الاثنين، 20 يونيو 2011

الانتخابات في ظلّ احتلال لا تخدم إلا مصلحة الإحتلال


أخبار فلسطين / دمشق
أقرَّ أول من ترأس المكتب السياسي لـــ"حماس" المهندس إبراهيم غوشة بخطأ حركته حينما قررت المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي في العام 2006م، لافتاً إلى أن هذا الأمر لم يكن ليحدث لو كان الشيخ المؤسس أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي على قيد الحياة.

ونقلت مصادر محيطة بغوشة لــــــ "أخبار فلسطين" عنه القول:" بعد استشهاد الرموز الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي ومن قبله إبراهيم المقادمة وصلاح شحادة وغيرهم، تراجع الخط المبدئي المقاوم وتراجع الأمل بتحرير القدس لمصلحة الخط "البراغماتي" فكان دخول الانتخابات تحت سقف "أوسلو"".

جدير بالذكر أن غوشة (76 عاماً) يُعد من أوائل من التحقوا بصفوف جماعة الإخوان المسلمين في الأراضي الفلسطينية، حيث عايش المرحلة السرية في العمل والتي جاءت نظراً لطبيعة الظروف الأمنية الصعبة أيام حكم الرئيس المصري جمال عبد الناصر.

ومن المعروف أن بدايات تفرُّغ غوشة في حركة حماس كانت سنة 1989م، بطلبٍ من المراقب العام للإخوان المسلمين آنذاك محمد عبد الرحمن خليفة، حيث أُسندت إليه مهمة تشكيل أول لجنة سياسية لحركة حماس؛ تفرَّغ للعمل فيها بالكويت.

وكان غوشة قد كشف في كتابٍ نشره مؤخراً بعنوان "المئذنة الحمراء" أنه تحفَّظ شخصيًّا على مشاركة حركة حماس في الانتخابات التشريعية؛ لما يترتَّب على ذلك من استحقاقاتٍ هائلة، لكنه آثر احترام رأي الأغلبية والتزامه به.

وللقيادي غوشة رأيٌ في مشاركة حركة حماس في الانتخابات القادمة، وينبِّه إلى أنها ستكون كمن يُلدغ من جحرٍ واحد مرتين، ويشير في ذات السياق إلى أن سيناريو 2006م سيعود مرَّةً أخرى لعزل المقاومة إذا لم تقبل بشروط اللجنة الرباعية، هذا إذا كانت الانتخاباتُ نزيهةً ..".

وموقف الدكتور الرنتيسي - رحمة الله تعالى عليه - كان واضحاً في هذه المسألة حين كتب تحت عنوان:
هل السلطة في ظل الاحتلال إنجاز وطني أم إنجاز للاحتلال؟
" لقد بات واضحا أن المحتل حين يبسط هيمنته على بلد ما فإن أول ما يسعى إلى تحقيقه هو إيجاد سلطة محلية تدير شؤون المواطنين، فتخفف عن المحتل أعباء الإدارة، وفي نفس الوقت تحفظ للاحتلال مصالحه التي هي في واقع الأمر تتناقض تناقضا جذريا مع المصلحة الوطنية العليا للشعب الذي يرزح تحت الاحتلال، وأقل ما يمكن أن يقال في هذا الأمر أن هذه السلطة سيكون همها الأول مباركة الاحتلال، والتعاون معه ضد أبناء شعبها، لحفظ أمن الاحتلال، واستقراره، وبقائه، مقابل أن يضمن الاحتلال لتلك السلطة وجودها، والمثل الأكثر شهرة هو حكومة "فيشي" الفرنسية، وقد اتهمت حكومة "فيشي" بالخيانة من قبل الفرنسيين واعتبرت موالية للحكم النازي ضد المصلحة الوطنية، بينما قام "ديجول" بجمع كل الفرنسيين تحت مظلة "روح قومية واحدة" في مواجهة حكومة "فيشي"، في هذا المثال الواضح لا يمكننا إلا أن نقول أن السلطة التي شكلها الاحتلال النازي من الفرنسيين في فرنسا كانت إنجازا واضحا للاحتلال، فالاحتلال هو الوحيد الذي انتفع من تشكيلها، ولم تكن إنجازا وطنيا فرنسيا."
وختم قائلاً:
" كما فرض العدو الصهيوني عبر المفاوضات على السلطة التعاون الأمني تحت مظلة مكافحة الإرهاب، مما سلب الفلسطينيين أمنهم لصالح الأمن الصهيوني.
فأي إنجاز هذا الذي تحقق للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية بقيام سلطة فلسطينية في ظل الاحتلال؟!!! وإن كان هناك إنجاز فهل يقارن بما حقق الاحتلال من إنجازات استراتيجية هامة؟!!!
إذن فقد وقعت السلطة في الفخ الذي كانت تحذر منه، ولقد حاولت كسر القاعدة حتى تجعل من تشكيلها مصلحة وطنية وليست مصلحة للاحتلال، إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل، ولا زالت تحاول إلا أن اليأس بدأ يتسلل إلى نفوس المخلصين من عناصرها، ومن هنا بدأت تشعر بالحرج الشديد أمام شعب بات على ثقة أن السلطة في ظل الاحتلال تعتبر إنجازا للاحتلال وليس إنجازا وطنيا حتى وإن خلصت النوايا "

فهل من سبيل لهم ليتّعظوا؟
وهل ثبت عندهم الآن، كما كان ثابتاً عند غيرهم من قبل بأمد بعيد، أن الانتخابات تحت حراب بني يهود لا تخدم إلا بني يهود؟ ولا تزيد أهل البلاد إلا رهقاً؟
أم أنهم لا يبحثون إلا عن المشاركة في السلطة بغضّ النظر عن الذلة أو العزّة؟!


ليست هناك تعليقات: