الثلاثاء، 7 يونيو 2011

آمنت بالبعث رباً لا شريك له وبالعروبة ديناً ماله ثانٍ


كُتب بتاريخ 15/7/2008

" آمنت بالبعث رباً لا شريك له وبالعروبة ديناً ماله ثانٍ
الله والأديان والرسل دمًى محنطة في متحف التاريخ.."

حتى نهاية السبعينات من القرن الماضي
كانت العبارات أعلاه يُتشدّق بها من قبل النظام السوري وزبانيته
وكُتّابه ومفكريه ومثقفيه
ربهم البعث
لا شريك له
ودينهم العروبة
ليس لهم دين ثان
والرسل دمى محنطة
في متحف التاريخ

فما أشبه الأمس باليوم واليوم بالأمس
تلك كانت شعاراتهم ودلّت عليها أفعالهم
ولن نسرد تاريخك يا " بعث " فالكتب تحفل به وبفضائحه
وقد صدقتم فيما قلتم أن البعث إلهكم لأنكم لم تعبدوا الله يوما ولم توحدوه وتمجدوه
وقد صدقتم مع أنفسكم حين قلتم أن العروبة دينكم
فقد شهد تاريخكم أن لا علاقة لكم بدين الله من قريب ولا من بعيد
وقد أثبتم أنكم مقتنعون أن الرسل دمى محنطة بعهركم وسفهكم وفجوركم ومحاربتكم للدين الذي أتى به الرسول صلوات ربي وسلامه عليه
فعلى مرّ تاريخكم
مروراً بالأسد الكبير
وصولا إلى الشبل الصغير
أقنعتم كل ذي عقل أنكم براء من دين الله
ورسالة نبي الله
وإتباع شرع الله
بل وأثبتم - زيادة في طغيانكم - أنكم أكثر بكثير من هذا وذاك

فقد كنتم معول هدم عظيم لكل ما هو من دين الله
وأثبتم أنكم أتباع مخلصون لأعداء الله بموالاتكم لهم على مرّ تاريخكم، أسدا كبيرا وشبلا صغيرا
لا ترحمون صغيرا ولا كبيرا
فحماة وحلب وحمص وغيرها تشهد على جرائمكم أيام مدرسة المدفعية
فلم يسلم منكم شيخ ولا امرأة ولا طفل
وحتى الحجر والشجر بعد البشر دُمّروا تدميرا
تتشدقون بالعروبة وأنكم حُماتها
وأنتم " عفالقة " من رأسكم حتى أخمص أقدامكم
تتشدقون ويتشدق شيوخ " الدعاية والإعلان والإعلام " عندكم بالدين والحرص عليه
مع أنكم لم تنكروا يوما أن البعث الهكم
وتضحكون على السذج من الناس - كما يفعل غيركم - فتقولون أن الإسلام مصدر من مصادر تشريعاتكم
فسحقا لكم سحقا !!
وأفّ لكم أفّ أنتم وما تعبدون من دون الله
وهل أنبئكم بالأخسرين أعمالا عندكم؟؟
إنهم " شيوخ " الغفلة ومعاتيه البشر ممن يروجون لكم ويبررون سوء أفعالكم وجرائمكم
ذاك صنف
والصنف الثاني تلك الجماعات التي ادعت النهضة والدعوة لدين الله بالحوار والوسطية والمسامحة لكم على
ما ارتكبتم من جرائم في حق المسلمين في سوريا
تلك الجماعة التي ما فتئت تطالب بالحوار معكم
فكما تحالفت تلك الجماعة من " العفالقة" والاشتراكيين والوطنيين بحلف واحد
فإنها لا تُمانع، كما لم تمانع دوما، في سوريا وغيرها، أن تكون ضمن النظام بشرط: إجراء شيء من التعديلات
والتخلص من تفرد الحاكم وحزبه في الحكم وتسلطه على الرقاب
شرط يتفق معهم عليه العلماني والبعثي الاشتراكي والقومي الوطني فبماذا تختلفون؟
وبماذا تتمايزون؟
وكيف تتميزون؟
وأين تلتقون وأين تختلفون؟؟

منذ الأسد الكبير، الذي أراق الدماء فتشبعت منها الطرقات
الذي خلع خمار الحرائر عن وجوههن
ومزّق ما يستر أجسادهن من لباس شرعي
في الساحات والطرقات
وفناء الجامعات

إلى الشبل الصغير الذي داس قرآن الله العظيم بقدميه !!
لا فرق إن داسه هو أو داسته زبانيته، ففي النهاية هم رجاله ويأتمرون بأمره
عرفنا رجال سوريا رجالاً
ولم نعرفهم أقزاماً ولاعبيداً
عرفناهم ذوي نخوة ومروءة
ولم نعرفهم أنذالاً فاقدين للكرامة
فهل أنتم على ما نعرفكم عليه؟
هل رجالكم رجال؟
وحرائركم حرائر؟؟
هذا ما يجب عليكم أن تثبتوه لأمة سيدنا وسيدكم محمد صلوات ربي وسلامه عليه
هذا ما يجب عليكم أن تثبتوه أمام خالقنا وخالقكم العلي العظيم الجبار
هذا ما يجب عليكم أن تثبتوه دفاعا وحرصا على قرآنكم قرآن رب العالمين
الذي في طياته العبر لنا كيف قصم الله الجبابرة وجعل أراضيهم عاليها أسفلها حين لم تتمعّر وجوههم غضبا لله
ولدين الله
أثبتوا ذلك أمام ظلمة النظام عندكم
أثبتوه في وجه من خنع من علمائكم
أثبتوه أمام من تخاذل من جماعات التخاذل الذين ضل سعيهم وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا
الحمد لله رب العالمين
الحمد لله العلي الجبار العظيم
الحمد لله القوي العزيز المنتقم

سيف الدّين عابد




ليست هناك تعليقات: