الاثنين، 23 نوفمبر 2009

سيرة أركانها ظلمات بعضُها فوق بعض !!


أخذت على عاتقها مهمة تدعيم أركان الحكم في شتى أقطار تواجدها

فكانت الركيزة التي يستند إليها النظام إن تعرض إلى عاصفة من شانها أن تضعضعه أو تزيله من جذوره

داهنت الأنظمة وتزلفت لتنال ( شرف ) الحظوة عندها

فمرة تجدها في المعارضة تلملم جراحات الأنظمة من خارج أركانها، وتحيط كلّ من تسول له نفسه معارضة النظام معارضة لا ( يبيحها ) الدستور

ومرة تجدها عنصراً فاعلاً في الحكومات، فيكون منها رئيس الوزراء، ومنها الوزير، وزمنها المدير

ومنها ... شيخ البلاط.

لاحت في أفق المسلمين أول أمرها داعية لشرع ربها

فظن الناس أن الحديث عن شرع ربهم وربها...فإذا هو على خلاف ما ظن القوم: فهو شرع ربّها، أي سيدها ورئيسها ومليكها و...حاكمها


وتناقضت أحوالها في ذات المسألة والقضية بين بلد وبلد، وقطر وقطر، ودولة ودولة، ففي العراق يدّعون محاربة المحتلّ...ويشاركون في حكومة هو صانعها...

وفي الأردن الملك مليكها...ودستوره محترم

والعلمُ علمُها...وفوق المكاتب موقر ومعظّم

يدّعون محاربة العلمانية التي لا معنى لها عند أهلها وعند من صحّ عقله إلا أنها فصل الدين عن الدنيا وأمورها وفي ذات الوقت يسندون الأنظمة العلمانية المحاربة لله ورسوله ويشكّلون بالنسبة لها الطبيب المنقذ من أي حالقة ماحقة تهدده

يلتزمون المنابر داعين إلى ذواتهم وثوابتهم التي لا تصمد أمام هزّة ريح في حين أن السنبلة الخاوية تصمد في وجه ريح أعتى منها

يحقدون على كلّ مخلص لله ولدينه وأمته ويصفونه بأوصاف تقشعر منها الأبدان، لا لشيء إلا لأنه يقول هذا حكم الله وهذا حكم الطاغوت.

يضربون المحكم من آيات الله بعرض الحائط والقف والأرض ويأتون بما لم تأت به الأوائل ويقولون: دونكم شرع الله وما سواه باطل لا يستقيم

حرام قبل صلاة الظهر، حلال بعد صلاة العصر وهو هو لم يتغير واقعه ولم يتبدل، بل ما تغير وتبدل هو المصلحة....فكان أن اتخذ حكم المصلحة التي يدور معها الشرع أينما دارت...إلى أن أصيب الناس " بدوار الأحكام" التي لم تعد عندهم بيضاء ناصعة بسبب فعال القوم هؤلاء.


ثمّ، تُرانا نشهد التئام الشمل واجتماعه بينهم وبين علماني حاقد، وشيوعي متشيّع من كل فضيلة متسربل كلّ رذيلة فتراهم كلهم كما الأحبة الذين لا يبغون بينهم فراقا



إلى أن تقع بينهم البغضاء، فيظن الناسُ أن صيّباُ من السماء ضرب القوم فأيقظهم على أحكام الله، وما هي إلا هنيهة فيدرك الناس أن الأمر – اجتماعا بينهم وتفرقاُ – ما كان إلا لكرسي وزارة هنا، وإدارة إدارة هناك

وزارة طاغوت، وإدارة مؤامرات....وصاحب الخيوط يحرك الأفواه منهم والأيادي والأقدام لخدمته ومصلحته


ثم هان عندهم دم المسلم الموحد العابد، فسُفك على أعتاب مرضاة الأعاجم و رويبضات العرب

يتناحرون تناحر العنزة الجرداء مع القرناء مستعرضين العضلات على من؟ على ذوي القربى في الدين والبلد

ثم يقولون: حكومة رشيدة.....وحراب الاحتلال تقلع العيون وتطعن القلوب من قربها ووضوحها، فهي الظل، والأرض، والهواء، والماء....

دين الله يتلاعب به ويستهان به ويُدنّس باسم الرشد وحكومة الرشاد...


امتهان للعقول، وتضييع لأحكام الله، وتمكين للظالمين على المقهورين من المسلمين، واستمراء للهوان وتغييب شرع الله، و...سفك الدماء

كلها أمور لا أدري كيف لا يراها أتباعكم، ولا المخلصون منكم

كيف يقبلون عشر معشارها؟ ففي عشر معشارها تضييع لدين الله وعقيدة التوحيد وتعبيد العباد لرب العباد!!

هل يسكتون عنها برضى واطمئنان؟؟ فذاك هو الخسران إن كان هو الحال

أم يسكتون خوفاُ ورهبا؟ فالله أحق أن يخشوه إن كانوا مؤمنين

اتقوا الله في دينكم

وفي أنفسكم

وفي أمتكم
 

ليست هناك تعليقات: