السبت، 28 مايو 2011

إنه الرعب يُحفيهم ويطنُ في جزيئات عظامهم


الخطبة الاولى


الحمد للّه..آن أوان ارتعاد فرائص كل الاعداء..آن أوان زلزلة أركانهم..آن أوان تغيير المعادلة وقلبها رأساً على عقب..آن أوان الغاء كل معطيات التبعية..آن أوان الانعتاق من هذه الكوابيس السوداء..آن أوان تحجيم كل منفوخ بباطله..وآن أوان إنزال كل مستكبر من عليائه..فما عاد كبير الا الله..وما عاد شيء يخيف الا الله..وما عاد لاحد قيمة الا كل موصول بالله..وأشهد أن لا اله الا الله..أمر محمداً(صلى الله عليه وسلم)واتباعه أن يعلنوها للوجود وحتى قيام الساعه..قل جاء الحق وما يبدي الباطل وما يعيد..وأشهد أن محمداً عبده ورسوله..أمر بالمفاصلة مع الباطل..قل اني نهيت أن اعبد الذين تدعون من دون الله..قل لا اتبع أهواءكم قد ضللت اذاً وما انا من المهتدين..
أيها المسلمون:إن كل الانظمة القمعية في ليبيا وسوريا واليمن ومن على شاكلتها قد تخطاها هدير الامة..وأخُرجت خارج سياق التاريخ والمستقبل..وتجاوزتها مستجدات ثائرة فائرة..وحتى وإن لم تدثرها الامة بجموعها فانما هي ثمار عفنة تجذبها الارض إلى هشيمها وإن ارتاب المرتابون..إن كل حكام العرب..ومن يقتل منهم أبناءنا اليوم بحقد الموتور..وغدر الفاجر..هؤلاء أقزام أمام عملاق حاذق مقتدر قرر التخلص منهم في انفاق ليسوا بخارجين منها..حتى يهود..مفسدو الحياة .. والمستهترون
بقوتهم وتفوقهم وتميزهم ... اخذوا يرتعدون ويعيدون حساباتهم ... ويتململون في مجالسهم ... حتى يهود .. بدأ يوحي بعضهم إلى بعض بتقديم تنازلات .. حتى مفكروهم واساطيرهم وغلاتهم بدأوا يعون أن عدد اصابع اليدين عشرة ... وأن الذي يتوقعون مواجهته هو طوفان امة مظلومه غاضبة متوعدة .. تنتقم لكرامتها الجريحة وعزتها المهدورة ومجدها المهان .. ان هؤلاء الذين يؤتون الناس نقيراً .. بعد ثورات الجماهير الغاضبة وحتى وهي في بواكيرها ..اخدوا ينصحون بعضهم بعضاً بتفكيك المستوطنات والرحيل عنها قبل ان تقع الفأس بالرأس ... سبحان مغير الأحوال ... ومقلب الليل والنهار ... انه الرعب يُحفيهم ويطن في جزيئات عظامهم .. فالدنيا حولهم تهتز.. والارض تتزلزل والبراكين تفور .. والزفرات تقذف بالزبد .. وأذا قدر لهذا المد الهادر أن يقوده ولي من أولياء الله أحد ابدال الشآم ... فلا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا ... ولكن الحسرة كل الحسرة على اولئك الضعفاء الهامشيين المندلقين ... الذين يحاسبونها بمنطق القوي المستهتر والضعيف المنتبر فيركعون أمام يهود ويسجدون..
أيها المسلمون: لقد قررت جماهير الأمة وكأول خطوة عن طريق الهيمنة والاستحواذ والتمكين .. قررت استفراغ كل مستنقعاتها الآسنه وتطهيرها… ولكن من سيملأ تلك الحياض الواسعة بعدها بماء نمير يشفي العليل ويسقي الظمأن ... ويبرد الاكباد المحترقه يعل فيها الصادون وينهلون .. ان احقاب الاطباق الثقيله التي تكتم الانفاس وتميت الارادات قد اذن زمنها انقضائها إلى غير رجعة .. فما عاد صدر أحدنا ضيق حرجا كأنما يتصعد في السماء ... بل هو صدر منشرح على نور من ربه ... بل هو صدر ممتلأ يقيتنا وفرحاً وغبطة وأملا بقرب قدوم ساعة الخلاص كلنا يخالطه هذا الشعور الجميل .. كلنا يهتف بربه يا رب عجل ... كلنا يحمد ربه ان اخذ بالخوف من قلبه فرماه بعيداً بل قذفه في قلبوب الجلادين المتمردين الظلمه .. مرتداً عليهم واليهم .... هؤلاء يعدون العدة ...وتتلجلج السنتهم من الخوف اين ستلقي بنا هذه الجماهير, ان قدرت علينا ... كلهم يتوجس خيفة لمصير مجهول ولحظات انتقام وإيذان بغروب ليس بعده إلا ليل لا أخر له ..
أيها المسلمون : ان تزلف حكامنا لاسيادهم بحماية كيان يهود لاطالة اعمارهم لم يعد يجدي ... فقد ادرك اسياد العبيد ان هذه الانظمه ساقطة مهترئه متناثرة ...سيعفي اثرها زحف الأمة لتقتلعها من جذورها اقتلاع الهالوك من بين السنابل وغربلة الزوان والادران من حصاد البيدر ..لقد خاب ظن أحفاد سايكس بيكو ومنهم رهط اوباما الذين قطعوا اوصال هذه الامة ثم دمغوها بمن خان الله ورسوله والمؤمنين أسقط في أيديهم على هذا الرهان الخاسر .. فالامة الآن قد اتسعت حدقاتها ترقد بزوغ الفجر .. وشمرت عن ذراعيها لتدك حصون الباطل .. وانتضلت كنانتها لترمي المحتال والمتربص والمختبئ وراء الأكمات .. لقد مضى هذا الليل الذي ناء علينا بكلكله .. فانما هي سويعات في عالم الأعزه وحتى تشرق شمس الخلافه نورا وضياء .. وفويسقات الأرض عندها هي التي تفر الى الجحور حيث الظلام والرعب والخيبة والندم..
أيها المسلمون: العجب كل العجب .. ان بعضهم يدري انه يدري ويريد متحامقا أن لا يدري وتأخذه العزة بالاثم فيصر على لجاجته في طغيانه .. ويتمادى في عدوانه .. لا تنفعه موعظة .. ولا تثنيه نصيحة .. ولا يرقب في مؤمن إلاَ ولا ذمة .. عدو لله ولرسوله وللمؤمنين حتى بعد الانتفاضات .. وما علم هؤلاء واضرابهم أن الذي يجابه الامه خاسر في رهانه .. منبوذ بين اقرانه ..وقد ندب الله أحبابه أن يتوجهوا بهذه المساجله الى الغادرين الممتلئة صدورهم غيظا على المخلصين قيظا .. قل يا قوم اعملوا على مكانتكم اني عامل فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم .. انه تحدي الواثق بربه بانتهاء المعركة لصالحه .. لأن يستيقن بوعد ربه .. فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار .. انه لا يفلح الظالمون .. فالغلبة للحق وأهله طال الزمان أم قصر .. ولكن الثور الهائج الجريح قد يخرب كثيرا قبل أن يسقط يلفظ انفاسه الاخيره ليلحق بالغابرين ..

الخطبة الثانية


الحمد لله .. هو مولانا ولا مولى لنا سواه .. هو ربنا ولا معبود لنا غيره .. مالك الملك .. وملك الملوك .. ذو الملك والملكوت ..ذو العزة والجبروت .. فما للقوم عن صراط ربهم لناكبون .. واشهد أن لا إله الا الله نادى اولئك الذين يقدسون الكافر ويحكمونه بمصيرهم في كل زمان ومكان .. قل من يرزقكم من السماء والارض .. امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر .. فسيقولون الله ..فقل افلا تتقون .. فذلكم الله ربكم الحق .. فماذا بعد الحق الا الضلال فانى تصرفون .. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله .. أمره ربه أن يخاطب الدنيا وما عليها .. قل الله أعبد مخلصا له ديني .. فاعبدوا ما شئتم من دونه .. قل ان الخاسرين الذين خسروا أنفسهم واهليهم يوم القيامة الا ذلك هو الخسران المبين..
ايها المسلمون : ليس من تخذ اوباما وخطابه مرجعيه له ولطريقته .. ليس له لا في الدنيا ولا في الآخره من خلاق .. ايآت الله تتلى عليكم آناء الليل واطراف النهار فلا تقيمون لها وزنا .. أما خطاب اوباما فتعقد له الاجتماعات الطارئه .. واذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخره واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون .. يا قوم .. يا أيها المجلس الانتقالي في ليبيا .. يا أيها المغتبطون بقول كافر .. لقد أخطأتم الطريق وضللتم السبيل وجانبتم الحق .. لماذا يكون المغضوب عليهم أعز منكم غضبا لأنفسهم .. وابلغ رداً على التعريض بهم آلاف الوحدات الاستيطانية في وجه اوباما .. أما نحن فالآف الوحدات الاستكانية والاستسلامية ..
ان اوباما ذئب لئيم غادر في ثوب حمل وادع غامر .. والكافر أفعى سامة لا يدجن ولا يستأنس ولا يضم الى الجيب والجناح وليعلم الجميع .. ان امريكا وحاكمها ، لا علاقة لها من قريب او بعيد بغضب الامة وثورتها وبراكينها حتى تباركها او يقترب منها .. انما امريكا متطفلة سمجة متزلفة لقد قامت الافعى الامريكيه السامة زغب الحمام من حكام الهوان عظاما َ على قارعة الطريق ثم جائت تزحف لعلها تجد فريسة تداريها وتداعبها وتدغدغها قبل أن تنقض عليها .. فاحذروا ايها الثائرون خداع هذا الثعلب الماكر اللابس لعباءة المصلحين الصالحين الاتقياء .. برز الثعلب يوما في ثياب الصالحين .. يا عباد الله توبوا فهو كهف التائبين .. ان الكافر وغد لئيم .. وكفار الأرض لهم غاية يعملون لها .. نطق بها الذكر الحكيم .. ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم ..ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم .. فيا أيها الخارجون في شوارع بنغازي تهللون وتسبحون بحمد امريكا .. انتم على خطر عظيم .. الم تر الى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون .. اعد الله لهم عذابا شديدا .. فلا تلتحقوا بصفوف ما هم منكم ولا منهم ..وليعلم كل الذين رحبوا بخطاب هذا الكافر .. أن ايمانهم متزلزل وان يقينهم قد خرج من قلوبهم .. ومن عظم قوما وأحبهم وقدر مواقفهم بحجة أنها تلبي بعض رغباتهم .. حشر معهم .. فأيكم يحب أن يحشر مع قاتل المسلمين في باكستان وافغانستان والعراق واليمن..فاختاروا قبل أن لا تستعتبوا..
اللهم لا تولنا غيرك ولا تؤمنا مكرك .. ولا تنزع عنا سترك ولا تحرمنا رفدك ..اللهم لا تجعل لفاجر علينا سبيلا .. ولا تجعل لكافر عندنا يداً .. اللهم قيض لنا من نوليه امرنا .. ونسلمه قيادنا .. ونعطيه صفقة يدنا وثمرة قلوبنا .. أميرا للمؤمنين .. وحصنا للخائفين وكهفا للائذين .. اللهم لا يخلف وعدك ولا يهزم جندك فانجز لنا ما وعدتنا .. وبلغنا مما يرضيك آمالنا وانفح هذا الزمان بتجليات اغداقك وفيوض عطائك وسابغ فضلك وعميم رحمتك وخاصة نصرك للمخلصين اوليائك واحبابك ..دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة .. عزة لا ذل بعدها وعلواَ لا نزول بعده.. وهيمنة لا هوان بعدها..
التاريخ:20/05/2011
الخطيب: الدكتور محمد عفيف شديد

الخميس، 26 مايو 2011

السلطة الفلسطينية وسلاحها الرهيب...سلاح " سبتمبر" !!




من الواضح أن بني يهود تتمحور أهدافهم –المعلنة على الأقل- في فلسطين بالتالي:
1-   يهودية دولة "إسرائيل"
2-   لا تقسيم لمدينة القدس، لا شرقية ولا غربية
3-   لا عودة للاجئين الفلسطينيين إلا إلى مناطق في داخل حدود مناطق عام 1967 وبأعداد محدودة
4-   لا عودة الى حدود العام 1967

وبالتالي فإن المناطق التي يقبلون بإخضاعها للمفاوضات هي جزء من مناطق فلسطين التي احتلوها بعد العام 1967 – مع ملاحظة أنّ هذه التسمية والتقسيم لفلسطين لا نقبل بها عقلا ولا شرعاً-، وهذه المناطق لن تتجاوز بحال من الأحوال ما يقارب الــ15 % من فلسطين كلها، وليس 20% أو 22%، لأن بني يهود سيطالبون بحزام فاصل بينهم وبين الكيان المسخ إن اتفقوا على وجوده.

وفي ظل هذه المعطيات، وهذه التفريطات ممن ادّعوا أنهم أوجدوا منظمتهم لتحرير البلاد من البحر إلى النهر – مع قناعتنا بخلاف ذلك، وبأنّ التفاوض والتفريط هو سبب قيام منظمتهم- يأتي الردّ الفلسطيني "المزلزل" من رأس هرم " السلطة" قائلاً:
خيارنا الآن هو: المفاوضات ثم المفاوضات ثم المفاوضات

و قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الأربعاء 25 مايو/ايار إنه سيسعى للحصول على اعتراف من الأمم المتحدة بدولة فلسطينية إذا لم يحدث تقدم في عملية السلام بحلول سبتمبر/أيلول القادم.

وقال الرئيس الفلسطيني: "إن خيار سبتمبر ليس المقصود به عزل إسرائيل، ولا سحب الشرعية عنها، بل نحن ذاهبون لمخاطبة 192 دولة، وهو ليس عملاً أحاديا، فالعمل الأحادي هو الاستيطان".

وأضاف أن خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي تحدث فيه عن العودة الى حدود عام 1967،  "يشكل أرضية يمكن أن نتعامل معها بإيجابية".

وتابع متحدثا في افتتاح اجتماع لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله أن رؤية رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو للسلام التي عرضها في كلمته أمام الكونغرس الأمريكي يوم الثلاثاء لا تتضمن أي شيء يمكن البناء عليه.

وشدد عباس على ضرورة تحديد سقف زمني لمفاوضات السلام مع اسرائيل، مشيرة الى انها لا يمكن أن تستمر إلى الأبد.

وتابع قائلا أن المفاوضات يجب أن تشمل كل قضايا الوضع النهائي، دون استثناء، و"لن نقبل بأن توضع الحلول قبل المفاوضات كما فعل نتانياهو".

كما رفض عباس دعوة نتانياهو الى "تمزيق" اتفاق المصالحة الفلسطينية قائلا أن المصالحة هي مصلحة فلسطينية أساسية لا بد من انجازها ولا بد من إتمامها.

