السبت، 11 يونيو 2011

ثــوري بـلاد الـشـــام



ملاحظة: وان كنا نوافق على المحتوى العام الداعي لاسقاط نظام المجرم الأسد وباقي الأنظمة التي لا تحكم بالإسلام في عالمنا الاسلامي، فاننا نتحفظ على بعض ما ورد في المادة مما هو مخالف للاسلام.

 ولا شك أن البديل عن هذه الأنظمة هي دولة الخلافة الاسلامية التي تحكم بشرع الله وليست الديمقراطية الزائفة ولا مفرزاتها النتنة

الخميس، 9 يونيو 2011

المصالحة الفلسطينية هزت الشرق الاوسط



لندن - - نشرت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية تقريرا أعده الصحافي والكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك، كشفت من خلاله عن تفاصيل التوصل إلى اتفاقية المصالحة بين "فتح" و"حماس" التي شكلت مفاجأة للعديد من الأطراف في المنطقة. وكتب فيسك يقول: "لقاءات سرية بين وسطاء فلسطينيين، ومسؤولين في الاستخبارات المصرية، ووزير الخارجية التركي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والقيادي في "حماس" خالد مشعل – تطلبت من الأخير رحلة سرية إلى دمشق والالتفاف حول مدينة درعا الثائرة - وحققت الوحدة الفلسطينية التي أزعجت كثيرا الإسرائيليين والإدارة الأميركية. وأنهت "فتح" و"حماس" أربع سنوات من الصراع في أيار (مايو) باتفاقية تعتبر حاسمة في سعي الفلسطينيين ومطالبتهم بدولة مستقلة.

وتظهر مجموعة من الرسائل المفصلة، التي اتفقت عليها جميع الأطراف، وحصلت "ذي اندبندنت" على نسخ منه، مدى تعقيد المفاوضات. كما سعت "حماس" وحصلت على دعم الرئيس السوري بشار الأسد، ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم. وكان من ضمن النتائج موافقة مشعل على إنهاء الهجمات الصاروخية من "حماس" على إسرائيل من غزة - لأن المقاومة ستكون من حق الدولة فقط - والموافقة على أن حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية ستكون على حدود عام 1967.

وقال أحد الوسطاء الرئيسيين، وهو رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري: "لولا وجود النية الحسنة من كافة الأطراف، ومساعدة المصريين وقبول السوريين – ورغبة الفلسطينيين في التوحد بعد بدء الربيع العربي، لما كان بإمكاننا تحقيق ذلك". يذكر ان المصري كان قد ساهم في إنشاء "منتدى فلسطيني" للمستقلين بعد حدوث الانقسام بين "حماس" والسلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها "فتح"، بعد فوز "حماس" الكبير في الانتخابات عام 2006. وأضاف المصري: "ظننت أن الانقسامات التي ظهرت ستكون كارثية وقد تنقلنا أربع سنوات جيئة وذهابا بين الأطراف المختلفة، طلب مني أبو مازن أن أكون وسيطا عدة مرات. وقد عقدنا اجتماعات في رام الله، كان لدينا أشخاص من غزة، والجميع شاركوا. كان لدينا قدرات كبيرة".

وخلال ثلاث سنوات، قام أعضاء المنتدى الفلسطيني بأكثر من 12 رحلة إلى دمشق والقاهرة وغزة وأوروبا، والكثير من المبادرات تم رفضها. وتعامل المصري وزملاؤه بشكل مباشر مع رئيس وزراء "حماس" إسماعيل هنية في غزة. وخرجوا بمبادرة تبادل الأسرى من أجل إخراج القيادي الفتحاوي مروان البرغوثي من السجون الإسرائيلية، ثم بعد أن هبت رياح الثورة في تونس ومصر، طالب الشباب الفلسطيني في الخامس عشر من آذار (مارس) بالوحدة وإنهاء الخصومة بين "فتح" و"حماس". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض دائما التحدث إلى عباس على أساس أن الفلسطينيين لم يكونوا موحدين. وحين تحدث عباس في السادس عشر من آذار عن انه "يفكر في الذهاب إلى غزة"، وقف المصري، الذي كان حاضرا، على كرسي وصفق بحرارة.

وقال المصري: "اعتقدت أن حماس سترد بطريقة إيجابية، ولكن في الأيام الثلاثة التالية بعد خطاب عباس، قدمت حماس ردا سلبيا. كان يريد انتخابات فورية وبلا حوار. لم تقدّر حماس ذلك، وذهب عباس إلى باريس وموسكو، للخروج من مزاجه السيئ، وفقا لبعض رفاقه. لكن المنتدى لم يستسلم".

وأضاف المصري: "كتبنا وثيقة - قلنا إننا سنذهب لرؤية المصريين، وتهنئتهم بالثورة. وهكذا عقدنا لقاءين مع رئيس الاستخبارات المصرية خالد عرابي، والتقينا محمد إبراهيم، وهو ضابط في الاستخبارات". وكان والد إبراهيم معروفا ببطولته في حرب عام 1973، حين أسر أعلى الضباط الإسرائيليين رتبة في سيناء. كما التقى الوفد مساعدي إبراهيم، نادر عسير وياسر عزاوي.

وذهب سبعة أعضاء من كل جزء في فلسطين لتمثيل الفريق في القاهرة. وهذه هي الأسماء التي ستكون في كتب التاريخ الفلسطيني في المستقبل. من الضفة الغربية، ذهب الدكتور حنا ناصر (رئيس مجلس جامعة بيرزيت واللجنة المركزية للانتخابات)، الدكتور ممدوح العكر (رئيس جمعية حقوق الإنسان)، مهدي عبد الهادي (رئيس جمعية سياسية في القدس)، هاني المصري (محلل سياسي)، إياد المسروجي (رجل أعمال في مجال الأدوية)، حازم القواسمي (مدير منظمة غير حكومية)، ومنيب المصري نفسه.

ومثل قطاع غزة كل من إياد السراج (الذي لم يتمكن من الذهاب إلى القاهرة بسبب المرض)، مأمون أبو شهلة (عضو في مجلس بنك فلسطين)، فيصل الشوا (رجل أعمال ومالك عقارات)، محسن أبو رمضان (كاتب)، راجح الصوراني (رئيس المجلس العربي حقوق الإنسان، ولم يذهب إلى القاهرة)، أبو حسن (عضو في الجهاد الإسلامي أرسله السراج)، وشرحبيل الزعيم (محام من غزة).

ويذكر المصري: "أمضى هؤلاء الرجال وقتا طويلا مع كبار رجال الاستخبارات المصرية، التقيناهم في العشار من نيسان (ابريل) لكننا أرسلنا وثيقة قبل وصولنا إلى القاهرة. وهذا ما جعل اللقاءات مهمة. في غزة، كان هناك "جانبان" مختلفان. وهكذا تحدثنا عن الوضع الدقيق، عن الغزيين في "سجن" غزة، وعن حقوق الإنسان، والحصار المصري، وعن الكرامة. كان الشوا يقول "نحن نشعر اننا بلا كرامة - وهذه غلطتكم". وقال عسير احد رجال الاستخبارات: "سنغير كل ذلك".

وأضاف المصري: "في الساعة السابعة مساء، عدنا والتقينا خالد عرابي ثانية، قلت له: انظر، أحتاج إلى هذه الأشياء من جانبك. هل تريد مبادرة جديدة، حزمة تضمن الفوز للجميع؟ هل ما يزال الملف الفلسطيني مرحبا به في القاهرة؟، فأجاب: "إنه طويل بعض الشيء، لكنه يعجبنا. هل يمكنكم الضغط على كل من (فتح) و(حماس) لإحضارهم إلى هنا؟ سنعمل معكم. اذهبوا وانظروا ما ستقوله (فتح) و(حماس) - وتعاملوا مع هذا بسرية". وافقنا، ثم ذهبنا لرؤية عمرو موسى (وهو الآن مرشح للرئاسة المصرية) في الجامعة العربية. وكان في البداية حذرا جدا – لكن في اليوم التالي، كان فريق عمرو موسى إيجابيا جدا. قلنا: امنحوا الأمر فرصة، وقلنا إن الجامعة العربية أنشئت من أجل فلسطين، وان لها دورا كبيرا في القدس".

وذهب الوفد للقاء نبيل العربي في وزارة الخارجية المصرية، وقال المصري: "قال لنا نبيل العربي: "هل يمكنني إحضار وزير الخارجية التركي؟"، الذي كان في القاهرة، وهكذا تحدثنا عن المبادرة معا. ولاحظنا وجود تقارب بين وزارة الخارجية والاستخبارات. ولهذا وجدت أن مصر "الجديدة" تتمتع بالكثير من الثقة - كانوا يتحدثون أمام تركيا، أرادوا التحدث امام تركيا. لذلك وافقنا على أن نتحدث جميعا، ثم عدت مع الآخرين إلى عمان في التاسعة مساء".

وذهب الفريق إلى الضفة الغربية حيث أفاد المصري: "كنا سعداء، ولم نشعر بهذا الإحساس من قبل"- وأخبر عزام الأحمد (رئيس وفد "فتح" للمصالحة) أنهم اعتزموا أن يدعموا مبادرة محمود عباس حول غزة. وأضافوا :"كانت لنا سبعة لقاءات عظيمة في فلسطين لوضع كل الحركات هناك والمستقلين في الصورة. وأعطانا عباس بالفعل مرسوما رئاسيا. تكلمت مع خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحماس الذي يعيش في دمشق) بالهاتف. وقال: (هل يوافق عباس على هذا؟). قلت إن هذه ليست القضية. ذهبت إلى دمشق في اليوم التالي مع حنا ناصر ومهدي عبد الهادي وهاني المصري. وبسبب كل الظروف الصعبة في سوريا اضطررنا لنسلك طريقا التفافيا حول درعا. كانت علاقتي حسنة مع مشعل. وقال إنه قرأ وثيقتنا- وأنها تستحق التفحص".

وكانت تلك إشارة لعدم الثقة المتبادل بين "حماس" و "فتح" بحيث أن كلا منهما كان يدقق في معرفة رد فعل الطرف الآخرعلى المبادرة قبل أن يتخذ قراره. وقال المصري :"قال لي مشعل : ماذا يقول أبو مازن؟) ضحكت وأجبته (أنت دائما تسألني نفس السؤال- ولكن ماذا تريد أنت؟). التقينا مع زملاء مشعل، أبو مرزوق وعزت الرشق وعبدو عبد الرحمن. وراجعنا الوثيقة لمدة ستة ساعات ونصف الساعة. والشيء الوحيد الذي لم نحصل عليه من مشعل كان أن الحكومة يجب تشكيلها بالتوافق. أخبرناه لأن الحكومة ستكون حكومة وحدة وطنية- على أساس التفاهم بأنها ستشرف على الانتخابات وترفع الحصار عن غزة وتعيد بناء القطاع، وأن علينا الالتزام بالقانون الدولي، بميثاق الأمم المتحدة وقرارات الأمم المتحدة. وطلب مشعل مهلة ثلاثة أو أربعة أيام. ووافق على أن المقاومة يجب أن تقتصر على ما فيه (المصلحة الوطنية للبلاد)- ويجب أن تكون أخلاقية. ولن تكون هناك صواريخ أخرى على المدنيين. وبكلمات أخرى، لا مزيد من الهجمات الصاروخية انطلاقا من غزة".

وأخبر مشعل المصري وأصدقاءه أنه قابل الرئيس السوري بشار الأسد، ونائبه فاروق الشرع ووزير خارجيته وليد المعلم. "وقال مشعل إنه أراد الحصول على دعمهما- ولكن في النهاية فالقرار للشعب الفلسطيني. كنا سعداء للغاية وقلنا (هناك اختراق صغير). وقال مشعل (لن نخذلكم). قلنا سننقل كل ذلك ل"فتح" والمستقلين في الضفة الغربية وللمصريين. في الضفة الغربية وصفت "فتح" الاتفاق بأنه (مبادرة "حماس")- لكننا قلنا لا، إنها صادرة عن الجميع. وبعد يومين قال مشعل إنه تحدث مع المخابرات المصرية وأنهم راضون عما قدمناه".

وكانت المفاوضات ناجحة. واقتنع المصري بإرسال اثنين من كبار رجالاته إلى القاهرة. وكان فريق المصري يأمل بأن يفعل عباس الشيء نفسه. وسافر أربعة رجال- اثنان من كل جانب- إلى القاهرة يوم 22 نيسان (أبريل). وقبل عام من ذلك، عندما حدث جمود في المفاوضات بين الحركتين في مصر، حاول نظام مبارك وضع المزيد من العراقيل في طريقهما. والتقى مشعل دون جدوى مع عمر سليمان- مدير استخبارات مبارك وأفضل صديق لاسرائيل في العالم العربي في مكة. وكان سليمان يعمل فعليا لصالح الاسرائيليين. والآن تغير كل شيء كليا.

وفي اليوم الذي توجه فيه عباس ومشعل إلى القاهرة، ذهب الجميع عدا رئيسي الحكومتين المتنافستين، فياض وهنية. ووافقت "حماس" خلال السنوات الأربع الماضية على أن اسرائيل استولت على المزيد من الأراضي في القدس وبنت مستوطنات إخرى كثيرة في الضفة الغربية المحتلة. وكان مشعل غاضبا عندما اعتقد أنه لن يتحدث من المنصة مع الآخرين- وهذا ما حدث خلال الاحتفال - ووافقت "حماس" على حدود 1967، أي اعترفت فعليا بوجود اسرائيل، وعلى الإشارة لـ "المقاومة" وعلى إعطاء عباس مزيدا من الوقت للتفاوض.

وإذا شاركت "حماس" في الحكومة، فعليها أن تعترف بدولة اسرائيل. ولكن إن لم يشاركوا، فليسوا مضطرين للاعتراف بأي شيء. ويقول المصري: "ليس من العدل ألقول (على "حماس" أن تفعل ما يلي). المقاومة يجب أن تكون تبادلية. ولكن ما داموا غير مشاركين في الحكومة الفلسطينية، فهم مجرد حزب سياسي وبإمكانهم أن يقولوا ما يريدون. وهكذا يتوجب على أميركا أن تكون مستعدة لرؤية "حماس" موافقة على تشكيل الحكومة. وستلتزم الحكومة بقرارات الأمم المتحدة - والقانون الدولي. ويجب أن يكون ذلك مشتركا. الجانبان كلاهما أدركا أنهما ربما يفوتان قارب الربيع العربي. لست أنا الذي فعلت ذلك - إنها حصيلة تركيبة من جهود كثيرة. ولو لم يرجع ذلك لمصر ورغبة الفصيلين الفلسطينيين، فلم يكن ذلك ليحدث". وفي أعقاب الاتفاق، وافق أنصار "حماس" و"فتح" على وقف اعتقال كل فصيل لأعضاء في الفصيل الآخر.

لقد كُشف النقاب عن القصة السرية للوحدة الفلسطينية الآن. وكان رد فعل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على الأخبار - بعد أن رفض في البداية التفاوض مع الفلسطينيين لأنهم منقسمون - هو القول بأنه لن يتفاوض مع عباس إذا دخلت "حماس" في الحكومة الفلسطينية. ورفض الرئيس اوباما فعليا مبادرة الوحدة الفلسطينية. لكن حدود 1967 تعني أن "حماس" تقبل اسرائيل وأن مبادرة "المقاومة" تعني وضع حد لصواريخ غزة على اسرائيل. والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة تعني أن السلام يمكن أن يكتمل وأن دولة فلسطينية ستخرج إلى الوجود. وهذا، على الأقل، هو رأي الجانبين الفلسطينيين كليهما. وسينتظر العالم ليرى ما إذا كانت اسرائيل سترفض الاتفاق من جديد.




الثلاثاء، 7 يونيو 2011

آمنت بالبعث رباً لا شريك له وبالعروبة ديناً ماله ثانٍ


كُتب بتاريخ 15/7/2008

" آمنت بالبعث رباً لا شريك له وبالعروبة ديناً ماله ثانٍ
الله والأديان والرسل دمًى محنطة في متحف التاريخ.."

حتى نهاية السبعينات من القرن الماضي
كانت العبارات أعلاه يُتشدّق بها من قبل النظام السوري وزبانيته
وكُتّابه ومفكريه ومثقفيه
ربهم البعث
لا شريك له
ودينهم العروبة
ليس لهم دين ثان
والرسل دمى محنطة
في متحف التاريخ

فما أشبه الأمس باليوم واليوم بالأمس
تلك كانت شعاراتهم ودلّت عليها أفعالهم
ولن نسرد تاريخك يا " بعث " فالكتب تحفل به وبفضائحه
وقد صدقتم فيما قلتم أن البعث إلهكم لأنكم لم تعبدوا الله يوما ولم توحدوه وتمجدوه
وقد صدقتم مع أنفسكم حين قلتم أن العروبة دينكم
فقد شهد تاريخكم أن لا علاقة لكم بدين الله من قريب ولا من بعيد
وقد أثبتم أنكم مقتنعون أن الرسل دمى محنطة بعهركم وسفهكم وفجوركم ومحاربتكم للدين الذي أتى به الرسول صلوات ربي وسلامه عليه
فعلى مرّ تاريخكم
مروراً بالأسد الكبير
وصولا إلى الشبل الصغير
أقنعتم كل ذي عقل أنكم براء من دين الله
ورسالة نبي الله
وإتباع شرع الله
بل وأثبتم - زيادة في طغيانكم - أنكم أكثر بكثير من هذا وذاك

