما غاب الحامي والحارس أضحى المسلمون سلباً لكل ناهب، وبات حماهم مستباحاً من كلّ طامع، فتشتتوا وتشرذموا، فعاث فيهم وبينهم البغاث حتى أصبح الذليل عابد الحجر والشجر والفرج سيداً يصول ويجول في بلاد المسلمين!!
فاستشرى القتل والإنتهاك والظلم وشاع الفجور بعد أن استُبدل الكيان الواحد بكيانات عميلة خائنة خائبة على كلّ كيان منها نذلٌ يمدّه أسياده من بني هرقل وغيرهم بأسباب البقاء، وأسباب الظلم والتسلّط والفجور...
واستمر الحال وأنتم أيها العلماء شاهدون، ترون وتسمعون، فمنكم مَن آثر الذلّ والهوان فسكت وخنع، ومنكم من أبى إلا الإباء فسُجن أو قُتل أو تشرّد، فزادكم الحال هذا هواناً فوق الهوان، وذلاً واستكانة وصمتاً قاتلاً يصمّ الآذان من هوله مع ما ترى عيونكم من امتهان واحتقار واستباحة لعباد الله في أقطار الأرض!!
حتى ثار الناس تحت ضغط الظلم والقمع على حكامهم، رفعاً للظلم


 عن أنفسهم، ورفضاً لامتهان كرامتهم، فسالت الدماء فوق ما كانت تسيل، واستبيحت كلّ الحرمات فوق ما كانت تُستباح....ولا يزال حال أكثركم مزرياً مذلاً وكأنكم لستم من جنس مَن يُهان  من أبناء دينكم وجلدتكم!!
تُعانقون رقابَ المهانة بصمتكم وخذلانكم!! وإن تكلّم أحدكم تكلّم على استحياءٍ وخوف!! وإن دٌعيتم لتقولوا كلمة حقّ أخذتكم الرجفة واضطربت أوصالكم!!
الهذا خُلقتم يا رعاكم الله؟
أبهذا كنتم ورثة الأنبياء يرحمكم الله؟
تتسربلون بلباس الصمت المختلط بالخوف بل بالجبن والخنوع وأنتم من أوكل الله تعالى اليكم حفظ دينه وشريعته وبيانها للناس ليستقيموا عليها فيصلح حال دنياهم وآخرتهم؟
ألم يأتكم خبر العزّ بن عبد السلام والبصري وابن عياض وابن تيمية وأحمد والشافعي وكل السادة الأشراف الذين دوّت أصواتهم في أرجاء الدنيا وهم يدافعون عن شريعة الله ودماء الناس ويصونون حرماتهم؟؟
هل هم علماءُ وأنتم من الرجال سَلَم؟
هل فقهوا أدوارهم وأنتم في الجهل بدين الله ترتعون؟
هل كانوا بشراً يرون ويسمعون ويتدبّرون وبالحكمة والقوة يتصرّفون وأنتم لست من جنسهم ولا من طينتهم؟ ثمّ تدّعون أنكم علماء وورثة أنبياء ولحومكم مسمومة؟؟
كيف تلقون ربّكم يوم تُعرضون لا تخفى منكم خافية؟
بأيّ وجه تنظرون الى نبيّكم الذي استخلفكم على حفظ شريعة ربّه من بعده وأنتم بهذا الخذلان والتخذيل؟ بماذا تجيبون حين يُشار إليكم أن: أنك يا محمد لا تدري ما أحدثوا من بعدك؟
نراكم في يومنا هذا ودماء المسلمين وأعراضهم تستباح في الشام وغيرها لا تنبسون ببنت شفة إلا على استحياء في أحسن أحوالكم، أو استرضاءً لرضى حكّام أنذال متآمرون متواطئون مع أعداء الأمة والدين؟!
اليس فيكم عالمٌ يخرج للمسلمين قائلاً مجلجلاً: ألا يا خيل الله اركبي؟؟
أم هو مطلب عظيم لا تقدرون عليه بعد أن عشتم عيشة الترف والبذخ فما عدتم تعرفون سرّ حياتكم وأكبر واجباتكم في هذه الفانية؟
أم أنكم تكرّسون مقولة من يأكل من صحن السلطان يضرب بسيفه؟
اعلموا يا رعاكم الله أنّ أمة محمد صلوات ربي وسلامه عليه على خير وإن لم تكن بخير، وأنها أمّة بدأت تدبّ الروح فيها من جديد وهي ناظرة اليكم تعلم مواقف العزّة كما تعرف مواقف الذلّ والاستكانة، تعرف من نصرها كما تعلم من خذلها، فوالله إنها ستضع كلّ متخاذل منكم في موضعه الذي يليق به حين تصحو من صدمتها وتشفى جراحُها!!
ولن يكون مقامكم إلا مقام حكامكم الذين رضيتم بهم مع فجورهم ومحاربتهم لله ولعباد الله
فبادروا قبل أن يفوت الفوت
واطلبوا من أمّتكم أن تعفو عنكم قبل أن لا ينفع ندمكم ولا رجاؤكم
وقفوا موقفاً يرضى فيه ربّكم عنكم، ويرضى عنكم من استبيحت كراماتهم
وسفكت دماؤهم، فهذه فرصة سانحة وربّ الكعبة، تشرّفون بها أنفسكم وتستدركون من حالكم ما لم تستدركوه من قبل!!
وقبل أن يكون مكانكم هو قارعة التاريخ!!
فاختاروا لأنفسكم يرحمنا ويرحمكم الله، ودوّنوا أسماءكم بأحرف من نور بما تخدمون دين الله لا تخافون فيه لومة لائم، فكلّ إلى زوال، وهي من ثمّ إلى جنّة أو إلى نار، فاقتعدوا لأنفسكم عند بارئكم مقاعد صدق تفوزون بها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
واعلموا أن دين الله سيسود بعزّ عزيز أو بذل ذليل
بكم أو بدونكم
سواء وقفتم مواقف العزة والكرامة
أو وقفتم مواقف الذلّ والمهانة
فدين الله له رجاله الذين عاهدوا الله أن يعيشوا ويموتوا على هدف واحد:
رفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله
ليقيموا دولة الخلافة، دولة القرآن، دولة سيدّ الخلق محمد صلوات ربي وسلامه عليه، وإنها قائمة بأمر ووعد ربّنا سبحانه الذي قال:
(وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض)
وبشارة نبيّه الذي لا ينطق عن الهوى
فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضّاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت)

واعلموا أنّ أمة خير الخلق محمد، الأمة التي فيها الخير إلى يوم القيامة تعرف الغثّ من السمين، وتميز بين الحق والباطل، وتفرّق بين العلماء الربانيين من غيرهم، وأنها لا ولن تنسى من خدمها وخدم دين الله، كما لا تنسى من خذلها وخذل دين الله

قال الله تعالى‏:‏ ‏ «‏يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون»


سيف الدّين عابد
7-10-2012 م.

الجمعة، 5 أكتوبر 2012

الحلف الأمريكي الايراني





العلاقة الظاهرة بين أمريكا وايران هي علاقة عداء
وكذا العلاقة بين ايران و" اسرائيل "

إلا أن حقائق كثيرة تشير بوضوح الى أن تلك العلاقات قائمة على أساسٍ من التعاون
وأن العداء بين أمريكا والكيان اليهودي من جهة وبين ايران من الجهة الأخرى إنما هو مجرد
صورة خارجية غير حقيقية يراد منها ايهام الناس أن ايران دولة ممانعة –كما سوريا – وتقف
في وجه المشاريع الأمريكية و " الاسرائيلية " في المنطقة، للإبقاء على حالة التشنّج السياسيّ
والعسكري في الشرق الأوسط .
والمتابع لقضية السلاح النووي الإيراني يلمس أنّ مَن يسعون الى فرض عقوبات جادّة على ايران،
بل يدفعون باتجاه اتخاذ تدابير عسكرية معها هو الأوروبيون وليس الأمريكان
ففي كلّ مناسبة يحتدم فيها الجدل الغربي حول السلاح النووي الايراني – المزعوم – تتدخل أمريكا
بفرض حزمة من العقوبات الإقتصادية المدروسة التي من شأنها إسكات الصوت الأوروبيّ الدافع
باتجاه عقوبات عسكرية بمعنى أن العقوبات الأمريكية ليست أكثر من مانعٍ وحاجز لوقف الضغط
الأوروبيّ –الفرنسي والبريطاني – على ايران.



ونرى  بوضوح التعاون الأمريكي الإيراني في عدّة مسائل، وكلّها لا تشير مطلقاً الى وجود حالة العداء المزعوم بين البلدين، بل على العكس تماماً فهي تشير الى حالة التعاون والتكامل بينهما:

*  صرّح   محمد على ابطحى نائب الرئيس الايرانى للشؤون القانونية والبرلمانية
قائلاً:
" ان بلاده قدمت الكثير من العون للامريكيين فى حربيهم ضد افغانستان والعراق"


* وفي الوقت الذي زعمت فيه أمريكا أنه ستفرض عقوبات على الشركات التي تتعامل مع ايران
قامت الإدارة الأمريكية بدعم شركات عاملة في ايران أو تتعامل معها بشكل مباشر
حيث نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ الإدارة الأمريكية أعطت 107 مليارات دولار خلال السنوات العشر الأخيرة  لشركات أمريكية وأجنبية تقوم بأعمال في إيران كثير منها في قطاع الطاقة، وذلك رغم سعي الولايات المتحدة لفرض  عقوبات أشدّ على طهران بسبب برنامجها النووي.




وقالت الصحيفة:
ومن بين 74 شركة أوضحت "نيويورك تيمز" أنّها تتعامل مع كل من الحكومة الأمريكية وإيران هناك 49 شركة  ما زالت تزاول أنشطة في الجمهورية الإسلامية وليس لديها خطط معلنة لمغادرة البلاد.

 وأضافت الصحيفة في تحليل لسجلات اتحادية وتقارير شركات ووثائق أخرى "كثير من تلك الشركات متوغلة في أكثر جوانب الاقتصاد الإيراني أهمية."

* بالإضافة الى تصريحاتٍ لمسؤولين ايرانيين توضح عمق العلاقة بين أمريكا وإيران:

- قال رفسنجاني " لولا إيران لما استطاعت أمريكا غزو أفغانستان والعراق "
- كما أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد عبر عن فرحه عندما قال : " قد وضع الله ثمار احتلال البلدين المجاورين لإيران  وهما العراق وأفغانستان في سلّة إيران".
- نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية في 9/2/2002 عن الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشم رفسنجاني قوله:
إن “القوات الإيرانية قاتلت طالبان، وساهمت في دحرها، وأنه لو لم تساعد قواتهم في قتال طالبان لغرق الأمريكيون  في المستنقع الأفغاني”.
وأضاف: “يجب على أمريكا أن تعلم أنه لولا الجيش الإيراني الشعبي ما استطاعت أمريكا أن تُسْقط طالبان”.

*  إن إيران قامت بفتح سفارتها في العراق المحتل وبموافقة سلطات الاحتلال الأمريكية قبل أن تقوم أية دولة أخرى،  عدا الولايات المتحدة، بذلك.

* أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد كان أول رئيس دولة، بعد بوش، يزور العراق المحتل ويدخل المنطقة الخضراء المحمية  من قبل قوات الاحتلال.

* و في جلسة استماع لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي حول إيران، تم الكشف عن 5 شركات أمريكية لم تشملها العقوبات، وتمثّل هذه الشركات الخمس مفصلاً هاماً من مفاصل التعاون الأمريكي الايراني

تقول ايليينا رزلهتنين- رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس: بشأن ايران السيدة الوزيرة اني قلقة أيضا بأن وزارة الخارجية لا تطبق قانون العقوبات على ايران بشكل كامل. فهل يمكن أن تكشفوا لنا عن موقف خمس  شركات لم تشملها العقوبات. اني طالبة بحماية أمريكا لسكان مخيم أشرف حيث العديد ممن يحضرون هنا قلقون  بخصوص أقاربهم هناك. أشكركم السيدة الوزيرة..

* وذكر تقرير أمريكي  أن أكثر من ثلثي الأموال الحكومية الأمريكية ذهبت إلى شركات تزاول أنشطة في صناعة  الطاقة الإيرانية وهي مصدر رئيسي للدخل بالنسبة للحكومة الإيرانية وأحد مراكز القوة للحرس الثوري الإيراني  الذي يشرف على برامج الصواريخ والبرنامج النووي لطهران.
ومن بين تلك الشركات شركة الطاقة العملاقة رويال داتش شل ومجموعة الطاقة الحكومية البرازيلية بتروبراس  وشركة الطيران والملاحة الأمريكية هني ويل وشركة صناعة السيارات اليابانية مازدا ومجموعة دايليم اندستريال  الكورية الجنوبية.


وفيما يتعلق بما يتم نشره عن ضربة عسكرية ( اسرائيلية ) لايران فإن الموقف الأمريكي منها واضح تماماً
فأمريكا لا تسمح لهم بذلك – في المدى النظور – فأمريكا تعلم أن لها مصالح حيوية مع ايران، في حين أن اليهود مصالحهم يقرروها هم – قدر استطاعتهم -  والضغط الأوروبيّ عليهم الذي من خلاله يحاولون عرقلة مشاريع أمريكا.

ففي لقاء مع صحيفة ذي ديلي بيست، وجهت الصحيفة السؤالين التاليين لبريجينسكي: "كيف سيتعامل أوباما تجاه  إصرار "إسرائيل" على ضرب إيران؟ فكان جوابه "إن عليهم أن يحلقوا من فوق أجوائنا في العراق، ولن نكتفي بمجرد  القعود والمشاهدة". وكان السؤال التالي لبريجنسكي "ماذا لو حلقوا فعلا؟"، فكان جوابه: "يجب علينا أن نكون جادين  في إنكار حقهم في ذلك، إنكارنا لن يكون بالقول فقط. إذا ما حلقوا فعلا، فسنجابههم، ونترك لهم الخيار إما العودة وإما الإستمرار".

وفي مجلة يورو إيشيا ريفيو، يقول الكاتب ديف ليندورف في مقالة له بتاريخ 8/2/2012 "لا يوجد بين أمريكا و"إسرائيل" إتفاقية  تفرض على أمريكا مشاركة "إسرائيل" في حرب لها إذا ما قررت إسرائيل ذلك، كما لا يوجد إتفاقية تقول بأن على أمريكا حماية "إسرائيل" إذا ما هوجمت. يوجد إتفاقية كهذه مع تايوان، ولكن ليس مع "إسرائيل". إن مصالح أمريكا لا تتطابق بالضرورة مع مصالح "إسرائيل"، وخصوصا في ما يخص إيران".


إنّ العلاقة الأمريكية الايرانية علاقة تحالف وثيق، ومن الواضح أن سياسات أمريكا في المنطقة تعتمد في جانب منها على تبعية النظام الإيراني لها، وأمريكا ليست معنية بحال أن توقع عقوبات جادة على إيران  تؤثر
في كيانها السياسيّ.


الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

سياسة الغلاء في فلسطين... إلى أين؟




شباب حزب التحرير في الخليل يعقدون أمسية "سياسة الغلاء في فلسطين... إلى أين؟"
 نشر بتاريخ: الأربعاء، 12 أيلول/سبتمبر 2012

رعايةً لمصالح الناس ووقوفاً على همومهم تواصَلَ شبابُ حزب التحرير مع مختلف شرائح
الناس من مثقفين وأئمة مساجد وأكاديميين في أمسية سياسية تحت عنوان 
"سياسة الغلاء في فلسطين... إلى أين؟"
 وذلك في قاعة  القصور  شمال الخليل مساءَ يوم الثلاثاء 11/9/2012 م.

رحّب العريف بالحضور الكرام، وافتُتِحت الأمسية بآيات من الذكر الحكيم، ثمّ تمّ عرضُ
فيلم قصير يعطي نبذةً واضحةً ومختصرةً عن عيوب المبدأ الرأسمالي والنظام الاقتصادي
المنبثق عنه، وعن الكوارث الاقتصادية  التي أصابت مفاصل الاقتصاد في معظم دول
العالم من انهياراتٍ وهزّات وحتى إفلاسٍ لبعض تلك الدول وارتفاعٍ لأسعار السلع
والخدمات على المستوى العالمي.

ومن ثَمَ قام المحاضر ببيان واقع النظم الاقتصادية القائمة في العالم والأساس العقائدي المبنية
عليه وأساسه عقيدة فصل الدين عن الحياة وهي العقيدة العَلمانية التي لا يصلحُ أيّ نسيج
اجتماعيّ تحت ظلّها لا من الناحية السياسيّة ولا الاقتصادية، إذ أنّه لا اعتبار عندهم إلا للفرد
وعنصر الثروة.

