السبت، 27 أغسطس 2011

حملة مسعورة لإثباتِ وجودٍ للقاعدةِ في ليبيا





بالرغم من أن الشعب الليبي المسلم متجانس في طبيعته الايدلوجية وتغيب تقريباً عنه الصراعات في هذه الناحية، ولا يُعلم عنه تصادم بين أتباع مذاهب، فهو مجتمع أفراده مسلمون سنّة، إلا أننا نسمع أصواتاً تحاول جاهدة أن تثبت للقاعدة وجوداً وتأثيراً فاعلاً في ليبيا، تارةً بالقول بوجود "اسلاميين متشدّدين" وتارة بالتأكيد على أن جماعات منظّمة تتبع القاعدة لها دور فاعل في "معركة طرابلس"ـ وتارة بالإشارة الى دور فاعل للجماعة الاسلامية المقاتلة في ليبيا!!

ومعروف أن الدكتور محمد الهوني عًلماني كان مقرّباً من نظام الطاغية القذافي، إذ كان يعمل قبل سقوط ذاك النظام مستشاراً خاصاً لسيف الإسلام القذافي، والذي كان يصفه الهوني بأنه مثل " أحد أبنائه" كما جاء على لسانه في إحدى مقابلاته على قناة العربية وتحديداً في برنامج إضاءات.
وللهوني تصريحات صريح الكلام فيها يدلّ على أنه يريد أن يعطي انطباعاً واضحاً وقوياً أن ليبيا  الآن
منقسمة بين تيارات مختلفة كالإخوان المسلمين والقاعدة والجماعة الليبية المقاتلة!
وجاء على لسانه في لقاء مع مجلة " المجلة" قوله:
إن المجلس الانتقالي ليست له أية قوة، فالإخوان المسلمون لهم ميليشياتهم، والقبائل لها ميليشياتها. والقاعدة في بلاد المغرب، إذا دبت الفوضى، لن تجد لها مكاناً أفضل من ليبيا لتهديد المنطقة وأوروبا. وستدخل القاعدة بقضها وقضيضها، وهذا أكيد، إن لم تكن قد دخلت بالفعل


       

 وأضاف: ليبيا بلد بلا دستور، بلا جيش، بلا برلمان، بلا أحزاب. ليبيا بلد بلا رئيس، ولا نائب رئيس. ليبيا ليست دولة..
وتتناسق أقول الهوتي ومواقفه تلك مع ما تسعى صحف غربية كثيرة من الترويج له من أن ليبيا تتنازعها الآن جماعات متشدّدة متطرفة..
وفي لقاء جمع الدكتور محمد الهوني والسيد جمعة القماطي ظهر فيه جلياً الخلاف بين الرجلين في هذه المسألة، فقد حاول الدكتور الهوني أن يُظهر عبد الحكيم بلحاج على أنه رجل القاعدة القوي في ليبيا، وأنه وجماعته، الجماعة الليبية المقاتلة، لها تأثير قوي وفاعل على الساحة الليبية الآن، محذراً من خطورته وخطورة جماعته موحياً للمستمع بأن التطرف يوشك أن يسيطر في ليبيا، ودلل على خطورة عبدالحكيم بلحاج بالقول بأنه وجماعته كان لهم دور بارز في قتل رجال أمن ومدنيين في سنوات التسعينات..
فما كان من السيد جمعة القماطي إلا أن نفى نفياً قاطعاً كل ادعاءات الهوني، وقال بأن الليبيين يفخرون بعبدالحكيم بلحاج لوقفته ضد نظام القذافي، وانه حاول اغتيال القذافي ثلاث مرات ولم يسقط في هذه المحاولات سوى بعض عناصر أمن القذافي...


واضح من هذه التصريحات ومن غيرها، سواء على لسان الهوني أو على لسان مصطفى عبدالجليل حين أشار الى وجود " متشدّدين " قد يكونون سبباً لاستقالته –كما قال- أو من تصريحات ساسة غربيين وصحف غربية، واضح من كلّ هذا أن حملة شعواء تُدار الآن يُراد منها إعطاء المبررات لتصفيات واغتيالات لمن يوضعون في خانة " غير المرغوب فيهم" من الليبيين عند الغرب وأدواته في ليبيا، ولإعطاء مبررات – ربما- لتدخّل قوات غربية على الأرض الليبية مهمتها تصفية عناصر موسومة بالتطرف والإرهاب والتشدّد.
لا يجب بحال أن تُحمل هذه التصريحات والتلميحات على غير محمل الجدّ والحذر من قبل المخلصين في ليبيا الذين ثاروا لأجل كرامتهم وعزتهم وتحررهم من قيود الطاغية القذافي، فلا يسمحوا لقيود "منمّقةٍ مموّهَةٍ " أن تقيّدهم وتتحكم بهم بلسان عربي وهوىَ غربي.
وأن يعلموا أن تمام طريق تحرّرهم لا يُستكملُ إلا بما رضيه لهم ربّ العباد من تحكيم لشرعه سبحانه وحكم بكتابه وسنة نبيه صلوات ربي وسلامه عليه.


هناك تعليق واحد:

ansar activities يقول...

http://www.facebook.com/ansar.activities