فقد كنتم معول هدم عظيم لكل ما هو من دين الله
وأثبتم أنكم أتباع مخلصون لأعداء الله بموالاتكم لهم على مرّ تاريخكم، أسدا كبيرا وشبلا صغيرا
لا ترحمون صغيرا ولا كبيرا
فحماة وحلب وحمص وغيرها تشهد على جرائمكم أيام مدرسة المدفعية
فلم يسلم منكم شيخ ولا امرأة ولا طفل
وحتى الحجر والشجر بعد البشر دُمّروا تدميرا
تتشدقون بالعروبة وأنكم حُماتها
وأنتم " عفالقة " من رأسكم حتى أخمص أقدامكم
تتشدقون ويتشدق شيوخ " الدعاية والإعلان والإعلام " عندكم بالدين والحرص عليه
مع أنكم لم تنكروا يوما أن البعث الهكم
وتضحكون على السذج من الناس - كما يفعل غيركم - فتقولون أن الإسلام مصدر من مصادر تشريعاتكم
فسحقا لكم سحقا !!
وأفّ لكم أفّ أنتم وما تعبدون من دون الله
وهل أنبئكم بالأخسرين أعمالا عندكم؟؟
إنهم " شيوخ " الغفلة ومعاتيه البشر ممن يروجون لكم ويبررون سوء أفعالكم وجرائمكم
ذاك صنف
والصنف الثاني تلك الجماعات التي ادعت النهضة والدعوة لدين الله بالحوار والوسطية والمسامحة لكم على
ما ارتكبتم من جرائم في حق المسلمين في سوريا
تلك الجماعة التي ما فتئت تطالب بالحوار معكم
فكما تحالفت تلك الجماعة من " العفالقة" والاشتراكيين والوطنيين بحلف واحد
فإنها لا تُمانع، كما لم تمانع دوما، في سوريا وغيرها، أن تكون ضمن النظام بشرط: إجراء شيء من التعديلات
والتخلص من تفرد الحاكم وحزبه في الحكم وتسلطه على الرقاب
شرط يتفق معهم عليه العلماني والبعثي الاشتراكي والقومي الوطني فبماذا تختلفون؟
وبماذا تتمايزون؟
وكيف تتميزون؟
وأين تلتقون وأين تختلفون؟؟

منذ الأسد الكبير، الذي أراق الدماء فتشبعت منها الطرقات
الذي خلع خمار الحرائر عن وجوههن
ومزّق ما يستر أجسادهن من لباس شرعي
في الساحات والطرقات
وفناء الجامعات

إلى الشبل الصغير الذي داس قرآن الله العظيم بقدميه !!
لا فرق إن داسه هو أو داسته زبانيته، ففي النهاية هم رجاله ويأتمرون بأمره
عرفنا رجال سوريا رجالاً
ولم نعرفهم أقزاماً ولاعبيداً
عرفناهم ذوي نخوة ومروءة
ولم نعرفهم أنذالاً فاقدين للكرامة
فهل أنتم على ما نعرفكم عليه؟
هل رجالكم رجال؟
وحرائركم حرائر؟؟
هذا ما يجب عليكم أن تثبتوه لأمة سيدنا وسيدكم محمد صلوات ربي وسلامه عليه
هذا ما يجب عليكم أن تثبتوه أمام خالقنا وخالقكم العلي العظيم الجبار
هذا ما يجب عليكم أن تثبتوه دفاعا وحرصا على قرآنكم قرآن رب العالمين
الذي في طياته العبر لنا كيف قصم الله الجبابرة وجعل أراضيهم عاليها أسفلها حين لم تتمعّر وجوههم غضبا لله
ولدين الله
أثبتوا ذلك أمام ظلمة النظام عندكم
أثبتوه في وجه من خنع من علمائكم
أثبتوه أمام من تخاذل من جماعات التخاذل الذين ضل سعيهم وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا
الحمد لله رب العالمين
الحمد لله العلي الجبار العظيم
الحمد لله القوي العزيز المنتقم

سيف الدّين عابد




الاثنين، 6 يونيو 2011

نصرة أهلنا في الشام







 
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". أخرجه أحمد (2/91 ، رقم 5646) ، والبخاري (2/862 ، رقم 2310) ، ومسلم (4/1996 ، رقم 2580) ، وأبو داود (4/273 ، رقم 4893) ، والترمذي (4/34 ، رقم 1426) وقال : حسن صحيح غريب . والنسائي فى الكبرى (4/309 ، رقم 7291) ، وابن حبان (2/291 ، رقم 533) . وأخرجه أيضًا : القضاعي (1/132 ، رقم 169) ، والبيهقي (6/201 ، رقم 11908).

قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: قَوْله : (لَا يَظْلِمُهُ) هُوَ خَبَرٌ بِمَعْنَى الْأَمْرِ فَإِنَّ ظُلْم الْمُسْلِمِ لِلْمُسْلِمِ حَرَام, وَقَوْله : "وَلَا يُسْلِمُهُ" أَيْ لَا يَتْرُكُهُ مَعَ مَنْ يُؤْذِيه وَلَا فِيمَا يُؤْذِيه, بَلْ يَنْصُرُهُ وَيَدْفَعُ عَنْهُ, وَهَذَا أَخَصّ مِنْ تَرْك الظُّلْم وَفِي الْحَدِيثِ حَضّ عَلَى التَّعَاوُنِ وَحُسْن التَّعَاشُر وَالْأُلْفَة, وَفِيهِ أَنَّ الْمُجَازَاةَ تَقَعُ مِنْ جِنْس الطَّاعَات. انتهى كلامه رحمه الله، ولقد أدرك ابن عباس فضل قضاء الحوائج فترك اعتكافه في المسجد ليمشي في حاجة أخ له، ويذكر ابن رجب عن بعض السلف فيقول: كان أبو وائل يطوف على نساء الحي وعجائزهن كل يوم فيشتري لهن حوائجهن وما يصلحهن. وقال مجاهد: صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني. وكان كثير من الصالحين يشترط على أصحابه أن يخدمهم في السفر.

الأحد، 5 يونيو 2011

المجلس الانتقالي الليبي... وتدمير ليبيا




قرار مجلس الأمن رقم 1973 الذي صدر في 17 آذار 2011م كان الداعي لصدوره كما أعلن: فرض منطقة حظر جوي في ليبيا واتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في ليبيا
وبالرغم من اللغط الكثير الذي دار حول مشروعية وقانونية صدور مثل هذا القرار الذي يجيز للدول الغربية التدخل في شأن داخلي لدولة تحت مبرر " أخلاقي" هو حماية المدنيين فإن الشكوك تزداد يوماً بعد يوم في الهدف من صدور هذا القرار
لا شك أن الغرب كلّه لا يعبأ بدماء المسلمين في كلّ بقاع الأرض إن سالت، وليس في ليبيا فقط
والحافز " الأخلاقي" الذي يدّعونه كعامل أساس لصدور هذا القرار لم يُطبّق على غير ليبيا رغم الجرائم والفظائع التي حصلت، كما حصل في غزة في فلسطين مثلاً وفي غيرها..

صدر القرار قبل ما يقرب من سبعين يوماً
وبتتبع ما " أنجزته" قوات الناتو نجد أنها قد دمّرت – أو كادت – كلّ البنية التحتية للقوات الليبية والجيش الليبي
في حين أن جواسيسهم على الأرض قادرون –إن أرادوا – أن يُحدّدوا موقع القذافي وأركان نظامه الذي يسنده ثمّ تدكهم دكاً...غير أنها لم تفعل!!
والملاحظ أيضاً أنهم قد حدّدوا وقيّدوا حركة الثوّار في ليبيا، فمنعوهم في بعض الأحيان من التقدّم غرباً مع قدرتهم على التقدّم.
كما يُلاحظ أن قوات القذافي لا زالت تدكّ مناطق من المفترض أن قوات الناتو تحمي المدنيين فيها في شرق البلاد، وأن ضرب قوات القذافي لتلك المدن تستمر أياماً طويلة دون أن تُسكت نيرانها قواتُ الناتو!!
وقد سبق أن استهجن هذا الأمر القائد العسكري للثوار المنشق عن القذافي اللواء عبد الفتاح يونس وانتقد أداء قوات الناتو في حماية أهل مصراتة التي استمر القذافي بضربها شهراً كاملاً دون أن يستطيعوا ردعه!!



ولا أعتبر حالة المجلس الانتقالي الليبي " خيبة أمل"...فمجلس يستعين بدول يعلم أطماعها في ليبيا، ويعلم استماتتهم لوضع أيديهم على خيراتها، لا يمكن بحال أن أحسن الظنّ به
وتواصله الأخير مع الكاتب اليهودي الفرنسي برنارد هنري ليفي، والرسالة الشفهية التي نفى المجلس الانتقالي أنه أرسلها من خلال هذا اليهودي إلى رئيس وزراء كيان يهود في فلسطين يدل على أن المجلس – على أقل تقدير- جاهز أن تكون قضية التعاون مع كيان يهود موضع بحث!!
ويدل على ذلك أسلوب نفيهم للخبر حيث قال عبد الجليل في تصريحات صحفية "استقبلنا ليفي بوصفه موفدا خاصا من الرئيس الفرنسي ولم نتحدث أبدا معه عن نيتنا إقامة علاقات مع "إسرائيل"، وأضاف "نحن أعضاء في الجامعة العربية وندعم الجهود التي يبذلها الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقلة".

في حين أنه يمكن ربط هذا الكلام بما نشرته تقارير إعلامية في منتصف شهر أيار  المنصرم، حول اتفاق بين إسرائيل والمجلس الانتقالي الليبي ''بدعم إسرائيل للمجلس على أن يتم الموافقة على إنشاء قاعدة عسكرية إسرائيلية بمنطقة الجبل الأخضر في منطقة البيضاء لمدة 30 سنة''، وتشير الوثيقة إلى أن إسرائيل تلتزم مقابل ذلك بقيام جيشها ''بتدريب الثوار وتقديم الدعم لهم والأسلحة في حربهم ضد القذافي، مع الضغط على الدول الغربية للاعتراف بالمجلس''. هذه الوثيقة تم توزيعها خلال مؤتمر للقبائل الليبية انعقد منتصف الشهر الماضي في طرابلس، وحسب الموزعين للوثيقة فقد نشر مضمونها في صحيفة 'غازيتا رى' الروسية، سربها إليها ضابط أوكراني.

مما يُفهم من هذا ومن غيره، أن المجلس الانتقالي في ليبيا قد ركن إلى الغرب وربط نفسه به ومكّنه من ليبيا مكنة لن يستطيع الانفكاك منها إن فكّر أن يفعل طالما استمر اعتماده عليهم وفتحه المجال لهم ليرسّخوا أقدامهم ويستولوا على البلاد والعباد
إن أفضل ما يمكن أن يفعله هذا المجلس الانتقالي اليوم: أن يتراجع عن الاستعانة بالغرب، ويطالبهم بالخروج من البلاد قبل أن تترسّخ أقدامهم أكثر، وقبل أن يدمّروا ما بقي من بنى تحتية لم يدمروها بعد
وأن يعلم أن القوة لله، والأمر لله، ولن يستطيع الغرب كلّه أن يقرر ما لم يقرره الله، وأن الله ناصر من استعان به واستنصره، وخاذل من استعان بأعداءه ووالاهم وركن اليهم.

وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ



الدولة الإسلامية التي ندعو لها..الدولة التي نريد



إن الدولة الإسلامية التي ندعو لها دولة عصرية في طريقة عيشها وحياتها … ليست دولة الناقة والجمل ولكنها دولة الطائرات والمركبات الفضائية
ليست دولة المغر وبيوت الشعر ولكنها دولة البيوت العمارات والفلل والقصور
ليست دولة قطرية ضعيفة إن ملكت الثروة لا تملك اليد العاملة وان ملكت اليد العاملة لا تملك الثروة ، وان ملكت هذا وذاك لا تملك الإرادة المستقلة …ولكنها دولة واحدة تضم العالم الإسلامي كله من أقصاه إلى أدناه تملك الثروة واليد العاملة والقرار السيادي والإرادة المستقلة
إن الدولة التي ندعو لها ليست دولة بيروقراطية متخلفة الإدارة، بطيئة في الاستجابة لحاجات مواطنيها، ولكنها دولة ذات حكم مركزي وإدارة لا مركزية شعارها البساطة في التعامل والسرعة في الانجاز ، فيها السيادة للشرع والسلطان للأمة ، الأمة تختار حاكمها عن طريق صناديق الاقتراع بشفافية بعيدا عن التزوير والغش
ليست دولة دينية بالمعنى النصراني ، لا عصمة للحاكم ، ولا هو ظل الله في أرضه ، بل دولة بشرية ، الحاكم يخطأ ويصيب.
 دولة قائمة على المشورة، لا يقطع الحاكم أمرا إلا بالمشاورة مع الأمة وصولا إلى الرأي الصحيح
دولة تمارس الأمة فيها حق محاسبة الحكام ومراقبتهم والإنكار عليهم
دولة فيها آليات واضحة المعالم في طريقة تنصيب الحاكم وفي انهاء حكمه
دولة تحفظ أموال الأمة من السرقة واللصوصية، وتسترد الأموال التي نهبت وتحاكم اللصوص وتعاقبهم فورا دون مماطلة أو تسويف لعقد صفقات قذرة
دولة تقوم باستخراج البترول والغاز والحديد والنحاس واليورانيوم وغيرها من المعادن والثروات ،بسواعد وعقول أبنائها ، وتشرف بنفسها على الاستخراج والتصنيع والبيع وتوزيع العائدات على الأمة على شكل سلع أو خدمات.


دولة تملك قرارها وسيادتها لا تمنح امتياز استخراج الثروات لشركات خاصة أجنبية تأكل ثروات الأمة
إنها دولة تلبي الحاجات الأساسية للمواطنين فردا فردا من غذاء وملبس وتعليم وعلاج ومواصلات وطاقة، وتمكنهم من الحصول على الكماليات
دولة توفر فرص العمل لمواطنيها القادرين على العمل وتنفق على غير القادرين
دولة تحترم عقول أبنائها تفتح لهم أبواب الإبداع وصقل المواهب وتمدهم بأسباب البحث العلمي وتجري عليهم الأموال الكافية لاستمرار أبحاثهم وتجاربهم
دولة تقضي على الربا وتمكن الناس من امتلاك عقاراتهم ومشاريعهم برؤوس الأموال التي اقترضوها وتسقط عنهم الربا المترتب على الديون.
دولة تنفق أموالها على المشاريع المنتجة المتمثلة في الزراعة والصناعة الثقيلة وصناعة الآلات والصناعة العسكرية فهذه الصناعات هي التي تجعل البلد صناعيا، وتعمل على تحسين الصناعات التحويلية والاستخراجية والصناعات الخفيفة
دولة تحرص على بناء الطبقة التحتية بكلفة حقيقية وليست وهمية ، كلفة تنفق على المشروع فقط وليس على أصحاب الكراسي
إنها دولة تشبع حاجة كل فرد من مواطنيها وتوفر له الحياة الكريمة، فإذا سرق بعد ذلك استحق العقاب
إنها دولة تمنع أسباب الفساد الأخلاقي من خلوة واختلاط  وفجور وسفور وأفلام إباحية ، وتمكن الشباب من الزواج، فإذا زنى بعد ذلك استحق العقوبة
إنها دولة تحافظ على أمن المجتمع فلا تتعاقد مع البلطجية والشبيحة والمجرمين لإرهاب الناس وسلب أموالهم واقتسامها مع أصحاب السلطة ، ولا تتعاقد مع بعض الحركات للقيام  بتفجيرات يسقط فيها أبرياء ثم تقوم بملاحقة الفاعلين واعتقالهم لتثبت لأمريكا أنهم جادون في محاربة الإرهاب وأنهم يستحقون بعضا من جزرتها.
إنها دولة قوية تورث مواطنيها العزة والأنفة ليسيروا مرفوعي الهامات يفخرون بانتمائهم لها، دولة تستطيع حماية مواطنيها في كل أرجاء الأرض وتفرض احترامهم على كل دول العالم.
إنها دولة مفتوحة الحدود يتحرك مواطنيها في كل الأرض العربية والإسلامية، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب بكل سهولة ويسر دون حواجز ولا جمارك ولا أسلاك شائكة، يتحرك فيها العمال ورؤوس الأموال بسهولة ليصبح مواطنوها في عيش رغيد.
إنها دولة تقيم شرع الله في مواطنيها لتجعل منهم امة تستحق رحمة الله ومغفرته ونعمه قال تعالى( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) 96 الأعراف
دولة تقتدي بدولة رسول الله صلى الله عليه وسلم
الدولة الإسلامية التي أقامها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة كانت دولة عصرية في قوانينها وأنظمتها وأساليبها وطرقها
قامت الدولة الإسلامية بإعمال البناء منذ اللحظة الأولى التي قدم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ أمر ببناء المسجد الذي كانت تدار منه الدولة، فلم يكن مجرد مكان للصلاة وتلاوة القرآن بل كان دار علم وقضاء وإفتاء ، فيه تعقد ألوية الجيش وفيه تجمع أموال الزكاة وفيه تنفق الأموال على مرافق الدولة .. ولذلك نهى الرجال عن منع النساء من الذهاب إلى المسجد حتى تشارك في الحياة العامة وتكون على اطلاع لما يدور حولها من أمور السياسة والحكم .
وضعت الدولة أول دستور مكتوب في تاريخ العرب ، فمنذ وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بكتابة أسماء المسلمين أنصارا ومهاجرين واسم قبائلهم ، ووضع وثيقة لتنظيم العلاقات بين المواطنين (سكان المدينة) من مسلمين ومشركين ومنافقين ويهود، ونظم بينهم السلم والحرب …الخ
وحدت الدولة الإسلامية بين القبائل العربية المتناحرة على أساس ثابت ومتين وهو رابطة العقيدة الإسلامية، فلا وطنية تجعل الأنصار في المرتبة الأولى لأنهم أصحاب الأرض والمهاجرين في الدرجة الثانية لأنهم غرباء أو ضيوف، ولا قومية تعلي من شأن العرب وتشعر بلال الحبشي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي بالدونية والغربة ، بل كلهم أبناء امة واحدة يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم.
بنت الدولة سوقا للمسلمين ليتاجروا فيه ويستقلوا بتجارتهم عن أسواق ليهود
اشترت الدولة بئرا للمسلمين حتى لا يظلوا معتمدين  في شربهم على بئر اليهود
طورت الدولة الأسلحة، فبعد أن كان العرب لا يعرفون إلا السيف والرمح ومتعلقاتها، ما هي إلا سنوات قليلة حتى استطاع المسلمون أن يصنعوا الدبابة والمنجنيق واستخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم في حصار الطائف..
استخدمت الدولة أساليب جديدة في القتال ، فبعد أن كان العرب يستخدمون أسلوب الكر والفر في القتال استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم أسلوب الصفوف في القتال، وحفر الخنادق حول المدن والمنجنيق لهدم الحصون .. وهذه أساليب لم تكن العرب تعرفها
بل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من استخدم أسلوب المسيرات فقد أمر صلى الله عليه وسلم المسلمون أن يخرجوا من دار الأرقم بن أبي الأرقم إلى الكعبة  في صفين على رأس احدهما حمزة بن عبد المطلب وعلى الصف الأخر عمر بن الخطاب وسار هو بين الصفين. متحديا زعماء مكة تحديا سافرا
أن حضور المسلمين إلى المسجد خمس مرات في اليوم في لقاء وتلاحم بين القائد وأمته واستشارته لهم في كل قضية ، وخطبته الأسبوعية في صلاة الجمعة هي بمثابة خطاب أسبوعي يوجه من رئيس الدولة إلى شعبه ، فهل يوجد في دول اليوم رئيس أو ملك يلتقي بشعبه خمس مرات يوميا إضافة إلى اللقاء الأسبوعي
إن خروج المسلمين جميعا رجالا ونساءا وأطفالا ، شيبا وشبابا مرتان في السنة لصلاة العيد هو مهرجان عظيم يحتفل فيه قائد الأمة مع رعيته ، قريب منهم يعرف مطالبهم ومظالمهم فيرفع عنهم الظلم ويلبي لهم الحاجات ، فهل يوجد في كل دساتير العالم مثل هذا اللقاء الدوري
هذه هي الدولة التي نريد، ولا يتحقق ذلك إلا في دولة خلافة على منهاج النبوة

كتبتها: نجاح السباتين

أبواق الأنظمة... سوريا كمثال






أعداد هائلة من أهل سوريا يخرجون يومياً إلى الشوارع يهتفون بعبارات متنوعة لكنها تصبّ كلها في معنى واحد ومطالبة واحدة وهي: سقوط النظام
ويتصاعد منحى التظاهرات العارمة يوم الجمعة ثمّ السبت، ولا يعني الغياب عن الشارع في باقي الأيام، وتقريباً تشمل هذه التظاهرات كافة المدن والقرى السورية إلا ما ندر.
وفي ظلّ نظام من أعتى الأنظمة القمعية في بلادنا وأشرسها في التعامل مع البشر، لا يُتصوّر خروج كلّ الناس مطالبين بسقوط طاغية سوريا، وقد أعجبتني لفتة من أحد السوريين الشرفاء حين سألوه في قناة فضائية: أن من يخرج إلى الشوارع لا يتجاوزون عدة ألوف من الناس، فهل يمثلون الشعب السوري؟
فقال: إن مجرد التفكير بالخروج إلى الشوارع للمطالبة بسقوط النظام أمر عظيم، ويحتاج إلى شجاعة كبيرة في ظل الرعب والخوف الذي كرّسه النظام، وخروج الشخص الواحد إلى الشارع وهو يعلم ما قد يكون مصيره هو قمة الشجاعة، والشخص الواحد بعمله هذا يمثل مائة شخص – ويعني الشجاعة - ، أضف إلى ذلك أن الفرد الواحد يمثل مجموعة خلفه، من عائلته وأقربائه، فهم على رأيه، وهذا عدا عن شريحة كبيرة من الناس يمنعها خوفها من الخروج للشارع مع رفضها للنظام... انتهى
فبالمجموع: من لا يريدون النظام هم الأغلبية من الشعب السوري، ومشاهدة جنازة لشهيد أو شهداء يمشي فيها ما لا يقل عن عشرة آلاف إنسان تعني الكثير، ولا يمكن بحال أن يُقبل رأي من يستهين بهكذا عدد!!
كلّ يوم في سوريا يسقط شهداء وجرحى، كما أنه في كلّ يوم يزداد عدد المتظاهرين الثائرين، إذن: المعادلة ليست في صالح النظام بحال من الأحوال، وتؤكد أنّ القمع والترهيب والقتل لا يزيد الناس إلا إصراراً فوق إصرارهم.
ويُبدعُ " الثوار " في التعاطي الإعلامي مع تلك الأحداث – مع شحّ الإمكانيات -، ووقع هذا الإبداع له تأثير واضح على شريحة طويلة من الناس المترددين وغيرهم
فالشعارات المستخدمة لا يملك المسلم حين يراها إلا أن يتفاعل معها تفاعلاً ايجابيا، فشعار "جمعة الحرائر" على سبيل المثال أوقدت نار الحرص على الأعراض والكرامات.
و "جمعة حماة الديار" جعلت النظام يسقط في يده، وخشي من تزعزع الولاء والطاعة بين أفراد قوات الجيش السوري التي هي محلّ شك في الأصل، والشاهد على ذلك عدد القتلى من أفراد الجيش التي يقول " حقوقيون" أن من يقتلهم هم قوات الأمن " وشبيحة" بشار حين يرفضون إطلاق النار على أهلهم.
و كذا جمعة أطفال سوريا  وجمعة أطفال الحرية وحمزة الخطيب والشهداء الذين سقطوا منهم
كلّ هذه المسمّيات كان لها وقع كبير –ولا يزال-، وأثر فاعل على مجريات الأحداث...وقادم الأيام حُبلى بمسميات جديدة...لعلّ منها " جمعة حلب" حتى يخرج أهلها معانقين باقي مدن الشام...
وفي مقابل هذا الزخم الإعلامي – الذي يغيب جلّه عن عيون الفضائيات – التي تُبصرُ أحياناً وتعمى أحياناً كثيرة غيرها، لا يغيب الإعلام الرسمي بكل سذاجته ونفاقه وكذبه المثير للاشمئزاز، لا سيما أولئك الذي يُطلقون عليهم وصف " محللين سياسيين" الذين يقلبون الصورة بالكامل، ويصرّون على الرواية الرسمية التي تقول بوجود جماعات مسلحة في المدن والقرى، وبأن الدبابات والطائرات لا تدخل قرية ولا مدينة إلا بعد استغاثة أهلها بالحكومة والجيش!!
وأن أعداد من يتظاهرون بالمئات، وأنهم إرهابيون وسلفيون ومخربون، وقيل في مرحلة ما أن حزب التحرير متورط في تلك الأحداث بشكل ما...
وبالرغم من أنّ بعض المذيعين في بعض الفضائيات يحاولون أن يقولوا لمحاوريهم هؤلاء أن كلامهم أصبح ممجوجاً ومخالفاً لما يجري، إلا أنهم وفي كلّ يوم يصرّون على أن يكونوا هُزؤاً و "مسخرة" عند كلّ من يسمعهم حتى وصل الحال إلى الشعور بحاجة المرء " للتقيّؤ" من هول كذبهم ونفاقهم!!

قد يأتي زمان على الناس يشحّ فيه " المحللون السياسيون" و يندرون، لكن لا يكون هذا إلا في حالة واحدة وهي: أن يكون الساسة صادقون وواضحون مع الناس ولا يمتهنون الكذب والدجل!!
أمّا وهم كاذبون بامتياز، فإنّ أذنابهم وأبواقهم وإعلامييهم لا يكونون إلا أشد كذباً وأوقح حالاً من ساستهم.

لا أستطيع أن أصف هؤلاء " المفكرين و " المحللين" الذين خلو من كلّ معاني الرجولة والعزّة والكرامة إلا بأنهم أشد الناس طعناً في الناس بعد سادتهم من الأنظمة، فطعنات النظام قاتلة على " المحلّ" من ناحية أنها رصاص وقنابل وأعتى وأفتك الأسلحة القاتلة التي يوجهونها لصدور الكرام والأحرار، لكنّ طعنات أبواقهم أشدّ وأنكى،  غير قاتلة من ناحية أنها لا " تميت" الناس فسيولوجياً، لكنها تقتلهم مرات ومرات في كلً كلمة تخرج من أفواه أولئك السفلة... ولنتخيّل والدة حمزة الخطيب –رحمه الله تعالى – وهي تستمع إلى تبريرات المحللين السياسيين والمفكرين الذين يعملون على تبرئة النظام من دمه!!
وكذا حالة كلّ أمّ وكلّ أب وأخ وأخت حين يستمعون إلى أكاذيب أبواق النظام الذين خلعوا أثواب الكرامة والأخلاق والدّين – على فرض أنهم كانوا يضعون على أنفسهم شيئاً منها – وتعلقوا بحبال النظام وقبلوا على أنفسهم أن يكونوا لسان كذب عنده ولسان نفاق ودجل يمتطيهم ويُسلطهم على أبناء دينهم وشعبهم.
والغريب أنهم لا يحسبون حساب يوم ينهار فيه النظام ويقفون أمام الناس عريانين لا ظهر لهم ولا سند، فهل يعوّلون على أن يسمعوا ممن انتهكت أعراضهم وسفكت دماؤهم: إذهبوا فأنتم الطلقاء؟!

ومع أنّ هذا التوصيف ينطبق على سوريا وأبواقها بشكل مقيت، إلا أنه لا يقتصر عليها، بل يشمل " كلّ" بلاد المسلمين باختلاف الوجوه القبيحة وحدة ألسنتها وغلظة قلوبها.