السبت، 15 أكتوبر 2011

بالمسيرة نطالب بالعزّة والكرامة, فبماذا يُطالب من يمنعها ويقمعها؟





في ظلّ تغييب مقاييس شرع الله، وفي واقع كالمستنقع ليس فيه الا الأمراض والجراثيم والطفيليات وهوام الأرض

فإن العقول التي استمرأت مسخها، وارتضت أن تسيّرها المصالح لا دين الله، أصبحت تتّبع مقاييس لا يتولد عنها الا الذلّ والتبعية العمياء وارتضاء الدونية لعباد الله، والاستقواء المخلوط بالاستغباء، وكذا التغوّل في مواضع اللين والمؤازرة لأهل الحق!!

شهد نبي الله صلوات ربي وسلامه عليه حلفاً مدحه وأثنى عليه وقال لو دّعيت الى مثله في الإسلام لأجبت!!

وما ذلك إلا لأن هذا الحلف ومن قاموا عليه طيّب وذو أهداف سامية نبيلة...وكان ذلك في الجاهلية الجهلاء...

الحلف فيه نصرة المظلوم، وإعطاء كلّ ذي حقّ حقه، والوقوف في وجه من يستقوي على البشر سلباً لحقوقهم أو تعدياً عليهم.

أما وقد أصبحنا نعيش في واقع لا يُميّز فيه جاهل أو منتفع أو متربّح بين الحق والباطل

وأصبح رعاع الناس يحملون الهراوات والسياط ليضربوا آمراً بمعروف ناهياً عن منكر محقّقين بواقعهم هذا وجود صنف من الناس لم يرهم رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه..

وأصبحنا، وأضحينا، وأمسينا نعيش حالة من تصادم فعلي بين مصالح بعض الناس ممن يدّعون العمل للاسلام وبين دين الله بشكل عملي...

المسلمون في سوريا، كما في ليبيا، كما في اليمن، كما في غيرها من بلاد المسلمين، يُطالبون بالانفكاك من العبودية الجبرية لأنظمة الضلال والفجور

والتخلّص من الذل، والمهانة، واستباحة الأعراض بعد استباحة الكرامات...

فكان ردّ فعل الأنظمة الخائنة لله ولرسول، العميلة لبني هرقل على اختلاف لهجاتهم وأشكالهم أنها سفكت الدماء وجعلتها أنهاراً تجري في الطرقات

فما الواجب الشرعي الذي قرّره ربنا وربكم من فوق سبع سماوات؟

واجب واضح جلي لا يزيغ عنه ولا يرفضه الا هالك متخاذل جبان: أن الواجب على المسلمون نصرة إخوانهم في الدّين، وقد استنصروا اخوتهم فالواجب نصرتهم.

أم أن لفئة من الناس كتابُ ُ ولنا كتاب؟

لهم آيات يتلونها غير آيات الله؟

لهم دين استقام في أعينهم واعوجّ فيها دينُ الله؟

أضعف الإيمان عند غير المستطيع فاقد الحيلة أن يُنكر المنكر بقلبه، فما بالنا نرى بين ظهرانينا من لو استطاعوا أن يشقّوا عن القلوب ولاحظوا فيها

انكاراً للمنكر جلدوا أصحابها وعنّفوهم أيّما تعنيف؟!

إن من يخرجُ في فلسطين الأسيرة نصرة للمظلومين من أهل التوحيد إنما يفعلُ ذلك اسقاطاً لإثم عظيم عند الله إن هو سكت!!

إن من يتحرك من أهل فلسطين المخلصين لله ولدين الله ولإخوتهم في العقيدة وهم أسرى لبني يهود يجب أن يُساندوا لا أن يهانوا ويُقمعوا!!

إن من يرى في نفسه أنه أصبح ذو سلطان وقرار على أرض فلسطين عليه أن يعيد النظر فهو لا يرى ولا يُبصر

عليه أن يمعن النظر  بعينيه إن غفل قلبه ليرى أنه في فلسطين يخضع لمجنّدة فاجرة عاهرة من بني يهود تفرض عليه حظراً إن مشت في الطرقات.