فإن كان خيار سبتمبر ليس فيه عزل لإسرائيل، ولا سحب للشرعية عنها فبماذا تهددون؟
تهددونهم " بالشرعية الدولية" التي تقف معهم بالكامل؟
الى متى سيستمر دجل هذه السلطة والضحك على الناس؟
إنّ هذا الكيان الذي أنشأته بنو يهود وقبلت به لن يكون له ضرر عليها يوماً ما، ولن يهددها في وجودها ولا في أدنى مصالحها، ولن يجرؤ أن يتعامل معهم الا من خلال الهيئات الدولية التي ترعى بني يهود وتحرص على مصلحتهم ووجودهم وأمنهم
فماذا بقي لهذه السلطة كي تتنازل عنه وتفرّط به بعد أن  أصبح
ماء البحر والنهر غوراً فلن يستطيعوا له طلباً؟

الأربعاء، 25 مايو 2011

سوريا والصراع الامريكي-الاوروبي فوق نهر من دماء أهلها


وفق ما يقوله مختصون في مجال حقوق الإنسان فقد اقترب عدد من قتلهم النظام السوري وأجهزة أمنه من 800 قتيل - نحسبهم عند الله تعالى شهداء- ، ولا تزال الآلة القمعية تشتد حدّتها في مختلف المدن والقرى السورية
كما لا يزال التعتيم الإعلامي مفروضاً على البلاد، ولا يُسمح إلا لإعلام النظام بنشر الأكاذيب والتضليل الذي وصل حداً من الكذب والاستغباء للعقول بشكل مقيت وأكثر من ممجوج في حين أن مشاهد " الفيديو" التي يتم تسريبها من داخل الشام الأبية يعطي وبوضوح صورة مؤلمة عمّا يجري من قتل وقمع وتسيير للآليات العسكرية وكأنّ النظام في حالة حرب مع عدوّ جبّار!!
حتى أن النساء والأطفال لم يُستثنوا من القتل في الطرقات بدم بارد!
ومع كلّ هذا فإن سوريا تخضع الآن - كما تخضع ليبيا - لصراع دولي مقيت الهدف منه تكريس النفوذ والبحث عن عمالات جديدة قديمة تخدم الأسياد - أمريكا وأوروبا - .
فمن جهة نسمع تصريحات أمريكية تقول أنه لم يُغلق الباب بعد للإصلاحات في سورياولا يخفى على أمريكا مقدار " العنف" المستخدم ضد أناس عزّل من السلاح يطالبون بالعزة وبالكرامة، كما لا يخفى عليها الكمّ الهائل من القتلى على أيدي القوات السورية، غير أنها تنتهج نهجاً يدل بوضوح على أنها لا تزال متمسكة بالرئيس السوري بشار الأسد، فهي لم تطالب بعد بتنحيه كما طالبت بتنحي مبارك وزين العابدين
وتستخدم ألفاظاً تدل على نوع من التساهل مع ما يقترفه النظام المجرم في سوريا:
فهذا موقف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جون كيري الذي كان حتى الشهر الماضي يمتدح الرئيس السوري بأنه «إصلاحي». وبعد أن كان كيري أول المطالبين بتنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك والرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، امتنع عن المطالبة حتى الآن بتنحي الرئيس السوري. وقال كيري في البيان الذي أصدره بعد إقرار العقوبات الأميركية الجديدة ضد سوريا الأسبوع الماضي إن «على العالم أن يندد بالعنف ضد الشعب السوري». وأضاف أن رد الحكومة السورية «على شجاعة الشعب بالقتل العشوائي واستخدام الدبابات في مراكز سكنية أمر غير مقبول". واعتبر كيري أن هناك «حاجة لزيادة الضغوط السياسية والاقتصادية كي يفهم الرئيس الأسد أن عليه إنهاء العنف واحتضان الإصلاحات".
ورد كيري على مقال في صحيفة "بوستن غلوب» انتقد تواصله السابق مع نظام الأسد، قائلا في رسالة إلى محررها نشرت أول من أمس: «في الحقيقة كل الخيارات الأخرى فشلت وأتواصل مع السوريين وعيوني مفتوحتين تماما». وأضاف: «في المرات القليلة التي أحرزنا فيها تقدما مع سوريا كانت من خلال الحوار وليس العزلة.
ومن الجهة المقابلة وبعد صمت نسبي من أعضاء الكونغرس على مدى الأسابيع الماضية التي شهدت قمعا للمظاهرات في سوريا، بعثت رئيسة لجنة العلاقات الخارجية الينا روس - ليتانين رسالة شديدة اللهجة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس تطالبه باتخاذ موقف أشد تجاه النظام السوري. ووقع النائب الديمقراطي اليوت أنغل الرسالة مع روس - ليتانين، معلنين أن «الوقت قد حان لتتبع الولايات المتحدة سياسة حازمة تجاه سوريا لحرمان نظام الأسد من المصادر السياسية والاقتصادية والتكنولوجية للقيام بنشاطات تشكل تهديدا كبيرا لأمن الولايات المتحدة ومصالحنا وحلفائنا".
فكان الرد رفض مساعد وزيرة الخارجية الأميركية مايكل بوسنر اقتراح أحد النواب باستدعاء السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد على أثر القمع السوري للاحتجاجات. وقال خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أول من أمس إن فورد «على اتصال بأرفع المسؤولين في الحكومة السورية وبالأشخاص الذي يستهدفهم العنف». واعتبر إنه "من الشرعي أن يكون أحد دبلوماسيينا الرفيعي المستوى موجودا في سوريا»، مشددا على أن «دوره هو أن يكون ممثلنا الأرفع مستوى في دمشق وسوريا وأن يدافع عن حقوق الإنسان». وكان النائب ستيف تشابو الذي اقترح أن يغادر فورد دمشق نقل مخاوف أعضاء في اللجنة التي تأمل بـ«مقاربة أكثر حزما إزاء سوريا». وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إنه من الضروري إبقاء فورد في محله في الوقت الراهن، موضحة أنه «يواصل لقاءاته المستمرة والنظامية مع المسؤولين السوريين".
وهذا يدل وبشكل جلي على أن أمريكا متمسكة حتى الآن بنظام الرئيس السوري بشار الأسد رغم الجرائم التي يقترفها بحق الشعب السوري.
وامتناع أمريكا عن إدراج اسم بشار الأسد على قائمة العقوبات لا يُفهم أيضاً إلا من خلال هذه الزاوية.
ولا يمكن أن يُفهم هذا التصرف الأمريكي إلا من زاوية أهمية هذا النظام لأمريكا ولمصالحها، ومصالح الكيان اليهودي كذلك، وهذا ما يُفهم بشكل جلي من تصريحات رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري والقريب من دائرة صنع القرار في سوريا إن لم يكن في صلبها...فأمن بني يهود من أمن سوريا وبقاء نظامها!!
ومن جهة أخرى نرى الصراع الفرنسي - رأس حربة أوروبا في هذه القضية - مع أمريكا في تعاطيها مع سوريا ونظامها،
فقد أعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الثلاثاء أن فرنسا تريد إدراج الأسد على لائحة الإتحاد الأوروبي التي تضم مسؤولين في النظام السوري ينوي إخضاعهم لعقوبات. وقال جوبيه ردا على سؤال حول إدراج الرئيس السوري على لائحة الأشخاص الذين سيستهدفهم عقوبات بسبب القمع الدامي للتظاهرات في البلاد "فرنسا تريد ذلك".
وأكد وزير الخارجية الفرنسي أن الحكومة التي تطلق النار على شعبها "تفقد شرعيتها". وقال جوبيه في معرض رده على سؤال في لقاء صحافي أن "حكومة تقتل مواطنيها لان هؤلاء يريدون التعبير عن أنفسهم من اجل إقامة ديمقراطية حقيقية تفقد شرعيتها".
وموقف فرنسا هذا ليس حباً في أهل سوريا، ولا محاولة لوقف التقتيل فيها وانتهاك الأعراض بقدر ما هو محاولة منها لتوجد لنفسها موطيء قدم في مرحلة " ما بعد بشار "
ومما يشير إلى هذا الفهم ما صدر عن معاون نائب الرئيس السوري "محمد ناصيف" من أقوال فيما يتعلق بما يدور بينه وبين السفير الأمريكي في دمشق " روبرت فورد"
حيث جاء ما يلي نقلاً عن موقع " الأخبار
تبعاً لما راح يسمعه منه زوّار لبنانيون بارزون في الأيام الأخيرة، يشير معاون نائب رئيس الجمهورية اللواء محمد ناصيف إلى تردّد السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد عليه لمناقشة الوضع الداخلي، في صورة لا تعكس تماماً الموقف الإعلامي الأميركي. ويصف العلاقة مع واشنطن، رغم كل ما يُعلن، بأنها ليست سيئة كما يتصوّر البعض نظراً إلى تيقّن الولايات المتحدة من أهمية دور نظام الأسد في المنطقة، والموقع الاستراتيجي لسوريا، ناهيك بدورها في استقرارها. يتحدّث المسؤول السوري الرفيع عن غضب دمشق من الموقف الأوروبي ورأس حربته فرنسا، ولا يرى مبرّراً لتدهور العلاقات الفرنسية ـــــ السورية على نحو ما حصل في الشهرين المنصرمين، وإصرار باريس على فرض عقوبات على سوريا وتأليب المجتمع الأوروبي عليها.
لكن اللواء ناصيف يقول، في معرّض التعليق على ردّ الفعل الفرنسي الحاد حيال الأسد ونظامه في مواجهة الاضطرابات وتجاهل باريس أعمال الشغب والاعتداء على الجيش والمخافر والمنشآت الرسمية، إن الانتداب الفرنسي ولّى: إذا كانت فرنسا تطمع بالنفط الليبي ودخلت في مواجهة مباشرة مع النظام هناك من أجل الحصول على دور في المنطقة، إلا أن سوريا وخياراتها عصيّة عليها.

فهو كلام يلخص العلاقة الطيبة مع أمريكا، كما يلخص محاولة فرنسا في إيجاد عملاء لها وموطي قدم في سوريا.
ومن هذا نرى أنه لا أمريكا ولا أوروبا تعنيهما دماء المسلمين في سوريا بحال من الأحوال، وإنما الهمّ الأوحد لكلّ منهما تحقيق المصالح وإبقاء السيطرة على البلاد والنظام - فيما يخص أمريكا - ومحاولة زعزعة النظام والعمل على استبداله لما يخدم مصالحها - وهذا فيما يخص فرنسا وأوروبا-....ودماء المسلمين تجري كالأنهار فهملا بواكي لهم، بل هي المصالح لأعداء الله، والحفاظ على كيان بني يهود خوفاً من أن يتزعزع بتزعزع نظام الأسد الذي تثبت الأحداث يوماً بعد يوم صدق رؤية حزب التحرير وقيادته لعمالة وخيانة هكذا أنظمة وحكّام، وأن الشعوب لا تعني لهم شيئاً، وأن مصالحهم فوق الحقوق والكرامات والأعراض والدماء.
سيف الدّين عابد
22 من جمادى الثانية 1432
الموافق 2011/05/25 م.

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/...ts/entry_13095

رسالة واضحة من نتنياهو ...

في خطابه أمام الكونجرس الأمريكي أمس الثلاثاء 24/5/2011م كرّس رئيس حكومة " كيان بني يهود" رفضه لإعطاء الفلسطينيين دولة في حدود العام 1967 متذرعاً بأنها " حدود لا يمكننا الدفاع عنها"..

ومن أبرز ما جاء في كلمته:

* كافة رؤساء اسرائيل الستة منذ اسلو وافقوا على تأسيس دولة فلسطينية

* لم يتحقق السلام ليس بسبب مسألة تأسيس دولة فلسطينية بل في الاعتراف بوجود دولة يهودية

* اسرائيل ستكون اول دولة ترحب بالدولة الفلسطينية في الامم المتحدة بدون حماس

* كافة رؤساء اسرائيل الستة منذ اسلو وافقوا على تأسيس دولة فلسطينية

* آن الأوان ان يعلن الرئيس عباس اعترافه بإسرائيل كدولة قومية

* انسحبنا من غزة وجنوب لبنان ولم نحصل على سلام بل حصلنا على 12 الف صاروخ في بلداتنا

* القدس يجب ان لا تقسم مجدداً ويجب ان تبقى العاصمة الموحدة لإسرائيل

* الاسلام السياسي وصعوده يمكن ان يفرض علينا ثمناً كبيراً

* اسرائيل لن تعود الى حدود 1967 التي لا يمكن الدفاع عنها

* نحن لسنا محتلون نعيش على ارضنا وارض اجدادنا ولسنا كالبريطانيين حين كانوا في الهند

* مستعد لتقديم تنازلات مؤلمة لتحقيق السلام بناء على رؤية الدولتين

* ساعدنا الاقتصاد الفلسطيني على النمو من خلال رفع الحواجز وتسهيل حركة الناس
* هناك معركة في الشرق الاوسط تدور حالياً بين الحرية والطغيان
* الملايين تتطلع للحرية في الشرق الاوسط وقد عبرت عنها المشاهد التي رأيناها في مصر وتونس تعبر عما كان يحدث في براغ ونحن نشاطرهم آمالهم
* الاحتجاجات لا تحدث في برلمانات طرابلس او طهران ولكن تحدث في بلدان تفهم الحرية
* اسرائيل تبنت الحرية في شرق اوسط رفض هذه الطريق طويلاً
* لدينا صحافة حرة واقتصاد مفتوح ومحاكم ديمقراطية
300*  مليون عربي اقل من نصف في المائة منهم احرار وهم يعيشون في اسرائيل
* الخطر الاكبر ان يحصل نظام اسلامي على سلاح يهدد العالم
وعلى خلاف ما يظن بعض المحللين السياسيين، فإن كلمة نتنياهو لم تخرج عن السياق المتوقع لها، وقد يكون الضغط الأكبر الممارس على نتنياهو آتياً من " اليهود في الكيان المغتصب" وليس فقط من الإدارة الأمريكية

فقد ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنه فى حال ذكر نتنياهو فى واشنطن جملة "اعتراف إسرائيل بحدود 1967 مع الجانب الفلسطينى"، فانه سيحظى بمسار جديد فى حياته، وسيوفر أملا لدولته ونفسه، ولكنه إذا تردد فى ذلك سيكون خطابه فى الكونجرس بداية لسقوطه، مشيرة إلى أن نتنياهو يرى أنه لضمان مستقبل إسرائيل يتعين على الفلسطينيين الاعتراف بدولة إسرائيل كدولة يهودية، والموافقة على نزع أسلحتهم، وثانيا السيطرة الأمنية الإسرائيلية على وادى الأردن، كما يتعين على إسرائيل ضم الكتل الاستيطانية الكبرى.

وقال نتنياهو :

* اسرائيل لن تعود لحدود 67

* ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء في خطاب أمام الكونغرس الأمريكي، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى أن يقبل بدولة يهودية،

وأضاف قائلاً:

إنه من جانبه مستعد أن يقدم تنازلات أكبر، وذلك من دون الكشف عن طبيعة هذه التنازلات.
وقال نتنياهو : "يجب التفاوض على الحدود النهائية في أي اتفاق سلام، فإسرائيل لن تعود إلى حدود عام 1967 التي لا يمكن الدفاع عنها" ، مشددا على " أن السلام لا يمكن فرضه بل ينبغي التفاوض لتحقيقه".
وأكد " أن مشكلة اللاجئين ستحل خارج حدود دولة إسرائيل "، أما بالنسبة للقدس، التي يسعى الفلسطينيون لأن يكون شطرها الشرقي عاصمة لدولتهم، فقال إنها " لا يجب أبدا أن تقسم ويجب أن تكون العاصمة الموحدة لإسرائيل".

وهو حين يقول:

" أن السلام لا يمكن فرضه بل ينبغي التفاوض لتحقيقه".

لا يشير الى السلطة الفلسطينية بطبيعة الحال، ولا الى الأنظمة في بلاد المسلمين بالقطع،

في كلامه هذا لا يشير إلا لموقف الرئيس الأمريكي الذي قال في خطابه الخميس الماضي أن على "اسرائيل" أن تعمل على أن تكون الدولة الفلسطينية في حدود عام 1967

وهنا أقول لمنظمة التحرير الفلسطينية، وللسلطة الفلسطينية ولحركة حماس أنّ المسألة عند بني يهود من ناحية التفاوض من عدمه لا يدخل في حساباتها شبر واحد من أراضي فلسطين ما قبل العام 1967



وأنها ليست مسألة خاضعة لبحث ولا مفاوضات بالنسبة لبني يهود ولا لأمريكا ولا لأية دولة في العالم



فادعاؤكم أن " لا تنازل ولا اعتراف" ادعاء كاذب لا واقع له



فأنتم تعلمون علم اليقين أن كلّ المفاوضات المستقبلية من الكيان الغاصب - إن حصلت - لا يدخل في جدول أعمالها ما احتلته " اسرائيل" قبل العام 1967، بل أن مناطق العام 1967 ذاتها خاضعة عندهم للتفاوض ليقرروا هم إن شاؤوا أن " يتنازلوا" لكم عن شيء منها.



إنّ الحقّ الشرعي للمسلمين في فلسطين لا يعيده التفاوض مع المحتل، ولا " العملية السياسية" الواهمة الوهمية التي تعلمون أنها لن توصل الى إلى المزيد من التفريط عن فلسطين لبني يهود وبشروطهم هم لا أنتم.



فلسطين لا يرجعها إلى أصحابها إلا من جعل شرع الله هاديه وحاديه
ومن علم أنّها قضية عقدية لا مسألة نزاع تاريخي
ومن اتخذ كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله عليه أساساً ينطلق من خلاله فيحرر البلاد والعباد.

الثلاثاء، 24 مايو 2011

لن تستقر لعبد قدم في الإسلام إلا بعقد القلب على تحكيم شرع الله






قال الإمام شمس الدين ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى

في فاتحة كتابه " الصواعق المنزلة على الجهمية والمعطلة "

(واعلم أنه لا يستقر للعبد قدم في الإسلام حتى يعقد قلبه على أن

الدين كله لله ، وأن الهدى هدى الله وأن الحق دائر مع الرسول وجوداً

وعدماً، وأنه لا مطاع سواه، ولا متبوع غيره، وأن كلام غيره يعرض على

كلامه؛ فإن وافقه قبلناه، لا لأنه قاله . بل لأنه أخبر به عن الله ورسوله ،

وإن خالفه رددناه، ولا يعرض كلامه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على آراء

القياسيين، ولا على عقول الفلاسفة والمتكلمين، ولا أذواق المتزهدين، بل تعرض هذه كلها

على ما جاء به، عرض الدراهم المجهولة على أخبر الناقدين، فما حكم

بصحته فهو منها المقبول، وما حكم برده فهو المردود)

تعليق على اعتذار مبارك, تعليق سياسي

May 17 2011, 05:59 AM




الخبر:

كشفت مصادر إعلامية مصرية عن ترتيبات لإعداد خطاب قد يسجله الرئيس السابق حسني مبارك قريباً، ليتم بثه صوتياً يعتذر فيه عن نفسه وأسرته، عما يكون قد بدر منه من إساءة لأبناء الوطن بسبب سوء تصرف ناجم عن نصيحة أو معلومات خاطئة تم رفعها له. وقالت صحيفة "الشروق" المصرية تحت عنوان "مبارك يطلب العفو" في عددها اليوم، نقلا عن مصادر مصرية وعربية، إن الخطاب سيشمل أيضاً إبداء مبارك وزوجته الرغبة في التنازل عن كل ممتلكاتهما لصالح الشعب. وبحسب المصادر فإن الخطاب سيكون الهدف منه التقدم للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بأن "ينظر في العفو" عن الرئيس وقرينته بعد أن تقدم بهما العمر وألم بهما المرض.
وكانت سوزان مبارك قرينة الرئيس قد تعهدت أمس بتسليم ثروتها إلى الدولة. وقالت مصادر رسمية إن "سوزان قامت بعمل ثلاثة توكيلات تتيح لجهاز الكسب غير المشروع سحب أموالها الموجودة في مصرفين وبيع فيلا تمتلكها في القاهرة".

http://www.alwatan.com.sa/Politics/News_De...mp;CategoryID=1

التعليق:

مبارك وزوجته وابناؤه يخضعون لتحقيقات واتهامات مختلفة ليس أقلّها سرقة المال العام وسوء استغلال المنصب،
وبالنسبة لمبارك فهو بالإضافة الى ذلك، يخضع - على حدّ زعم الإدعاء المصري- لتحقيقات لجهة علاقته بقتل مصريين خلال الثورة على النظام.

الشكوك تحيط بجديّة التحقيقات هذه، وتحيط بجديّة النظام المصري في " تجريم " مبارك، وهناك دلائل على محاولة التخفيف عنه، وقد تكون صورة
من صور هذا التخفيف عدم ايداعه السجن الفعلي، وذلك بوضع اللوم المباشر بخصوص ما جرى من جرائم على وزراء ومستشارين لمبارك

ومن هنا يأتي فهم هذا الخبر من زاوية الترتيبات بين المجلس العسكري وبين مبارك لإيجاد مخرج له
ونلاحظ في الخبر صياغة دقيقة تشير الى القاء اللوم ليس على شخص مبارك، وإنما على من حوله من وزراء ومستشارين،
ورغبة ممن "صاغوا" الخبر في استعطاف الناس ورد:
"...إن الخطاب سيشمل أيضاً إبداء مبارك وزوجته الرغبة في التنازل عن كل ممتلكاتهما لصالح الشعب..."
وهذا يعطي انطباعاً أن المال مالهم - مبارك وعائلته- وليس مالاً مسروقاً منهوباً، وأنهم يمنّون على الشعب بتنازلهم له عن هذا
المال دون الاشارة أن المال مال الشعب ابتداءً
فليس في الخبر أي اقرار بالسرقات، ولا بالجرائم، ولا بحصول خطأ مباشر من مبارك.

وفي لقاء مع وزير العدل المصري على قناة "العربية" قال: إن أعادت سوزان مبارك المال فستكتفي الهيئة القضائية بذلك!!
 
إذن، فالقضاء المصري كما المجلس العسكري متواطئون مع مبارك وعائلته لانهاء القضية وعدم تجريمهم، وجعل المسألة 
 
 
مقتصرة على المال فقط!!


إن التعاطي مع مبارك وعائلته بهذا الشكل هو استخفاف بالشعب واحتقار له واستهانة بالدماء التي أراقها مبارك ونظامه، واستباحة للأموال
التي سرقها هو وعائلته وكلّ رجال نظامه
ان مجرد الإعتذار لا يجب أن يُسقط عن مبارك الجرائم التي ارتكبها إبّان فترة حكمه، ولا يجوز أن يُعامل الناس بهذا الاستغباء بأن تتم صياغة اعتذار تنتهي به
عميلة " تجريم" مبارك ومن حوله على أفعالهم بحق مصر وأبنائها.
فضلاً عن أن جرائم النظام لم تقتصر على مصر وأهلها فقط، بل تعدتها الى حقوق المسلمين جميعاً حين فرّط بخيرات البلاد
وحين وقّع معاهدات مع بني يهود ضمنت سلامتهم ووجودهم في فلسطين.
فلا يجوز بحال أن تنتهي هذه الجرائم باعتذار ساذج مفضوح ينطق به لسانه وتبقى آثاره مشاهدة محسوسة يعاني منها أهل الكنانة وكلّ المسلمين.

حركة المقاومة الإسلامية " فـــتـــح ", بين الإسلامي والعلماني





Dec 6 2010, 07:57 PM

لا أحد يجهل أن حركة فتح حين نشأتها، أو بشكل أدق حين تقرر إقليمياً ودولياً إنشاؤها، زعمت أنها تعمل لتحرير فلسطين، كامل تراب فلسطين،

وكامل تراب فلسطين يعني كلّ أرض فلسطين

وطالما أنها -فتح- تقول بتحريرها، إذن هناك من يحتلها، ومن يحتلها هم بنو يهود،

فيكون معنى تحريرها: إخراج بني يهود من فلسطين، كلّ فلسطين المحتلة.

إلى هنا الأمر واضح والكلمات ذات دلالات لا تحتاج إلى عالم في اللغة ولا جغرافيّ ضليع بعلم الجغرافيا ليُفهمنا معانيها ويضع حدودها.

لكن الحال انقلب رأساً على عقب، وما كان بالبداهة مفهوماً، أضحى معقداً، مبهماً، يحتاج لا إلى خبير بل إلى خبراء في كل مناحي العلوم ليحل ما أشكل منه

وتغيّر الحال هذا لم يكن في المعاني تلك التي ذكرتها

بل هو: وضوح حال - ولا أقول انقلاب حال- من وضعوا في أذهان الأمة أنهم قاموا للتحرير،

أصبح واضحاً أن " فتح " تلك كانت مشروع خيانة وبيع وتفريط من الطراز الأول وبامتياز

وأن من خططوا لها قد بذلوا الكثير من الوقت والجهد والتعب والسهر لإنجاح مشروعهم، ولن ينجح بإذن الله تعالى

وعملوا على إزالة كثير من العقبات من أمامهم:

عقبات من مثل الرجال الذين لم يدركوا منذ البداية فتح وجريمتها ومشروعها

عقبات من مثل من آخذتهم الحميّة فانضموا الى صفوفها فكانت " فتح" هي " حتفهم "، نسأل الله الرحمة لمن كان عذر الجهل مستولٍ عليه وكان موحّداً.

عقبة " اللاءات " الثلاث التي قيدتهم فترة من الزمن إلى أن ألغوها وأبعدوا من طريقهم من تمسك بها.


وتسارعت خطوات قادة " فتح " بشكل مريع نحو الإنكشاف، إنكشاف وجههم القبيح أمام الناس وكل من كان قد انبهر بها وبهم،

فإذا بفلسطين تقسّم إلى قسمين: ما قبل حدود 1967 وما بعدها!

وإذا بالمحتل يصبح الصهيوني بعد أن كان اليهودي!

وأصبح مقبولاً أن " تحرّر " فلسطين على دفعات ومراحل

وأن اللقاء المحرّم بين الفلسطينيين واليهود أضحى مطلباً، بل أكثر من ذلك: أصبح إرضاخاً للعدوا وإرغاماً له أن يعترف بفلسطين وأهلها

وأن الفدائي الذي كان مجرد ذكر اسمه من المحظورات بات مفاوضاً عتيداً عنيداً يُرضخ العدوّ ويرغمه على الجلوس معه على موائد الفنادق والكازينوهات!

وانقلبت أمريكا وبريطانيا والغرب كلّه من عدو اعترف باحتلال يهود لفلسطين، مدّوه بالمال والسلاح ...إلى أطراف يُرجى رضاهم، وتُحمد وساطاتهم، ويُطلبُ منهم الحياد


كلّ ما سبق - وهو على عجالة من الطرح - صدر عمّن لم يخفوا أنهم " علمانيون" لا يقومون على أساس شرع إلهي، بل على أساس شرعة دولية لا علاقة لها بالله ولا بدين الله

فإن توافق كلّ ذلك أو جلّه مع ما وصلت إليه حركة المقاومة الإسلامية من حال في تعاطيها مع فلسطين وقضيتها، فما الذي يميّز حماس عن فتح؟

دعوني أضع السؤال بشكل مختلف بأن نحلل معاً عناصر القضية:

الأرض: إسلامية


فإن كانت إسلامية - وهي كذلك بتقرير أحكام الله - فإنه لا يجوز بحال من الأحوال إقرار بني يهود على جزء منها قلّ أو كثُر، وإقرارهم عليها يكون تحت مسميات كثيرة منها: المرحلية، الهدنة، التفاوض،

خذ وطالب، هذا ما نستطيعه الآن، هدنة المحارب... ألخ من هذه الترهات التي يقصد منها شيء واحد فقط وهو: تبرير التفريط



المحتل: بنو يهود

فلا يجوز تقسيمهم الىطوائف وفرق، فلا يقال صهاينة، ولا مستوطنين، ولا متشددين، ولا متطرفين، ولا أعداء سلام ومحبي سلام

بل يقال: يهود هم الذين يحتلون فلسطين.


الحق الذي نطالب به: كل فلسطين

وأي كلام عن جزء منها هو تضييع لها كلّها

لأن هذا الحق شرعي، فهو إما أن يؤخذ كلّه أو يترك كلّه. ولا يفهمنّ أحد منهم أن كلمتي الأخيرة تعني أن نتركها، فإن الأفهام السقيمة عند جلّهم أضحت سجيّة!


فتقسيم فلسطين الى 67 و 48 تقسيم غير شرعي

جهات الحلّ للمقضية:

الشريعة الإسلامية لمن ارتضى شرع الله، وشرع الله لا يعطي لأحد منهم الحق في عقد هدنة ولا معاهدة ولا تفاوض، والحجج الواهية والمبررات السقيمة التي نسمعها

ليل نهار منهم من مثل: ومن يفاوض ان لم نفاوض؟ ولمن نترك الساحة؟ وصلح الحديبية، وما فعله صلاح الدّين...ألخ كلها حجج واهية ومبررات تميل إليها العقول المنحرفة عن دين الله.



أو الشرعة الدولية: وهي التي يتبعها الآن ويسير على خطاها من يدّعون التحرير! وهي باطلة من مبتدئها إلى منتهاها

أصحاب الحق:

أهل فلسطين؟

بالقطع لا، فأصحاب الحق هم أهل الملة جميعاً، أهل التوحيد، أما القول تصريحا أو تلميحاً بأنها قضية أهل فلسطين هو إخراج للقضية عن أصلها وإفراغ لها من مضمونها

ومخالف لأحكام الله فيها.

