الجمعة، 5 أكتوبر 2012

الحلف الأمريكي الايراني





العلاقة الظاهرة بين أمريكا وايران هي علاقة عداء
وكذا العلاقة بين ايران و" اسرائيل "

إلا أن حقائق كثيرة تشير بوضوح الى أن تلك العلاقات قائمة على أساسٍ من التعاون
وأن العداء بين أمريكا والكيان اليهودي من جهة وبين ايران من الجهة الأخرى إنما هو مجرد
صورة خارجية غير حقيقية يراد منها ايهام الناس أن ايران دولة ممانعة –كما سوريا – وتقف
في وجه المشاريع الأمريكية و " الاسرائيلية " في المنطقة، للإبقاء على حالة التشنّج السياسيّ
والعسكري في الشرق الأوسط .
والمتابع لقضية السلاح النووي الإيراني يلمس أنّ مَن يسعون الى فرض عقوبات جادّة على ايران،
بل يدفعون باتجاه اتخاذ تدابير عسكرية معها هو الأوروبيون وليس الأمريكان
ففي كلّ مناسبة يحتدم فيها الجدل الغربي حول السلاح النووي الايراني – المزعوم – تتدخل أمريكا
بفرض حزمة من العقوبات الإقتصادية المدروسة التي من شأنها إسكات الصوت الأوروبيّ الدافع
باتجاه عقوبات عسكرية بمعنى أن العقوبات الأمريكية ليست أكثر من مانعٍ وحاجز لوقف الضغط
الأوروبيّ –الفرنسي والبريطاني – على ايران.



ونرى  بوضوح التعاون الأمريكي الإيراني في عدّة مسائل، وكلّها لا تشير مطلقاً الى وجود حالة العداء المزعوم بين البلدين، بل على العكس تماماً فهي تشير الى حالة التعاون والتكامل بينهما:

*  صرّح   محمد على ابطحى نائب الرئيس الايرانى للشؤون القانونية والبرلمانية
قائلاً:
" ان بلاده قدمت الكثير من العون للامريكيين فى حربيهم ضد افغانستان والعراق"


* وفي الوقت الذي زعمت فيه أمريكا أنه ستفرض عقوبات على الشركات التي تتعامل مع ايران
قامت الإدارة الأمريكية بدعم شركات عاملة في ايران أو تتعامل معها بشكل مباشر
حيث نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ الإدارة الأمريكية أعطت 107 مليارات دولار خلال السنوات العشر الأخيرة  لشركات أمريكية وأجنبية تقوم بأعمال في إيران كثير منها في قطاع الطاقة، وذلك رغم سعي الولايات المتحدة لفرض  عقوبات أشدّ على طهران بسبب برنامجها النووي.




وقالت الصحيفة:
ومن بين 74 شركة أوضحت "نيويورك تيمز" أنّها تتعامل مع كل من الحكومة الأمريكية وإيران هناك 49 شركة  ما زالت تزاول أنشطة في الجمهورية الإسلامية وليس لديها خطط معلنة لمغادرة البلاد.

 وأضافت الصحيفة في تحليل لسجلات اتحادية وتقارير شركات ووثائق أخرى "كثير من تلك الشركات متوغلة في أكثر جوانب الاقتصاد الإيراني أهمية."

* بالإضافة الى تصريحاتٍ لمسؤولين ايرانيين توضح عمق العلاقة بين أمريكا وإيران:

- قال رفسنجاني " لولا إيران لما استطاعت أمريكا غزو أفغانستان والعراق "
- كما أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد عبر عن فرحه عندما قال : " قد وضع الله ثمار احتلال البلدين المجاورين لإيران  وهما العراق وأفغانستان في سلّة إيران".
- نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية في 9/2/2002 عن الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشم رفسنجاني قوله:
إن “القوات الإيرانية قاتلت طالبان، وساهمت في دحرها، وأنه لو لم تساعد قواتهم في قتال طالبان لغرق الأمريكيون  في المستنقع الأفغاني”.
وأضاف: “يجب على أمريكا أن تعلم أنه لولا الجيش الإيراني الشعبي ما استطاعت أمريكا أن تُسْقط طالبان”.

*  إن إيران قامت بفتح سفارتها في العراق المحتل وبموافقة سلطات الاحتلال الأمريكية قبل أن تقوم أية دولة أخرى،  عدا الولايات المتحدة، بذلك.

* أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد كان أول رئيس دولة، بعد بوش، يزور العراق المحتل ويدخل المنطقة الخضراء المحمية  من قبل قوات الاحتلال.

* و في جلسة استماع لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي حول إيران، تم الكشف عن 5 شركات أمريكية لم تشملها العقوبات، وتمثّل هذه الشركات الخمس مفصلاً هاماً من مفاصل التعاون الأمريكي الايراني

تقول ايليينا رزلهتنين- رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس: بشأن ايران السيدة الوزيرة اني قلقة أيضا بأن وزارة الخارجية لا تطبق قانون العقوبات على ايران بشكل كامل. فهل يمكن أن تكشفوا لنا عن موقف خمس  شركات لم تشملها العقوبات. اني طالبة بحماية أمريكا لسكان مخيم أشرف حيث العديد ممن يحضرون هنا قلقون  بخصوص أقاربهم هناك. أشكركم السيدة الوزيرة..

* وذكر تقرير أمريكي  أن أكثر من ثلثي الأموال الحكومية الأمريكية ذهبت إلى شركات تزاول أنشطة في صناعة  الطاقة الإيرانية وهي مصدر رئيسي للدخل بالنسبة للحكومة الإيرانية وأحد مراكز القوة للحرس الثوري الإيراني  الذي يشرف على برامج الصواريخ والبرنامج النووي لطهران.
ومن بين تلك الشركات شركة الطاقة العملاقة رويال داتش شل ومجموعة الطاقة الحكومية البرازيلية بتروبراس  وشركة الطيران والملاحة الأمريكية هني ويل وشركة صناعة السيارات اليابانية مازدا ومجموعة دايليم اندستريال  الكورية الجنوبية.


وفيما يتعلق بما يتم نشره عن ضربة عسكرية ( اسرائيلية ) لايران فإن الموقف الأمريكي منها واضح تماماً
فأمريكا لا تسمح لهم بذلك – في المدى النظور – فأمريكا تعلم أن لها مصالح حيوية مع ايران، في حين أن اليهود مصالحهم يقرروها هم – قدر استطاعتهم -  والضغط الأوروبيّ عليهم الذي من خلاله يحاولون عرقلة مشاريع أمريكا.

ففي لقاء مع صحيفة ذي ديلي بيست، وجهت الصحيفة السؤالين التاليين لبريجينسكي: "كيف سيتعامل أوباما تجاه  إصرار "إسرائيل" على ضرب إيران؟ فكان جوابه "إن عليهم أن يحلقوا من فوق أجوائنا في العراق، ولن نكتفي بمجرد  القعود والمشاهدة". وكان السؤال التالي لبريجنسكي "ماذا لو حلقوا فعلا؟"، فكان جوابه: "يجب علينا أن نكون جادين  في إنكار حقهم في ذلك، إنكارنا لن يكون بالقول فقط. إذا ما حلقوا فعلا، فسنجابههم، ونترك لهم الخيار إما العودة وإما الإستمرار".

وفي مجلة يورو إيشيا ريفيو، يقول الكاتب ديف ليندورف في مقالة له بتاريخ 8/2/2012 "لا يوجد بين أمريكا و"إسرائيل" إتفاقية  تفرض على أمريكا مشاركة "إسرائيل" في حرب لها إذا ما قررت إسرائيل ذلك، كما لا يوجد إتفاقية تقول بأن على أمريكا حماية "إسرائيل" إذا ما هوجمت. يوجد إتفاقية كهذه مع تايوان، ولكن ليس مع "إسرائيل". إن مصالح أمريكا لا تتطابق بالضرورة مع مصالح "إسرائيل"، وخصوصا في ما يخص إيران".


إنّ العلاقة الأمريكية الايرانية علاقة تحالف وثيق، ومن الواضح أن سياسات أمريكا في المنطقة تعتمد في جانب منها على تبعية النظام الإيراني لها، وأمريكا ليست معنية بحال أن توقع عقوبات جادة على إيران  تؤثر
في كيانها السياسيّ.