الأحد، 7 فبراير 2010

حكامكم ليسوا عاجزين ولا هم أموات أيها المسلمون


في أثناء وبعد كلّ مصيبة تنزل بأمة محمد صلوات ربي وسلامه عليه نسمع كلاما من أبناء الأمة، عامتهم ومفكريهم، وحتى من بعض علماء الشريعة الإسلامية، مفاد هذا الكلام هو أنّ الحكام في بلاد المسلمين المحكّمين على رقابنا هم أموات لا يرجى منهم خير، أو عاجزون لا يقدرون على شيء، ولا يستطيعون فعل شيء مما تطالبهم به شريحة عريضة من المسلمين

الميّت هو من لا حياة فيه ولا روح، والعاجز هو من فقد عضوا أو جزء من بدنه فأعاقه عن القيام ببعض أو جلّ ما يستطيع كامل الجسم أن يقوم به
هذا بشيء من الاختصار، وبما يتعلق بالمسألة وليس من ناحية طبية وفسيولوجية عامة

أما أنّ الحكام أموات: فهم ليسوا أمواتا، بل أحياء يُرزقون، تدبّ فيهم الحياة كأي ( مخلوق) وفيهم الروح مثل أيّ كائن حي

أما أنهم عاجزون، فهم أيضا - من ناحية بدنية وصحية- ليسوا كذلك، بشكل عام، ذلك أنهم أصحاء في أجسادهم عموما، غير أنّ النقص والعجز هو في شخصياتهم، نفسياتهم وعقولهم
أي أنّ عقلياتهم لا تنسجم ولا تتوافق من قريب ولا من بعيد مع عقيدة المسلمين حملا ولا تطبيقا
فعقلياتهم، وعقولهم موجهة مبرمجة ذات بوصلة لا تمتّ إلى شرع الله بصلة، فهم يفكرون، ويحكمون، ويتعاملون مع القضايا بعمومها من خلال وجهة نظر ليست هي العقيدة الاسلامية، فقد انسلخوا وسُلخوا عنها ومنها
وأصبحوا يتعاملون مع أبناء جلدتهم من المسلمين بما يمليه عليهم من هم تبع له من فكر غريب عن عقيدتنا، ومن أنظمة غربية غريبة أقل ما يُقال فيها أنها ليست منّا ولسنا منها، علمانية غربية لا يراعي أصحابها إلا مصالحهم وشعوبهم. فحين يستقي حكام المسلمين أنظمتهم وقوانينهم من تلك الإنظمة والقوانين فانهم حينها يطبقون على المسلمين ما لا يصلح لهم، بل قد يصلح للغرب فقط وليس لنا، وحين يتعاملون مع قضايانا فانهم يتعاملون معها وفق وجهة النظر الغربية، وحين يريدون التعامل مع أيّ من قضايانا فانهم ان استدعوا أحكام عقيدتنا لحلها فلن يجدوها، كونهم لا يحملونها ولا يعلمون كيف تكون حملا ولا تطبيقا، فيستدعون أحكام وقوانين الغرب، فيجدونها لا تنطبق على قضايانا

فهم اذن لا إلى هؤلاء ولا الى هؤلاء، تائهون بين اسلام كان الأصل فيهم ان يعتنقوه ويطبقوه غير أنهم لم يفعلوا، وبين انظمة غربية لا علاقة لها بدين الله

لذا تراهم مصابون بانفصام في شخصياتهم، مذبذبين بين شعوبهم وبين من يتبعون لهم في ولاءاتهم

فالميّت أو العاجز أيها المسلمون لا يجلب لنفسه ضرا ولا نفعا
أما هؤلاء فانهم بالقطع لا يجلبون لشعوبهم نفعا
الا أنهم، وبالقطع أيضا، يجلبون للأمة الضرر العظيم، والبلاء الجسيم
فلا يصح أن نقول أنهم أموات
ولا أن نقول أنهم عاجزون
وأن من يقول ذلك، وهو مدرك لمعاني الموت والعجز إطلاقا على الحكام، فانه اما أن يكون جاهلا جهلا مركبا
وإما أن يكون بإطلاقاته تلك يريد أن يُبعد أذهان الناس عن الحكام وتحميلهم مسؤولية ضياع الأمة وتضييعها

فان صدر ذاك القول من عامة الناس عذرناهم بعذر الجهل ( ولا أقصد بحال اساءة القول في عامة المسلمين) أما إن صدر من مفكرين وجماعات وعلماء فإن عذر الجهل غير مقبول لا عقلا ولا شرعا
والأصل البيان للناس أن هؤلاء الحكام بتقاعسهم، وتبعيتهم وعمالتهم للغرب والفكر الغربي أيّاً كان، هم الداء وسبب البلاء، ولا يمكن أن يتغير حال المسلمين وهؤلاء الأقزام جاثمين على صدورنا يمنعون الأمة من أية حركة ولو بغلبة الظنّ أنها من الممكن أن تكون في الإتجاه الصحيح

ولا يقبل عقل ولا شرع أن نحسن الظنّ بمن يتقلد أمور المسلمين، ويتحكم بهم ثمّ إن نزلت بالأمة نازلة قلنا أن حكامنا لا يقدرون على شيء من أمرنا ولا من أمرهم. هذا قول فيه ما فيه من استغفال للأمة واستغباء لعقولها، وحرف لها عن فهم أسّ الداء والبلاء وهم الحكّام المحكين والجاثمين على صدور خير أمة أخرجت للناس


اللهم هيء لنا من أمرنا رشدا
وهيء لنا إماما يقودنا إلى ما فيه خير وعزّ الدنيا والآخرة
يحكمنا بكتابك وسنة نبيك الكريم صلوات ربي وسلامه عليه.

ليست هناك تعليقات: