الأحد، 29 نوفمبر 2009

الغرب و " اسطبل " المفكرين العرب




25/3/2009
لا شكّ في أنّ للإعلام -على اختلاف أنواعه- دور عظيم وخطير في الوقت ذاته لناحية تعاطيه مع قضايا الأمة سلبا أو إيجابا
فوسيلة الإعلام أصبحت الأداة الفاعلة المؤثرة في تسويق سياسات الدول، والاعتماد عليها  باضطراد مستمر وتسارع كبير، وفي سباق محمومٍ مع الزمن، فقد فهم كثير من ساسة اليوم خطورة الأفكار وأهميتها، وبأن السلاح مهما كانت قوة فتكه لا يستطيع أن يهدم فكرا أو أن يصيغه الصياغة التي يريدها النظام، أيّ نظام.
فمراكز البحوث والدراسات (Thinking Tanks) ما انفكت تضع الخطط والاستراتيجيات في مسألة التعامل مع الأفكار التي تعمل على محاربتها والحيلولة دون انتشارها، والتعامل مع دعاتها، وتوصي حكومات الدول في أمريكا وأوروبا بشأن مخاطر الأفكار التي يدعو إليها " المتشددون" في العالم العربي والإسلامي من مثل حزب التحرير...
فالإعلام والإعلاميون هم اليوم – أكثر من أي يوم مضى- الأداة الأكثر خطورة في يد الأنظمة

وطبعا لا أنفي أن من الإعلاميين من هم على درجة من الوعي بحيث ينتبهون إلى خطورة الأمر فلا يقعوا في الفخاخ التي ينصبها لهم الساسة والدول ومراكز البحوث الإستراتيجية

إلا أن تلك الجهات لا تملّ ولا تكلّ من البحث عن إعلاميين يروجون لفكر هذا النظام أو ذاك، أو لضرب، وبشكل أدق، محاولة ضرب الأفكار التي تعتبرها تلك الأنظمة أفكارا هدّامة، والكلام أساسا عن الإسلام والذين يحملون فكره بشكل واضح وجلي ونقي يخلوا من أي شائبة والذي لم يتلوّث بملوثات العصر وسمومه .

أقول، لا تملّ تلك الأنظمة من البحث عن إعلاميين ومنابر إعلامية لتغريهم بالعصا تارة وبالجزر تارة أخرى ليروجوا لها ما تريد ويحققوا لها مصالحها: آنيّة أو متوسطة المدى أو حتى بعيدة المدى منها.

وفي مسألة الإعلام والإعلاميين وأهميتهم، لفتني هذا الكلام:

مقولة الأمريكي" ديفيد وارمرز" المستشار والمسئول عن قسم الشرق الأوسط في فريق ديك تشيني، عن إسطبل المثقفين العرب
جاء في هذه الكلمة ما يلي:
 "من ضمن خطتنا في المنطقة لابد أن ننتبه للإعلام .. الإعلاميون العرب كلهم أعداء وكلهم ضد السامية وكلهم يمكن أن يشكلوا معسكر الخصم، لكن لابد أن نجد إسطبلا من الإعلاميين العرب يشبه سفينة نوح، الأحصنة في هذا الإسطبل وظيفتهم أن يقولوا دائما إن سوريا وإيران هما المشكلة، أما الحمير فهم من يصدقوننا بأننا نريد الديمقراطية، أما حظيرة الخنازير الذين يقتاتون على فضلاتنا فمهمتهم كلما أعددنا مؤامرة أن يقولوا أين هي المؤامرة" .. !.
http://www.almothaqaf.com/index.php?option...amp;Itemid=2739

لم يلفت نظري في هذا الكلام، ولم أكن لأهتم كثيرا لأنه يتحدث عن الإعلام فقط
فالذين يتحدثون وتحدثوا وخاضوا من السياسيين وغيرهم في هذه المسألة كثر
لكن اللافت للانتباه هو الجرأة والوضوح الشديدين في النظرة لتلك الفئة من الإعلاميين الذين يتحدث عنهم ديفيد وارمرز، وعن " شدة الاحتقار لهم" مع أهميتهم بالنسبة له ولغيره من الساسة والأنظمة
فكلامه واضح لا يحتاج إلى تفسير

وما قاله ليس غريبا، بل يدركه أصحاب العقول النيرة، الذين لا تنطلي عليهم خدع الساسة وإعلامهم المبرمج الممنهج

فهل يعي الإعلاميون في بلاد المسلمين خطورة وأهمية دورهم؟
وهل يرتقون إلى المكانة التي يستحقون أن يكونوا فيها من ناحية فهمهم لقضايا الأمة الإسلامية من منظور الإسلام وأحكامه لا من منظور الغرب ورؤيته ومصالحه؟!

هناك تعليقان (2):

خالد زروان يقول...

السلام عليكم،
الأخ الكريم سيف ألدين عابد

نعم، وبكل وضوح، يقولونها للإعلاميين ولم لا؟ فهم يقولونها لعبيدهم الذين هم حكام لهؤلاء الإعلاميين ومستخدمون لهم! يهينونهم أمام الكاميرات وهم يتلمسون ويتصنعون التبغل وعدم الفهم مخرجاً وحيداً ...

الحقيقة عنوان موضوعك يليق أيضاً بمن يسمون أنفسهم النخبة وهم ملتفون حول الأنظمة العربية المتآكلة المتهاوية...ممن يسمون وطنيين وقومييين ويساريين وعلمانيين وخصوصاً الذين يسمون أنفسهم اسلاميون... باعوا قضاياهم، لا قضايا لهم. ولم يعد لهم غير خيط النظام العربي المهتريء يتشبثون به ... في نفس خندقه. يرمون عن قوس واحدة العاملين للتغيير ... وقد مررت منذ أيام على وكر من أوكارهم إسمه منتدى واتا wata.cc
إسطبل بأتم معنى الكلمة. بل مجمع مرضى نفس وعقل.

ونسأل الله أن يثبت العاملين المخلصين الواعين.

سيف الدّين عابد يقول...

أخي الكريم خالد
يأبى الذليل منهم إلا أن يتمرغ في الذلّ من باب استمرائه، كون الواحد منهم قد فقد كلّ مقومات الاستقلالية عن الغرب فكراً ومنهجاً وحتى القناعات والمفاهيم أصبحت عندهم غربية غير أنها " معرّبة " على ألسنة هؤلاء
الذين فقدوا احترامهم عند أنفسهم قبل أن يفقدوه عند الناس وعند من يمدونهم بالفكر والمفاهيم.

شرفتني أخي خالد بمشاركتك
بارك الله بك