الأحد، 5 يونيو 2011

المجلس الانتقالي الليبي... وتدمير ليبيا




قرار مجلس الأمن رقم 1973 الذي صدر في 17 آذار 2011م كان الداعي لصدوره كما أعلن: فرض منطقة حظر جوي في ليبيا واتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في ليبيا
وبالرغم من اللغط الكثير الذي دار حول مشروعية وقانونية صدور مثل هذا القرار الذي يجيز للدول الغربية التدخل في شأن داخلي لدولة تحت مبرر " أخلاقي" هو حماية المدنيين فإن الشكوك تزداد يوماً بعد يوم في الهدف من صدور هذا القرار
لا شك أن الغرب كلّه لا يعبأ بدماء المسلمين في كلّ بقاع الأرض إن سالت، وليس في ليبيا فقط
والحافز " الأخلاقي" الذي يدّعونه كعامل أساس لصدور هذا القرار لم يُطبّق على غير ليبيا رغم الجرائم والفظائع التي حصلت، كما حصل في غزة في فلسطين مثلاً وفي غيرها..

صدر القرار قبل ما يقرب من سبعين يوماً
وبتتبع ما " أنجزته" قوات الناتو نجد أنها قد دمّرت – أو كادت – كلّ البنية التحتية للقوات الليبية والجيش الليبي
في حين أن جواسيسهم على الأرض قادرون –إن أرادوا – أن يُحدّدوا موقع القذافي وأركان نظامه الذي يسنده ثمّ تدكهم دكاً...غير أنها لم تفعل!!
والملاحظ أيضاً أنهم قد حدّدوا وقيّدوا حركة الثوّار في ليبيا، فمنعوهم في بعض الأحيان من التقدّم غرباً مع قدرتهم على التقدّم.
كما يُلاحظ أن قوات القذافي لا زالت تدكّ مناطق من المفترض أن قوات الناتو تحمي المدنيين فيها في شرق البلاد، وأن ضرب قوات القذافي لتلك المدن تستمر أياماً طويلة دون أن تُسكت نيرانها قواتُ الناتو!!
وقد سبق أن استهجن هذا الأمر القائد العسكري للثوار المنشق عن القذافي اللواء عبد الفتاح يونس وانتقد أداء قوات الناتو في حماية أهل مصراتة التي استمر القذافي بضربها شهراً كاملاً دون أن يستطيعوا ردعه!!



ولا أعتبر حالة المجلس الانتقالي الليبي " خيبة أمل"...فمجلس يستعين بدول يعلم أطماعها في ليبيا، ويعلم استماتتهم لوضع أيديهم على خيراتها، لا يمكن بحال أن أحسن الظنّ به
وتواصله الأخير مع الكاتب اليهودي الفرنسي برنارد هنري ليفي، والرسالة الشفهية التي نفى المجلس الانتقالي أنه أرسلها من خلال هذا اليهودي إلى رئيس وزراء كيان يهود في فلسطين يدل على أن المجلس – على أقل تقدير- جاهز أن تكون قضية التعاون مع كيان يهود موضع بحث!!
ويدل على ذلك أسلوب نفيهم للخبر حيث قال عبد الجليل في تصريحات صحفية "استقبلنا ليفي بوصفه موفدا خاصا من الرئيس الفرنسي ولم نتحدث أبدا معه عن نيتنا إقامة علاقات مع "إسرائيل"، وأضاف "نحن أعضاء في الجامعة العربية وندعم الجهود التي يبذلها الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقلة".

في حين أنه يمكن ربط هذا الكلام بما نشرته تقارير إعلامية في منتصف شهر أيار  المنصرم، حول اتفاق بين إسرائيل والمجلس الانتقالي الليبي ''بدعم إسرائيل للمجلس على أن يتم الموافقة على إنشاء قاعدة عسكرية إسرائيلية بمنطقة الجبل الأخضر في منطقة البيضاء لمدة 30 سنة''، وتشير الوثيقة إلى أن إسرائيل تلتزم مقابل ذلك بقيام جيشها ''بتدريب الثوار وتقديم الدعم لهم والأسلحة في حربهم ضد القذافي، مع الضغط على الدول الغربية للاعتراف بالمجلس''. هذه الوثيقة تم توزيعها خلال مؤتمر للقبائل الليبية انعقد منتصف الشهر الماضي في طرابلس، وحسب الموزعين للوثيقة فقد نشر مضمونها في صحيفة 'غازيتا رى' الروسية، سربها إليها ضابط أوكراني.

مما يُفهم من هذا ومن غيره، أن المجلس الانتقالي في ليبيا قد ركن إلى الغرب وربط نفسه به ومكّنه من ليبيا مكنة لن يستطيع الانفكاك منها إن فكّر أن يفعل طالما استمر اعتماده عليهم وفتحه المجال لهم ليرسّخوا أقدامهم ويستولوا على البلاد والعباد
إن أفضل ما يمكن أن يفعله هذا المجلس الانتقالي اليوم: أن يتراجع عن الاستعانة بالغرب، ويطالبهم بالخروج من البلاد قبل أن تترسّخ أقدامهم أكثر، وقبل أن يدمّروا ما بقي من بنى تحتية لم يدمروها بعد
وأن يعلم أن القوة لله، والأمر لله، ولن يستطيع الغرب كلّه أن يقرر ما لم يقرره الله، وأن الله ناصر من استعان به واستنصره، وخاذل من استعان بأعداءه ووالاهم وركن اليهم.

وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ



هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

خرف ... أعضاء المجلس الانتقالي وقبلهم الشعب الليبي كافة يكرهون إسرائيل كما تكره أنت الموت.