الاثنين، 15 أكتوبر 2012

حزبُ الله وخياره المصيري






المتابعون للخطاب السياسي لحزب الله ولزعيمه حسن نصر الله يلمسون
بوضوح أن وتيرة هذا الخطاب ترتفع حدّتها مع تطوّر الأحداث في سوريا
وتشتد ألفاظ هذا الخطاب بالتناغم مع تأزم موقف النظام السوري.

اعتاد حزي الله قديماً أن يمسك العصا من الوسط في العلن، وفي الخفاء يُدبّر
شؤونه بما يتوافق مع سياسة طهران ودمشق، وكان يضع في حساباته السياسية
الخليط السياسي والمذهبي والطائفي المعقّد في لبنان، وكان يتوسّل إلى رضا الناس
عنه بزعمه بالمقاومة والتحدي والصمود!!
تلك العناوين البرّاقة التي تلبي مشاعر السطحيين من الناس وتلهب حماسهم
أما الآن فإن المواقف السياسية لا تقبل أن يواريها اللون الرمادي، فنظام المجرم بشار
بحاجة لكل مّن يقف معه أن يعلن عن نفسه لدعمه والوقوف بجانبه في محنته
لكن حاجته تلك لا تستطيع الدول المساندة والداعمة له على الحقيقة أن تلبيها علانية
فكان وقوف روسيا والصين وإيران معه صراحة، في حين تخفّت باقي الدول وعلى رأسها
 أمريكا خلف ستار الكذب والنفاق السياسيّ، وبالتبعية كانت مواقف باقي أنظمة العالم الغربي
 كما الأنظمة في العالم الإسلامي التي تدعمه بالخفاء وتبدي بالعلن (ضيقها ) من المجازر
 لأن القضية السورية تخطّت عتبة الشأن المحلي والإقليمي إلى الشأن الدولي مخافة أن
 تفلت زمام الأمور فيها وينقلب حالها إلى إيجاد كيان سياسيّ يهدّد كلّ أنظمة المنطقة ويتعداها
 إلى تهديد من يقف خلفها من الدول الكبرى!!



لكل ذلك وغيره فإن حزب الله وصل إلى الحدّ الذي ُتلِزمه فيه سياساتُ إيران وسوريا ومّن خلفهم
 أن يكشّر عن أنيابه السامّة ويرفع وتيرة مشاركته للنظام العفلقي في جرائمه، فمن غير المستبعد
وفق المشهد السياسيّ الحاليّ أن يخوض حزبُ الله الحرب بشكل أوضح مما يفعله الآن، وأن تكون
 ساحة الشام ولبنان مسرحاً  لعمليات عسكرية عنيفة يستخدم فيها آلته العسكرية بكلّ طاقتها !!
ذلك أنه ربط مصيره بمصير بشار ونظامه فلا يستطيع أن يقف عند حدّ وقد بات مستحيلاً عليه
 أن يعود إلى ما كان عليه الحال قبل ثورة الشام.
فإن كان كذلك، فلن يطول الزمان حتى يبدأ بعمل عسكريّ واضح دون ستر ولا ستار، ودون
 خجل ولا اعتبار سوى اعتبار الحياة أو الموت!!
فكما أعلنها الشعب السوري: الموت ولا المذلة
سيعلنها حزب الله: الموت ولا سقوط نظام بشار!!
والغلبة بإذن الله لعباد الله وليس لأدعياء المقاومة الكاذبة والممانعة الموهومة. 
والخزي والعار للمجرمين من الشرق والغرب وما وقع بين  الشرق والغرب من أذناب وعملاء
 وأنظمة خانعة ذليلة.