الأحد، 5 يونيو 2011

الدولة الإسلامية التي ندعو لها..الدولة التي نريد



إن الدولة الإسلامية التي ندعو لها دولة عصرية في طريقة عيشها وحياتها … ليست دولة الناقة والجمل ولكنها دولة الطائرات والمركبات الفضائية
ليست دولة المغر وبيوت الشعر ولكنها دولة البيوت العمارات والفلل والقصور
ليست دولة قطرية ضعيفة إن ملكت الثروة لا تملك اليد العاملة وان ملكت اليد العاملة لا تملك الثروة ، وان ملكت هذا وذاك لا تملك الإرادة المستقلة …ولكنها دولة واحدة تضم العالم الإسلامي كله من أقصاه إلى أدناه تملك الثروة واليد العاملة والقرار السيادي والإرادة المستقلة
إن الدولة التي ندعو لها ليست دولة بيروقراطية متخلفة الإدارة، بطيئة في الاستجابة لحاجات مواطنيها، ولكنها دولة ذات حكم مركزي وإدارة لا مركزية شعارها البساطة في التعامل والسرعة في الانجاز ، فيها السيادة للشرع والسلطان للأمة ، الأمة تختار حاكمها عن طريق صناديق الاقتراع بشفافية بعيدا عن التزوير والغش
ليست دولة دينية بالمعنى النصراني ، لا عصمة للحاكم ، ولا هو ظل الله في أرضه ، بل دولة بشرية ، الحاكم يخطأ ويصيب.
 دولة قائمة على المشورة، لا يقطع الحاكم أمرا إلا بالمشاورة مع الأمة وصولا إلى الرأي الصحيح
دولة تمارس الأمة فيها حق محاسبة الحكام ومراقبتهم والإنكار عليهم
دولة فيها آليات واضحة المعالم في طريقة تنصيب الحاكم وفي انهاء حكمه
دولة تحفظ أموال الأمة من السرقة واللصوصية، وتسترد الأموال التي نهبت وتحاكم اللصوص وتعاقبهم فورا دون مماطلة أو تسويف لعقد صفقات قذرة
دولة تقوم باستخراج البترول والغاز والحديد والنحاس واليورانيوم وغيرها من المعادن والثروات ،بسواعد وعقول أبنائها ، وتشرف بنفسها على الاستخراج والتصنيع والبيع وتوزيع العائدات على الأمة على شكل سلع أو خدمات.


دولة تملك قرارها وسيادتها لا تمنح امتياز استخراج الثروات لشركات خاصة أجنبية تأكل ثروات الأمة
إنها دولة تلبي الحاجات الأساسية للمواطنين فردا فردا من غذاء وملبس وتعليم وعلاج ومواصلات وطاقة، وتمكنهم من الحصول على الكماليات
دولة توفر فرص العمل لمواطنيها القادرين على العمل وتنفق على غير القادرين
دولة تحترم عقول أبنائها تفتح لهم أبواب الإبداع وصقل المواهب وتمدهم بأسباب البحث العلمي وتجري عليهم الأموال الكافية لاستمرار أبحاثهم وتجاربهم
دولة تقضي على الربا وتمكن الناس من امتلاك عقاراتهم ومشاريعهم برؤوس الأموال التي اقترضوها وتسقط عنهم الربا المترتب على الديون.
دولة تنفق أموالها على المشاريع المنتجة المتمثلة في الزراعة والصناعة الثقيلة وصناعة الآلات والصناعة العسكرية فهذه الصناعات هي التي تجعل البلد صناعيا، وتعمل على تحسين الصناعات التحويلية والاستخراجية والصناعات الخفيفة
دولة تحرص على بناء الطبقة التحتية بكلفة حقيقية وليست وهمية ، كلفة تنفق على المشروع فقط وليس على أصحاب الكراسي
إنها دولة تشبع حاجة كل فرد من مواطنيها وتوفر له الحياة الكريمة، فإذا سرق بعد ذلك استحق العقاب
إنها دولة تمنع أسباب الفساد الأخلاقي من خلوة واختلاط  وفجور وسفور وأفلام إباحية ، وتمكن الشباب من الزواج، فإذا زنى بعد ذلك استحق العقوبة
إنها دولة تحافظ على أمن المجتمع فلا تتعاقد مع البلطجية والشبيحة والمجرمين لإرهاب الناس وسلب أموالهم واقتسامها مع أصحاب السلطة ، ولا تتعاقد مع بعض الحركات للقيام  بتفجيرات يسقط فيها أبرياء ثم تقوم بملاحقة الفاعلين واعتقالهم لتثبت لأمريكا أنهم جادون في محاربة الإرهاب وأنهم يستحقون بعضا من جزرتها.
إنها دولة قوية تورث مواطنيها العزة والأنفة ليسيروا مرفوعي الهامات يفخرون بانتمائهم لها، دولة تستطيع حماية مواطنيها في كل أرجاء الأرض وتفرض احترامهم على كل دول العالم.
إنها دولة مفتوحة الحدود يتحرك مواطنيها في كل الأرض العربية والإسلامية، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب بكل سهولة ويسر دون حواجز ولا جمارك ولا أسلاك شائكة، يتحرك فيها العمال ورؤوس الأموال بسهولة ليصبح مواطنوها في عيش رغيد.
إنها دولة تقيم شرع الله في مواطنيها لتجعل منهم امة تستحق رحمة الله ومغفرته ونعمه قال تعالى( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) 96 الأعراف
دولة تقتدي بدولة رسول الله صلى الله عليه وسلم
الدولة الإسلامية التي أقامها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة كانت دولة عصرية في قوانينها وأنظمتها وأساليبها وطرقها
قامت الدولة الإسلامية بإعمال البناء منذ اللحظة الأولى التي قدم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ أمر ببناء المسجد الذي كانت تدار منه الدولة، فلم يكن مجرد مكان للصلاة وتلاوة القرآن بل كان دار علم وقضاء وإفتاء ، فيه تعقد ألوية الجيش وفيه تجمع أموال الزكاة وفيه تنفق الأموال على مرافق الدولة .. ولذلك نهى الرجال عن منع النساء من الذهاب إلى المسجد حتى تشارك في الحياة العامة وتكون على اطلاع لما يدور حولها من أمور السياسة والحكم .
وضعت الدولة أول دستور مكتوب في تاريخ العرب ، فمنذ وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بكتابة أسماء المسلمين أنصارا ومهاجرين واسم قبائلهم ، ووضع وثيقة لتنظيم العلاقات بين المواطنين (سكان المدينة) من مسلمين ومشركين ومنافقين ويهود، ونظم بينهم السلم والحرب …الخ
وحدت الدولة الإسلامية بين القبائل العربية المتناحرة على أساس ثابت ومتين وهو رابطة العقيدة الإسلامية، فلا وطنية تجعل الأنصار في المرتبة الأولى لأنهم أصحاب الأرض والمهاجرين في الدرجة الثانية لأنهم غرباء أو ضيوف، ولا قومية تعلي من شأن العرب وتشعر بلال الحبشي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي بالدونية والغربة ، بل كلهم أبناء امة واحدة يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم.
بنت الدولة سوقا للمسلمين ليتاجروا فيه ويستقلوا بتجارتهم عن أسواق ليهود
اشترت الدولة بئرا للمسلمين حتى لا يظلوا معتمدين  في شربهم على بئر اليهود
طورت الدولة الأسلحة، فبعد أن كان العرب لا يعرفون إلا السيف والرمح ومتعلقاتها، ما هي إلا سنوات قليلة حتى استطاع المسلمون أن يصنعوا الدبابة والمنجنيق واستخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم في حصار الطائف..
استخدمت الدولة أساليب جديدة في القتال ، فبعد أن كان العرب يستخدمون أسلوب الكر والفر في القتال استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم أسلوب الصفوف في القتال، وحفر الخنادق حول المدن والمنجنيق لهدم الحصون .. وهذه أساليب لم تكن العرب تعرفها
بل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من استخدم أسلوب المسيرات فقد أمر صلى الله عليه وسلم المسلمون أن يخرجوا من دار الأرقم بن أبي الأرقم إلى الكعبة  في صفين على رأس احدهما حمزة بن عبد المطلب وعلى الصف الأخر عمر بن الخطاب وسار هو بين الصفين. متحديا زعماء مكة تحديا سافرا
أن حضور المسلمين إلى المسجد خمس مرات في اليوم في لقاء وتلاحم بين القائد وأمته واستشارته لهم في كل قضية ، وخطبته الأسبوعية في صلاة الجمعة هي بمثابة خطاب أسبوعي يوجه من رئيس الدولة إلى شعبه ، فهل يوجد في دول اليوم رئيس أو ملك يلتقي بشعبه خمس مرات يوميا إضافة إلى اللقاء الأسبوعي
إن خروج المسلمين جميعا رجالا ونساءا وأطفالا ، شيبا وشبابا مرتان في السنة لصلاة العيد هو مهرجان عظيم يحتفل فيه قائد الأمة مع رعيته ، قريب منهم يعرف مطالبهم ومظالمهم فيرفع عنهم الظلم ويلبي لهم الحاجات ، فهل يوجد في كل دساتير العالم مثل هذا اللقاء الدوري
هذه هي الدولة التي نريد، ولا يتحقق ذلك إلا في دولة خلافة على منهاج النبوة

كتبتها: نجاح السباتين

ليست هناك تعليقات: