الاثنين، 22 أغسطس 2011

بدأ المشوار في ليبيا...



ليبيا الى أين؟!


هل المرحلة القادمة في ليبيا هي مرحلة محاولة إخماد أي صوت لا يتوافق مع تطلعات

 المجلس الانتقالي الليبي لدولة علمانية ديمقراطية متوافقة مع الغرب ومتصالحة معه؟

كثرت التلميحات، سواء من قبل دول غربية أو من قبل مسئولين ليبيين في المجلس 

الانتقالي ومن دول إقليمية مثل الجزائر، التي حملت إشارات إلى وجود عناصر 

من القاعدة و عناصر إرهابية وجماعات إسلامية متطرفة متوغلة بين صفوف الثوار 

في ليبيا.

ومثل هذه التصريحات والتلميحات تعكس المخاوف عند تلك الأطراف من ملامح

" التدّين" – إن جاز التعبير- عند الثوار الذين يقيمون صلواتهم ويصومون نهار 

رمضان وتعلو حناجرهم بصيحات "الله أكبر" طوال الوقت..

نفهم تماماً أن  الغرب لا  يرتاح لهكذا حال...



ويزعجهم أن تُطبع تصرفات الثوار بطابع يوحي بالتزامهم بدينهم وتعلقهم بخالقهم 

طلباً للنصر والمعونة منه...لكن لماذا الانزعاج عند من كان الأصل فيهم أنهم 

" يمثّلون الثوار" أي المجلس الانتقالي الليبي؟!


ألا يشكل انزعاجهم هذا رجعُ صدى لانزعاج الغرب؟

أم أنه " يشوّش" على صورة المجلس الانتقالي الذي يدعو –رموزه على الأقل- إلى

دولة منفتحة على العالم الغربي تنتهج منهجه في الديمقراطية والبعد عن الدّين!!

أم هل سيكون لهذا الانزعاج عن المجلس الانتقالي ما بعده دفعاً للثمن المطلوب 

من ليبيا سداده مقابل دخول قوات الناتو إليها لمساعدتهم في التخلّص من القذافي؟

وما بعده، هل سيكون محاولة التخلّص من الأصوات التي تطالب بتحكيم الإسلام 

وخضوع الليبيين له في الدولة والمجتمع حين ظهورهم أو حتى قبل ظهورهم 

الواضح في المشهد السياسي قريباً؟

في لقاء إخباري مع قناة الجزيرة اليوم الاثنين 22/8/2011 م. قال مصطفى عبد الجليل:

أنا لا يشرفني أن أكون رئيساً للمجلس الانتقالي في ظل وجود هكذا عقليات في 


صفوف الثوار وأشار إلى " وجود جماعات إسلامية متطرفة بين الثوار تسعى 


للاقتصاص وإثارة الفوضى وقال " أنا مؤمن بالقضاء والقدر، من يوم خلقت في


  بطن أمي الله سبحانه وتعالى وحده  يعلم  متى أموت وكيف أموت"

هذه – في نظري – تصريحات خطيرة، وحتما لها ما بعدها، وتأتي مباشرة مع نهايات

 القذافي، وتأتي في ذروة نشوة النصر التي يعيشها ثوار ليبيا...

يغلب على ظني أن " المشوار " في ليبيا قد بدأ الآن.

فقد طلبت الخارجية الأمريكية من عبد الجليل أن " يعدّ جيداً " لمرحلة ما بعد القذافي...!!

فما معنى الإعداد الجيّد عند الأمريكان ان لم يكن يخدمهم ويخدم مصالحهم في البلاد؟





هناك تعليق واحد:

صوت التحرير يقول...

بارك الله فيك .
نعم أوافقك الرأي فهذه التصريحات لها ما بعدها, والمشوار في ليبيا قد بدأ الآن , والمقال التالي يُلقي الضوء على بعض التشنجات في العلاقة بين الثوار وبين المجلس الانتقالي في ليبيا:
http://www.alquds.com/news/article/view/id/290202
صوت التحرير