فهي حق لكل مسلم، وكذا واجب تحريرها على كلّ مسلم

فهي قضية أهل التوحيد جميعاً


لكل ما سبق - ولغيره - فإن حركة المقاومة الإسلامية " فـــــتـــــح " مسمى ينطبق على من يدّعون العمل للتحرير


فلا شيء في أفعالهم - ولا أقول في أقوالهم لأنها معسولة غير أنه لا واقع لها - يدل بشكل مباشر ولا غير مباشر على انهم يتخذون من شرع الله منطلقاً ومنهجاً

في تعاطيهم مع قضية فلسطين لا من قريب ولا من بعيد

ولا يعنيني كلام السذّج الذين ينطلي عليهم معسول الكلام

لأنهم في جلّهم لا يعون حقيقة حركاتهم، ولا هم مطّلعون على أهداف جماعاتهم وغاياتها


ولمن أراد محاكم النوايا منهم كلمة:

أفعال الحركات تلك - لا أقوالها وتصريحاتها المعسولة أحياناً - هو المهم، وهو المستهدف من هذا الكلام

فلا حركة ولا جماعة من تلكما الجماعتين أو الحركتين تقف على أحكام الله حملا وتطبيقا فيما يتعلق بقضية فلسطين

لا هم إلى الإسلام يرجعون ولا قوانين الشرعة الطاغوتية الدولية تسعفهم

ولصغارهم، أشبالهم، مجاهديهم:

حان الوقت كي يقف أحدكم وقفة حقّ مع نفسه أمام ربه

ويتفكر في حاله وحال جماعته

وينتقل بخياله بسرعة ليقف أمام بارئه ويتساءل: هل أنا على حال يرضيك يارب؟

هل جماعتي تبريء ذمتي أمامك ساعة التناد؟ ساعة الحساب؟ ساعة توفى كلّ نفس ما كسبت؟

إن حال الحركتين واحد، ولا داع للجدل العقيم ولا الإنتصار للذات والحركة على حساب شرع الله

العلمانيون قالوا أنهم علمانيون

والإسلاميون يقولون أنهم اسلاميون، غير أن فعالهم علمانية بامتياز

بل أنهم يسبقون العلمانيين بحرفيتهم في التبرير والتحريف

وفي النهاية فإن هذه القضية - قضية فلسطين - لن تُحلّ إلا على أيدي من أخلصوا لخالقهم واتبعوا شريعة ربهم

فكونوا منهم ومعهم، فليس العامل قبل الفتح كالعامل بعده.

بالمسيرة نطالب بالعزّة والكرامة, فبماذا يُطالب من يمنعها ويقمعها؟

May 3 2011, 12:56 PM




في ظلّ تغييب مقاييس شرع الله، وفي واقع كالمستنقع ليس فيه الا الأمراض والجراثيم والطفيليات وهوام الأرض

فإن العقول التي استمرأت مسخها، وارتضت أن تسيّرها المصالح لا دين الله، أصبحت تتّبع مقاييس لا يتولد عنها

الا الذلّ والتبعية العمياء وارتضاء الدونية لعباد الله، والاستقواء المخلوط بالاستغباء، وكذا التغوّل في مواضع اللين والمؤازرة لأهل الحق!!

شهد نبي الله صلوات ربي وسلامه عليه حلفاً مدحه وأثنى عليه وقال لو دّعيت الى مثله في الإسلام لأجبت!!

وما ذلك إلا لأن هذا الحلف ومن قاموا عليه طيّب وذو أهداف سامية نبيلة...وكان ذلك في الجاهلية الجهلاء

الحلف فيه نصرة المظلوم، وإعطاء كلّ ذي حقّ حقه، والوقوف في وجه من يستقوي على البشر سلباً لحقوقهم أو تعدياً عليهم.

أما وقد أصبحنا نعيش في واقع لا يُميّز فيه جاهل أو منتفع أو متربّح بين الحق والباطل

وأصبح رعاع الناس يحملون الهراوات والسياط ليضربوا آمراً بمعروف ناهياً عن منكر محقّقين بواقعهم هذا وجود صنف من الناس لم يرهم

رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه..

وأصبحنا، وأضحينا، وأمسينا نعيش حالة من تصادم فعلي بين مصالح بعض الناس ممن يدّعون العمل للاسلام وبين دين الله بشكل عملي...

المسلمون في سوريا، كما في ليبيا، كما في اليمن، كما في غيرها من بلاد المسلمين، يُطالبون بالانفكاك من العبودية الجبرية لأنظمة الضلال والفجور

والتخلّص من الذل، والمهانة، واستباحة الأعراض بعد استباحة الكرامات...

فكان ردّ فعل الأنظمة الخائنة لله ولرسول، العميلة لبني هرقل على اختلاف لهجاتهم وأشكالهم أنها سفكت الدماء وجعلتها أنهاراً تجري في الطرقات

فما الواجب الشرعي الذي قرّره ربنا وربكم من فوق سبع سماوات؟

واجب واضح جلي لا يزيغ عنه ولا يرفضه الا هالك متخاذل جبان: أن الواجب على المسلمون نصرة إخوانهم في الدّين، وقد استنصروا اخوتهم فالواجب نصرتهم.

أم أن لفئة من الناس كتابُ ُ ولنا كتاب؟

لهم آيات يتلونها غير آيات الله؟

لهم دين استقام في أعينهم واعوجّ فيها دينُ الله؟

أضعف الإيمان عند غير المستطيع فاقد الحيلة أن يُنكر المنكر بقلبه، فما بالنا نرى بين ظهرانينا من لو استطاعوا أن يشقّوا عن القلوب ولاحظوا فيها

انكاراً للمنكر جلدوا أصحابها وعنّفوهم أيّما تعنيف؟!

إن من يخرجُ في فلسطين الأسيرة نصرة للمظلومين من أهل التوحيد إنما يفعلُ ذلك اسقاطاً لإثم عظيم عند الله إن هو سكت

إن من يتحرك من أهل فلسطين المخلصين لله ولدين الله ولإخوتهم في العقيدة وهم أسرى لبني يهود يجب أن يُساندوا لا أن يهانوا ويُقمعوا!!

إن من يرى في نفسه أنه أصبح ذو سلطان وقرار على أرض فلسطين عليه أن يعيد النظر فهو لا يرى ولا يُبصر

عليه أن يمعن النظر في عينيه إن غفل قلبه ليرى أنه في فلسطين يخضع لمجنّدة فاجرة عاهرة من بني يهود تفرض عليه حظراً إن مشت في الطرقات.

أهل العزّة والكرامة الذين رباهم دين الله تعالى على هذه المعاني لا يُمكن إلا أن يثوروا تلبية لنداء المسلمين رجالاً ونساءً وغلماناً تُنتهك كراماتهم

وتُسفكً دماؤهم، ويُعتدى عليهم من قبل حكام مجرمين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمةً.

أما من ارتضوا الارتماء في ألأحضان - ولا يهم أحضان من، المهم عندهم الارتماء - فهم أهل الخذلان والتخذيل والارجاف وتمكين العدو من ابن الدّين!!

فلا أقل - يا من تاهت دروبكم بكم، واختلطلت معاييركم ومقاييسكم - من أن تخرسوا ألسنكم، وتضعوا سيوفكم في جرابها حين تعلو أصوات

الأحرار طلباً لكرامة إخوة لهم في سوريا وغير سوريا

لا أن تُشهروها في وجوههم، ضرباً بعد اعتقال، لتخدموا أجندة من يصدّون عن دين الله...وعن الكرامات والدفاع عن الحرمات

إلا بئساً لقوم رضوا أن يكونوا أدوات صدئة مهترئة ممجوجة في يد من يأبى أن يعلي الصوت دفاعاً وانتصاراً لأعراض الحرائر ودمائهم وكرامتهم.

بئساً وتباً تباً.

أمة الخير...هبّت رياح التغيير فاغتنميها., محاضرة في مدينة خليل الرحمن



Apr 24 2011, 04:59 PM

أعوذ بالله من شرور حكامنا وسيئات أعمالهم،

بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واهتدى بهديه إلى يوم الدين،
أخرج الإمام أحمد في المسند، من حديث أنس من قوله صلى الله عليه وسلم:
{أمتي كالمطر ، لا يدرى ، الخير في أوله أم في آخره }

يقول المولى سبحانه وتعالى:
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } آل عمران26
كلمات نقرأها في كتاب المولى سبحانه وتعالى، ولكن: من يتعظ؟ من يتدبّر؟ من يتيقن بأن الملك كلًُهُ لله؟ وبأن الأمر كلُهُ لله؟ يعطيه من يشاء وينزعه ممن يشاء...يرفعُ ويُعزُ من يشاء، ويخفض إلى أسفل سافلين من يشاء
يمكّنُ من يشاء وينزع القوة والمنعة بين ليلة وضحاها ممن يشاء..من يتدبر ومن يتعظ ؟

أيها الكرام: لما طفح الكيل، وبلغ السيل الزبى ، وهبت رياح التغيير، وخرج المظلومون إلى الشوارع يجأرون، وبإسقاط النظام يهتفون، ورحيل الحكام يطالبون، وصاروا على استعداد لتقديم التضحيات في سبيل تحقيق مطالبهم، أسقط الحكامُ أقنعة الوقار والهيبة، وأظهروا تمسكهم بكرسي الحكم وكأنه حق مكتسب لهم ورثوه عن الأكابر من أجدادهم والأصاغر، ولم يدخروا وسعا للدفاع عنه، ولو أدى إلى قتل الناس جميعا وإفنائهم في حروب طاحنة. فكل كلمة تغيير نطق بها الناس قابلتها رصاصة قناص، أو قذيفة مدفع، أو صاروخ
ومن قبلُ كانوا يُضربون من أعدائهم، فيضبطون أنفسهم، ويحتفظون بحق الرد في الوقت المناسب! ومع كل موجة من المتظاهرين تقابلها زخات الرصاص، وهجمات البلاطجة من أزلام النظام، وتلاحقها الاتهامات بالخيانة والعمالة والتآمر والتخابر مع الخارج وزعزعة استقرار الوطن وأمنه، وغير ذلك من أساليب الفراعنة الملتوية في مواجهة المحتجين من أصحاب المطالب العادلة. فسقط الأبطال على الأرض أمواتا نازفين، ولكنهم ارتقوا إلى السماء أحياء فرحين، ورفع الناس رؤوسهم بهؤلاء الشباب الشجعان، وأيدوا مطالبهم وأمدوهم بالعون وفق ما يستطيعون، ولا عجب، فهم رأس حربتهم، ومقدمة مشروع التغيير فيهم. ولكن هؤلاء الشباب قد خُذلوا مرتين، من الجيوش تارة، ومن السياسيين الذين تولوا أمرهم بعد الإطاحة برأس النظام تارة أخرى. فكل الذي جرى في تونس ومصر جراحات تجميلية لبعض النظم والقوانين، دون تغيير في الجوهر. فبقيت المادة الدستورية التي تنص على أن دين الدولة هو الإسلام، وأن الشريعة الإسلامية مصدر رئيس من مصادر التشريع، بقيت هي هي كما كانت قبل الثورة والتغيير، وهو ما يعني فصل الدين عن الدولة! وبقي الحظر على إنشاء الأحزاب الإسلامية قائما، ولم يتغير شيء يذكر في الإعلام أو السياسة الخارجية، ولم تتزحزح سفارة عدو من مكانها، ولم يعدل بند في بنود معاهدة من المعاهدات المحرمة، ولم يتبدل شيء من الإجراءات على نقاط الحدود وقطع الطريق بين الدول! بل إن الطين زاد بلة لما فتح الباب على مصراعيه لدخول طائرات الكفار وصواريخهم وبوارج حربهم البحرية إلى أرضنا وسمائنا ومياهنا، وبقي القرار السيادي خارج نطاق شبابنا وجيوشنا وحكامنا الجدد! فلا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل

إخواني الكرام:
لسنا اليوم هنا لنمتدح الثورات، ولا لأن نحتفي بها وبما حققته في بعض بلاد المسلمين من انتصار جزئي، ونقول
" جزئي" لأنها حققت انتصاراً على درجة عالية من الأهمية ولكنه ليس كاملاً، هذا الانتصار هو: أن الشعوب في تلك الثورات قد انتصرت على خوفها، انتصرت على يأسها، انتصرت على خنوعها وسكوتها، وهذا انتصار عظيم يُحسبُ لها، وهذا فيه خير عظيم لمن كان له بصر وبصيرة على حركة وسير الأمم والشعوب،،
لكن: هل حققت تلك الثورات أهدافها؟ أو حددت لنفسها الهدف الذي يجب أن يكون؟ هذا الذي سنأتي على ذكره إن شاء الله:
الثورات في عالمنا الإسلامي انطلقت، فهاهي في تونس ومصر لم تضع أوزارها بعد، وليبيا واليمن وسوريا لا زالت في أوج انطلاقتها، وهاهي تتهيأ في السودان وبلاد الخليج وغيرها...
والعامل المشترك بين أهل هذه البلاد كلها دون استثناء: أن ألناس فيها يقمعون ويسجنون ويهانون وتُنتهك كرامتهم، وظلموا بكل ألوان الظلم مسلمين وغير مسلمين من قبل حكامهم،
فنسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يقرؤون ويفهمون ويتعظون ويعملون من بعد أن يتفكروا ويتدبروا..
إخواني الكرام:
إن الله تعالى قد أعطاني في كتابه العزيز قاعدة عظيمة حيث قال: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
فالله سبحانه وتعالى قد أعطى لهذه الأمة الكريمة في هذه الأيام القليلة شيئاً من التغيير لما جعلوا في أنفسهم شيئاً من التغيير، غيّروا قليلاً فغيّر الله لهم، تحركت في نفوسهم نزعة الكرامة والتخلص من الذّل فأعانهم الله على قدر تحركهم بعد أن كان يُقال: أن هذه الأمة ميتة..
وكلما قلنا للناس أن الأمة فيها خير وإن لم تكن بخير، وأن الخلافة قادمة لا محالة قالوا: ذاك حلم بعيد !! فيقدرونها بمائة سنة أو خمسين ناسين أو متناسين أن الله إذا أراد شيئاً أن يقول له كن..فيكون.
أيها الكرام:
إن ما يريده أغلب الناس اليوم أن يُرفع عنهم الظلم والكبت وأن يعيشوا عيشة هنية دون ظلم أو قمع أو إهانة..
هذا حال جلّ الناس، وهذا كان شيئاً من الدافع للتغير والثورة التي حصلت في بلاد المسلمين، تحركوا وانتفضوا وثاروا بعد أن طفح بهم الكيل، ووصل السيل الزبى، وضاقت عليهم الأحوال بتضييق الحكام لها،،
كيف لا؟ وقد استأثر حكام الذلّ والهوان بكل خيرات البلاد وثرواتها وكانوا إن قدموا للناس شيئاً فهو الفتات ولا يزيد.

شاهدت الأمة بأم أعينها كيف أن الحكام لا يقيمون وزناً لأحد منها، كيف جعلوا الناس يذوقون الذلّ والمهانة في سبيل لقمة العيش وهم وأبناؤهم ينفقون المال على لذاتهم وفجورهم!!
كنا ومن عقود نقول أن هؤلاء الحكام إنما هم أدوات للكافر في بلادنا، وحراس للخيرات فيها لصالح أعدائنا، يمكنون أعداءنا منا ومن خيراتنا، كشفنا مؤامراتهم وعمالاتهم، وكيف أنهم ليسوا منا ولسنا منهم،
وكانوا هم من جانبهم يقمعون ويقتلون ويسجنون ويعذبون عذاباً مفضياً للموت كلّ صوت يصرخ في وجههم مظهرأ حقيقتهم ووجههم الأسود القبيح أمام الناس
وكانوا يستخدمون جماعات وأفراداً لتحسين قبحهم وتلميع صورتهم، يعينونهم في التصدي لأهل الحق، بالتضليل والتزييف.
وهؤلاء الذين استخدمهم الحكام لهذا الغرض القبيح، الذين ينبحون بدل الحاكم في وجه المخلصين، استمروا في استخدامهم حين ثارت الشعوب وانتفضت في وجه الطغاة، فحاولوا أن يثبّتوا عروش الحكام – وأنى لهم بعد أن ثار الناس – وأن يثبّطوا من عزيمة الناس، وأوغلوا في التضليل حين وصفوا الحكام وهم على وشك السقوط بأنهم ولاة أمور تجب طاعتهم، وبأن هذه الثورات الطيبة إنما هي فتنة ودعاتها يوقظون الفتن، متناسين أن الفتنة إنما تكون بتضييع شرع الله، وعدم تحكيمه، والصد عن سبيل الله..لأنهم آثروا دنيا حكامهم على الآخرة، وآثروا التبعية للحكام على التبعية لله العظيم، . صحيح أن الإعداد قبل المعركة واجبٌ على جند الحق ودولة الحق..ولكن إذا فرضت معركة على المسلمين ورجحت كفة أعداء الله..فانه لمن النفاق وقلة الحياء بل وقلة الأدب أن تنق ضفادع الخذلان يقولون: ( فلماذا جازف مجاهدو ليبيا وهم يعرفون حجمهم) هذه تخرصات المرجفين..وقد توعد الله من وقع في هذا الإثم حيث قال: (..الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا..قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين) ..والذي أراه وأرجوه من ربي أن ينصر أولئك الأبطال بلا عون من أحد بل بتأييده ومدد من عنده..وحتى يهلك أهلُ الغيظ بغيظهم.

أيها الإخوة الكرام:
لو أردنا تلخيص أسباب الثورات في عنوان واضح جامع لقلنا أن سببها هو: تطبيق النظام الرأسمالي على المسلمين، وحكمهم بدين غير دين ربهم، وتطبيق أحكام عليهم لا علاقة لها بعقيدتهم.
فجميع الأنظمة في بلاد المسلمين اعتنقت عقيدة تناقض دين الله جملة وتفصيلاً، ونحن نعلم علم اليقين أن المسلمين لا يصلح حالهم ولا يستقيم أمرهم، ولا تُحلّ مشاكلُهُم إلا بما ارتضاه لهم ربهم سبحانه وتعالى
هذه قاعدة لا يزيغ عنها إلا جاهل، ولا ينكرها إلا من ارتضى لنفسه ذلّ التبعية للبشر من دون الله،
دين الله تعالى صلح عليه حال المسلمين أكثر من ألف وأربعمائة عام، سادوا فيه الدنيا. عزّ فيها المسلمون وغيرُ المسلمين، استقام حال كلّ أهل التابعية لتلك الدولة من مسلمين ونصارى وحتى اليهود الذين عاشوا في ظلها.
وقد رعى الحكام فيها النصارى وحفظوا لهم ذمتهم وأمانهم، ومن ذلك ما رواه الطّبراني والحاكم من قول الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه: (( إِذَا فُتِحَتْ مِصْرُ فَاسْتَوْصُوا بِالقِبْطِ خَيْراً، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِماً )) وهكذا كان، ولو تمعنا فيما قاله كثير من النصارى وصفاً لحالهم في ظل دولة الإسلام لوجدنا أنهم كانوا في رغد من العيش وسعة وأمن وأمان.

فكانت هذه الثوراتُ على الظلم والطغيان وامتهان الكرامة والأعراض، غير أن المراقب بعين بصيرة يجد أنها خلت من أمر على درجة عالية من الأهمية:
وهو أن من أرادوا التغيير لم يميزوا بين تغيير سطحي يمس القشور فقط، وبين التغيير الجذري الصحيح
فتغيير وجه بوجه، وطاغية بمستبد، ونظام علماني بديمقراطي كلها تغييرات لا تمس جوهر مصيبة الأمة لا من قريب ولا من بعيد، فالنظام الدكتاتوري أخو العلماني أخو الديمقراطي وكلهم يخرجون من رحم واحدة
إن الوعي السياسي أيها الكرام هو مفتاح النجاح في العمل السياسي، وتغيير الأنظمة والتخلص من فسادها وعوارها هو أسّ العمل السياسي اللازم للأمة اليوم
وهكذا عمل يلزمه وعي...وعي للواقع ووعي ووضوح للأهداف، ومعرفة لمكان القوّة وأهميتها
العمل السياسي الناجح يجب أن يرتكز على تلك النقاط ارتكازاً حتمياً،
كلنا شاهد وتيقن من أهمية الجيوش ودورها، وأن باستطاعتها أن تغيّر إن أرادت، وأن تمنع التغيير أيضاً إن أرادت
وفي ذات الوقت نعلم ارتباط هذه الجيوش بالأنظمة، فكان لزاماً على من أراد التغيير أن لا يسير بحسن النية ولا بالمشاعر، وأن يعلم أن الارتكاز على القوة – وبعض منها هو الجيش- أمر حيوي لأي تغيير
وإلا فإن سرقة هذه الثورات البطولية أمر لا يمكن أن ننفيه أو نغض الطرف عنه،

إن أخطر مرحلة في حركات التغيير هو ليس المطالبة بالتغيير، ولاالعمل للتغيير، بل الأهم من ذلك هو تحديد الأهداف من هذا التغيير، وإلى ماذا سيؤول إليه التغيير، وما هو البديل المرجو من التغيير، وهذا للأسف ما لم يكن عند الناس عندما طالبوا بتغيير أنظمتهم. حيث أنهم لم يفرّقوا بين الأفراد والنظام، فظنوا أن مشاكلهم هي بوجود فلان في الحكم وبعضُ الرموز، بينما أن الحقيقة هي في نظام الحكم وليس في أفراد السلطة. وبقناعة أقول أنه لا يمكن التعويل على أية حركة للتغيير ما لم يكن عند الأمة رأي عام على واقعها وعلى غاياتها، ويكون هذا الرأيُ منبثقا عن وعي سياسي على الأحداث ومتغيراتها وإلى أين وصلت. أي أنه يجب تبني الإسلام كنظام للحياة في الدولة وفي المجتمع بشكل واضح وبشكل علني. أما تحت الشعار الوطني المطروح فإن كل من هبَّ ودبَّ سيدخلُ تحت هذا الشعار وسيعمل كلُ طرف على أن يمسك بزمام الأمور ويقود الناس إلى كل جهة، ماعدا جهة تحقيق الحكم الصحيح وفق شرع الله العادل الذي يتفيأ الجميع ظلاله في أمن وأمان! وهذا ما حصل: حيث تغيرت الوجوه في تونس ومصر ولم يتغير النظام فيهما.
وهذا أمر تعلمه أنظمة الغرب تمام العلم، فعملت بعد أيام من بدء الثورة في تونس وكذلك في مصر على حشد عملائهم، وزجّت بهم بين الناس، وأخذوا يطالبون بما تطالب به الناس، ووجهوا حركة كثير منهم حتى استقام لهم الأمر وأبقوا على الأنظمة مع تغيير الوجوه وتغييب الحكام الذين ثار الناس في وجوههم،وبهذا تقزّمت مطالبهم.
إخوتي الكرام: إن من لا يتخذ الإسلام العظيم وأحكامه الربانية قاعدة لكل أعماله فان بوصلة أهدافه ستتقاذفها المصالح، إن عزّة المسلمين لا تكون إلا بدينهم وشرع ربهم، يقول عمر الفاروق رضوان الله عليه: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فان ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله
الغربُ كلّه اليوم يحبس أنفاسه خوفاً من أن يصل إلى الحكم دعاة تطبيق شرع الله تعالى، فهاهم في كيان بني يهود يصلّون كي يبقى بشار الأسد في حكمه، وأجهزتهم قلقة مما يجري في بلادنا، ومسئول غربي يقول أنه لن تقوم خلافة في ليبيا!!
إن الحكام وكلّ أنظمتهم هي الحائل بيننا وبين تطبيق شرع الله، والجيوش باستمرار ولائها للحكام هي أيضاً حائل بيننا وبين الهدف، والثورات حين تصبح تطالب بتطبيق شرع الله فإن الموازين ستنقلب وسيعلم العالم كلّه حينها أن المسلمين أبصروا الطريق وعرفوا الهدف.


أيها الكرام: إن في الأمة الإسلامية اليوم رجالا خير من حكامها، ويستحقون أن ينصبوا لها قادة وحكاما، يحكمونها بالكتاب والسنة وما أرشدا إليه، يخافون ربهم من فوقهم، وبالغنيمة لا يستأثرون، ولديهم القدرة على جمع الأمة الإسلامية على كلمة التوحيد وتطبيق أحكام الشريعة الغراء، وإنهم واعون لمخططات الكفار ضد أمتهم، وقادرون على إعادة أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس، فهم والله أحق بالقيادة وأجدر بالريادة.
وحتى لا يتكرر الأمر ذاته، فإن الواجب ترشيد الانتفاضات على هؤلاء الحكام بالإسلام، ويجب على المنتفضين أن يواصلوا انتفاضتهم حتى يكون التغيير إسلاميا شاملا، لا وطنياً ولا قومياً ولا نفعياً مصلحياً،ولا دولاً مدنيةً.. فلا يُتركُ من مثالب الأنظمة البائدة مثلبا إلا وخلعه، ولا من بنود الدساتير بندا إلا وأزاله، ولا من نفوذ الغرب في بلاد المسلمين شيئا إلا وقلعه. ولا يتأتى ذلك إلا بالعمل مع العاملين لإقامة الخلافة على أنقاض الأنظمة القائمة، فهي التي بها سيتحقق التغيير الحقيقي والجذري القائم على أساس دين الله وحده.
والخلاصة أيها الكرام: أن التغيير الجذري لا الترقيعي السطحي هو المطلوب، والحكم بالإسلام لا بالعلمانية ولا الديمقراطية هو الذي يجب أن يكون لأنه وحده الذي يرضي الله تعالى، والوعي السياسي عامل أساس لكل من أراد العمل للتغيير الصحيح، حتى لا يقع الناس فريسة للأنظمة وللمضلّين الذين يزيفون وعي الأمة ليسلبوها إرادتها.
أختم اخوتي الكرام بخير الكلام:
( عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ أَوْ قَالَ إِنَّ رَبِّي زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا)
ويقول الحق تبارك وتعالى: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) صدق الله العظيم.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمد لله ربّ العالمين

راغب أبو شامة


http://www.pal-tahrir.info/hizb-events/301...6-13-10-49.html

بل ثورات طيبة مباركة



Apr 18 2011, 02:51 PM



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين، محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه:

تساؤلات من هنا وهناك متعلقة بوصف ثورات الأمة هذه الأيام بأنها طيبة ومباركة، فبعضنا يصفها بالمباركة، وبعضنا لا يقبل أن توصف بهذا الوصف..
أحاول هنا أن أجيب على هذه التساؤلات، ولكي أفعل لا بدّ أن أرجع إلى الخلف قليلاً
والقليل هذا يصل مداه الزمني إلى الوقت الذي هدمت فيه دولة الإسلام
فهو وقت " مفصلي " في تاريخ أمة محمد صلوات ربي وسلامه عليه، ومفصلي في حالتها.
فقبل هذا التاريخ كانت الأمة تعيش كأمة واحدة، وعاش معها وبينها أهل الذمّة نصارى ويهود...
لهم حقوق يأخذونها وعليهم واجبات يؤدونها
التاريخ، وما كانت عليه الأمة من حال قبل هدم دولتهم، ليس محل بحث الآن بالنسبة لي إلا من زاوية أن المسلمين حينها لم يكونوا يقتّلون ولا تنتهك أعراضهم ولا تطأ الأقدام كراماتهم، ولا يحكمهم الكافر مباشرة ولا بشكل غير مباشر، ولا يسلب خيراتهم ولا يسخرهم عبيداً تحت نعال مصالحه.
بعد هدم دولة الإسلام، وتشتيت المسلمين شذر مذر في أصقاع المعمورة دون حارس ولا راع يحميهم ويدفع عنهم
تملّكهم أعداء الله، أي أصبحوا يملكونهم:
يملكون قرارهم
يملكون بلادهم
يملكون كراماتهم
يملكون حاضرهم ويتحكمون به خدمة لمصالحهم
وحتى يحرصوا على كلّ ما سبق، اختاروا أذناباً لهم " مبرمجة عقولهم"، فاقدين للإرادة بعد أن أفقدوهم كرامتهم
وخصوا أدمغتهم الا مما يضعونه لهم يها
استأجروهم خدماً، وسخّروهم عبيداً، وأعطوا كلّ واحد منهم قطعة من الأرض سموها دولة.
والناس في تلك الدول إنما هم مزارعون في إقطاعيات الحكام
ولأن الحاكم، وبإرشاد من أسياده، لا يستطيع وحده أن ينظم أمور الناس وضع معه أناساً يعينونه، هؤلاء لا يختلفون عن الحاكم في شيء: مسلوبي الإرادة بعد الكرامة، تهمهم مصالحهم ومنافعهم و..خدمة سيدهم
سموهم وزراءً، أو مدراءً، أو رؤساء أجهزة أمن الحاكم وزبانيته.

ولا ننسى، ولا نتجاهل، ولا نغض الطرف عن أن هؤلاء جميعاً خدم عند أسيادهم بني هرقل وغيرهم.
فكيف أمسى حال خير أمة أخرجت للناس تحت حكم أراذل الناس:
قهرُ ُ وذلُ ُ والأذى ألوان
فلا ترى منهم ألا القتيل أو الجريح أو الذليل أو المهان أو السجين

وتحوّل طيبُ المقام في بلاد المسلمين إلى مقامات الدونية، حتى أضحى للكلاب فنادق خيالية وللبشر
بيوت سقوفها السماء وفراشها التراب، وأصبح بعض المسلمين لا يجدون طعاماً إلا في حاويات النفايات
وسُقينا الذلّ من شرق ومن غرب حتى تجرعناه كأساً من عذاب
وأصبح أذناب الكلاب –الحكام- هم الآمر الناهي في كلّ أمور حياتنا بأمر من أسيادهم وتوجيه منهم
الذين ذلت رقابهم لبني هرقل وأذلوا معهم المسلمين في أقطار الأرض، حتى أصبح الحال كما قال الشاعر:
كلاب الروم تنبح في حمانا...وتمرح في السهول وفي الهضاب
وأسدُ المسلمين تئن قهراً...وتشكوا الدهر ويلات المصاب
أفقوا –ويح قومي- من سبات...فنذر الشؤم تُنذرُ بالخراب


واستبدل أراذل الناس – الحكام – شرع الله بشرع من لا دين له إلا المنفعة والمصلحة
واستبدادهم هذا ليس ليكون نظرياً، بل ليكون عملياً يطبّقونه على خلق الله وعباد الله
فسادت مفاهيم عفنة -لا تصلح إلا لقوم عفنين- حياة المسلمين وأرضخوهم لها
والناس فقدوا الحيلة، وفقدوا الإرادة، وخضعوا خضوعاً مذلاً مهيناً جبراً لا بالرضى ولا بالاختيار
وطبعاً لا نتحدث عن فئة من المسلمين هنا أو هناك، أو أفراد منهم بين حين وآخر تحركوا رفضاً للذل والهوان
فلاقوا ما لاقوا من صنوف العذاب قتلا وسجناً وتهجيراً..فهؤلاء لم تخلُ فترة من حياة الأمة إلا وظهر منهم من يرفض الحاكم ونظامه ويحاربه...
الحديث عن الأمة كأمة، وعن حالتها العامة تحت ظلّ هؤلاء.

فوصولاً إلى زماننا هذا، لم يزل حال الناس على ما هم عليه –أعني قبل الثورات- فاقدين لإرادتهم، يخافون قمع الحاكم وعذابات رفضه والوقوف في وجهه.
نعلم أن حزب التحرير يعمل في الأمة ومع الأمة لتعود خير أمة أخرجت للناس
وهو يعلم علم اليقين أن الغرب لم يدّخر وسعاً في تخريب عقليتها وصياغتها صياغة تخدمه
فضللها وألبس عليها دينها وشرع ربها، وعبأ الأدمغة بضلالات وانحرافات، بقناعات ومفاهيم منبثقة عن عقيدته
فجعلوا (كلّ أنظمة) الحياة تقوم على أساس تلك المفاهيم والقناعات
فغاب عن وعي الأمة الكثير الكثير من شرع ربها، ولا ننسى أننا نتحدث عن أجيال تتلوها أجيال.
ثمّ ليوغل الغرب في تضليل الأمة وحرفها سخّر " علماء" عليمي اللسان زاد من وقع الضلالات والتضليل
فزينوا القبيح، وحسّنوا كلّ ما كان من غير شرع الله ليدسّوه على الناس على أنه من دين الله أو على الأقل أنه لا يخالف دين الله
فكانت الديمقراطية والعلمانية، وارتاحت فئة من الناس لفكرة فصل الدّين عن الحياة واستحسنوها بعلم أو بجهل.

..... ثم انطلقت هذه الثورات،
ثورات على القهر
ثورات على انتهاك الأعراض والكرامات
ثورات على الظلم والتعذيب
ثورات على من رهنوا العباد والبلاد للغرب ومصالحه
ثورات على كلّ شيء فاسد ومفسد

فهل يحق لهم أن يثوروا على هكذا معان وأحوال؟
من ينكر على المقهور أو يصرخ في وجه قاهره!!
أو على المظلوم أن يزمجر في وجه ظالمه!!
أو على الغيور أن يطأ بقدميه على من انتهك عرضه!!

وأنا أكتب هذه الكلمات الآن خطر هذا الخاطر في بالي:
تخيلوا رجلاً في أوج عظمته وقوته، أصابه مرض مقعد
مرض لم يجعه قادراً على الوقوف على قدميه فضلاً عن السير
أقعده مرضه عقداً من الزمن
والطبيب يحاول معه، ويعطيه جرعات الدواء، ويرفع من عزيمته، ويقوي نفسيته
ثمّ بعد عقد من الزمان رأي الطبيب أن الرجل قد حرّك قدمه اليمنى حركة بسيطة
فبالله عليكم، هل يفرح أم يصرخ عالياً وينظر في وجه المريض ساخطاً قائلاً:
تعبت معك عقداّ من الزمان، أداويك، وأرفع من عزيمتك، وأحرص على أن لا تنهار نفسيتك
ثمّ بعد كلّ هذا تحرك لي قدماً واحدة حركة لا يكاد يراها غيري؟!
بدل أن تقف على رجليك وتجري؟!
فلننظر لهذا الطبيب من زاويتين:
1- كيف ينظر إليه المريض.... تخيلوها معي فلن أقولها
2- كيف ينظر إليه أهل المريض.. أيضاً تخيلوها أنتم

لا شكّ أن من تاهت به السبل، واختلطت عنده المفاهيم إلى حدّ ما عاد يميّز بين الصواب والخطأ جبراً عنه
نزولاً تحت واقع وجد نفسه فيه، فإن أية إشارة تدل على أنه بدأت عنده مجسات التنبه بالعمل فإننا نفرح به، ونسعد لهذه الخطوة ولو كانت عند غير أصحاب البصر الثاقب غير مرئية، وعند أصحاب البصيرة العميّة لا قيمة لها.
أتعجب من شابّ يريد ممن يعالجه من أبناء الأمة مما هو فيه أن يصبح قلباً وقالباً كما يريد الشاب ويحب
كما أن المريض أعلاه ليس من المأمول منه بعد عقد من القعود أن يقوم جارياً راكضاً

الخطوة تتلوها خطوات أيها الكرام، ونفرح للخطوة بعكس القعود وعدم محاولة التحرك فهذا مؤلم
أفلا نقبلُ من المظلوم الذي اعتاد السكوت المدوّي على الظلم أنه بدأ يقول للظالم: يا ظالم؟
ويقول للعميل: أنت خائن؟
ويقول للسارق: يا سارق؟
بلى والله نقبل
ولو كنا نحب أن يقول للحاكم العميل: ارحل، فإنا نريد من يحكمنا بكتاب الله.
هو قطع جزءً من الطريق، فطن له، ولم يفطن بعدُ لما يجب أن يكون عليه الحال 100%
وهذا الجزء الذي فطن له وثار لأجله محمودُ ُ محمود
ومباركُ ُ مبارك.
أفلا يُشعرنا هذا أننا أنتجنا شيئاً مع أمتنا؟
نريد لهم من عقود أن يثوروا للتغيير الصحيح
فثاروا، وإن لم تصل مطالبهم بعد لمفهوم التغيير الصحيح، فهذا دأبُ عملنا في الأمة ومعها
هذا يجعلنا نشعر بشيء من الثمار آذن بالنضوج، فهل نوقف الريّ لأنه لم ينضج دفعة واحدة؟
أرى ترى الفلاح يمهد الأرض ويجهزها، ثم يرويها، ثمّ يزرعها، ثمّ يتعهدها إلى أن تنمو، ثمّ يتعهدها بعد أن تنمو حتى لا يصيبها مرض، ثمّ إذا بدأت بالإزهار يستمر بتعهدها إلى أن يظهر الثمر غير الناضج حتى ينضج؟

ولن أتحدث الآن عن سارقي الثورات، أو محاولي سرقة الثورات، أو راكبي الموجات...فهؤلاء وأمثالهم لا يُستغربً وجودهم ...المهم استمرار العمل واستمرار الجدّ فيه إلى أن يأذن ربي لا اله إلا هو.
والحد لله ربّ العالمين

يا ورثة الأنبياء!!


Apr 13 2011, 04:13 PM



نزلت بالأمة – وما تزال- البلايا والرزايا والفتن، وتتعرضُ في ليلها ونهارهما للمحن وعظائم الأمور
وحين تريد الأمة أن تشخص بأبصارها طلباً للفكاك من هذه المحن فإنها تفكر بكم، وتفكر بجيوشها، تلتمس عندكم النصرة والعون لتخليصها مما هي فيه.
فقد رسخ في وجدان أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن العلماء لهم قوة ومنعة، وأنهم أصحاب رأي ومواقف، وأنهم أهل لنصرة كل ضعيف مستضعف، وأنهم لا يخافون في الله لومة لائم، وأنهم كانت تهابهم الأمراء وتحسب لكلماتهم كلّ حساب،
هذا ما كان راسخاً في وجدان المسلمين، ورسوخه لم يكن من فراغ، ولا من توّهم، ولا من شيء سمعوه في قصة أو كتاب، وإنما كان راسخاً من المشاهدات المحسوسة، والوقائع التي لا ينكرها أحد، ومن المفاصل في حياة الأمة التي أثبت العلماء على أرض الواقع أنهم كانوا إن تكلموا زمجروا، وإن غضبوا لله ارتعدت فرائص المعتدين الظالمين
لأنهم علموا تمام العلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيهما استقامة الحياة وسبب للنجاة من العذاب يوم لقاء الله، فكان من وصل منهم إلى درجة العلم ومنازل العلماء أدرك تماماً عظم الحال الذي هو عليه، وجسامة الأمانة التي بات يحملها، والدور الرائد الذي يرشده إليه علمه ومكانته بين الناس وعند الله
فكان بهم ذيوع الخير، وبهم أيضاً اندراس الشر...
فكانت لهم وقفات ووقفات، عزّ بهم الإسلام وأهله، وذلّ بهم الطغاة والمتجبرون

يروى أن هشام بن عبد الملك قدم حاجا إلى مكة فلما دخلها قال: ائتوني برجل من الصحابة.
فقيل: يا أمير المؤمنين قد تفانوا.
فقال: من التابعين.
فأتي بطاووس اليماني العالم الجليل رحمه الله.
فلما دخل عليه خلع نعليه بحاشية بساطه ولم يسلم عليه بإمرة المؤمنين.
ولكن قال: السلام عليك يا هشام. ولم يكنه وجلس بإزائه.
وقال: كيف أنت يا هشام؟ فغضب هشام غضبا شديدا حتى همّ بقتله.
فقيل له: أنت في حرم الله وحرم رسوله, ولا يمكنك ذلك.
فقال: يا طاووس, ما الذي حملك على ما صنعت؟.
قال: وما الذي صنعت.
قال هشام: خلعت نعليك بحاشية بساطي ولم تقبّل يدي ولم تسلم بإمرة المؤمنين ولم تكنني وجلست بازائي دون إذني وقلت كيف أنت يا هشام؟!.
فقال: أما ما فعلت من خلع نعلي بحاشية بساطك فاني أخلعها بين يدي رب العزة كل يوم خمس مرات ولا يعاقبني ولا يغضب عليّ, وأما قولك لم تقبّل يدي فاني سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: لا يحلّ لرجل أن يقبّل يد أحد إلا امرأته من شهوة أو ولده من رحمة.
وأما قولك لم تسلم عليّ بإمرة المؤمنين فليس كل الناس راضين بإمرتك, فكرهت أن أكذب, وأما قولك لم تكنني فان الله سمّى أنبياءه وأولياءه فقال يا داود ويا يحيى ويا عيسى, وكنّى أعداءه فقال تبّت يدا أبي لهب وتب. وأما قولك جلست بإزائي فاني سمعت أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه يقول: إذا أردت أن تنظر إلى رجل من أهل النار فانظر إلى رجل جالس وحوله قوم قيام.
فقال هشام: عظني.
قال: سمعت أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه يقول: إن في جهنّم حيّات كالقلال وعقارب كالبغال تلدغ كل أمير لا يعدل في رعيّته. ثم قام وخرج.
(وفيّات الأعيان 2\510)

هكذا كان العلماء أيها العلماء، وهكذا كانت وقفاتهم ومواقفهم ألا تتعظون؟

وهذ ا السبكي - رحمه الله - في '' السيف المسلول على من سب الرسول '' يبين سبب تأليفه للكتاب فيقول : كان الداعي إليه أن فُتيا رفعت في نصراني سب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلم ، فكتبت عليها : يقتل النصراني المذكور كما قتل النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن الأشرف ، ويطهر الجناب الرفيع من ولوغ الكلب ... وليس لي قدرة أن أنتقم بيدي من هذا الساب الملعون ، والله يعلم أن قلبي كاره منكر ، ولكن لا يكفي الإنكار بالقلب ها هنا ، فأجاهد بما أقدر عليه من اللسان والقلم ، وأسأل الله عدم المؤاخذة بما تقصر يدي عنه ، وأن ينجيني كما أنجى الذين ينهون عن السوء ، إنه عفو غفور

أيها العلماء:

تقتيل الناس وهتك أعراضهم، والدوس على كراماتهم وتجويعهم وحرمانهم من أدنى معاني العزة والعيش الكريم أصبح هو القاعدة، والشاذ هو أن يكونوا آمنين في سربهم، قادرين على تحصيل قوت يومهم مع عيالهم، آمنين على كراماتهم من أن تهان!!

منذ أن غابت شمسُ دولة الإسلام عن الدنيا ونحن في بلايا تتبعها رزايا، وفي طامّات تتبعها مُهلكات
والمصيبة أنكم من الناس وبين الناس لكنكم تسكتون!
ترون بأم أعينكم كلّ ما يجري من ذلّ وهوان من الطواغيت الحكام وأنتم على أحوال:
فمنكم من يبارك أفعالهم ويزين لهم سوءاتهم ويصفهم بولاة أمر تجب طاعتهم، متجاهل لقواعد من دين الله تقول بأنهم ليسوا ولاة أمور، لم تنتخبهم الأمة، ولا يحكمون بشرع الله، ويمكنون أعداء الله من بلادنا وخيراتنا ويستضيئون بنار الكفار دون إنكار منكم!!
فهذا في صفّ الحاكم، له ما له وعليه ما عليه، لأنه رضي به وتابعه.

ومنكم من يتكلم على استحياء، لا يميل إلى الناس حتى لا يغضب عليه حاكمه، وعنده ذرة من حياء فلا يميل إلى الحاكم صراحة من هول ما يرى من مصائب تقع فوق رؤوس الناس، ومن سفك وهتك وتضييع.
وهذا لا خير فيه، ذلك أن مقام الأمر بالمعروف هنا آكد، ومقام النهي عن المنكر آكد آكد، ولا مجال للوقوف بين البينين، فكما أن المسلمين مستهدفين من هؤلاء الحكام تقتيلاً وتدميراً، فكذا الإسلام مستهدف منهم تضييعاً وتغييباً وكذا أنتم تفعلون بموقفكم هذا الذي أنتم فيه لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء

ومنكم من رفع الصوت ونطق بالحق،لم يخف من الحاكم ولا خاف عاقبة مقولة الحق في وجه طاغية من هؤلاء الطواغيت، وهؤلاء قلة قليلة مع ما فيهم من خير، والمطلوب أن تكون مواقفهم على مستوى الأمة وما يصيبها من نوازل، ولا يكتفوا بكلمة هنا وخطبة هناك، ولا يظننّ أحدهم أنه بكلمة قالها قد رفع عن نفسه الملومة أمام الله والناس، بل يجب أن يعلم أن العيون إليه ناظرة، والقلوب إلى مواقف الحقّ منه مترقبة، وأن المسلمين ينتظرون منه وممن هم على شاكلته أن يرجعوا قاد كما كان العلماء من قبلهم قادة للأمة يرشدونها وينصحونها ويتقدّمون الصفوف في مواجهة أعداء الله من الحكام الطواغيت وأشياعهم.
فهذا أبو حنيفة رضي الله عنه يقول:" إن لم يقل العالم الحقّ تقية فمن سيقول الحقّ وكيف يظهر الحقّ وكيف يعلم الجاهل الحقّ ".
فما القول إن كانت المسألة ليست فتيا ولا بيان حكم مسألة جزئية هنا أو هناك؟ بل المسألة:
دماء تُراق من قبل الحكام في بلاد المسلمين
وأعراض تُنتهك منهم أيضاً
وأطفال أصبحوا بفعل الحكام وجرمهم أيتاماً
وكرامات يدوسون عليها بنعال أنظمتهم الكفرية التي يحكمون الناس بها دون شرع الله
وإذلال وامتهان للبشر في كلّ صغيرة وكبيرة من شؤون حياتهم
ولما طفح بالمسلمين الكيل وثاروا على حكامهم قامت قيامتهم، فكشروا عن أنياب حادة مسمومة، فأحالوا حياة البشر جحيماً، ودمروا البيوت فوق رؤوس أهلها، واستخدموا طائرات وأسلحة ما كنا نراها حين يعتدي عليهم بنو يهود والأمريكان!!
إذن، فالناس عند الحكام شرّ من اليهود والأمريكان، وأعداء للحاكم وزمرته أكثر من اليهود والأمريكان والغرب كلّه!!
وكلّ هذا يقع تحت بصركم وأمام شبكة عيونكم أيها العلماء فلماذا بربكم تصمتون؟؟
ولماذا بربكم لم تقشعر أبدانكم ولم تتمعّر وجوهكم غضباً وحرقة على الدماء والأعراض؟؟

أيها العلماء:
فوربّ الكعبة إنكم محاسبون
فلا تجعلوا حسابكم على يدّ أمتكم حين ينصرها ربنا تعالى في الدنيا...وهو ناصرها
قوموا لأصل عملكم وهدف حياتكم يا رعاكم الله!!
انهضوا من التخاذل الذي نراه وقد نهض لعزّته وكرامته كلّ مسلم وقليل قليل منكم!!
اعلموا أن الحكام – وأنت قطعاً تعلمون – أنهم يمقتونكم حتى وإن زينتم لهم
يشمئزون منكم حتى وإن أعنتموهم بالقول أو العمل أو حتى السكوت
اعلموا أنهم يعلمون أن مواقفكم هذه إما لخوف أو لمصلحة...فهل تقبلون لأنفسكم هذا الذّل من الأذلة؟
هل ترضون لأنفسكم أن ينظر لكم الأذناب نظرة دونية حتى لو أطعتموهم؟
إن كانوا هم أذناب وينظرون لمن يسكت منكم على فسادهم على أنه ذيل لهم وتابع، فأي مكانة هذه التي أنتم فيها يرحمكم الله؟
وأي درك وضعتم أنفسكم فيه؟ بقبولكم لهم تكونون قد قبلتم منازل دون الدونية، وأحطّ من المنحطة الهابطة
فهل هذا ما يعلمكم إياه علمكم وشرع ربكم تجاه حكام الضلال وتجاه أمتكم؟!
ورب الكعبة إنا لنربأ بكم أن تكون هذه حالكم، ولا مكانتكم
ربكم سبحانه لا يرضاها لكم، بل فوق ذلك يعدكم بعذاب من عنده عظيم...فهل تصبرون على النار؟!
أنقذوا أنفسكم من سخط الناس، فشهادتهم عليكم يوم لقاء ربكم توردكم المهالك إن استمر سكوتكم وخنوعكم
حذا إن لم تقتص منكم قبل لقاء الله والعذاب العظيم.
أما من علم منكم واستقام على دين الله وأنكر منكرهم ورفع الصوت لا يخشى إلا الله فإنا والله لنغبطه على مكانته عند الناس وعند الله، ولا يكتفينّ بموقف، بل يستمر على درب الأنبياء والرسل إلى أن يأذن الله
إما بنصر من عنده وهم شهود
وإما بكرامة المنزل مع سيّد الشهداء حمزة

اللهم ارفع عن أمة محمد ما تجد وتعاني
وانصرها نصراً مؤزرا يا ربّ العالمين.
والحمد لله ربّ العالمين.

سيدي هو الله, لا اله الا هو...

Apr 1 2011, 10:32 AM



لا شكّ أن وعي الناس اليوم يختلف عنه قبل عقد من الزمان، ولا شكّ أيضاً أن أمة الإسلام اليوم ليست على الحال الذي كانت عليه من قبل من ناحية سعة اطّلاعها على الأحداث التي تعصف بهم، والأمواج المتلاطمة التي تميل بهم يسرة ويمنة، ولست في معرض البحث الآن في أسباب تغيّر هذا الوعي –زيادته وارتفاع وتيرته- سواء كان السبب وجود الجماعات العاملة بين الأمة – مصيبها ومخطئها – أو كان سهولة الحصول على المعلومة – نسبياً- مقارنة بالتعتيم الشديد المحكم الذي كان يلفّ وعي الأمة ويحجب عنها كلّ ما يهمها أو يثيرها أو يؤثر فيها أو يرشدها إلى وجهتها الصحيحة...

كلمتي المختصرة هذه أتناول فيها أمراً واحداً لا غير:
وهو إصرار فئة من الناس – بعض من مثقفيها وعلمائها ومفكريها- بالتعاطي مع حكام اليوم والرؤساء تعاطياً يدل على احترامهم لهم واستمرار ولائهم لهم،
وأريد أن أشدد على أن احترام هؤلاء لهؤلاء لا ينفصل بحال عن احترامهم لكلّ واقعهم وكلّ ماهم عليه
إذ لا يمكن بحال أن أفهم كيف يمكنني أن أحترم هذا الحاكم وفي ذات الوقت لا أحترمه في زاوية معينة،
الحاكم أو الرئيس أو الملك هي مكانة أو صفة اعتبارية إما أن احترمها كلّها أو لا أحترمها
والمسألة هنا لا علاقة لها بالشخوص، من ناحية الأخلاق والطيبة وووو. الخ- بل هو: الحاكم كلّه أو الرئيس أو الملك بصفته هذه لا بأي صفة أخرى،
ولكي أبين القصد أكثر وبشكل أوضح:
حين يذهب أحدنا إلى طبيب – عافاكم الله جميعاً من كلّ شر- فاني حين أسأل عنه لا أسأل عن طيبته، ولا عن تواضعه ولا عن أخلاقه، مع أنها كلّها من الصفات المحببة بل الواجب تحصّلها عنده، فإني أسأل عنها وأسأل عن الأهم من صفاته وهي: ما مدى اتقانه لعمله وهل هو حاذق فيه عالم بعلومه أم لا؟
ذلك لأني حين احتجته إنما كانت حاجتي هنا: للطبابة والحذاقة فيها.

 وحين أتحدث عن الملك والحاكم والرئيس إنما أتحدث عنه بصفته تلك مع أهميّة الاعتبارات والمعاني الأخرى الرديفة ( من مثل الأخلاق والطيبة وهكذا)
عودة إلى الملوك والرؤساء والقادة الذين يحكمون في بلاد المسلمين:
حين أخاطب أحدهم قائلاً: سيدي الملك، سيدي الرئيس، سيدي القائد
فإني بهذا أخلع عليه وصف السيادة، التي تدل على الاحترام لهذه المكانة ولشخصه، والاحترام لا يتجزأ
فلا يكون الاحترام عند من يناديه بــ "سيدي" 50%، ولا 90% ولا 99%
وإنما بإطلاقته تلك عليه دلّ على احترامه وتقديره له...وبالتالي قبوله له و " لكل" ما هو عليه.

فإن وقفنا وقفة بسيطة على معاني " سيدي" نجد أن من معانيها مثلاً ما جاء عند ابن منظور:

ذكر بن منظور في لسان العرب :

السيد: يطلق على الرب، والمالك، والشريف، والفاضل، والكريم، والحليم، ومحتمل أذى قومه، والزوج، والرئيس، والمقدم.


فهل ملوك اليوم والرؤساء والقادة ينطبق عليهم شيء من الشرف أو الفضل أو الحلم أو احتمال الأذى؟

و ابن شميل قال : السيد : الذي فاق غيره بالعقل والمال والدفع والنفع ، المعطي ماله في حقوقه المعين بنفسه ، فذلك السيد .
فهل منهم من يدفعُ وينفعُ ويُعطي المال؟ ونحن نعلم حال سرقاتهم التي أزكمت رائحتها الأنوف؟
وهل منهم – وهم كلّهم لا يقيمون لله دين ولا شرع- نافع لشعبه دافع عنهم الشرّ؟
أم أنهم كلهم دون استثناء: جالبين للشرور دافعين للخيرات؟

قال عكرمة : السيد الذي لا يغلبه غضبه. وقال قتادة : هو العابد الورع الحليم.
أنراهم على هذا الحال أم نراهم يسبق غضبهم وشرّهم؟
أم أنهم عُبّاد ورعون؟

روى مطرف عن أبيه قال : جاء رجل إلى النبي ، صلى الله عليه آله وسلم .
فقال : أنت سيد قريش ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : السيد الله

قال أبو منصور : كره النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يمدح في وجهه ، وأحب التواضع لله تعالى ، وجعل السيادة للذي ساد الخلق أجمعين

ليس من باب عدم جواز اطلاقها على نبي الله تعالى، إذ هي جائزة، ولكن من باب أن نبي الله تعالى مع مكانته عند ربّه تعالى وعند الناس يرفض المدح في وجهه ويُؤثر أن نُطلق كلمة سيّد على الله تعالى.

وليس هذا بمخالف لقوله لسعد بن معاذ حين قال لقومه الأنصار:
قوموا إلى سيدكم ، أراد أنه أفضلكم رجلا وأكرمكم.

كذلك قوله صلوات الله عليه : أنا ســيـد ولـد آدم يوم القيامة ولا فخر .
أراد أنه أول شفيع وأول من يفتح له باب الجنة ، قال ذلك إخبارا عما أكرمه الله به من الفضل والســؤدد ، وتحدثا بنعمة الله عنده ، وإعلاما منه ليكون إيمانهم به على حسبه وموجبه ، ولهذا أتبعه بقوله ولا فخر ، أي أن هذه الفضيلة حسبه وموجبه ، ولهذا أتبعه بقوله : ولا فخر ، أي أن هذه الفضيلة التي نلتها كرامة من الله ، لم أنلها من قبل نفسي ولا بلغتها بقوتي ، فليس لي أن أفتخر بها.

أما أن نطلق هذا الوصف على حكام اليوم ملوكاً ورؤساء فهو يعني عند من أطلقها:
أنهم: أفضلنا، أتقانا، أعلمنا، الدافعون للشر الجالبون للخير، أكرمنا، أرفعنا منزلة ومكانة، الشرفاء، الفضلاء
وكلّ هذه الإطلاقات يجب أن نفهم أنها غير معزولة عن واقعهم كحكام وليس لذات شخوصهم
فمن يقول لهم: سيدي، فهو سيده في شخصه، سيده في أنظمته وقوانينه وتشريعاته، سيده في كلّ ما ارتضاه ذاك الحاكم من أنظمة وضعية طاغوتية لا علاقة لها بدين الله تعالى.
وبألفاظ أخرى: من يقول للحاكم الذي هذه صفاته " سيدي" فكأنه يقول له:
أنت ونظامك وتشريعاتك وقوانينك وطاغوتينك...سيدي.
فهل يجوز لمسلم يدين بالحاكمية لله وحده، وبالربوبية لله وحده أن يقبل بحاكم ليس فيه مما يحب الله ويرضى شيء؟
أم أنه النفاق والتزلف والمداهنة في أمر عظيم؟ أمر الحاكمية؟
فليربأ كلّ من آمن بالله رباً وإلهاً بنفسه من أن يكون هذا حاله، فهي والله من المهلكات لمن علم معانيها ودلالاتها وأصرّ عليها بعد علم.

فليس القاتل لشعبه، الناهب لخيراتهم، المنتهك لأعراضهم، الموالي لأعدائهم، المعادي لهم ولدينهم
المطبّق للطاغوت النابذ لدين الله...سيّداً لمن آمن بالله واليوم الآخر
سيدنا هو الله لا اله الا هو.

والحمد لله ربّ العالمين.

الأتباع والسادة...., والبراءة






جاء عند الإمام البغوي رحمه الله:

( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ( 166 ) وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ( 167 ) )

( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب ) هذا في يوم القيامة حين يجمع الله القادة والأتباع فيتبرأ بعضهم من بعض هذا قول أكثر المفسرين وقال السدي : هم الشياطين يتبرءون من الإنس ( وتقطعت بهم ) أي عنهم ( الأسباب ) أي الصلات التي كانت بينهم في الدنيا من القرابات والصداقات وصارت مخالتهم عداوة وقال ابن جريج : الأرحام كما قال الله تعالى : " فلا أنساب بينهم يومئذ " ( 101 - المؤمنون ) وقال السدي : يعني الأعمال التي كانوا [ ص: 180 ] يعملونها في الدنيا كما قال الله تعالى " وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا " ( 23 - الفرقان .

وأصل السبب ما يوصل به إلى الشيء من ذريعة أو قرابة أو مودة ومنه يقال للحبل سبب وللطريق سبب

( وقال الذين اتبعوا ) يعني الأتباع ( لو أن لنا كرة ) أي رجعة إلى الدنيا ( فنتبرأ منهم ) أي من المتبوعين ( كما تبرءوا منا ) اليوم ( كذلك ) أي كما أراهم العذاب كذلك ( يريهم الله ) وقيل كتبرؤ بعضهم من بعض يريهم الله ( أعمالهم حسرات ) ندامات ( عليهم ) جمع حسرة قيل : يريهم الله ما ارتكبوا من السيئات فيتحسرون لم عملوا وقيل : يريهم ما تركوا من الحسنات فيندمون على تضييعها وقال ابن كيسان : إنهم أشركوا بالله الأوثان رجاء أن تقربهم إلى الله عز وجل فلما عذبوا على ما كانوا يرجون ثوابه تحسروا وندموا . قال السدي : ترفع لهم الجنة فينظرون إليها وإلى بيوتهم فيها لو أطاعوا الله فيقال لهم تلك مساكنكم لو أطعتم الله ثم تقسم بين المؤمنين فذلك حين يندمون ويتحسرون ( وما هم بخارجين من النار ) .

آن الأوان يا أمة الخير


Feb 27 2011, 03:16 PM



بسم الله معزّ المؤمنين العاملين الصابرين المحتسبين، ومذل الخائبين القانطين المثبطين
والحمد لله رافع أهل العلم والعمل إلى المعالي ومكارم المنازل، خافض المرجفين القاعدين الذين لا يتجاوز علمهم حلاقيمهم إلى أرذل الأرذلين

والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى، القدوة حقاً، والمثال حقاً، والمقتدى به حقاً، صاحب الرسالة الغراء، والعقيدة التي لا يأتيها الباطل من خلفها ولا من أمامها ولا من بين يديها، صلوات ربي وسلامه عليه حتى يرضى، ويرضى معه ربنا تبارك في علاه
اللهم إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي، ولك العتبى حتى ترضى يا أرحم الراحمين...

ادلهمّت الخطوب أيها المسلمون، وطبقات الظلم والظلمات صار بعضُها فوق بعض، وفشت بين الناس الرذائل والرزايا والبلايا، واحتار في هذه الدنيا الحليم لولا التعلق بالله وبحبله المتين

نطق فينا الرويبضات دون حياء من الله ولا من الناس، وتصدروا المجالس وقالوا على الله وأحكام الله ما لم تقل به الأولون، ولم يجرؤ عليه المشركون، من تضييع وتغيير وتبديل. فترى آحادهم وزرافاتهم قد شحذوا أسنة رماحهم، ونصل سيوفهم، متمثلة بألسنة غلاظ ترمي المؤمنين بشتى ما يُرمى به أهل الضلال، من شرك وتسفيه وتحقير !!
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
"إنها ستكون سنون خداعات.. يخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن ويكذب فيها الصادق . ويصدق فيها الكاذب . وينطق فيها الرويبضة . قالوا وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة "
فأصبح زمانا هذا بحق زمن العجائب والغرائب، ولم تعد الغربة فيه غربة الأوطان والأجساد، بل زيد فوقها غربة الدين والعقيدة.
هذه رسالة إلى جمع من الناس، أبدأ بفئة:

الحكام في بلاد المسلمين:

وقد أوشك زمان أفولكم وزوال ملككم وتسلطكم على عباد الله:
ما بكم وقد رهنتم أنفسكم دون قيد ولا شرط لأعداء الله؟!
ما بكم وقد ملك أعداؤنا قلوبكم بعد أن ملكوا عروشكم؟
ما بكم وقد ذهب منكم الحياء إلى غير رجعة وبتّم لا تستحون من الله ولا من عباد الله؟
ما بكم وقد " تزينت " عروشُكم بخضاب دماء المسلمين؟
رهنت العباد والبلاد لخدمة أسيادكم الذين أذلوكم وأهانوكم وامتطوكم!!
هل تفعل الدنيا وزينها كلّ هذا بكم فتجعلكم تحبونها مع خياناتكم وعمالاتكم ولا ترجون لأحوالكم هذا تبديلاً ولا تغييراُ ؟
ألم تسمعوا قول الله خالقكم وخالق أسيادكم:
(إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
(إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(المائدة:34،33)
وقول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90).

ألم يصل إلى مسامعكم قول الحبيب المصطفى:

عن أبي يعلى معقلِ بن يسارٍ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: (( ما من عبدٍ يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة)) متفق عليه

وفي رواية لمسلم: (( ما من أمير يلي أمور المسلمين، ثم لا يجهد لهم، وينصح لهم، إلا لم يدخل معهم الجنة)).


أما آن لهذه القلوب الغلف العاصية أن تخشع لقول الله فتنبذ الكفر وأهله والشرك ورهطه وتثوب إلى رشدها وإلى ما أنزل الله؟؟

ألم تتعلموا في أبجديات الحكم أن السياسة هي الرعاية؟؟
فما بالها أضحت عندكم هي التضييع والإذلال والامتهان والتبعية وبيع الأوطان والأعراض؟؟

أخرج البخاري في صحيحة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم، جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال. وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه قال: أين السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله، قال: “فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة"، قال: كيف إضاعتها؟ قال: “إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة”. قال ابن حجر في فتح الباري: “إذا وسد الأمر أي أسند وجعل في غير أهله، والأمر هو الشأن خاصاً كان أم عاماً، وولي الأمر هو الحاكم”.

لقد تقلّبت الأيام على أمة محمد صلوات ربي وسلامه عليه، حتى أصبح حكامُها من أمثالكم، بعد أن كانوا من جنسها، يرعونها ويحرصون عليها ويذودون عنها
أصبح حكامها اليوم من أمثالكم، ومثلكم كمثل العلقمي وشاور وغيرهما، ممن باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم، وباعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل زائل..

تريدوننا أيها " الحكام " أن نعتنق دين الديمقراطية وعقيدة الطاغوت، بعد أن ملككم الطاغوت فأصبحتم أدوات قيادته الفكرية في بلادنا، فاعلموا أن دين الله لا يمحوه أقزام أمثالكم، ولا طواغيت كأسيادكم، فهو دين الله الذي له الأمر من قبل ومن بعد، فماذا تصنعً إرادة العباد مع إرادة ربّ العباد؟!

وكما أن حال الأمة تغير من عزّ كانوا فيه سادة الدنيا وروّاد صدارتها وحضارتها، إلى حال ذلّ وامتهان على أيديكم وأيدي أسيادكم، فإنها لوعد الله وبشارة حبيبه المصطفى عائدة إلى أصل مكانتها، وإلى عظيم شانها، بكم أو بدونكم، وحينها فلتعلموا أن الأمة لا تنسى من خذلها وأسلمها لعدوها، ومكنه منها ومن دمائها وأعراضها، لا تنسى أبداً ما عانت ولا زالت تعاني، فهذا يومكم، الذي سيليه يومنا... واللقاء بإذن الله قريب، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقبلون، في الدنيا وفي الآخرة يوم تقوموا فرادى لربّ الأرباب وقد تقطّعت بكم السبل والأسباب ولم يبق أمامكم إلا الله الحي القيوم المنتقم الجبار، فإن عاش أحدكم ليواجه الأمة حين انبعاثها وإلا فإنه سيواجه الله الذي لا يضيع عنده شيء، وخصمكم يومها أمة لا تعد ولا تحصى، فهل أنتم قادرون؟ وهل أنتم منتهون؟
والغلبة لأمة محمد طال الزمن أو قصر، ولا تبديل لأمر الله.


أما الفئة الثانية فهي:
العلماء

تلك الفئة التي كان الأصل فيها أن تكون هي من تخاطبُ المسلمين ليلتزموا شرع الله ويعملوا به، لا أن تخاطبهم الأمة بهذا، فورثة الأنبياء حقاً هم من لا تلين لهم قناة في وجه التغيير والتبديل والتحريف لآيات الله وأحكامه
وهم من كان ولا يزال وسيبقى أصل عملهم حماية الدين وتبليغه والحرص على أن لا تشوبه شائبة
ذاك كان عمل من سبقونا من علماء الأمة الذين سُطّرت أسماؤهم بحروف من ذهب في قلوبنا قبل كتبنا، فبهم علا شان الدين وارتفعت رايته، واستقام نهج الحكام فلم يغيروا ولم يبدّلوا إلا بعد أن ضعف العلماء واتخذوا مكاناً قصياً.
من العلماء اليوم من هم على شاكلة السابقين السابقين، لا يخافون في الله لومة لائم، يعملون بما يعلمون، رغم الظلم والقمع والجبروت المسلّط فوق رقابهم، فمنهم من قضى نحبه دون أن يقدّم الدنية في دينه، ومنهم من ضمتهم سجون الظالمين إلى جنباتها وظلماتها، ومنهم من لا يزال واقفاً كالطود العظيم يصدح بالحق.

فيا " ورثة الأنبياء " يا من تعلمون أن وراثة الأنبياء إنما تكون بحفظ شريعة ربهم وعقيدته، ما بالكم
تسكتون – إلا من رحم ربي منكم – على ظلم الظالمين؟
وعلى تبديل وتحريف المحرفين؟
وعلى تقتيل وتشريد عباد الله المؤمنين؟

عندكم من العلم ما عندكم، غير أن أعمالكم تخالف علمكم وتخاصمه أيّما خصام
ألم يكن من بينكم من وقف في وجه حكام لمجرد التغيير والتبديل في شيء من السنن فأرجعه إلى صوابه؟
فما بالكم وقد ضرب حكامكم بأحكام الله كلها عرض الحائط؟
أيها العلماء: حكامكم كشفوا ستر الحرائر من المسلمات، وأباحوا الزنا والخمر وقننوا كلّ ما يخالف الشرع تقنين رعاية واحتضان لا منع وتجريم، فأين أنتم يا رعاكم الله؟؟
غابت شمس الخلافة عن ديار المسلمين ورضيتم بكنتونات ممزقة مزقاً مزقاً لتكون دولاً للمسلمين، وكل مزقة منها عليها خائن عميل، فأين أنتم من مساءلة الله لكم يوم لا ينفع مال ولا بنون؟؟؟

عودوا إلى أصل عملكم، احفظوا لله دينه وشريعته، أقيموا دولة القرآن مجدداً، احموا أعراض ودماء المسلمين الذين يُقتلون جهاراُ نهاراً في شتى أصقاع الأرض، ولا تقولوا بالعجز، ولا بالتقية، ولا بعدم القدرة، فتلك أعذار لا يقبلها عقل ولا شرع، فضلا عن أن يقبلها ممن تعذر منكم من يعلمُ السرّ وأخفى.

عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، وعن ابن عمر أيضاً قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يحمل من هذا العلم من كل خلف عُدُولُه ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين» حديث حسن لغيره.

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه: "تعلموا العلم فإن تعلّمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام، والأنيس في الوحشة، والصاحب في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والدين عند الأخلاق، والقرب عند الغرباء، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخلق قادة يقتدى بهم، وأئمة في الخلق يقتفي آثارهم، و ينتهى إلى رأيهم، وترغب الملائكة في حبّهم بأجنحتها تمسحهم، حتى كل رطب ويابس لهم مستغفِر، حتى الحيتان في البحر وهوام وسباع البر وأنعامه، والسماء ونجومها.

عن أبي أمامة رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « فضل العالم علي العابد كفضلي أنا على أدناكم»
ذاك متعلق بالعالم النقي التقي الذي يخشى الله ولا يبالي بمن سواه، لا يداهن ولا يجانب الحق إرضاء لغير خالقه جلّ في علاه.

وقال أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه:
"لكل شيء عماد، وعماد هذا الدين الفقه، وما عُبِدَ الله بشيء أفضل من فقه في الدين، ولفقيه واحد أشدُّ على الشيطان من ألف عابد". وقال علي بن أبي طالب:"العلم يُكسِب العالم طاعة في حياته، وجميل الثناء بعد وفاته، وهل بعد هذا من خَلَف!!".

قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى يقول:" قالت لي والدتي: يا بني، لا تتعلم العلم إلا إذا نويت العمل به، وإلا فهو وبال عليك يوم القيامة".

وكان الحسن البصري رحمه الله تعالى كثيراً ما يعاتب نفسه ويوبخها بقوله:" تتكلمين بكلام الصالحين القانتين العابدين، وتفعلين فعل الفاسقين المنافقين المرائين! والله ما هذه صفات المخلصين".

وقال أبوعبد الله الأنطاكي رحمه الله تعالى: " إذا كان يوم القيامة، قال الله للمرائي: خذ ثواب عملك ممن كنت ترائيه"

فعلمكم أيها العلماء إن لم يكن لله خالصاً فبئس العلم هو، وربّ جاهل لم يؤته الله علماً أكرم عند الله من عالم لم يتجاوز علمه لسانه..

فاتقوا الله وكونوا مع الصادقين، كونوا ممن يحمل أمانة العلم حقّ الحمل ويضعها في مكانها، ومكانها هو الحفاظ على شريعة الله من التحريف والتبديل، وإعزاز الدين، والحكم بكتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه
فما كان العلم إلا لنعلم الخالق ونتبع أمره كما يحب ويرضى، فان كان غير ذلك فلا خير فيه ولا فيمن حمله.

أما الفئة الثالثة فهي:

أمّةُ الخير:

التي يقول فيها الحق سبحانه:
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ
وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ

وخيريتنا لا تكون إلا بالتزامنا شروطها
وشروطها كما بيّن الله تعالى:
الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر
والإيمان بالله حقّ الإيمان


فيا امة تخاطفتها أيادي أعدائها
وحلّ الظلم والجور في كلّ فضائها
وتخضّبت بالدماء الطاهرة أراضيها
أما آن الوقتُ أن تعودي كما كنت خير أمة ؟؟
طالك الأعداء ورموك هم وزبانيتهم من الحكام الأنذال في بلادك عن قوس واحدة
واستنسر البغاث في أرضك
أضحت دماؤك لا قيمة لها بين الخلائق، ويكأنّها ماءُ ُ ودماء أعدائك دمُ!!
وأرضك سلباً منهوباً
وأبناؤك خدماً وعبيداً
وحكّامك تبعاً وأذناباً
فماذا بقي من كرامة وعزة يا أمة الخير؟
أين عنك إمامُك الجُنّة الذي تقاتلين من ورائه وتتّقين به؟
أين عنك شرع الله تستظلين بوارف ظلاله؟
هل هذا ما عهده إليك سيد الخلق محمد وصحابته البررة الكرام حين قدموا دماءهم رخيصة ليكون لك بين الخلق وجود ومكانة وهيبة؟؟

يا أمة محمد صلوات ربي وسلامه عليه:
انهضي من سباتك
وانفضي عنك غبار المهانة والذلة
وارفعي عنك ظلم الظالمين من الحكام وأسيادهم
فوالله الذي لا اله إلا هو لن تعودي أمة حية إلا إن أصبح شرع الله، وفقط شرع الله، هو الحكمُ والمرجع
وأن تستظلي تحت راية دولة وطاعة إمام يحكمك بشرع ربّك كما كان عهدُ الأوائل

ألم نسمع ونقرأ قوله تعالى:

فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

ولم نسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم:
عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم" رواه الترمذي وقال حديث حسن

أم أننا نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض؟؟
أيتها الأمة الكريمة،
إنّ وعد الله متحقق لا محالة

وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ


وقال:
إنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ * وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ * هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ * إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

ولا يغرنّك كثرة المتهالكين على الدنيا المغرورين بزينتها، ولا كثرة عدد أعدائك ولا فتك عدّتهم
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام قد لاقوا ما لاقوا من تجبّر وضنك وفتك ما زادهم ذلك إلا إيماناً وتسليماً
فهذا ربنا جلّ في علاه يقول لنا:
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ

وهذا نبينا الكريم الذي لا ينطق عن الهوى يبشرنا:

عن ثوبان رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى زوى لي الأرض -أي: صغرها وقربها- فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها.

وعن تميم الداري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر

اللهم انصر دينك وأمة نبيك
وأعزّنا بدولة القرآن
وهيّء لنا إماما راشداً يحكمنا بكتابك وسنة نبيك


والعامل لدولة الإسلام، دولة العز والكرامة ليس كمن يصفق لها.