أهل العزّة والكرامة الذين رباهم دين الله تعالى على هذه المعاني لا يُمكن إلا أن يثوروا تلبية لنداء المسلمين رجالاً ونساءً وغلماناً تُنتهك كراماتهم

وتُسفكً دماؤهم، ويُعتدى عليهم من قبل حكام مجرمين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمةً.

أما من ارتضوا الارتماء في ألأحضان - ولا يهم أحضان من، المهم عندهم الارتماء - فهم أهل الخذلان والتخذيل والارجاف وتمكين العدو من ابن الدّين!!

فلا أقل - يا من تاهت دروبكم بكم، واختلطلت معاييركم ومقاييسكم - من أن تخرسوا ألسنكم، وتضعوا سيوفكم في جرابها حين تعلو أصوات الأحرار طلباً لكرامة إخوة لهم في سوريا وغير سوريا...

لا أن تُشهروها في وجوههم، ضرباً بعد اعتقال، لتخدموا أجندة من يصدّون عن دين الله...وعن الكرامات والدفاع عن الحرمات

إلا بئساً لقوم رضوا أن يكونوا أدوات صدئة مهترئة ممجوجة في يد من يأبى أن يعلي الصوت دفاعاً وانتصاراً لأعراض الحرائر ودمائهم وكرامتهم.

بئساً وتباً تباً.




3/5/2011

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

كيف تهزم " اسرائيل " بالفول المدمّس



لا أدري على من وبسبب مَن ينفطر قلبي!!

فالقاعدة أصبحت أن يكون القلب منفطراً

فحيثما ولّيت وجهك رأيت بؤساً وشقاءً

سواء شطر المشرق أو شطر المغرب أو ما بينهما

فمن بلاد لا يجد أهلها طعاماً يسدّ جوعة مؤلمة قاتلة

الى بلاد لا ترى فيها إلا أشلاءً وجثامين فوق الأعناق

والى بلاد يُستضعف فيه الفقير ومن لا سند له، ويحتفى فيها بكل لئيم خبيث عتل زنيم

والى بلاد يُستخف فيها بالعقول الى درجة الانحطاط البهيمي

الى بلاد لا شغل يشغل معظم شبابها الا أن يشاركوا في دعايات السيارات والموبايل و.... باربيكان هذه حياتي!!

وترى أحوالاً رأسها مكان أعقابها، وأعقابُها كأنها جبال رواسي مع وهنها وتفاهتها

يوم أن رأيت القذافي لعنة الله عليه يقود مظاهرة يطالب فيها مع الشعب بسقوط الحكومة...عجبتُ لحال الشعب!!

الا أن هذا الحال لذاك المعتوه العتلّ المخلوع المطارد في يومه هذا ليس فريداً من نوعه

فإن طفت بنظرك في بلاد المسلمين تحسبها -مع بؤس حال أهلها - كأنها تعيش انتصاراً يتلوه انتصار

وفتحاً يتلوه فتح مبين أعظم منه...رغم الانحطاط المذهل الذي نحن فيه!!

وترى فعاليات هنا وهناك

الغريب فيها هو مسمياتها

فمن لعبة كرة الطاولة للفتيات في بلد يرزح تحت نير وظلم بني يهود ...جعل الخانعون هذه اللعبة معنى عظيماً من معاني الصمود والتحدي

ورمزاً من رموز الإباء في وجه الإحتلال!!

الى احتفالية أضخم طبق شاورما

وأكبر صحن حمص

وأكبر طبق حلوى ... كنافة نابلسية!!

وقد يأتي في قابل الأيام تحدٍ آخر تحت عنوان أكبر قرص فلافل!!

يذكرني هذا الحال المخزي بأشهر محلٍ - مطعم - للحمص والفول في قلب العاصمة الأردنية عمان

حيث يعلق صاحبُهُ - أو كان - داخل محلة قصاصة من ورق مكتوب فيها:

كيف تهزم "اسرائيل" بالفول المدمّس.