ثمّ أعطى المحاضر لمحةً عن النظام الاقتصادي الإسلامي في مقارنة أظهرت بوضوح أن
لارفاه ولا اطمئنان  ولا أمن سياسيّ واقتصاديّ إلا في ظلّ أحكام الله تعالى التي عالجت
"المشكلة لاقتصادية" علاجاً جذرياً....

وبيّن أنّ الكوارث الاقتصادية الغربية هي مشاكل مستوردة إلى بلادنا فهي ليست مشكلة
إسلامية ولا مشكلة المسلمين، والعلة تكمن في جلبها إلى بلادنا مع كلّ ما تولّد عنها من بلاء،
والحلّ يكون بردّها إلى أصحابها  وليس بالبحث عن حلّ لها، فديننا فيه الكفاية والاستغناء
عمّا سواه.

ثمّ تعرّض المحاضرُ إلى ما يجري في فلسطين من غضبة على الغلاء وبيّن أساسها، فهي
ليست وليدة اليوم  بل هي كوارث تراكميّة عمرها من عمر غياب شرع الله عن واقعنا،
وأن السلطة الفلسطينية بما ارتضته من معاهدات واتفاقيات – كاتفاقية باريس الاقتصادية –
رهنت الشعب بأسره ليسُدّ عنها ديونها وتفريطها بحقوقه.

واستعرض شيئاً من بنود تلك الاتفاقيات ووضّح أساس الفساد ومنبعه....

ثمّ ختم بأن حلّ المشكلة الاقتصادية لا يكون فقط بالتعاطي مع جزئية الغلاء الأخير بل
عن طريق المطالبة والعمل  للوصول إلى الحل الجذري المتمثل بتطبيق شرع الله، وبأن قضية
فلسطين يجب أن تعود إلى حاضنتها الطبيعية
 وهي أمة الإسلام، وأنّ العمل لدولة الإسلام فريضة من ربّ العباد ليصبح المسلمون كلّهم
أمة  حصينة منيعة  في ظلّ حكم الله تعالى.

وبعد ذلك فُتح بابُ الحوار والسؤال، وبعده تمّ عرض فيلم لدقائق معدودات بيّن حال
الرفاه والعزّ الاقتصاديّ الذي كان يعيشه المسلمون في دولة الخلافة.



الفيديو:


1
http://www.youtube.com/watch?v=Bv1WU2DmVFw&feature=relmfu

2
http://www.youtube.com/watch?v=5l4qyscvA9s&feature=youtu.be


3
http://www.youtube.com/watch?v=wi8zFwCG9uY&feature=youtu.be

4
http://www.youtube.com/watch?v=CmEvqYVT840&feature=youtu.be

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

هي لله ...وستبقى


مَن يتتبّع تصريحات المحلّلين السياسيين في أمريكا سواء
كانوا أمريكان أو عرب يجدهم يخوضون في نقطة متعلقة بالشأن السوري
مفادها:
ما هو التصوّر الأمريكي لمستقبل سوريا؟ وهل اتخذت أمريكا قراراً سياسياً
متعلّقاً بهذه القضية أم لا؟
ومن الملاحظ أنّ الآراء في الموضوع تنحى منحيين اثنين:
الأول يرى أن أمريكا تؤجّل قرارها بالتدخّل في سوريا – سواء عسكرياً أو سياسياً –
إلى حين بروز عناوين واضحة للمعارضة حتى تستطيع أمريكا التعاطي معها.

والثاني يرى أن أمريكا متخوّفة من تصاعد تأثير التيار الإسلامي – سواء السلفي أو
الجهادي  أو الإسلام السياسيّ على حدّ تعبيراتهم – ولذا فهي تكثّف من اتصالاتها للحد
من تأثير هؤلاء وللعمل على إبراز تيار معارض يدعو إلى الديمقراطية ولا يميل إلى
التشدّد والتعصّب !!

المدقّق يرى أن الرأيين يتناقضان مع بعضهما البعض
فالأول يدلّ ظاهرُه – عند أصحابه – أن أمريكا تاركة للأمور تسير دون تدخّل حتى
الآن و تراقب الوضع انتظاراً لأن يُعلن طرف ما أنه يمثل الشعب السوري فتبدأ
التعامل معه!!
وهذا رأي يغوص في معاني السذاجة السياسية
إذ من المعلوم أن أمريكا سعت وبقوّة أن تطرح بديلها للشعب السوريّ متمثلاً بالمجلس
الوطني الذي الزمته لتركيا في باديء الأمر، وكذا هيئة التنسيق التي الزمتها لإيران
وقد تبيّن للأمريكان فشل هذا الترتيب حين رفض الشعب تمثيل المجلس الوطني له،
كما تبيّن ضعف النسيج المكوّن للمجلس الوطني ما أدى إلى تغيير قيادته وحدوث
انشقاقات داخله ثمّ تلت ذلك تصريحات لأعضاء فيه تدلّ على أنّ المجلس الوطني
غير قادر على القيام بمهمته!! وقرأنا يافطات من داخل الشام تتهم المجلس الوطني
بالعمالة والعجز وأنه لا يمثّل الشعب السوري.

أما هيئة التنسيق فلم تكن بحاجة إلى وقت طويل – كما المجلس الوطني – ليظهر
للناس ارتباطها المشبوه فبمجرد تواصلها مع إيران وروسيا حكم عليها الشعب بالعمالة
والخيانة وسفّه أعضاءها ورئيسها...فانتهى أمرها.

كما أن محاولات أمريكا لتنظيم تشكيل عسكريّ متوافق مع نهجها أمر لا يجهله
المتابعون، فعن طريق ربيبتها تركيا عملت جاهدة على استقطاب قيادات عسكرية
من المنشقّين عن طريق جهاز المخابرات والاستخبارات التركية.

كلّ هذا وغيره يدلّل على خلاف ما ذهب إليه أصحاب الرأي الأول من أن أمريكا تراقب
عن كثب ولا تتدخل.

وهذا الرأي – كما أسلفت – يتناقض تماماً مع الرأي القائل بأن أمريكا تخشى تصاعد التأثير
 الإسلامي – على اختلاف أشكاله – في سوريا ....
فالتصرّف الطبيعي تجاه هذا التخوّف يقول أنه يتحتّم على أمريكا أن ( تسارع ) في التدخّل
والتأثير حتى لا يسبقها الداعون والعاملون إلى ( سوريا إسلامية ) لا أن تراقب فقط!!

وهذا الرأي هو الأقرب إلى الدقّة، ذلك أنه -عملياً – هناك سباق محموم بين أمريكا والتيار
الإسلامي  الذي يتصاعد تأثيره في الشام يوماً بعد يوم، ويزداد إقبال الناس عليه ساعة
بعد ساعة ما يؤثّر بالقطع على  ما تدبّره أمريكا من تلزيم القضية السورية إلى أصحاب
منهج ترتضيه ويساعدها على تحقيق غايتها: دعاة الديمقراطية والمدنيّة!!

وما القمم العربية والمبادرات الأمميّة والمهل المعطاة لنظام بشار إلا لسبب واحد:
عجز أمريكا الواضح في تحقيق هدفها، وبالتالي تعمل على تصعيد العمل العسكري ضدّ
الشعب السوريّ لتصل به إلى حالة يقبل فيها مبادراتها ومخططاتها الأمر الذي لم
يحقّق كذلك لها ما تريد، فقد ازدادت عزيمة الناس وتصاعدت تحدّياتهم للنظام رغم
ما يكابدونه من مصائب وتدمير وتقتيل.

أما المبادرة الأخيرة: مبادرة الأخضر الإبراهيميّ، فهي كذبة كبيرة وخدعة مفضوحة!!
فالمنطق يقول: أن الإبراهيمي يلزم أن يأتي بطرح جديد أو بإضافة واضحة على مبادرة
من سبقه ( كوفي عنان ) ليعطي الانطباع بأن عنده نظرة للحل في سوريا، وهذا
ما لم  يكن، فبعد الفشل الذريع لأمريكا - كما يصوّرون الحال- المتمثل بخطة كوفي عنان
والذي دلّ عليه ما أعلنه عنانُ نفسُه من فشل مبادرته وعجزه عن تحقيق شيء من بنودها
التي أعلنها وقت استلامه لهذا الملف، أتى الإبراهيمي دون أن يضيف شيئاً أو يغيّر شيئاً
من مبادرة مجلس الأمن تلك، بل اكتفى بالزيارات واللقاءات  التشاورية و ( جس النبض )
كما قال....
وعلى هذا أكاد أجزم أن مهمة  الأخضر الإبراهيمي هي: المزيد من المماطلة حتى انتهاء
الانتخابات الأمريكية!! 
ولن يحدث ما يفاجئنا لناحية مهمته هذه مطلقاً.
فالنظرة السياسيّة  الأمريكية الغبية  تجعلهم يظنون أن سوريا والشعب السوري
قابلون لأن يعملوا بـــ ( كبسة زر ) حتى تنتهي أمريكا من مشاغلها الداخلية
– الانتخابات – لتتفرّغ للحسم في سوريا!!

ثورة الشام عجزت دول الغرب أن ترسم لها طريقاً يحقق مصالحا حتى الآن
وثورة الشام باتت أقرب إلى الله من أيّ وقت مضى
وأحرار الشام باتوا لا يخشون إلا الله ولا يرتضون الموت إلا في سبيل الله
رفضوا كلّ مَن أرادت أمريكا أن تصنع منهم ساسة للشام بعد بشار
ورفضوا كلّ الطروحات التي لا علاقة لها بدين الله
وما بقي إلا أن يتم صقل تلك المعاني لتتوافق تمام التوافق مع شرع الله سبحانه
ليولد الكيان الذي تخشاه أمريكا والغرب ومّن صنعوهم ليسرقوا ثورة بارك الله أرضاً هي فيها...
دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوّة....لتذيقهم ممّا أجرمت أيديهم في شام الكرامة بإذن الله.

الخميس، 13 سبتمبر 2012

بالخلافة وحدها تتحقّق معاني نصرة النبي





الإساءة إلى نبيّ الله محمد صلوات ربي وسلامه عليه ليست وليدة اليوم
وليست مقتصرة على عرض فيلم هنا أو هناك يسيء إليه صلوات الله عليه
فقد سبق ذلك اعتداءات من مثل الرسوم الكاريكاتيرية الدنمركية وغيرها
كما حصل ذلك أيضاً في تونس قبل شهور قليلة في معرض ( فنيّ ) تخلله الاستهزاء بالإسلام
والوحي وبمحمد  صلى الله عليه وسلّم.
فالقضية متكرّرة، متواصلة، تختلف فيها الوسائل والأدوات والأساليب
وكذا ردّ الفعل عليها عند المسلمين، فردّ فعل الحكومات لا يرقى بحال إلى مستوى ردّ فعل
الناس بالرغم من أنّ رد فعل الناس أيضاً ليس هو الحل الناجع المانع لتكرار تلك الإساءات
مع شديد الاحترام والتقدير لعواطف  الناس المتأججة التي تأبى الدنيّة في دينها وتأبى أن يُشتم
نبيّها صلوات الله وسلامه عليه، وتكتفي الحكومات ببعض  الإجراءات التي لا تحقّق عزّة
ولا تعكس كرامة ولا تلبي حكماً من أحكام الله تعالى في المسألة!!
إن من واجب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علينا أن نحبه ونجله ونبجله ونعظمه ونتبع
سنته في الظاهر والباطن،وأن نذب عنه كيد الكائدين ومكر الماكرين .

ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، كتاب نفيس في هذه المسألة وهو
(الصارم المسلول على شاتم الرسول) ينبغي لكل مؤمن قراءته ، لاسيما في هذه الأزمان
التي تجرأ فيها كثير من المنافقين والملحدين على سب الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لما
رأوا تهاون المسلمين، وقلة غيرتهم على دينهم ونبيهم، وعدم تطبيق العقوبة 
الشرعية التي تردع هؤلاء وأمثالهم عن ارتكاب هذا الكفر الصراح. نسأل الله تعالى
أن يعز أهل طاعته ، ويذل أهل معصيته .

ولنقرأ معاً كيف كان الحالُ مع إيذاء النبي وسبّه
الصغيران اللذان قتلا أبا جهل الذي يسب رسول الله:
 عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ (بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي
فَإِذَا أَنَا بِغُلَامَيْنِمِنْ الْأَنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ
يَا عَمِّ هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ قُلْتُ  نَعَمْ مَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي قَالَ أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ رَأَيْتُهُ  لَا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ
مِنَّا فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ فَغَمَزَنِي الْآخَرُ فَقَالَ لِي مِثْلَهَا فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ فِي
النَّاسِ قُلْتُ أَلَا إِنَّ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي سَأَلْتُمَانِي فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلَاهُ ثُمَّ انْصَرَفَا
إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ أَيُّكُمَا قَتَلَهُ قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَا قَتَلْتُهُ فَقَالَ
هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا قَالَا لَا فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ فَقَالَ كِلَاكُمَا قَتَلَهُ سَلَبُهُ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ
وَكَانَا مُعَاذَ بْنَ عَفْرَاءَ وَمُعَاذَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ)
رواه البخاري.





إن الخلافة وحدها هي التي تقطع ألسنة السوء، فيبقى حصن الإسلام منيعاً، يحرسه فرسانه،
فلا يجرؤ أن يدنو من بنيانه عدوٌّ، ناهيك عن أن يتسلق البنيان. إن قضية الخلافة هي الإسلام
وليست العروش والتيجان ... 
إن الإساءة للإسلام هي إعلان حرب، تحرك الخلافةُ من أجلها الجيوش والصواريخ والقاذفات
لتنسي المسيء إلى الإسلام وساوس الشيطان، بل لن يجرؤ الكفار المستعمرون على الإساءة
للإسلام، خوفاً من الخلافة ورد فعلها، حتى دون الحاجة إلى تحريك الجيوش!
 إن تاريخ الخلافة ينطق بذلك، وحراستها للإسلام والمسلمين شاهد حي، ليس فقط تجاه من
يسيء لقرآن الإسلام ونبي الإسلام، بل حتى تجاه ما هو أقل من ذلك، وقصة المرأة التي أساء
لها اليهود في سوقهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتالهم وإجلاؤهم ...،
وقصة المرأة التي أساء إليها الروم فقاد الخليفة بنفسه الجيش لتأديبهم ثم كان فتح عمورية ...
ثم أولئك الذين حاولوا الإساءة إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في عهد الخلافة العباسية
عندما كان نور الدين زنكي والياً على الشام سنة 557هـ، فانطلق نور الدين بعلم الخليفة
العباسي إلى  المدينة المنورة وألقى القبض على أولئك النصرانيين وقتلهما انتصاراً لرسول
الله صلى الله عليه وسلم حيث كانا  يحفران خندقاً من منزل استأجراه قرب مسجد رسول
الله صلى الله عليه وسلم ليصلوا إلى قبره صلوات الله وسلامه عليه.
 حتى إن الخلافة وهي في فترات ضعفها كانت تحرس الإسلام والمسلمين، وتدخل الرعب
في قلوب الكفار المستعمرين.
 لقد ذكر برنارد شو في مذكراته سنة 1913م، أي في عهد ضعف الخلافة العثمانية،
ذكر أنه مُنِعَ من إصدار رواية  فيها شيء يسير يمس بالرسول صلى الله عليه وسلم ،
فمنعه اللورد شمبرلين (Chamberlain) خوفاً من رد فعل سفير دولة الخلافة العثمانية في لندن!

أيها المسلمون
من كان يحب رسول الله r فليعمل لإيجاد الخلافة.
ومن كانت مشاعره تثور تجاه من يسيء لرسول الله صلوات الله عليه فليعمل لإيجاد الخلافة.
ومن كان يغضب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فليعمل لإيجاد الخلافة.
ومن كان يحب أن يشفي الله صدور قوم مؤمنين ممن أساء لرسول الله صلوات ربي عليه
فليعمل لإيجاد الخلافة.
ومن كان يحب رسول الله  فليتبعه وليعمل على إيجاد الخليفة الذي يبايعه، فلا يموت ميتة
جاهلية...  «ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية».
ثم من كان يحب أن يحشر مع رسول الله  فليعمل لإيجاد الخلافة.
هكذا أيها المسلمون، فالله سبحانه يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، فألف وعظ ووعظ، وألف
صرخةٍ وصرخة، وألف تصريحٍ وتصريح ... تجاه من يسيء لرسول الله صلوات الله عليه
 لن تردعه قدر عشر معشار كلمة من خليفة مؤمن لجيشه  بقطع دابر ذلك المسيء الذي يلعنه
الله ورسوله والمؤمنون 
﴿إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا  والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً﴾.
«الإمام ـ الخليفة ـ جنة يتقى به ويقاتل من ورائه».
وإن ما يمنع الإساءة للإسلام معلوم لا مجهول:
إنها الخلافة على منهاج النبوة، فهي التي تصون الأرض والعرض، وهي الفرض وأي فرض،
فلمثل هذا، أيها المسلمون، فليعمل العاملون.

يقول الله تعالى :
( فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)